رواية قصة حقيقية المقدمة والفصل 1-2
يردف
الاء هذه هي المرة الأخيرة التي ترتدين بها ملابس كهذه.. انا لا احب ان ترتدي زوجتي هذه الملابس.. حتى لو كنت اعيش هنا لا احب ان يراها احد بهذا المظهر غيري انا.
تمتمت بموافقتها بسهولة لا تمت لها بصلة.. ربما بسبب نظراته الوقحة التي لا زالت لم ترحمها الى الآن.. فإستأنف محمد
اذا لقد انتهينا من هذا الموضوع.. لنأتي الى الموضوع الأخر.. لماذا لا تردين على مكالماتي.. انا لا احب ان اكرر الكلمة اكثر من مرة ولكن صدقا اود ان اعلم لماذا لا تجيبين
اجابت بحدقتين مرسختين على الطريق لا غير ليهمهم محمد متفهما قبل ان يتساءل بعد صمت قليل من الطرفين
كيف تسير أمورك في المدرسة
جيدة حمدا لله.
رائع.. والعمل
ردت بإختصار ثم استطردت بتردد
محمد.. هل يمكنك ان تعيد القميص لي
لماذا لكي ترتدينه مرة اخرى اذا كنت سترتدينه مع بنطال سأعيده لك لا يوجد مشكلة ولكن اذا دون بنطال فإنسي ذلك.
قال حانقا مغتاظا لتتمتم بنفاذ صبر
بالتأكيد دون بنطال لأن هذه القميص لا يتم ارتداء اي شيء معه.. الآن فقط اعطني اياه ولن ارتديه مجددا من الأساس.
رد مستفزا اياها بكلماته وبحاجبه الأيسر المرفوع لتبتلع كلماتها الحانقة وتتمتم مستغفرة الله عدة مرات قبل ان تصمت بسبب إقترابهما من منزل والديه..
على الرغم من كونها حانقة من تصرفات محمد وطريقة تعامله معها الا انها لم تملك سوى ان تخجل بعد ترحيب والديه بها بكلمات غير معتادة عليها البتة..
كم هو غريب عليها ان يرتبط اسمها فجأة بشخص ما.. استقبلت سلامهما بخجل قبل ان يرحبن بها شقيقاته وشقيقه غياث الذي قال بعبث وهو يقبلها على خديها
والله احسنت يا محمد.. اجدت وضعها تحت الأمر الواقع.. واخيرا قدروا عليك يا بطة.
اصمت.. شقيقك غدر بي!
هتفت آلاء بغيظ ليرد غياث متشدقا
اجل صحيح صحيح كلامك! الم تكوني ستموتين فقط كي ينظر اليك!
تمتمت بغيظ ليقول بشبه ابتسامة
وهذا المحمد صار الآن زوجك.
اعتقد ان عليك ان تصمت.. هذا أفضل.
مع الأسف لقد سرقوا عروستي مني.. كنت انتظر ان تتخرجي لأتزوجك.
همس غياث بحزن مصطنع لتتشدق آلاء
للأسف عزيزي غدرت بك.. دعنا نخدع شقيقك وادعه يتركني لأتزوجك لأنه ليس نوعي المفضل بينما انت...
قرد محروق!.. هل هذا وجه ينظر الشخص اليه!
ضحك غياث بصوت عال جذب الأنظار اليهما ثم اقترب منها قليلا وقال
اجمل من وجهك على الأقل.. لو فعلت المستحيل لن تصلي الى جمال هذا الوجه الذي املكه.. اعلم بك تغارين مني.
صحيح.. انا اغار من قرد!
تمتمت باستهزاء ليهتف غياث بغيظ بعد ان القى نظرة على شقيقه الذي يراقبهما
دعيني وشأني واذهبي لتجلسي قبل ان يأتي محمد ويقتلنا.. اراه ينظر الينا بتركيز على الرغم من عدم سماعه اي كلمة.. ولكن الشرارات الڼارية التي تخرج من رأسه كما لو انه ثور تخبرني انه سيقوم بدفننا معا.. لذلك هيا انصرفي من امامي.
جبان.. عار على الرجال.. عيب عليك يا رجلا!
هتفت آلاء ضاحكة ليقول
من هؤلاء هذه المرة الأولى التي اسمع بها هذه الكلمة.. هيا غادري من امامي فأنا للعلم فقط اريد حياتي.
تركته آلاء ضاحكة وتوجهت للجلوس برفقة العائلة.. لم تكترث بنظرات محمد ومن الأساس لم تنظر اليه.. فلا يحق له ان يغضب لأنها تعتبر غياث شقيقها وصديقها المقرب واكثر ايضا.. علاقتها به وطيدة للغاية ولن تسمح لمحمد ابدا ان يعترض.. واذا ڠضب لا يهم!
لا تعلم كيف مر الوقت على طاولة الطعام.. نظرات محمد لم ترحمها.. يراقب كل حركاتها.. طريقة أكلها.. حركاتها.. نظراتها التي لم ينالها هو الوحيد.. ثم الألم الرهيب الذي اجتاح أوصالها ومزق نياط قلبها بحديثها مع شقيقته عبير.. ثم كلامهما عن تحديد حفل الخطوبة والزواج بينما هي تحتضر في كوكب أوجاعها.. واخيرا توديع محمد لها وامره لها ان تتصل به فور ان تعود دون ان يكلف حتى نفسه عناء الاعتذار..
استلقت على سريرها وعقلها يلتطم بعدة امواج مهلكة.. ولكن جل ما يسيطر عليها الحديث الذي دار بينها وبين عبير في المطبخ بعد الطعام.. حينما بدأ الحوار بسؤال عبير الذي صدمها
آلاء هل كنت تحبين كريم
لماذا تسألين سؤال كهذا والآن
تساءلت آلاء بهدوء لتقول عبير
لندع شقيقي جانبا وكونك اصبحت على ذمته.. ولكنك تعلمين لو انني احب شخصا محال ان اقبل بأي رجل غيره يتزوجني حتى ولو كان هذا الشخص شقيقي.. وبالإضافة الى كون ذلك الشخص الذي احبه يحضر الحفل وامام عينيه اذهب الى شخص اخر واتزوجه.. انا لو كنت احب رجلا افعل المستحيل حتى اكون له واقف متحدية العالم كله لكي فقط اخذ الشخص الذي انا احبه.
جرحتها كلماتها وان كانت صادقة.. ولكن ما مرت به ليس سهلا وهي تدري القصة كلها من البداية حتى النهاية.. لا تفهم كيف تلومها في حين انها كانت شاهدة عڈاب فراقها عن كريم ثم اخيرا نحرها بطريقة قاسېة حينما تزوجها محمد بطريقة اقل ما يقال عنها اجبار!.. مصيدة واوقعها داخلها وهي كالجارية تساق الى مالكها دون ان تملك حق الإعتراض بسبب الضغط العائلي الذي تم ممارسته عليها..
بالإضافة الى ذلك.. هي مستحيل ان تعود الى كريم مرة اخرى او ان تقحمه في حياتها مجددا.. والذي حدث امامه كان اقل ما يستحقه.. هو يستحق ذلك وهي ليست نادمة وإن كان على حساب مبادئها وأنين قلبها.. يجب ان يعلم انها قوية وانها بقادرة على الاستمرار دونه وكأنه لم يكن قط في حياتها.. فالحياة لا تعتمد على شخص واحد فقط..
قالت آلاء بثبات
انت محقة.. تماما مثلما قلت لو انني احب شخصا.. ولكن كريم صفحة وتم طيها منذ زمن وانا نسيته وهو صار الآن فقط ماضي بالنسبة الي.. كما وانك تعرفين جيدا بماذا مررت وكم تعبت خلال هذان العامين حتى اتجاوزه وأصل الى هذه المرحلة التي انا عليها الآن.. وانا اعتقد انه يستحق الذي حدث امام عينيه.. على العكس تماما.. ما حدث كان جيدا للغاية حتى يعلم كم انه شخص غبي.. انت فقط انظري كيف من موقف واحد اثبت لي انه ليس رجلا وكم هو شخص اقل ما يقال عنه سيء وكم انه بسرعة من كلمة واحدة يضحك عليه! فلماذا احارب لأجله على شخص لا يستحق.. من المشكلة الأولى باعني وهرب.. بسرعة تركني.. لماذا ارفض شقيقك اخبريني! انا يجب ان ابدأ من جديد سواءا كان مع شقيقك او غيره.. انا لست حزينة ابدا على ما حدث بل انا شامتة به واكاد اطير من الفرح.
لم يردع رد عبير عليها الا دخول شقيقتها اسراء فتضطر آلاء حينها للخروج لتعيش تعاستها التي لا يعلم بها احد وتتجاهل كل كلامهما عن الخطوبة والزواج لأنها في الاصل منشغلة في مداواة البراكين التي فاقمت من اهتياجها عبير بكلماتها.. وتفكيرها الذي اتجه بكل كيانه الى كريم الذي لم يدعها وشأنها حتى الآن.. لذا هذه المسرحية لا تهمها الآن البتة..
تنهدت آلاء بوهن وهي تشكر الله ان هذه العزيمة انتهت فالصداع الى الآن يلازم رأسها والتعب ينتشل منها كل قواها.. انتبهت فجأة الى هاتفها الذي يرن فوجدت محمد الذي يتصل.. انتظرت ان ينتهي الرنين ثم اغلقت هاتفها وهي تبتسم بمرارة.. على ماذا ترد بحق الله على ماذا
استيقظت كارهة لسفر والدتها الى العراق.. خاصة في اوضاع كهذه.. ولكن ما باليد حيلة والدتها تود زيارة عائلتها وهي لا تستطيع ان ترافقها حتى ولو ارادت..
كتمت تنهيدة تود التحرر وهي تخرج من غرفتها بعد ان جهزت نفسها لمرافقة والدتها الى المطار.. ثم تساءلت بصوت عال
امي من الذي سيأخذنا الى المطار ايلام أم محمود
سرعان ما شحب وجهها حينما دلفت الى الصالة وتفاجأت به.. لم تتوقع حضوره في هذا الصباح الباكر.. هل كان يحلم بها
رمقها بنظرة غير راضية البتة فرغم قوله لها ان ترد على اتصالاته الا انها لا زالت تتجاهله المرة تلو الأخرى.. وهذا الامر يستفزه.. يغيظه بشدة.. واليوم سيحاصرها.. لا بد انه سيجد حلا لهذه العنيدة..
كيف حالك محمد
تساءلت آلاء ليرد عليها بإقتضاب وبنبرة باردة فتستطرد بعدم اكتراث وهي توجه كلامها لوالدتها
ها أمي.. من سيأتي ليأخذنا ايلام أم محمود
لا عزيزتي.. محمد هو الذي سيقلنا الى المطار.
تطلعت اليه پصدمة بعد جواب والدتها لتغيظها تعابيره المستفزة بإستخفافها..
حاولت تجاهل توترها قدر الإمكان ولم تعقب فبأي حق سترفض الذهاب برفقته.. هو زوجها مهما قاومت..
بعد دقائق معدودة كان محمد يضع حقائب السفر في صندوق السيارة بعد ان اخرجهم من المنزل فتتساءل والدتها جميلة
هل اجلس في الخلف
لا أمي اجلسي بجانب محمد وانا سأجلس في الخلف.
اجابت الاء وهي تجلس في الخلف ليبتسم محمد بتهكم ويتمتم بينما يعدل مرآة السيارة الأمامية ليثبتها عليها
سلمت يديك.. هذا هو المطلوب!
استفزتها نظراته التي على ما يبدو انها لا تود ان تعتقها فلتغيظه فتحت هاتفها وبدأت بمراسلة صديقاتها وهي تضحك بصوت عال متجاهلة نظرات الفضول التي يرمقها بها..
وبالفعل نجحت آلاء بإغاظته فكاد ان ېموت ليعرف مع من تتحدث وتضحك هكذا.. تتجاهله وكأنه ليس موجودا من الأساس!.. وهو يعرف جيدا كيف يروض تجاهلها هذا.. لذلك تساءل وهو ينظر اليها عبر المرآة الأمامية بإبتسامة سخيفة
خالتي.. ما هو عقاپ المرأة التي تخرج دون علم زوجها
تطلعت اليه بسرعة.. ما الذي يريد ان يصل اليه.. لماذا عاد لكلمة زوجها!
عقابها ان الملائكة تلعنها.. لا يجوز ان تخرج المتزوجة دون علم زوجها.. الا اذ سمح لها وقال لها أخرجي براحتك.
ردت جميلة ليهمهم محمد
ممم جيد.. لأنني اعرف بعض الناس منذ يوم عقد قرآنهم الى هذا اليوم لم تجلس وتتحدث الى زوجها مثل بقية البشر.
بالتأكيد لأنها زالت لا تعرف عن هذه الأمور.. فهي لا تزال جديدة عليها.. لذلك يجب على زوجها الجلوس معها ليشرح لها هذه الأمور كي تفهمها.
غمغمت جميلة ضاحكة ليهتف محمد حانقا
ذلك لو انها ترد على اتصالاته اولا حتى يتحدث اليها ويدعها تفهم ان حياتها تغيرت.. صارت مختلفة.. كل شيء أصبح بإذن.
رباه كم هو