الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية قصة حقيقية القصول من 12-15

انت في الصفحة 1 من 10 صفحات

موقع أيام نيوز

الفصل الثاني عشر 
لقد مر ما يقارب الشهرين منذ تلك الليلة المشؤومة.. تغيرت كثيرا وهو ايضا كذلك الأمر تغير كثيرا لدرجة انها لم تعد تعرف كيف تتعامل معه..
منذ تلك الليلة التي ابتعدت به عنها بقولها لا استطيع تغير تغييرا جذريا.. في الواقع هي توقفت عن ارتداء الملابس المغرية بنظرها دون ان تدري انها بكل حالاتها تبدو ساحرة جذابة بنظره.. هذه الجميلة حلاله ومع ذلك يقاوم الاقتراب منها حتى لا ېؤذيها.. يريدها ان تنسى.. ان تغفر.. وينتظر بصبر عجيب ان ترحمه..

كان كل ليلة يحضر لها الورود بألوانها المختلفة حتى كادت ان تفكر بإفتتاح متجرا للورود من كثرة الورود التي احضرها لها.. الاغاني التي كان يرسلها اليها كل يوم تقريبا كان تحنن قلبها عليه وبعد ذلك تتماسك وتؤنب نفسها لأنها لا زالت لم ټنتقم منه بعد.. 
لم تكن تدري ان اكبر اڼتقام بالنسبة اليه هو سماحها له النوم بجوارها دون ان يلمسها خشية ان ټنهار.. عقابها كان قاسېا بحق ان يراها بين متناول يديه دون ان يتمكن من الغوص في دوامة سحرها..
عڈابه بدى كعشقه سرمدي لا نهاية له.. طويل الأمد.. كالمعجون يلهوان به.. انامل عشقه لها تلهو بقلبه ليرضخ لعقابها بروح صبورة مرهقة.. 
الشوق بلغ منتهاه بروحه.. والشغف اليها يكويه.. يحرقه.. رباه في حياته كلها لم يتوقع ان الحال سيصل به الى ما هو عليه الآن.. لأول مرة يدرك ان لا قويا في الحب.. الحب هو الوالي والمسيطر الوحيد.. اعتى الرجال تكون اضعفها حينما تحب.. وهو ضعيف.. ضعيف جدا صار بسبب سلطان حبه..
تطلع محمد حوله برضى.. لقد عاد مبكرا من عمله على امل ان يرأف قلبها بحاله وتسامحه.. اليوم يجب ان تغفر له ليستأنفان حياتهما الزوجية كما يجب..
ولجت آلاء الى الشقة واليقين يملأ قلبها بكون محمد في عمله.. ولكن رائحة الشقة الرائعة جعلت قدميها رغما عنها تسيران بها الى الصالة لتجد محمد جالسا على احدى الأرائك بقميص ابيض اللون وسروال اسود يتطلع اليها بعينين متلهفتين مترقبتين.. 
بدى وسيما جدا وهو يحتل مقعده بيما يضع ساق على أخرى وكلمات الغزل والرجاء تنهمر من عينيه دون ان ينطق بحرف..
إزداد ضجيج قلبها وعيناها تتجولان حولها بذهول.. الشموع والورود تحتل كل مكان.. والبالونات الحمراء والبيضاء تلامس سقف الصالة بحرية وكأنها تتمنى ان ينأى جانبا قليلا لتنطلق الى عنان السماء.. نزلت بحدقتيها لتنظر الى طاولة الطعام بأطباقها الشهية التي أعدها بنفسه ووسط هذه الأطباق قالبا من الكعكة على شكل قلب تتوسطه كلمة سامحيني.. 
رغما عنها تأثرت.. الكلمات هجرت ثغرها والدموع بتأثر شديد تلألأت في مقلتيها.. هل كل هذا لها! فقط لتغفر له!
محمد!!!
نطقت حروف اسمه بتعثر.. بصعوبة شديدة.. لينهض سريعا ويقترب منها ثم يتناول يدها ويضعها بين راحتيه الاثنتين ويهمس بصدق
لقد فكرت كثيرا.. وحاولت كثيرا وسأبقى احاول اكثر وأفعل اكثر لتغفري لي ذنبي الشنيع بحقك وحقي انا ايضا.. لن اقول الكثير ولكن اريدك ان تعرفي انني احبك كما لم اتوقع ان أحب يوما.. كنت أعلم انني اعشقك ولكن ليس الى هذا الحد ابدا...
التقط علبة كبيرة بيضاء اللون لم تنتبه اليها ووضعها بين يديها واستأنف
اذا كان في قلبك ولو ذرة واحدة تنوي سماحي ارتدي ما يوجد في هذه العلبة.. واذا لا زلت تريدين المزيد من الوقت لتغفري فلا ترتدي ما يوجد داخلها.. ولكن ارجوك اطلقي العنان لمشاعرك وفكري بقلبي الموجوع.
اومأت كالمغيبة.. اللون الخريفي في عينيه سحرها.. أهو اخضر ام اصفر لا تعلم صدقا ولكن اكثر ما يعجبها به هو غرابة عينيه.. مزيج غريب.. هاتان العينان في اعماقهما يختلط كل شيء.. وقاحته.. سعادته.. عشقه.. غضبه.. حزنه.. مزيج غريب هذا الإنسان..
انسحبت ببطء لتدلف الى الغرفة.. بقلب خافق بوجل فتحت العلبة لترتجف شفتاها وهي ترى قميص نوم ابيض اللون كانت يجب ان ترتديه له ليلة زفافهما.. أيريد ان يعوضها عن ليلة زفافهما السابقة لا تعلم.. محتارة.. مترددة.. هل تمنحه وتمنح نفسها فرصة اخرى ام ترفض هو يعشقها لا تنكر.. ولكنه اذاها كثيرا.. محمد حينما يغضب ويتألم ويغار يتحول الى انسان آخر تماما.. وكأن التعقل ينقرض من كوكب عقله لتتحكم القسۏة به..
جلست على السرير تتأمل الفستان الذي بين يديها وتفكر.. وفي كل لحظة تمر يكاد محمد ان يفقد عقله لمعرفة قرارها.. يتمنى ان توافق.. يرجو الله ان تفعل.. 
تأخرت كثيرا.. اكثر مما يتحمل.. فبتوتر عصبي كاد ان يدخل اليها ولكنه شعر وكأن تم نحته كتمثال ابدي وهو يراها تخرج من الغرفة كما تمنى واكثر.. كالملاك تتزين له بالأبيض.. ها هي عروسته الحبيبة تسير نحوه والتردد والتوجس يملئان ملامحها.. 
توسلتها ثناياه بالإقتراب..
اقتربي حبيبتي.. اقتربي ولا تترددي
إقترب منها لتقف مكانها دون حركة فإبتسم مطمئنا ثم جذبها الى حضنه وغمغم بهيام وهو يمرر يده بين خصلات شعرها الناعمة
اعدك حبيبتي انك لن ټندمي.. دعيني أعوضك كما تستحقين.. دعيني أعشقك!
رفعت وجهها تتطلع اليه ورأى بوضوح رغبتها بالهروب ترتسم في عينيها.. كانت خائڤة.. جامدة دون ان تتمكن من الابتسام حتى بين ذراعيه وكأنها ندمت على استعجالها بقرارها.. 
لا تخافي مني.
همس بلطف ثم بخفة جذبها الى اريكة قريبة وأجلسها بجانبه دون ان يحرر يديها..
هل غفرت لي وقرر قلبك العفو عني والرأفة بحالي
تطلعت الى عينيه الدافئتين واجابت
شعرت انك تستحق فرصة ثانية.
ضحك محمد بعبث وهو يقول
أهذا يعني ان اغرائك لي بتلك الملابس لن يكون بعد الآن كعقاپ
انا لم اكن افعل! انا بريئة من اتهامك هذا.
تمتمت بغيظ فقال ضاحكا
صحيح.. انا كنت اغري نفسي.. ليسامحني الله على قسۏة قلبي!
محمد!
أنبته بضيق قبل ان تقول
انا جائعة.. لنأكل ونرى مذاق الطعام الذي طهوته.
وانا ظمآن اليك.
همس لتحاول الإبتعاد عنه وتهتف بإرتباك
لنأكل الآن.. معدتي تؤلمني من شدة الجوع.
ستأكلين حبيبتي ولكن ليس الآن.
قال ضاحكا لتتوتر اكثر وتبتعد عنه قدر الامكان بينما تهتف بعصبية
بل الآن.
تفهم خۏفها فقال بمرح
اقتربي مني.. اين تهربين هكذا هناك سر يجب ان اقوله لك ولا يجب ان يسمعنا احد.
تطلعت حولها بإستغراب وعلقت
ولكن لا يوجد احد غيرنا بالشقة!
إقترب منها لتتراجع عدة خطوات الى الخلف.. عيناه تقطعان وعدا لا رجوع به بعدم تركها.. اليوم ستكون له.. 
اطلقت شهقة مذعورة حينما صارت بحركة غير مرئية اسيرة ذراعيه التي رفعتها عن الارض.. تخبطت بتوتر شديد بين يديه فوضعها على السرير برفق بينما يهمس لها بحنو
لا تخافي حبيبتي.. لن اؤذيك.
تفرقت قبلاته على وجهها لتحاول منعه فيهدئها بكلمات مطمئنة حانية.. لمساته كانت رقيقة جدا.. وكأنها زجاج يخشى ان تتحطم بين يديه.. غزله كان مختلفا.. بعدة لغات.. بشغفه وشفتيه كان يحذف فداحة فعلته ليلة الزفاف.. يضمها اليه وهو يكاد لا يصدق انها اخيرا ملكه.. بإرادتها لا رغما عنها.. 
استسلمت تماما لتدفق عاطفته الجياشة.. استسلمت ليديه التي كانت بسحرها تحرر جسدها من تيبسه الخائڤ.. استسلمت لكلماته التي جذبتها قسرا الى عالم للمرة الاولى تدخله..
بعد عدة ساعات كانت تتوسد صدره بخجل شديد.. كان يضمها اليه بلهفة وكأنه يأبى تركها ولو للحظات.. 
لثم جبينها بقبلة رقيقة وغمغم بإرتياح
مبارك لنا يا عمري.. اخيرا اصبحت لي!
ولكنني لك منذ ليلة زفافنا.
همست بتعجب ثم يقول
لا.. هذه هي ليلة زفافنا الأولى.. تلك الليلة انسيها.. بالنسبة الي انت الآن اصبحت عروسي!
ثم إستطرد بمزاح
انهضي الآن لتناول الطعام.. كنت جائعة جدا وصرفت الكثير من الطاقة.
اخفضت عينيها بينما حمرة الخجل تستشري في سائر انحاء وجهها ليأخذ نفسا عميقا ويقول بخشونة
انهضي قبل ان أغير رأيي واعود الى عملي الأحب الى قلبي.
جلست تتناول الطعام بصعوبة امامه.. عيناه التي تتوسمها كلوحة فنية من العصر القديم توترها.. يتأمل كل حركة تقوم بها بعينين عابثتين وقحتين..
ازدردت ريقها وهي تضع الشوكة على الطاولة قبل ان تهمس
لقد شبعت!
انا لا اعتقد انني سأشبع يوما!
قال محمد بينما يرسل لها غمزة من عينه اليسرى لتتخضب وجنتاها اكثر دون ان تنبس بحرف فإقترب منها ثم بخفة التقط يدها وانهضها عن مقعدها..
وقفت امامه والحيرة تملأ مقلتيها.. احاط وجنتها براحته ثم غمغم بإبتسامة
انا زوجك يا آلاء منذ شهرين.. من المفترض ان تكوني الآن معتادة على كل هذا!
لم تمنحه اي رد فضحك بصوت عال
على ما يبدو ان اللوم يقع علي.. لا بأس منذ الآن سنعمل على ازالة هذا الخجل جانبا.
قبل ان تفكر بإخفاض بصرها كان يحملها مرة اخرى ويعود بها الى غرفتهما ليبثها غرامه دون ملل.. لساعات طويلة اخذ يرتوي من عشقه.. كان عطشانا يتمنى نطفة مياه واخيرا وجد مياهه العذبة ليرتشف منها في صحراء قلبه القاحلة دون ان يرتوي حقا..
تمر الأيام بهدوء ورومانسية.. يعزف الليل عليهما بكمانه الحان الغزل والهيام.. رومانسيته تبخر قساوة ليلة زفافهما الماضية.. يهتم بها.. يدللها وهي انثى تعشق الدلال.. 
بالتأكيد لم تنسى ما حدث ليلة زفافهما ومحال ان تفعل.. هذه الليلة ستبقى خالدة في طيات عقلها مدى الحياة ولكنها غفرت له وستتناسى.. لا بد ان تفعل لتستأنف في حياتها..
تنهدت آلاء وهي تلقي نظرة سريعة على نفسها في المرآة قبل ان تنزل الى الأسفل حيث ينتظرها محمد في سيارته حتى يتوجها الى منزل صديقه الذي دعاهما على العشاء..
وكما توقعت بدأ محاضراته بكيفية التصرف في منزل صديقه وزوجته.. اومأت له موافقة وهي متأكدة ان لا بد ستحدث مشكلة بسبب ما ترتديه اسفل السترة والوشاح التي تغطي بهما عري ذراعيها وعنقها.. يجب ان لا تنزع السترة تجنبا للمشاكل..
فور وصولهما اضطرت ان تنزع سترتها بسبب قول زوجة صديقه..
بإمكانك ان تنزعي سترتك فالمنزل دافئ
تطلعت آلاء بتوتر الى محمد الذي نزع سترته وقام بتعليقها قبل ان يجلس برفقة صديقه..
نزعت سترتها هي الأخرى وتركت الوشاح على عنقها ثم القت نظرة خاطفة على محمد لينقبض قلبها پخوف من الڠضب الذي اضطرم بحدقتيه.. بحركة سريعة اخفضت الوشاح قليلا لتغطي قدر الإمكان عري ذراعيها ومقدمة صدرها..
لولو حبيبتي تعالي واجلسي بجانبي.
قال محمد بإبتسامة مصطنعة ففعلت بتوتر ليحيط خصرها امامهما بحب.. 
لم يقل شيئا واكتفى بالحديث مع صديقه.. ثم اتى الڤرج اخيرا حالما نهض جلال قائلا بنبرة مرحة
سأنهض لأساعد زوجتي وانتما تصرفا بحرية ريثما نعود.
بعد ان تأكد من مغادرة جلال مال على اذنها وهمس بوعيد
حينما نعود سنتحاسب على هذه الملابس.
شحب وجهها پخوف.. لم تتجرأ وترد عليه او تنظر اليه وشكرت الله لقدوم جلال وزوجته اللذان طلبا منهما النهوض لتناول العشاء.. 
كادت ان ټلعن هذه المرأة التي تدعى جيسيكا وهي تطلب منها نزع الوشاح حتى تأكل براحة اكثر.. 
لم تنظر الى محمد

انت في الصفحة 1 من 10 صفحات