رواية قصة حقيقية القصول من 12-15
امام عائلته لا تنساها ابدا ولن تتهاون بعد الآن.. هي ليست مجبرة على الاعتناء بأحد منهم.. ناهيك عن ضربه لها بعد ان قسم امام عائلتها انه لن يفعل ابدا..
في هذا الوقت اي حاليا فعلا كرهته.. يرفعها دوما لعڼان السماء بغزله ورومنسيته ثم يلقيها بكل قسۏة في غور الأرض.. لقد ملت من تقلبات مزاجه.. من قسوته اللا منتهية ومن رومنسيته وحنانه.. لماذا لا يرتكز على حال واحد بحق الله
كان الغداء جاهزا فجلست على الطاولة تتناول الطعام بهدوء دون ان تتفوه بكلمة واحدة على الرغم من نظراته التي تكاد تفترسها دون اي خجل.. عيناه تراقبان كل حركة تقوم بها بتركيز شديد..
غضبه كان متراكما منذ رسالتها وكذبها بكونها خارج المنزل في وقت متأخر وبعد ذلك رؤيته لها تفقد السيطرة على نفسها وټضرب نفسها بهيستريا.. فلم يكن امامه خيارا اخر سوى ضربها عسى ان يعود اليها رشدها بعد كلامها المثير للإستفزاز..
لقد غادر المنزل بأكمله وذهب ليجلس مع صديق له والضيق يجثم فوق صدره ويثقل روحه ڠضبا.. لم يكن يريد ان يشرب الخمر ولكن حينما عرض عليه صديقه كأسا من الخمر اغراه شيطانه واحتسى الكأس كله عسى ان ينسى ما دار بينه وبينها..
راقب غياث ما يدور بين شقيقة وزوجته بإستمتاع صامت.. شقيقه الغاضب والذي يكاد ان يلتهم زوجته بدلا من الطعام من قوة نظراته.. وزوجته الباردة التي لم تنظر اليه ولو خطئا!
ما هي الأخبار
ضحكت آلاء قاصدة ان تغيظ الأحمق زوجها وقالت
الأخبار كلها خير.. لقد احضرت لك الشيء الذي طلبته مني.. ولكن لا تنسى الوعد الذي قطعته علي وسأكون دائما في الخدمة يا قلبي.
انت فقط تأمرين.. وفي أي وقت ترغبين ان أخذك سأفعل.
قال غياث ضاحكا ليهدر محمد بحدة
وفقا لما اعتقد ان الكلام لا يصح على الطعام.. واذا كنتما تريدان الحديث بشيء ما بينما نحن جالسون تحدثوا بوضوح لا بألغاز.
وثب محمد عن مقعده بعصبية وهتف بينما يتطلع الى شقيقه
حينما تنهي طعامك تعال الي.. لا اريد ان اجدك جالسا مع النساء.
ان شاء الله اخي.
اجابه غياث بمرح ليحدجهما محمد بنظرات ساخطة قبل ان يسير مبتعدا..
وقفت تقطع حبوب الفاكهة في المطبخ لآجلها.. فلم يعد يهمها اي احد منهم..
شعرت به يقترب منها من عطره الرجولي التي حفظته دون الحاجة للنظر اليه فتابعت يداها ما تفعله دون ان تلتفت اليه..
وقف محمد خلفها وقال بهدوء بينما يتطلع اليها
أسف.. أعلم انني لا يجب ان ارفع يدي عليك.. ولكنها كانت ساعة لعب بها الشيطان في عقلي.. وانت كذلك قمت بإستفزازي جدا ولم تكوني في وعيك.. لا اعلم اذا كان ذلك بسبب هرمونات الحمل او شيء آخر.. ولكن استمحيني عذرا انت ذاك الوقت كنت غير طبيعية البتة ولم اجد أي خيار أمامي سوى ضړبك حتى تعودي الى رشدك وتعرفين ماذا تتكلمين.
غلف الجمود ملامح وجهها بتبريره الواهي واعتذاره البارد.. مثير للسخرية حقا!
حينما لم ترد عليه اردف محاولا جعلها تتحدث اليه
ماذا تفعلين
استمرت بتجاهله ليهتف بحنق
هل رأيت تصرفاتك هذه هي من تخرج الشخص عن طوره.. رجاءا آلاء حينما اتحدث اليك أجيبي ولا تبقي صامتة هكذا.
حينما اتكلم لا يعجبك ويتم ضړبي ايضا وكذلك حينما لا اتكلم لا يعجبك.. ماذا افعل هل اهرب كي لا يجدني احد وترتاح مني
تشدقت آلاء بتهكم فقال بجدية
لا تكلمي.. ولكن بطريقة لبقة وأوزني كلماتك قبلا.
استدارت اليه وهتفت
لا أجيد قول غير هذا الكلام.. لا اعلم كيف أجامل ولا كيف اكون منافقة.. انت تريدني ان اكون منافقة حتى ارضيك وأرضي الموجودين في هذا المنزل.
ثم التقطت صحن الفاكهة خاصتها وتركته لتذهب وتجلس قليلا مع شقيقاته رغم نظراته الغير راضية وبعد ذلك صعدت الى غرفتهما ليلحق بها ويقول بتروي بينما يجلس على طرف السرير
تعالي واجلسي لنتحدث.
ماذا تريد
تساءلت بضيق فقال بحزم
تعالي واجلسي لنتابع حديثنا.. لا تلقي كلماتك وتهربي دون سماعي.
محمد ماذا تريد
هتفت آلاء بنفاذ صبر فتمتم حانقا
هل افهم من كلامك هذا انك ستعيدين ما فعلت مرة اخرى
ما الذي اعيده من منا الذي اخطأ انا ام انت
هدرت بعصبية فأجاب بهدوء
نحن الإثنان.. انت بطول لسانك وعدم احترامك لي.. وانا بضړبي لك.. واعلم ان خطئي اكبر ولكنني أعتذر منك وأعدك انها لن تتكرر ابدا مرة اخرى.. وان شاء الله يدي تنكسر قبل ان ترتفع عليك وتؤذيك.
پحقد هتفت
ليتها يا رب تنكسر وتتحطم الى قطع صغيرة جدا حتى لا تنفع لشيء اذا عدتها او حاولت ان تعيدها.. وحتى لو اعتذرت دعني الآن لوحدي لأنني لا زلت غير مستوعبة الذي فعلته.. انت كل مرة تفعل مصېبة ما ومن ثم تأتي وتعتذر وانا كالعادة يجب ان اسامحك.
نظرت اليه واستأنفت بجدية
محمد هل انت متأكد من كونك تحبني ام انك تكذب علي لأن الذي يحب احدا لا يؤذيه.. او ربما تقول اضحك عليها بكلمتين تارة اڠتصاب وتارة أخرى ضړب.. حسنا.. في المرة المقبلة ماذا ستفعل ما هي المصائب والمفاجآت التي تخفيها لي لأن انت في كل مرة تقوم بفعل امور لا يتقبلها العقل او يفكر لها اطلاقا!
كل هذا الحقد تجاهي تحملينه بقلبك حسنا تابعي...
غمغم وهو يعلم انها محقة.. لقد اذاها كثيرا ودوما تغفر له.. ولكن لماذا لا تفهمه لقد اعتذر منها فلماذا لا تسامحه!
تنهدت آلاء قبل ان تقول بيأس
ليس بقلبي يا محمد.. ولكن انت كل مرة تفعل شيئا يؤذيني.. كل مرة تجرحني وانا يجب ان أغفر لك اخطاءك لكي تستمر الحياة! ومع العلم ان كل الذي تفعله بي لا يحذف بكلمة أسف! ومع ذلك اقول لنفسي كبري عقلك يا آلاء وسامحيه لأنه يحبك وانت ايضا تحبينه.
استشرست عيناها وهي تضيف
لو انني اسمع امرأة تقول زوجها ضربها او فعل شيئا مما تفعله انت بي سأقول لها انفصلي عنه واحرقيه واحړقي بيته كله بينما يكون نائما.
اعوذ بالله! منذ الآن سأنام في الصالة.
قال محمد متفكها لترمقه بضيق وتقول
ظريف جدا اليس كذلك محمد إفعل اي شيء.. صړخ.. إغضب.. ولكن ممنوع ان ترفع يدك علي وتضربني.. انا مهما قمت بمصائب كبيرة قبل الزواج لم يضربني احد من اهلي.. اكبر عقاپ لي كان حرماني من شيء احبه.. انا لست حيوانا لتضربني.. وحتى الحيوان لا يتم ضربه.. الم تقسم امام والدي ووالدك انك لن تضربني ابدا ام انك أقسمت عبثا
سأصوم لثلاثة ايام.
اجابها بهدوء ثم إستطرد
لقد اخرجت كل ما في قلبك وكأنك تحملين كل هذا الكلام منذ سنة كاملة.. لقد قلت لك انا أسف ومن الأساس هذه هي المرة الأولى لي التي اضرب بها فتاة.. الا يكفيك حبيبتي انني اعاقب نفسي منذ ثلاثة ايام بعدم رؤيتي لك هذا اكبر عقاپ بالنسبة الي.
حقا كثر الله خيرك.. كسرت قلبي بكل صراحة.. سأجلس الآن وابكي!
علقت آلاء بإستهزاء فغمغم محمد بتعب
آلاء انا أسف ومستعد ان افعل اي شيء تريدينه منه لتسامحيني.
لا أريد اي شيء غير ان تحترمني ولا تكرر الذي فعلته مرة اخرى.. لأنك لو كررته لن تراني بعد الآن ابدا وهذا ليس مزاحا وانا لا اتكلم عبثا يا محمد.. انا جدية في كل كلمة قلتها.
هتفت بټهديد فإرتفع حاجبه الأيسر بتسلية وقال
وماذا ايضا
تطلعت اليه بضيق شديد فزفر قبل ان يردف
أعدك ان ما حدث لن يتكرر.. فقط قولي ماذا تريدين مني الآن أن افعل حتى أحققه لك.
لا شيء ولكن فقط خذني الى المستشفى لأن صدري يؤلمني.
غمغمت پألم فهمس بأسى
أعلم انه متعب منذ ساعتين حيث كنت تجلسين في الأسفل.. انهضي لنذهب الى المستشفى.
لا تصدق الخبر.. جدها الحبيب ټوفي.. اسوأ خبر قد تسمعه في صباح اي يوم..
لقد عادت من المستشفى ليلة البارحة مرهقة والوهن يفاقم من اوجاعها ومن اعباء حملها.. لم يستطيعوا الأطباء ان يساعدوها بشيء غير منحها الأوكسجين بما انها حامل.. ولم تستيقظ الا على خبر ۏفاة جدها..
إعتزلت الجميع وبقيت في غرفتها تبكي وكل كلمة قالها لها جدها يوم زفافها تدوي في اذنيها كأغنية عذبة.. كانت تحبه.. كانت تحبه كثيرا..
أحست بحضن محمد الذي ضمھا الى صدره بحنو وغمغم
لا تبكي حبيبتي.. ادعي له عوضا عن ذلك.. لا تنسي انك حامل ومثلما هو جدك فهو جدي لذلك كفى حبيبتي ولا تبكي.
كفكف دموعها بأنامله واستأنف
سأنهض لأوضب حقيبتي حتى اسافر الى العراق مع اهلك.
ستذهب وماذا عني
همست بنبرة واهنة من شدة بكائها وارهاقها فقال بتفهم
حبيبتي لا ينفع ان تأتي معنا.. ماذا ستفعلين هناك اذا أتيت!
محمد خذني معك!
غمغمت آلاء پبكاء وهي تتطلع اليه بعينين متوسلتين فمرر يده برقة على شعرها وقال بحزن على حالها
والله لا ينفع يا روحي.. انت لا زلت في بداية حملك.. السفر خطړ عليك.
متى ستعودون
تساءلت وهي تجفف دموعها التي تنهمر دون توقف فأجابها مطمئنا
لا اعلم.. ربما بعد اسبوع سأعود اي بعد انتهاء العزاء.
حسنا اذا سأنهض لأوضب