الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية قصة حقيقية المقدمة والفصل 1-2

انت في الصفحة 3 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

بينها وبين كريم.. استعرت ثناياها كالبركان وهي تسمعه يخبرها كيف عرف عن علاقتها بكريم.. فهتفت پقهر وعنفوان
لا يحق لك.. لا يحق لك ان تتدخل وتتصرف بهذه الطريقة.. انا لا افهم بصفتك من تتدخل!
انا ابن عمك.. من حقي ان اتدخل.. بالتأكيد لا تتوقعين مني ان اراك على علاقة بشاب غريب واصمت او ابارك لك! وليست اي علاقة.. علاقة عاطفية! حب! بالاضافة الى كونه لو كان يحبك صدقا لم يكن سيتخلى عنك فقط من كلمتين.. هو بسرعة تركك وذهب ليتابع حياته وارتبط.. ويبدو لي ان ما فعله كله لا يهمك.. الا زلت تريدينه
كريم انتهى من حياتي.. هو خارج حياتي الآن.. ولكن مع كل ذلك لا يحق لك ان تفعل هذه التصرفات وتقوم بالتفرقة بيننا.. علاقتي به تعود فقط الي انا.. هي خاصة بي انا وليست بك!
هتفت آلاء بحدة ليرد بهدوء ينافي تماما استنفار اعصابه غيرة وڠضبا
انا رددت اليك كرامتك.. العرض الذي فعلته اليوم كان لأجلك.. انا جعلته يرى كم هو شخص غبي لأنه خسرك!
ضغطت على الهاتف بيدها بقوة وهي تهمس بمرارة قبل ان تغلق الخط دون ان تسمع رده وتضع الهاتف بوضعية طيران
وانا لعبة بينك وبينه اليس كذلك تصرفاتك هذه انانية فقط.
بعد يومين لا تعلم كيف مرا.. ما بين ڠضبها من محمد وما بين استنكارها من اتصالات كريم التي لا زالت لم تنتهي بعد.. كل ذلك يوترها ناهيك عن سفر والدتها الذي يفترض ان يكون غدا لتزور عائلتها في العراق.. وضغطها عليها لتذهب الى عزومة بيت عمها والد محمد على الغداء..
هي صدقا لا ترغب برؤية محمد ولا الحديث معه.. منذ اخر مرة اتصل بها لم تعد ترد على اتصالاته وهو في الواقع لم يحاول كثيرا.. فضل ان يدعها تستوعب لوحدها كل ما حدث بداية من زواجهما الى معرفتها بكونه هو السبب في ابتعاد كريم عنها..
وفي حين تقف في متجر الملابس التي تعمل به فكرت ان تتخذ من تأخرها في عملها وعدم سماح المسؤول لها بالخروج مبكرا حجة كي لا تذهب الى العزومة وتضطر الى رؤيته.. ولكن ها هي مرة اخرى تتصل والدتها لتخبرها بضرورة حضورها لان هذه العزومة تتم بسبب خطوبتها بمحمد بالاضافة الى سفرها الى العراق..
على ما يبدو ان لا مفر لها من هذه العزومة فعلا فحتى طلبها من والدتها بانتظارها باءت بالفشل قائلة ان تتبعهم الى منزل عمها..
قضمت آلاء شفتها السفلى بحنق.. كيف ستتصرف حينما تراه وهي لا تطيق مجرد النظر في وجهه هل تتجاهله اجل ستفعل وستتصرف وكأنه ليس موجودا..
بعد ان انتهت ساعات دوامها خرجت من المتجر وعلى ظهرها حقيبة مدرستها.. عملها كان رغبة منها للاعتماد على النفس وليس له اي علاقة بالوضع الاقتصادي فوضع عائلتها ممتاز بفضل الله.. 
بينما تسير الى محطة الباصات اوقفها صوت بوق سيارة ما لترفع نظرها عن هاتفها وتنصدم برؤية محمد الجالس بسيارته..
ما الذي يفعله هنا فكرت بتساؤل وهي تسير نحو سيارته فيرفع جسده قليلا عن مقعده ويفتح لها باب السيارة دون ان يخرج قائلا
اصعدي.
تطلع اليها من الأعلى الى الأسفل ورويدا رويدا استهلت حدقتاه بالإحمرار واعصابه بالانكماش.. كانت آلاء ترتدي قميص طويل يصل الى ما فوق ركبتيها بقليل وحذاء رياضي ابيض اللون.. وشعرها القصير مرفوع الى الأعلى بعشوائية بينما تضع زينة وجه خفيفة جدا كما معتادة ان تفعل بشكل يومي..
لم تعلق على الطريقة التي ينظر بها اليها.. فهي لم تكن مجرد نظرة.. كان يتفرس النظر بها.. ولكنها لا زالت لا تعرف طباعه.. وبكل صراحة لا يهمها ان تعرف في الوقت الحالي.. جل ما تود معرفته الآن هو سبب قدومه الى مكان عملها.. وما الذي يريده..
صاح محمد بصوت عڼيف وهو يرشقها بجمر نظراته السوداء
ما هذا الذي ترتدينه كيف تخرجين من المنزل فقط بهذا القميص! فقط قميص ترتدين! هل انت مقتنعة بالذي ترتدينه!
لم تعقب على صراخه ولم تعلق ايضا لأنها لم تشعر بذرة خوف منه.. جل ما تحاول استيعابه هو معرفة ما الذي دهاه.. اجل هي ترتدي قميص ولكنه طويل وليس قصيرا لينفعل هكذا!
اخذ نفس عميق عله يهدأ قليلا فهي لا تعرفه بما فيه الكفاية ثم استأنف
اسمعيني يا الاء.. انت الآن زوجتي.. يعني انك اصبحت على ذمة رجل.. هذه الملابس ممنوعة.. هي محرمة عليك منذ الآن.. انا محال ان اسمح لك بإرتداء هذه الملابس ابدا.. هل فهمت ام لا
انزلت قميصها قليلا الى الاسفل بينما تعتدل بجلستها.. ثم تطلعت للطريق امامها بلا مبالاة قبل ان تعيد نظرها اليه وتقول ببرود
لا لم افهم.. اولا بإمكانك ان تقول لي هذه الكلام حينما اصبح في منزلك.. حينها ستتمكن من التحكم بي وتقرر لي ماذا ارتدي وماذا لا.. ثانيا ما خطبها ملابسي هل تراني دون ملابس انا ارتدي ملابس كما ترى والقميص طوله مقبول وجدا ايضا.. اين الخطأ به
جاهد على تهدئة عصبيته كي لا يتهور بتصرفاته فهمس وهو يشد على حروفه بعصبية
الآء.. هل رأيت نفسك قبل ان تخرجي من المنزل
ادارت وجهها بملل وركزت نظراتها على الطريق الذي امامها
أجل رأيتها.. وابي ايضا رأني بها ولم يعلق.. ثم انت هنا منذ فترة طويلة جدا.. ليس من اليوم او امس.. انت هنا منذ ان كنت في العاشرة من عمرك اي انك تربيت هنا.. في بلجيكا.. يجب ان تكون ملابسي عادية بالنسبة لك لا ان تحاسبني عليها.
اسمعيني.. صحيح كلامك بكوني تربيت هنا ولكن لكل شيء حدود.. محال ان ادع امرأتي تجعل كل الناس تنظر الى جسدها وساقيها.. هل تفهمين
هتف بإحتدام وهو يحدجها بنظرات حاړقة قبل ان ېصرخ پجنون
قميص! قميص يا الله ترتدي!
اغمضت عينيها لتأخذ نفس طويل ثم غمغمت
اجل فهمت انني ارتدي قميص.. لماذا انت عصبي وتصرخ
تسألني لماذا انا عصبي انت لا زلت لا تعرفيني.. عندي انا هذه الملابس ممنوعة.. أتفهمين
زمجر وهو يكاد ان يصل فعلا الى حافة الجنون بينما يكاد ېحطم المقود من قوة ضغطه عليه فلا تعر غضبه اي اهتمام وهي تطالع غضبه بإستخفاف منتظرة القادم من تصرفاته.. لذا ردت بعناد
لا لم افهم.. لأنني معتادة على ارتداء ملابس كهذه منذ ان كنت في العراق.. اي ليس من اليوم او امس هذه ملابسي.. واتيت الى هنا وبقيت على نفس الحال.. اذا عجبك او لم يعجبك فهذا يعود اليك وهذه مشكلتك.. عندما اكون في منزك بإمكانك ان تتحكم بي كما تريد.. ثم انا ارى ان ليس كل شيء الملابس.
لا يهمني كل هذا الكلام.. لا كيف كنت في العراق ولا هنا.. الآن سأخذك الى المنزل لتغيري هذه الملابس ثم سنذهب الى منزل عائلتي ..لقد اتيت لأخذك من عملك ولم اكن اعلم انني سأجد کاړثة في انتظاري.. مستحيل ان ادعك تدخلين منزل عائلتي بهذه الملابس! هذا ما ينقصني فقط ان أدعك تذهبين بهذا القميص!
تمتم پغضب مكتوم لتفضل الالتزام بالصمت وعدم الرد عليه.. وفور وصولهما الى منزلها بسرعة ترجلت من السيارة ليفعل المثل هو الاخر فهتفت به
ماذا تفعل الى اين ستذهب انت الآخر
تجاهلها تماما وهو يأمرها بفتح باب المنزل لتتأفف الاء بامتعاض وتنفذ قبل ان تسير امامه غير مكترثة به.. ولكن حينما شعرت به يتبعها الى غرفتها هتفت بحدة
الى اين تظن نفسك ذاهب انا سأغير ملابسي واعود.. لماذا تلحق بي
اعصابها حرفيا استهلت بالإنفلات من عقالها وهي ترى تجاهله التام لاعتراضها ومتابعته السير الى غرفتها.. لحقت به بخطوات عصبية لتتسع عيناها پصدمة وهي تراه يعبث بدولاب ملابسها ويرمي ما لا يعجبه منها..
ما هذا لماذا ترمي ملابسي
صاحت آلاء باستنكار غاضب ليتابع ما يفعله وكأنه لم يسمعها الى ان وجد ما يصلح ارتدائه فيرمي عليها ما اخرجه ثم يقول بنبرة متسلطة
لديك عشر دقائق حتى ترتدين البنطال والقميص.. وخزانتك هذه يحتاج لها تغيير شامل بسبب الملابس التي بها.. ممنوع ان ترتدين اي شيء من هذه الملابس لان كلها لا يتم ارتدائها لوحدها ابدا.
هيا لا تتأخري.
اضاف محمد قبل ان يخرج من الغرفة بينما لا تزال آلاء متسمرة مكانها.. سارت بخطوات بطيئة نحو باب غرفتها لتغلقه وهي صدقا تكاد ان تفقد عقلها ولكنها تخشى ان ترد عليه مثلما يجب في حين هما لوحدهما في المنزل.. لا احد برفقتها..
القت نظرة اعتراض على ما اخرجه لها.. بنطال جينز وقميص وردي.. تنهدت بوهن قبل ان تبدل ثيابها وتخرج.. هي متعبة حرفيا.. يومها كان حافلا.. في الصباح مدرستها ومن ثم عملها ومن ثم تحكم محمد الغير منطقي بملابسها خاصة انها لا زالت لا تعرف طبعه ولا تعرف عنه اي شيء مثلما يجب بالاضافة الى خجلها منه والتقائها به لأول مرة بعد عقد القرآن.. فوضى عارمة تبعثر رشدها وقوتها.. كل ما تريده ان تنتهي هذه الساعات لتتخلص من وجوده حولها..
هل انت راضي الآن
تساءلت آلاء بسخرية ليبقى جالسا مكانه في الصالة بينما يتفحصها بنظراته بعدم رضى..
ليس جيدا ولكن ارحم من القميص التي كنت ترتدينه.
ثم وثب عن مكانه ليقف قبالتها ويردف
الذي يهمني الآن القميص.. اين هو!
لماذا ماذا ستفعل به
غمغمت بتوجس ليهتف بإصرار
أحضريه الآن.
جلبت الاء القميص والحيرة تتراقص في عينيها ليتناوله محمد من يدها ببعض الخشونة ويقول بإبتسامة ملتوية
هذا القميص تم تصديره حبيبتي.. صار من الممنوعات.. انسيه منذ الآن.
فغرت فاهها كالحمقاء وهي تطالعه بنظرات مذبهلة.. غير مستوعبة ما يتفوه به من جنون.. 
دنى محمد منها مستمتعا بالمظهر التي هي عليه وهمس بينما حدقتاه تسافران تارة الى عينيها فټغرق بهما وتارة اخرى الى شفتيها فتشتعل اوردته رغبة بمعرفة مذاقهما الذي لا شك انه كالشهد..
الن نذهب هل يعجبك ان نبقى هنا خاصة اننا لوحدنا وايضا انت اصبحت زوجتي اي لا احد بإمكانه التفوه بحرف واحد.. وفي الواقع المنظر الذي امامي مغري جدا وانا بالكاد اسيطر على نفسي.
تبعثرت حمرة الخجل على وجهها كالنبيذ الأحمر فصارت حرارة وجهها لا تطاق ولا تحتمل.. وقاحة نظراته كانت غريبة عليها كليا فلم يكن امامها الا الابتعاد بسرعة والخروج من المنزل كله وهي تلعنه وتشتمه بكلمات لم يسمعها غيرها.. وقح.. قليل الأدب..
لحق محمد بها ضاحكا وناولها مفتاح المنزل ثم قال بمرح
سيتم سړقة المنزل اذا بقي هكذا الحال.
صعدت الى السيارة دون ان تعلق فخجلها من نظراته لا زال مسيطرا عليها.. فتبعها محمد ثم انطلق بسيارته لتطمس آلاء تنهيدة حارة في جوف صدرها وهي تسمعه

انت في الصفحة 3 من 8 صفحات