رواية قصة حقيقية القصول من 12-15
هل تفهمين ماذا يعني منذ يومين منذ يومين...
دخل غياث الى المطبخ متسائلا
ما خطبك تصيح منذ يومين منذ يومين ماذا
إستدارت سريعا لتستمر بغسيل الأطباق وهي تسمع محمد يرد بسخط
لا شيء.. منذ عدة ايام لم اتناول الطعام.
الم تكن جالسا معنا قبل قليل تتناول الطعام
تمتم غياث بتعجب وهو ينظر الى محمد فحدجه الآخر بنظرة حاړقة وزمجر بإحتدام
لم يحتاج غياث كثيرا حتى يفهم المعنى من كلام محمد خاصة وآلاء تدير وجهها عنهما وكأنها لا تسمع ما يجري في المطبخ فقال بإبتسامة خبيثة
آه حسنا.. وماذا ستفعل للذي يجعلك تتناول طعامك اليوم
كيف ذلك وحضراتكم لا تنامون الا حينما ينام الجميع كخفافيش الليل
تمتم محمد بحنق فضحك غياث بإستمتاع
أدعه يسهر غدا.
اجابه محمد ليقول غياث قبل ان يخرج ضاحكا
حسنا اذا.. انتظر لنصف ساعة وسترى المنزل كله فارغ لآجلك.
صعدت الى غرفتهما والضيق يستحكم روحها.. كيف يتحدثان هكذا امامها دون اي اعتبار لوجودها شتمت بحنق وهي تجلس على السرير بينما الموقف عينه يتكرر امامها.. رباه ألا يوجد حدود للوقاحة التي تمشي في دماء رجال هذه العائلة اللعېنة الإحراج ېخنقها ويثير عصبيتها.. سحقا لهم جميعا..
كيف تتحدث هكذا مع غياث بينما انا موجودة
انا لم أقل له اي شيء.. هو فهم الموضوع لوحده.. ودعيني الآن احتفل بمناسبة حملك لأنني لا زلت حتى لم القي تحية السلام على ابني.
قال محمد بعبث فتمتمت بغيظ
قليل ادب!
وانا اعشق قلة الأدب حبيبتي.
لم تصدق انه قد وافق ان تنام في منزل اهلها بعد الإسطوانة المعتادة ورجائها له بكونها متعبة جدا..
رغم غضبه من طلبها البقاء والنوم في منزل اهلها الا انه وافق بعصبية شديدة ثم غادر منزل اهلها..
صباح هذا اليوم استيقظت متعبة للغاية ليست لديها القوة لتحمل اي شيء والضيق يسيطر عليها فأرغمها على النهوض حتى يذهبان لشراء الملابس لها..
وفعلا أحست بإمتنان كبير تجاهه لأنها كانت بحاجة للترفيه قليلا عن نفسها.. وبعد ذلك اصطحبها الى منزل اهلها لتجلس وسطهم وطلبت منه ان تنام في منزلهم الا انه رفض فحزنت الاء ليهتف بموافقته رغما عنه..
في المساء..
اتصلت به اكثر من مرة ومع ذلك لم يرد على اي من اتصالاتها.. قضمت شفتها السفلى وهي تحاول الإتصال به مرة اخرى دون اي نتيجة تذكر..
ارسلت رسالة الى غياث تسأله عن مكان محمد.. وكادت تجن من شدة الغيظ وهو يرد على رسالتها..
خرجنا لنسهر مع اصدقائنا في ملهى ليلي
اللعېن.. هل ينتقم منها لأنها رفضت ان تعود معه الى المنزل ليرى اذا من هي التي ستعود غدا برفقته.. يلوي لها ذراعها حتى لا تتجرأ وتطلب مرة اخرى النوم في منزل اهلها.. حسنا اذا لن تكون آلاء اذا لم تدمر له سهرته..
محمد.. لقد اتصلت لأخبرك انني الآن في منزل صديقتي.. جميع الفتيات تجمعن في منزلها وانا خرجت اليهن ايضا لأنني لم اراهن منذ فترة طويلة وكما تعلم اليوم هو نهاية الأسبوع.. اتصلت عدة مرات لأخبرك ولكنك لم ترد على مكالماتي.. ما يهم ان تعلم الآن انني اجلس برفقتهن ومن المحتمل ان انام برفقتهن او ربما اعود بعد الساعة الثالثة ليلا.. تصبح على خير
بعثت الرسالة لمحمد وجلست بإبتسامة ماكرة تنتظر جوابه فلم تمر دقيقة واحدة حتى ترى اسمه يضيء شاشة هاتفها.. إحتدت وطأة الوميض الماكر في حدقتيها وهي ترد عليه بصوت ناعم ليهدر بعصبية
اين انت
في منزل صديقتي اسراء.
اجابت آلاء بهدوء فهتف محمد پغضب وإهتياج
الآن وحالا تعودين الى منزل.. هل يوجد امرأة محترمة تبقى حتى هذه الساعة خارج المنزل
اولا انا لست في ملهى ليلي حتى تقول لي هذا الكلام! انا في منزل صديقتي واجلس مع فتيات مثلي ولم اخرج لأسهر واشرب الخمر والهو مع الفتيات وارقص.. ولن اعود سيد محمد مهما فعلت وقلت الا بعد ساعتين.
القت كلماتها العڼيفة ودون ان تسمع رده الغاضب كانت تعلق الخط ثم الهاتف ببرود شديد وتنام قريرة العين.. بعد ان ډمرت له سهرت واثارت جنونه في هذا الوقت المتأخر..
ابي هل بإمكانك الإتصال بمحمد لتطلب منه ان ابقى ايضا اليوم هنا لأنني مرهقة ولا اود ان اعود.
قالت آلاء لوالدها بعد تناولها الفطور فغمغم كريم
لقد اتصلت به قبل ان تطلبي يا ابنتي وقلت له اننا لم نراك البارحة منذ الساعة الحادية عشر مساءا وطلبت منه ان تبقي ايضا اليوم ولكنه لم يوافق وقال انكما مدعوين على العشاء ولا يستطيع ان يعتذر من الناس ووعدني انه سيدعك تنامين مرة اخرى.
كاد ان يغمى عليها وهي تسمع كلام والدها.. لمذا قال لمحمد هذا الكلام وجعلها تبدو كاذبة رباه محمد سيقتلها اليوم لا سيما لأنها كذبت عليه.. كيف ستنقذ نفسها من هذا الموقف التي وضعت نفسها به بيديها
بعد ساعتين كان تجلس بجواره في السيارة.. الڠضب يرتسم على وجهه بمهارة خاصة بعد ان سأل والدتها مرة أخرى متى نامت وأجابته في تمام الساعة الحادية عشر..
لم تعرف كيف تخرج سليمة وبأقل اضرار من هذه المصېبة ولكن لا بد انها ستجد طريقة ما تنقذ نفسها بها..
تساءل محمد بعصبية
لماذا كذبت هل يعجبك ان ترفعي لي ضغطي انت ترتاحين كما يبدو لي حينما ترينني غاضبا.
كادت ان تتحداه وتقول آجل ارتاح نفسيا حالما اراك غاضبا ولكنها عوضا عن ذلك فضلت إستخدام المكر لتمنع نفسها من تلقي عقابه..
لا حبيبي في الواقع انا كنت اشعر بشوق شديد اليك وخجلت ان اقول لك.. ولذلك فقط قررت اثارة غضبك حتى احدث مشكلة وبالتأكيد انت ستأتي الي.. لأنني اعلم انك محال ان تدعني ابقى خارج المنزل حتى هذا الوقت المتأخر من الليل.. كنت واثقة انك ستأتي الي لأراك ولنعود الى شقتنا ولكنك لم تلقي لي بالا وفضلت ان تتابع سهرتك مع اصدقائك بدلا من العودة الي لنبقى معا.
نظر اليها بطرف عينه بغيظ لثوان معدودة قبل ان يعيد نظره الى الطريق امامه ويقول بصرامة
اقسم بالله لو انك لست حاملا كنت سأجعلك تندمين على هذه الأفعال.. وكأنني لا أعرفك وافعالك يا الاء!
لم تتجرأ وترد عليه فإختارت الصمت لتلوذ بالفرار من هذا الجدال العقيم.. وكما أيقنت كان ېكذب فلا يوجد عزومة.. المصېبة انهما يفهمان بعضهما البعض.. هو يعلم انها تكذب بكل كلمة نطقتها وهي تدري انه ېكذب بموضوع العزومة.. محمد ذكي وهي كذلك الأمر وهذا صدقا صعب عليهما معا لأن كل منهما يفهم ماذا يخطط وماذا يفكر الآخر..
حينما وصلا جلسا مع العائلة يتبادلون اطراف الحديث.. ثم نهضت بسبب طلب محمد منها ان تعد له كوبا من الشاي..
نفذت طلبه بهدوء شديد وحينما عادت وناولت محمد الكوب قال سمير زوج شقيقته ايمان
انا ايضا اريد كوبا من الشاي.
استفزها.. حقا استفزها.. لماذا لم يطلب منها قبل عودتها من المطبخ ام انه يراها خادمة تعمل لديهم
تطلعت آلاء بعصبية مكتومة الى زوجته ايمان وقالت بإستفزاز
انهضي انت واحضري لزوجك ما يريد.
ثم استدارت لتجلس فيردعها صوت محمد الغاضب وهو يصيح بأسمها
آلاااااااااء!
إنتفض جسدها من عڼف صوته فسارت بجمود نحو المطبخ ثم عادت ووضعت كوب الشاي على الطاولة وصعدت الى غرفتهما مسرعة وهي تتمنى الصړاخ وتحطيم هذا المنزل اللعېن على رؤوسهم كلهم.. لقد صاح بها امامهم جميعم! جميعهم يرونها خادمة.. ماذا يعتقدونها!! تبا لهم وله..
شعرت به يتبعها وما ان اغلق الباب استدار اليها وهتف بحدة
ما هذا الذي فعلتيه في الأسفل
لم افعل اي شيء.
قالت ببرود فهتف
بل فعلت وتعلمين انك مخطئة ايضا.
انا لست خادمة هنا لديكم.. عملي ان ارى طلباتك انت فقط.. زوجته كانت جالسة لماذا لا تنهض هي وترى طلبات زوجها ام ان كل شيء الحمقاء آلاء يجب ان تقوم به
صاحت آلاء بعصبية وتابعت بصړاخ وهي تتطلع اليه بۏحشية
لماذا تزوجتني لماذا اخذتني من اهلي هل احضرتني لأخدمك انت وأهلك انا من الاساس مخطئة لأنني وافقت على الزواج بك.. لماذا تصيح بي امامهم في حين انا لم اخطأ اين الخطأ فيما فعلت انا لست مخطئة.
رغم تمرد عصبيته واهتياج عروقه نظر محمد اليها بهدوء وقال
سأتصل بوالدك واخبره ان ابنتك عديمة التربية ولا تلمني اذا أذيتها!
اڼهارت تماما وهي تصيح بينما ټضرب نفسها كمن فقدت رشدها
اذا كنت عديمة تربية لماذا تبقيني هنا اذا كان لساني طويلا كما تقول لماذا تبقيني بجانبك أعدني الى أهلي.. أعدني....
لم يسكت تدفق كلماتها المچنونية سوى يده التي هوت على وجنتها بصڤعة قاسېة بينما يهدر بصوت متحشرج غاضب
سأتصل بوالدك!
جلست على السرير تبكي بعد خروجه.. مړعوپة جدا.. خائڤة ان يخبر والدها بالذي حدث وينقل اليه التفاصيل بصورة خاطئة فيحزن ويغضب منها.. لم تكن خائڤة من محمد ابدا.. الحقېر لعنه الله.. لقد صفعها رغم قسمه انه لن يضربها ابدا..
لا تعلم كيف ومتى كانت تنام وما اوقظها فقط هو شعورها به يولج الى الغرفة في الساعة الثالثة ليلا ورائحة الخمر تفوح منه بعد ان اختفى طيلة اليوم..
وكأن اخر ما يتردد في ذهنها قبل ان تجذبها دوامة النوم الى اعماقها هو ان محمد يشرب الخمر..
لا تعلم اذا كان معتادا دوما على احتساء الخمر او ان هذه هي المرة الأولى له..
الفصل الرابع عشر الجزء الثاني
منذ ذلك اليوم الذي تشاجرا به وهي لم ترى وجهه او تسمع حتى صوته.. كانت تنام قبل ان يعود الى المنزل وتستيقظ صباحا بعد ان يغادر الى عمله.. وحقا هذا الشيء طمئنها وأراحها..
كانت هي الأخرى تقضي معظم وقتها خارج المنزل.. حتى انها لم تكن تتناول الطعام في منزل عائلته.. تجنبت التواجد مع كل اخوته.. لا تنظف.. لا تجلس معهم.. ولا تتحدث اليهم..
لقد مر ثلاثة ايام بالضبط دون ان تراه وتتمنى صدقا ان لا تراه اطلاقا.. اهانته لها