رواية قصة حقيقية القصول من 12-15
على هذه الجوهرة الثمينة التي منحتها لي.. لو شكرتك العمر كله لن أجزيك حقك.. انت اعطيتني جوهرة وليست فتاة.. ولا تقلق عليها.. هي بأيدي أمينة
لا لا تقلق عليها.. انا اخاڤ عليها من ذرات الهواء ويحق لك ان تخاف عليها ايضا.. اتصلت بك فقط حتى أشكرك لأن ابنتك ونعم التربية.. جمال واخلاق وملاك وكل شيء.. وشكرا يا عمي انك وافقت ان تعطيها لي
تطلع محمد اليها بحب بعد ان انهى المكالمة ثم انتهت الجلسة بشغف جديد ككل مرة يقترب منها بعاطفة مختلفة أشد من سابقتها..
تتوالى الأيام بالسعادة عينها.. البهجة تملأ حياتهما.. بدلاله المفرط لها.. ورومنسيته الفتاكة..
وكما يقال لا شيء يدوم طويلا فبعد سفر والديه الى العمرة إضطر محمد ان ينتقل وإياها الى منزل أهله ليعتني بأخوته.. التوتر طغى عليهما معا فمحمد لم يعد يستطيع أخذ راحته معها كما يشاء وهي كذلك الأمر لم تعد تستطيع التصرف بحرية اذ ان محمد طيلة الوقت يهتف بها بعصبية وغيرة..
لقد سئمت صدقا هذا الوضع.. تود ان تتصرف بحرية.. مخڼوقة في هذا المنزل الكبير بكثرة الممنوعات وتوتر محمد الذي نقل كل توتره اليها.. بالإضافة الى شعورها بالدوار الذي اخذ يتزايد يوما بعد يوم..
بعد اصرار صديقتها ليسا التي تقول لها انها ربما حامل قررت ان تقوم بإجراء تحليل الحمل المنزلي.. لأنها هي حتى لم تعد تطيق نفسها بسبب عصبيتها وإرهاقها الدائم..
بعد يومين..
خرجت من المدرسة متعبة كعادتها هذه الأيام.. اكثر من ثمانين طالب واقفا بإنتظار الباصات.. وعلى الرغم من ان الليل قد أسدل ستائره بقي الحال كما هو.. حاولت الإتصال بمحمد اكثر من مرة والنتيجة هي نفسها.. هاتفه مغلق!.. فلم يكن امامها اي خيار سوى الإتصال بشقيقه غياث..
اين انت لماذا تأخرت
لتوي انهيت دوامي ولا يوجد باصات.
اجابته بهدوء فقال
مسافة الطريق فقط وسأكون عندك.
وبالفعل لم يتأخر.. فبعد ربع ساعة كان يقف بسيارته امامها..
تساءل محمد وهو ينظر الى تجمهر الطلاب بجانب محطة الباصات
ما الأمر لماذا كل الطلاب تقف هنا
لا اعلم.. كل ما في الأمر انه لا يوجد باصات.
لماذا تأخرت
هتفت آلاء بسخرية
أعتذر ولكن الآن فقط انتهيت من عملي.. كان هناك اليوم اقبالا كبيرا من الزبائن.. وجميعهم يريدونني بالأسم الشخصي ان ارقص لهم!
حدجها محمد بنظرات حادة وقال بصرامة
تكلمي بطريقة لبقة مؤدبة ام أنك لا تعرفين!
سؤالك ليس منطقيا فكيف تريدني ان أجيبك! انت تعلم انني لدي امتحانات هذه الفترة فبالتأكيد ساتأخر.
وانا منذ الساعة الخامسة عصرا انهيت دوامي ولكن لم يكن هناك باصات لأعود الى المنزل وانت ايضا لا ترد على اتصالاتي.
تمتمت بسخط فصمت الى ان اقتربا من المنزل..
لا تصعدي بسرعة الى الغرفة.. اجلسي قليلا مع اهلي وبعد ذلك أصعدي.
لقد تعبت.. ما بين الإعتناء بعائلة كبيرة وما بين مدرستها وامتحاناتها وإرهاقها الدائم كما يبدو لها بسبب الحمل..
أنهت امتحانها ونهضت لتسليمه ثم عادت الى مقعدها لتوضب اغراضها بينما الصداع يشتد برأسها..
فجأة اخذت الدنيا تظلم بعينيها والدوار يعصف برأسها لتفقد وعيها سريعا وتقع على الأرض..
بعد نصف ساعة إستيقظت لتجد نفسها في الإدارة.. كيف وصلت الى هذا المكان آخر ما تتذكره انها كانت في الصف توضب اغراصها حتى تغادر وبعد ذلك لا تعلم اي شيء..
عرفت من السكرتيرة انهم اتصلوا بمحمد ليأتي.. وبالفعل بعد عدة دقائق كان يدخل محمد إدارة المدرسة حيث تجلس بوجه شاحب مړعوپ..
تساءل محمد بقلق شديد وهو يتفقدها بعينيه
ما الذي حدث هل يؤلمك شيئا ما كيف تشعرين الآن
بعد ان تأكد من سلامتها هدر بتأنيب وهو يكاد يفقد عقله من شدة خوفه عليها وإهمالها بصحتها
اذا كنت تعلمين انك متعبة فلماذا تذهبين من الاساس الى المدرسة ام انك فقط تودين العناد سيدة آلاء
أطلقت العنان لضحكاتها لتنطلق دون ان تسيطر عليها.. تشعر انها تجلس امام شخص مچنون متقلب المزاج.. تارة خائڤا مړعوپا عليها وتارة أخرى غاضبا منفعلا عليها..
إستفزته وهي تضحك هكذا فهتف بإقتضاب
أنظروا اليها كيف تضحك بحق الله! هل قلت شيئا مضحكا
نفت برأسها وهي تقول
لا لم تقل شيئا نضحكا ولكن سيطرت علي رغبة قوية بالضحك.. فماذا افعل ومن ثم انا خرجت صباحا من المنزل بحال جيد ولكنني الآن فقط تعبت.. الموضوع ليس عنادا ولا اي شيء اخر.
هتف محمد بټهديد
اذا هيا انهضي لأخذك الى المستشفى وارى سبب تعبك هذا وسبب وقوعك كل قليل.. ولكن يا آلاء أقسم بالله اذا كان نقص فيتامينات بسبب قلة الأكل سترين شيئا في حياتك كلها لم تريه مني.. انت تشعرينني وكأنني ادعك تعيشين في مجاعة!
لم تنبس ببنت شفة وإكتفت بمحاولتها إلجام ضحكاتها من التحرر.. كانت مطمئنة لانها تعلم ان سبب فقدانها الوعي وإرهاقها هو الحمل لا غير.. ولكنها لم تود ان تخبره فالآن سيتأكدان بأنفسهما اذ كانت حاملا او لا..
بعد ان سألتها طبيبة النساء بعض الاسئلة واجرت لها بعض الفحوصات جلست بإبتسامة امامهما وقالت
مبارك لكما انت حامل في الأسبوع العاشر.
لم يصدق اذنيه وهو يوثب سريعا عن مقعده ليعانقها ويقبلها أمام الطبيبة المبتسمة.. رباه لا يصدق! هي حامل بطفله! معشوقة قلبه تحمل قطعة منه.. رغم السعادة التي تفشت في روحه لم يستطيع ردع وقاحته وعبثه فغمز لها وقال امام الطبيبة التي لم تفهم اي كلمة من لغتهما
مبارك لنا حبيبتي.. اجل بالتأكيد ستكونين حامل.. هل يعتقدون اننا كنا نلعب بعبث نحن ناس تعمل بضمير وإجتهاد قوي!
طأطأت بخجل وصمتت الا انها لم تقدر على منع الفكرة القاسېة التي هاجمت رأسها وحطمت فرحتها.. هي حامل منذ ليلة زفافهما.. منذ تلك الليلة القاسېة التي اذاها بطريقة محال ان تنساها يوما!
الفصل الرابع عشر الجزء الاول
سألوني كثيرا يا ابتسامتي الرغيدة..
أين هو وطنك الذي تعشق فيه العيش
وهل تعرفين ما كانت إجابتي الزهيدة
لا وطن ما دامت امرأو روحي عني بعيدة..
سألوني يا حبيبتي أين ارضك الصامدة
فأجبت شامخا برأسي بكل خيلاء
امرأتي هي أرض لا تحطمها مدافع ولا حديد..
وسألوني مرة أخرى يا كاردينتي الحبيبة..
هل انت في عشقها اسير ام هي في غرامك شهيدة
فإبتسمت دون ان اجيب للعيون التي لحبنا حاسدة
وهمست هل الطفل في ملاذ امه فقيدا
جلست في منزل أهلها براحة كما تمنت ورغبت.. كانت قد دعوتهما والدتها الى الغداء بمناسبة حملها.. لم يبقى احدا من عائلتهما الا واخبرهما محمد بحملها بكل غرور وإفتخار..
قال والدها بغيظ موجها كلامه لمحمد
ألم تشعر بالخجل وانت تتصل بي وتقول ابنتك حامل!
اجابه محمد بشقاوة ووقاحة
ماذا تريدني ان اقول لك في حين انها منذ اكثر من شهرين تنام بجانبي ماذا تعتقدني سأفعل كل هذا الوقت هذه هي نهاية التي تنام خارج المنزل.. عيب يا عمي ان أعيدها اليك فارغة.. يجب ان املئها.. وانت تعلم انها لم تكن في اي منزل.. بل كانت في منزل محمد الذي يحافظ على الأمانة ويعيدها لصاحبها بإضافات.. يعني انا اخذت ابنتك منك لوحدها والآن هي صارت شخصين وليس واحدا.. من المفترض ان تشكرني يا عمي بدلا ان تقول هذا الكلام.
وتابع محمد بذات العبث دون ذرة خجل
ومن ثم عمي نحن كنا نعمل.. يعني حينما اتصلت لك قبل فترة اشكرك على هذه الجوهرة واخبرتك ان تدعي لي فورائي عملا لأنني اريد تبييض وجوهكم وانهيت المكالمة ماذا ظنننتي افعل هذه هي نتيجة العمل بجدارة.. انا لم اكن الهو وانت تضحك!
لم تعرف أين تخفي وجهها الذي كان ينفجر من شدة احمراره بسبب هذا الوقح عديم الخجل الذي ابتلاها الله به.. ويلومها على لسانها الطويل وهو...
تشبثت بسترة شقيقها ايلام تخفي وجهها بظهره وهي تسمع والدها يقول
إخجل يا ولد.. انا عمك وهذه ابنتي.. إعمل للعيب حساب قليلا ولا تتواقح هكذا.
هتف ايلام بعبث وهو ينظر بطرف عينه الى شقيقته التي تختبئ خلف ظهره
اخرجي.. ولا تختبئي خلفي.. كيف تعيشين مع هذا الرجل بحق الله
ثم تطلع الى محمد وقال بغيظ
آجل لقد فهمنا سيد محمد ماذا كنت تفعل.
تمتم محمد دون اكتراث
انت ايضا تفعل مع شقيقتي نفس الذي افعله مع شقيقتك وقبلي ايضا.
بالتأكيد.. انا قبلك بفترة طويلة.. هل تريد بعض الدروس
قال ايلام بوقاحة هو الآخر ليرد محمد عليه بإبتسامة ملتوية
لا.. اسأل شقيقتك اذ كنت بحاجة لدروس او لا.
رباه ما هذه الوقاحة التي تسري بدماء رجال هذه العائلة.. شعرت بجسدها كله يتضرج بحمرة قانية وليس فقط وجهها.. شتمت بصوت منخفض وهي ټلعن الساعة التي تزوجت بها من هذا عديم الذوق والخجل.. الا يراعي خجلها قليلا
شكرت الله وكادت ان تهرع لوالدها الذي أخذ يوبخهما على وقاحتهما وتقبله.. ولكن بأي عين ستنظر الى والدها الآن بعد كلام هذا الوقح الذي يتطلع اليها بتباهي وكأنه يفتخر بوقاحته!
بعد مرور ثلاثة ايام..
الضيق اخذ يستشري في روحها حالما دخل الى المطبخ ووجدها واقفة تنظف.. التعب بلغ مبلغه منها.. طلبات محمد لا تنتهي وهي من شدة التعب لم تعد تحقق له شيئا منها.. الحمل يرهقها والإعتناء بالمنزل والعائلة يزيد من إرهاقها بدرجة لا تطاق..
وكالمعتاد وقف محمد يتكلم بغيظ لتتجاهله وتفضل الصمت فهدر بحدة
ألست أكلمك
ماذا افعل محمد اذ كانوا اخوتك مدللين اكثر مما يجب واختك الكبيرة تقول انا ضيفة والأخرى تقول لا استطيع ان اعمل لأن أمي مسافرة وانا حزينة عليها كل شيء يقع على عاتقي انا.. منذ الصباح حتى المساء ابقى أعمل ولا اصدق ان يأتي الليل لأنام وارتاح قليلا!
هتفت آلاء بإنفعال ليقول محمد بعناد وإصرار
ذلك لا يهمني.. انا أريد ان استفرد بك وليعتنوا هم في المنزل.. أقسم بالله انني سأفتعل ڤضيحة في المنزل اذا استمر هذا الحال...