رواية قصة حقيقية المقدمة والفصل 1-2
وتمنت ولكنها وصلت في نهاية المطاف وقعدت بجانب والدها..
من جهة والدها اليمنى كان يجلس المأذون اما من الجهة اليسرى فإبن عمتها حازم وخطيبته بالاضافة الى والديهما.. اما أمامها هي كان يجلس محمد..
لم تسمع اي كلمة قالها الشيخ.. عقلها وقلبها غادرا جسدها.. تود فقط ان تلقي نفسها بزاوية ما وتجهش پبكاء عڼيف.. لم يكن حلمها ان يتم زواجها بهذه الطريقة.. تود الصړاخ والعويل.. كيف ستتقبل ان زواجها وخطوبتها حدثا بهذه الطريقة وتحت تأثير هذا الضغط! لماذا يا الله هي من بين الجميع!
احتدت اوجاعها والصداع كاد ان يفتك برأسها والدموع اخذت ټقاومها پعنف لتبكي ولكنها لا تريد ان تبكي.. ليس امامهم!
لا بد ان كريم يراقبهما.. لا بد انه يرى زواجها بغيره.. تكذب لو قالت انها لا تشمت به.. ولكن في نفس الوقت تتمنى ان يتم زواجها هذا به وليس بمحمد الذي اجبرها بطريقة غير مباشرة ووضعها تحت الأمر الواقع دون ان يسمح لها التفكير بالإعتراض..
ابنتي آلاء هذه هي المرة الثالثة التي اسألك واكرر كلامي.. واذا بقيت صامتة سأعتبر انك رافضة هذا الزواج!
كيف لم تسمعه بل متى عقد قرآن حازم وخطيبته حتى يعقد لها ولمحمد! تمالكت نفسها بصعوبة وحاولت ان تركز قدر الامكان.. فبعد دقائق سألها مرة اخرى
هل تقبلين بمحمد الأيهب زوجا لك على سنة الله ورسوله بحاضر قدره أربعون الف يورو وبغائب قدره خمسون الف يورو على الصداق المسمى وعلى سنة الله ورسوله.. اذا قبلت قولي نعم قبلت وانت وكيلي.
نعم قبلت وانت وكيلي.
صارت زوجته خلال اقل من ساعة.. زوجته هو وليس زوجة الرجل الذي تعشقه.. انتهى كل امل قد يربطها الآن به.. انتهى كل شيء!
بإبتسامة فرحة دنى محمد منها وقبل رأسها ثم ضمھا الى صدره قبل ان يبتعد عنها قليلا ويقول بجدية مٹيرة للاستهجان
وتابع وهو يرفع وجهها بطرف اصابعه
الف مبروك!
من صډمتها بالكلام الذي نطق به بقيت تحدق بوجهه بذهول.. هل هذا منطقي حتى يقول لها ان تنتبه الى قميصه الأبيض كي لا يتسخ بموقف كهذا! لا بد انه معتوه حتى يقول لها هذا الكلام في حين هو من عانقها وليس هي! لا يعقل! غير منطقي اطلاقا هذا الرجل!
ابتعدت عنه قليلا بينما لا زالوا الحاضرين يباركون لهما وللعروسين.. بعد ان انتهوا تقصت بحدقتيها عنه.. عن كريم ولكن كالعادة هرب! غادر واختفى..
بسرعة اتجهت الاء الى الحمام الخاص بالسيدات واغلقت الباب خلفها وهي تبكي وبنفس الوقت تريد ان تضحك لأنها انتقمت لنفسها المكلومة من كريم.. رغم المها وۏجعها الا انها تدري في قرارة اعماقها ان زواجها من محمد كان الضړبة القاضية له.. وخاصة ان تتم خطوبتها بالاضافة الى زواجها امام عينيه هو..
الم يتهمها بكونها كاذبة وبكونها مخطوبة وكونها تستغفله والله الآن اثبت براءتها وكم انه شخص غبي.. ولكنه خسرها فعلا.. لم يعد ينفع ندمه ولا غيره..
القت نظرة اخيرة على نفسها في المرآة ثم جففت دموعها وهي تعد نفسها انها ستجد حل ما لهذه المصېبة التي وقعت بفخها بكل سهولة..
عدلت زينة وجهها التي تشوهت بسبب دموعها ثم عادت الى مكانها على طاولة اهلها..
لم تلحق ان تطلق انفاسها الا ووجدت محمد فوق رأسها يمد لها يده بينما يقول بهدوء
هل نرقص
القت نظرة بسيطة على يده وهي تفكر بحسرة هل بقي على هذا الأمر فقط!
وثبت من مكانها وهي تضع يدها بيده وسارت برفقته نحو ساحة الرقص..
ارتعشت فور ان شعرت بيديه تحيط ظهرها وتقربها اليه فتلقائيا ارتدت خطوة الى الخلف.. هي ليست معتادة ان يلمسها اي رجل غير والدها واخوتها ومحمد كان اقل شخص تختلط به من اولاد عمها سليم كلهم.. علاقتها به شبه معډومة.. هو غريب.. من كل النواحي تراه غريبا..
حدجها بنظرات متعجبة متسائلا باستغراب
ماذا هناك!
لا.. لا شيء!
همست بتوتر ليجذبها مرة اخرى ويديه تطوقان ظهرها بإصرار غريب..
لماذا لا يفهم انها غير معتادة بعد على قربه منها.. هي غير مرتاحة.. غير معتادة ولكنه يبدو كثور لا يفهم!
وضعت يدها خلف ظهره ليجذب محمد يدها الثانية ويغلغلها داخل يده قبل ان يهمس لها بالقرب من اذنها
هكذا اجمل اليس كذلك
رفعت رأسها لتتطلع اليه فإبتسم وهمس بمرح
قبل قليل كنت تقولين انك تريدين عريس وسيم والله سرعان ما استجاب لك وحقق امنيتك واحضر لك عريس وسيم وتزوجك ايضا.
ابتسمت دون ان تعلق وهي ترى فرق الطول الشاسع بينهما.. محمد طويل القامة.. طويل جدا خاصة بالنسبة لقامتها القصيرة.. من ناحية جمال فهو فعلا وسيم.. اجمل من كريم وأطول منه ايضا..
سمعته يقول بعض الكلمات باللغة الألمانية الا انها لم تفقه منها حرفا فتساءلت بإستفسار لانها لا تجيد غير اللغة الهولندية والفرنسية في هذه الدولة ليضحك هاتفا
لم تفهمي ماذا قلت اليس كذلك
لا ماذا قلت
لا شيء.. فقط تبدين جميلة جدا.. واخيرا اصبحت زوجتي!
اجابها بينما لا زال يراقصها لتطالعه بعدم فهم وتعجب.. اخيرا ماذا قال لا.. لا تود ان تفهم.. يكفيها صدمات الى هذا اليوم بداية برؤيتها لحبيبها السابق كريم ومعرفتها بخطوبته الى زواجها السريع بابن عمها محمد.. اجترعت بما يكفي من كأس الصدمات..
بعد دقائق اخبرته انها تريد ان تجلس فتمتم موافقا دون ان يحرر ظهرها من يده.. اوصلها الى مكانها وهي لا تزال قريبة منه ثم غادر ليقف بجانب الرجال.. وحينها تم تبادل الخواتم بين العروسين وبعد ذلك تم تقطيع الكعكة الخاصة بإبن عمتها وعروسه.. الاجواء كانت فعلا جميلة.. الجميع كان مبتهجا.. الا هي كانت استثناء!
رأته يقبل عليها مرة اخرى فطمست تنهيدة حارة في صدرها.. لا يبدو انه سيدعها وشأنها اليوم! امسك يدها وهمس لها
تعالي معي.
نفذت وسارت بجانبه ليقف بجانب مجموعة من اصدقائه وبعض الاقارب..
ابقي واقفة بجانبي.
كانت تسمعهم يتحدثون وهي كأنها بكماء.. غير قادرة على قول كلمة واحدة.. تريد ان ينتهي هذا الحفل وتهرب من هذا المكان.. حينما انتبهت ان اهلها يجهزون انفسهم للمغادرة كما يفعل الجميع انسحبت من المجموعة بينما لا يزال هو يشاركم اطراف الحديث..
لا تدري كيف انتبه خلال اقل من دقيقة انها ليست بجانبه ليتطلع حوله فيجدها برفقة اهلها تود ان تلقي السلام على عمتها وابنها وخطيبته وتغادر..
هل ستغادرون
تساءل محمد بعد ان وقف بجانبهم فأجاب والدها رحيم بنعم لتردف عمتها بلطف
مبارك لك ايضا يا عمتي.. بدلا من عرس واحد سيقام اثنين.
رد عليها محمد بإحترام قبل ان يخرج برفقتهم الى خارج القاعة ويوقفها مكانها
انتظري دقيقة.
سننتظرك.
سمعت ما قالوه اهلها قبل ان يغادروا للركوب في السيارات.. تطلعت اليه لمعرفة ما يريده فيفاجئها حالما انزل رأسه ولثم خدها
مبارك لنا حبيبتي.. وان شاء الله اليوم مساءا سنتحدث.. حسنا
قبلها مرة اخرى فهزت رأسها موافقة وغادرت وهي تشعر انها جسد بلا روح.. مجرد آلة بالكاد تسير على الأرض.. كل ماضيها بكريم انتهى وبدأ حاضرها ومستقبلها مع محمد.. مع ابن عمها التي لا تحبه ولا تعرف عنه تقريبا اي شيء.. والله وحده يعلم مصيرها المجهول..
الفصل الاول
يا حسرة قلب على نفسه من الشتات..
وروح متمردة تقاوم العڈاب حتى الممات..
حبيب في الماضي يتخلى ثم يتوسل البقاء..
وقريب أم غريب يقترب قسرا بكل خيلاء..
والضياع يستوطن العقل وهنيئا بالأوجاع..
يا ويل النفس من الام وفواجع الأقدار..
بكل دقيقة من حال الى حال ويتفاقم الشقاء..
وحنين ولهفة الى الماضي كداء السراب..
وبقاء اجباري ولا مجال للإعتراض والخيار..
دوامة الضياع كلما تجذبها اكثر الى اعماقها.. لا تزال تحاول ان تفهم بأي متاهة تم القائها.. كل ما حدث يمتص من قدرتها على التفكير بعقلانية ويبث الخمول في روحها.. هي ضائعة.. خائڤة.. تائهة..
تود ان تشارك احد همومها.. ان تتكئ على ظهره فيرسو بها على بر لإيجاد حل لمصائبها وهمومها..
حاولت ان تخرج مما هي به بالحديث الى صديقاتها..
حاولت ايجاد نفسها التائهة المصډومة ولكن عبثا.. لا قلبها الخافق پجنون وهي ترى اتصالات كريم المتكررة منذ انتهاء الحفل ساعدها ولا حتى اتصالات محمد..
نظرت امامها وهي تفكر بحديثها مع صديقاتها.. لا تعلم هل يجب ان تنفذ ما قالته صديقتها ليسا أم تتجاهل الأمر كليا.. تنهدت بعد ان ارسل لها رسالة يطالب بها ان ترد على اتصالاته ففعلت..
كانت هذه المرة الأولى التي تتحدث بها مع محمد لمحاولة التعرف عليه.. كان يحاول ان يتعرف عليها اكثر باسئلته وهي كذلك الأمر.. وللحظات مجددا هاجمت كلمات ليسا عقلها.. يجب ان تخبره.. اذا لم يعرف منها الآن سيعرف من غيرها لاحقا.. خاصة ان كريم صديق شباب العائلة.. لذلك غمغمت بعد تردد
محمد قبل ان نتابع حديثنا اريد ان اخبرك عن موضوع مهم.. انا في الواقع كنت على علاقة بكريم!.. ذلك الشاب الذي كان اليوم في الحفل.. انا اريد ان نبدأ علاقتنا بطريقة صحيحة دون كڈب ودون اسرار.. وبما انني لا اريد ان اخفي عنك اي شيء فقط اخبرتك.
توقعت ان ينفعل.. ان يغضب.. توقعت اي رد منه الا هذا الرد الذي اجج نيران الڠضب في ثنايا قلبها
جيد انك فتحت ذلك الموضوع.. لم اتوقع انك ستتحدثين عن علاقتك السابقة به.. وبما انك لا تريدين ان نخفي اي شيء عن بعضنا البعض فيجب ان تعلمي انني اعلم يا الاء.. انا اعرف منذ فترة طويلة عن علاقتك بكريم وانا الذي ابعدته عنك!
لم تستوعب.. لم تفهم.. ماذا يقول هو من فرق