الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية قصة حقيقية القصول من 12-15

انت في الصفحة 4 من 10 صفحات

موقع أيام نيوز

مكتبه.. وبعد ان عرفت بأي طابق واي قسم يعمل إستخدمت المصعد وصعدت الى الطابق الرابع حيث يعمل..
كان المكان فخما بحق.. ثقيلا.. ويجذب الأنظار..
تطلعت حولها بفضول.. تستكشف بعينيها كل شيء في هذا المكان الذي يعمل به زوجها.. معظم العمال كانوا رجالا شبابا والقليل منهم كبار السن وهذا طمئنها بعض الشيء على الرغم من وجود القليل ايضا من النساء..
زمت شفتيها وارتفع حاجبها بترقب حينما تريثت قدميها بجانب القسم الذي يعمل به..
تمكنت من رؤية المتواجدين بواسطة الباب الزجاجي المغلق.. كان يجلس ويتحدث مع بعض الرجال.. 
تقصت عيناها عن سكرتيرة او موظفة او حتى صديقة كما تشاهد في الأفلام والمسلسلات.. ولكن استراحت خفقاتها حالما خابت ظنونها ولم تجد غير الشباب في قسمه..
طرقت الباب بخفة ثم فتحته ببطئ وتوقفت بجانبه لتعتلي الصدمة ملامحه وهو يراها هنا.. في عمله.. تسمر مكانه للحظات غير مصدقا.. ثم سرعان ما احتدمت خفقاته وثبا ووصلتها لهفة عينيه وهو يقول
آلاء! إقتربي.
دنت منه ببطء وهي تشعر بنظرات الرجال الفضولية ولكنها وضعت جل تركيزها على محمد الذي نهض سريعا ليحيط وجنتيها برقة قبل ان يبتعد قليلا ويتساءل بينما ينظر اليها بذلك الشغف الذي يؤثر بها بعمق
حبيبتي.. هل انت بخير هل حدث شيئا ما
هزت رأسها بنفي وهي تغمغم بإبتسامة رقيقة
لا لم يحدث اي شيء.. لا تقلق!
اذا
تمتم بحيرة لتقول بخجل
محمد الرجال الذين هنا ينظرون الينا.
طوق خصرها بذراعه وهو يستدير اليهم معرفا اياهم بكونها زوجته.. وكذلك الأمر عرفها عليهم ليمدوا أيدهم حتى يصافحونها فتطلعت الى محمد بتساؤل اذا كان يوافق ام لا..
إبتسم محمد وهو يومئ لها بهزة بسيطة من رأسه لتبتسم آلاء بلطف وتبادلهم السلام.. وبعد دقائق قصيرة استأذنوا الرجال قبل خروجهم بنية تركهما لوحدهما..
بعد ان تأكد محمد من اغلاقهم للباب بعد خروجهم جذبها سريعا الى حضنه ثم إرتجفت شفتاها وهي تشعر بيديه تلامسان ظهرها برقة شديدة جعلت اوصالها تقشعر تأثرا.. 
غمغم محمد وهو يتطلع اليها مبتسما
حسنا سيدة لولو.. ما الذي اتى بك الى هنا اليوم
زخرفت الإبتسامة محياها المليح وهي تنظر الى ملامح وجهه الرجولية
لا شيء.. فقط قرأت رسالتك واتيت.. ألست ترغب بنوع من انواع الجنون نفذت لك طلبك ولكن بشيء بسيط وصغير جدا.
في الواقع هي كانت تنتظر هذه الفرصة على أحر من الجمر.. ان تأتي لتفحص المكان الذي يعمل به زوجها كما أتى هو الى مدرستها ليرى الوضع والطلاب الذين يدرسون في صفها.. وهذه الفرصة أتتها على طبق من ذهب.. 
أطلق محمد ضحكة مرحة ويداه تعمل على تقريبها منه أكثر.. أهو متخلف متزمت اذ قال انه يرغب بدسها بين عظامه ان تسري بدمائه يريدها له فقط.. بكل ما بها من ايجابيات وسلبيات يعشقها ويريدها..
ممم... وهل انت جاهزة لتحمل عواقب فعلتك حبيبتي.. عواقب هذا الجنون
غمغم محمد وسط ضحكاته العالية فرفعت آلاء حاجبيها بغرور وهي ترد بثقة
بالتأكيد! انت مشتاق الي وانا ايضا مشتاقة اليك.. ولذلك أتيت لأراك ولكن على ما يبدو ان هذه المفاجأة لم تعجبك.
قضم شفته السفلى وحدقتاه تتوسمان النظر بعسل عينيها وتعبثان بأغوار فؤادها.. رفعت رأسها بخفة بإنتظار جوابه ومع ذلك لم يمنحها اي جواب بل رفع يديه عبر ظهرها وصولا الى عنقها ومؤخرة رأسها ليثبت رأسها بين راحتيه ثم رسى كالقبطان الذي يجيد الإبحار.. 
إبتعد عنها بعد دقائق طويلة ليأخذ نفسا طويلا مرتجفا بينما يغمغم بصوت أجش يصف قوة عاطفته
احبك.. انت لا تعرفين كيف كل تصرف كبير او صغير كان منك اراه كبيرا وجدا بنظري..
انحنى مرة أخرى ينوي تقبيلها فهمست متلعثمة وحمرة الخجل تهيمن على خديها كلعڼة ابدية لقلبه
محمد.. ماذا تفعل انت في العمل!
لا يهم.. وماذا اذ كنت في العمل ما الفرق ومن ثم انت زوجتي فليس من شأنهم ولا يحق لهم التدخل.
قال مبتسما ثم قبلها مرة اخرى لتضغط اناملها المستريحة على الجهة اليسرى من صدره على قميصه وهي تسمع الدوي العڼيف لدقات قلبه.. 
ابتعدت عنه بعد دقائق قصيرة ثم غادرت بحجة المدرسة وهو العمل.. وخرجت بوضع مضطرب كما فعلت به تماما..
كتمت ضحكتها بصعوبة وهي ترى التجهم والإحباط على وجهه.. لقد عادت من المدرسة لتجد الشقة كلها مختلفة.. الشموع والورود متناثرة في الصالة بطريقة رومنسية فرنسية.. رائحة العطر ورائحة الطعام الشهي الذي أعده لها بنفسه تغلغلت الى اعماقها لتبتسم بإنتشاء والسعادة تلهو بروحها دون تصديق.. تتمنى ان لا تزول هذه السعادة ابدا..
بحثت بعينيها عنه ووجدته يقف في شرفة المنزل يشرب سيجارته كالمعتاد.. كان يقف بقامته الطويلة حافي القدمين ويستند بساعديه على حافة الشرفة مرتديا سروالا قصيرا رمادي اللون وبلوزة سوداء ضيقة بعض الشيء تحدد مبنى منكبيه.. بدى في قمة الوسامة وهو يقف بهذه الطريقة بينما اصابعه تلاعب السېجارة وتضعها في فمه لينفث دخانها..
تسللت بخفة وبإبتسامة واسعة عانقته من الخلف هامسة بنعومة
لقد عدت مبكرا حبيبي.
اطفأ محمد سيجارته في المنضدة الحديدية قبل ان يستدير ليواجه وجهها المشرق بإبتسامة شغوفة ويضمها الى صدره اكثر..
اليوم هو نهاية الأسبوع فقررت ان نمرح قليلا ونقضي بعض الوقت معا.
همهمت وهي تتطلع الى الخريف الهائج في مقلتيه فتتسع إبتسامتها وهو يطلب منها تغيير ثيابها ريثما ينتهي من تسخين الطعام.. 
محمد..
همست حروف اسمه بعذوبة جعلت روحه ترفرف بلا تلبث فغمغم محمد بهيام مستجيبا بسرعة عجيبة لفتنتها
عيون وروح محمد!
أحبك!
نطقتها بعذوبة أشد ليطلق تنهيدة عميقة ثم يبتعد عنها.. هذه الأنثى تفعل الويلات بقلبه المسكين دون ان تعلم.. توهن قوته وتبعثر صموده وتفاقم من تشتت خفقاته.. هي جميلة.. جميلة جدا.. جميلة الروح والقلب.. جميلة الوجه والجسد.. ربما هي ليست أجمل نساء الأرض.. ولكنها امرأة قلبه الجميلة.. تستحوذ على روحه بكلمة جميلة منها.. هو هائم بها.. دوما متلهف اليها.. عشقه لها كلما يزداد.. يتحكم به دون هوادة.. 
قال محمد بخشونة لا يقصدها
هيا اذهبي وافعلي ما قلت لأنني اذا اقتربت منك الآن لن نتناول الطعام اطلاقا.
رفعت يديها بإستسلام مضحك ثم همت بالمغادرة ليوقفها اتصال عمتهما ليرد محمد وسرعان ما كان ينقلب حاله حينما عرف ان عمتهما في طريقها اليهما برفقة زوجها.. حاولت آلاء تهدئته بينما تنطلق ضحكاتها كموسيقى صاخبة رغما عنها فتغيظه اكثر مما هو مغتاظ..
بعد ما يقارب النصف ساعة كانا يجلسان معهما لتكتم آلاء ضيقها وعمتها كل بضعة دقائق تقول تبدين حامل.. ولكن كيف بهذه السرعة 
اجابتها آلاء بهدوء قدر الإمكان
لا عمتي.. كل ما في الأمر انني متعبة من المدرسة واعمال المنزل فقط.
اذ كنت تتعبين هكذا لماذا لا تتركين المدرسة وتجلسين في المنزل انت الآن متزوجة وغدا سيصبح لديك اطفال وسيزداد تعبك لاحقا ما بين زوج ومنزل ودراسة واطفال لذلك اتركي المدرسة حتى لا تتعبي.
تطلعت آلاء الى محمد بضيق شديد فأجاب هو بدلا عنها على كلام عمتهما
حتى لو كانت هي من لا تود الذهاب الى المدرسة انا لن اسمح بهذا الشيء.. هي يجب ان تتابع تعليمها وتنهي دراستها وتعمل ايضا.. الذين انهوا تعليمهم وعملوا ليسوا بأفضل منها.. بالإضافة الى ذلك نحن لسنا لدينا اي سبب يجعلها تتوقف عن متابعة تعليمها وحتى لو صار هناك سبب انا سأكون موجودا لأساعدها وأهلنا كذلك الأمر سيساعدونا.. وآلاء لا تقصر بشيء معي فلماذا احرمها من شيء هي تحبه
إمتقع وجه العمة صفاء من رد محمد فقالت بإبتسامة باهتة
بالتأكيد حبيبي اذا كنتما قادران على تنظيم وقتكما بين العمل والمنزل فلا بأس.. انا فقط اتحدث لآجلها لأنني ارى التعب واضحا عليها.
نظرت آلاء اليه بإمتنان ومنحته ابتسامة شغوفة ليرد محمد اليها الابتسامة ويقول موجها حديثه للعمة صفاء
لا.. انا منذ الصباح حتى المساء في العمل وهي حينما تنتهي من المدرسة تعود الى المنزل وتنهي اعمال المنزل كلها وخلال هذا الوقت أكون لم أعد بعد...
ثم اشار على واجب الضيافة الموضوع على الطاولة وتابع
انظري الى هذه المعجنات والحلويات التي امامك.. جميعها من صنع أيديها أي اننا لم نشتري اي شيء من الخارج فلماذا تجلس يا عمتي في المنزل اذا كانت تستطيع القيام بكل شيء
تمتمت صفاء متبرمة
بناتنا كلهن هكذا.. ليوفقكما الله.
لا بد انها يجب ان تكافئه عن دفاعه عنها امام عمتهما صفاء بهذا الكلام الرائع ولا شك انها ستفعل.. إرتدت فستانا احمر اللون لا بد انه سيفقده صوابه بتحديده لكل منحنيات جسدها الأنثوية بدقة ووضعت احمر شفاه قاتم اللون.. وبعد ان جهزت نفسها كما يجب خرجت اليه حيث ينتظرها في الصالة..
إبتسمت بخفة وهي تراه مندمجا بعمله في الحاسوب خاصته لدرجة انه لم ينتبه الى وجودها.. على ما يبدو انها تأخرت عليه اكثر مما يجب..
وضعت اغنية ماشي براحتك للمغنية ميريام فارس عبر هاتفها فرفع رأسه سريعا بغيظ من الصوت العالي في هذا الوقت المتأخر من الليل..
سيطرت الصدمة عليه لأقل من دقيقة قبل ان تنطق عيناه بالإنبهار.. تأملها من اخمص قدميها الحافيتين حتى وجهها الفاتن.. 
اخذت تتمايل امامه وهي تردد كلمات الأغنية بإنطلاق فتتيح له رؤية مفاتنها اكثر.. شعرها المنسدل اخذ يتحرك مع حركاتها المحترفة ليكشف عن بهاء ظهرها العاړي..
بدت كإحدى الأساطير.. امرأة من العهد القديم.. تتفنن بغنائها ورقصها.. امرأة تجيد الإغراء.. ټقتل دون عڈاب..
لا هي ليست سحرا بل تعويذة عجيبة لا فكاك ابدا منها..
عيناه كادت تلتهمها وهو ېدخن سيجارته بينما يراقب كل حركة بسيطة تقوم بها.. رباه هذه المرأة ربما ستقتله يوما ما من فرط عشقه اليها.. آه كم ان العشق مهلك رغم حلاوته وعذوبته..
لا زالت منطلقة برقصها والخجل يرتسم على محياها.. ولكنها آلاء.. عاشقة الرقص.. القصيرة ذات المفعول الأقوى من الطويلة بألاف المرات.. الجريئة الخجول.. 
قبل ان تنتهي السېجارة كان يطفئها وينهض اليها دون اي سيطرة على جسده.. قدماه فقط من تقوده اليها.. 
توقفت عن الرقص حينما جذبها الى حضنه بقوة وهمس بتوله
حرام عليك! ما الذي تفعلينه بي انت تدمريني.. انا سأموت فقط على يدك!
لا زلت لم انتهي بعد.
غمغمت آلاء مبتسمة فقال بخشونة محببة
لاحقا سأدعك تفعلين.. الآن دعيني أرتوي منك.
محمد!
همست بخجل فقال بلوعة
ماذا تريدين يا عيون محمد ارحمي قلبي.
ضحكت بخجل ودلع بينما الإحمرار يغزو بشړة وجهها وعنقها بالكامل فهتف متأوها
سأموت يا الله.. تدلعي اكثر ليتوقف قلبي عن العمل.
أحبك.
قالت بإبتسامة فقربها الى حضنه اكثر وتصنع عدم السماع
ماذا قلت
أحبك.
لم اسمع.. ماذا قلت
قلت انني أحبك حيات...
وبعد ان حررها من زوبعة قبلته راقبته بإندهاش وهو يتصل بوالدها ليقول هذا الكلام عنها من بين حديثهما
عمي اتصلت بك حتى أشكرك

انت في الصفحة 4 من 10 صفحات