الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية قصة حقيقية المقدمة والفصل 1-2

انت في الصفحة 1 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

القصه حقيقيه 
!المقدمة...
الحفل يعج بالحضور.. وصوت الاغاني عال صاخب.. تقف بفستان اسود وحذاء ذو كعب عال.. بينما شعرها القصير نسبيا مرفوع بطريقة عشوائية وبعض الخصلات الشاردة انسدلت لتهب وجهها ذو الملامح الجميلة الهادئة سحرا خاصا..
رباه ما اجمل هذا الأجواء.. أجواء الاعراس وارتداء الفساتين الجديدة والقصيرة.. لطالما عشقت الاناقة وكل ما يخص جمال الانثى.. كانت واثقة بجمالها ولكن واثقة أيضا أن يومها سيمر دون شيء يذكر.. كالعادة لا جديد!

اتسعت عيناها بانبهار وهي تتطلع حولها بفضول.. 
القاعة كانت كبيرة معدة بطريقة منظمة جميلة جدا.. ومعظم الحاضرين كانت تعرفهم الا القليل منهم بسبب كونهم اصحاب العريس حازم الذي يكون ابن عمتها..
انتبهت إلى وجود بنات عمها فتابعت النظر حولها تتفقد الوجوه لتعرف اصحابهم..
صوت الاغاني كان عاليا صاخبا كما تعشق تماما وكل شخص في الحفل مشغول بأمر ما بينما هي كانت تقف مكانها تتعرف على الحضور بعينيها..
امتدت يدها بشكل تلقائي لتزيل احدى خصلات شعرها الشاردة على وجهها وينقبض فؤادها بذات اللحظة پألم غير طبيعي.. كان هو! وسط الجميع كان هو موجودا! ما الذي يفعله في حفل خطوبة ابن عمتها بحق الله! ليس من العدل أن تراه بعد عامين لم تعرف أو تسمع اي خبر عنه خلالهما!
ازدردت غصتها الكاتمة أنفاسها وهي ترى فتاة ما تجلس بجانبه.. هو لا يملك أي شقيقات.. لا يملك سوى شقيق واحد! هل هي خطيبته! لا بد انها خطيبته! فكرت بمرارة ولكن لا لا! لا يجب أن تضعف بعد كل هذه الفترة الطويلة التي كانت تعد بها نفسها للقائه يوما ما.. هي قوية! هي بكل تأكيد بإمكانها أن تتماسك وتطمس ۏجعها تحت قلبها دون أن تسمح له حتى بالظهور على ملامح وجهها.. ولكن والله هذا ليس عدلا.. كيف تراه بعد عامين وليس لوحده بل مع خطيبته! كيف ستتحمل بحق الله! كيف
رأته كيف انتبه لتحديقها المذبهل به.. رأت كيف تلألأت عينيه السوداوين بمشاعر عاطفية هي أكثر واحدة تعرفها منه.. عطره البعيد جدا كانت تشعر به داخل مسامات روحها وأنفاسها.. كانت مخدرة.. لا تدري أهو من الالم ام من تأثيره عليها حتى بعد كل هذا الغياب الطويل!
اقتربت منها فجأة ابنة عمها وزوجة شقيقها عبير والتي هي الوحيدة فقط من تعلم عن علاقتها السابقة بكريم.. بادلتها الاء سلامها لتهمس لها عبير بصوت منخفض
هل رأيت من هنا
أجل رأيت وعلى ما يبدو أنها زوجته!
همهمت عبير بتأييد لتقول الاء بلا مبالاة ظاهرية
ايا كان... لا يهم!
انتبهت لشقيقها إيلام الذي كان يقف خلفها يذهب ليلقي التحية على الحاضرين وفور أن رأته يتوجه إلى طاولة كريم تركت زوجته عبير وسارت نحوه بخطوات سريعة ثم اوقفته وهي تمسك يده لينظر لها ايلام بإستغراب ويتساءل
ما الامر
ما خطبك فقط اريد أن أرافقك وانت تقوم بتحية الحاضرين.
اجابته الاء ليهز رأسه على مضض ثم يتابع سيره نحو طاولة كريم.. فيقف الآخر ليرد التحية بينما هي شعرت أن قلبها سيقف لا محالة.. لا يجب أن تكون هكذا! عليها أن تكون ثقيلة! 
توسلت نفسها أن لا تنسى ما فعله وان لا تدع كل تعبها يذهب هباء.. لا يجب ان تبدو أمامه انها مهتمة له بعد كل هذه المعاناة حتى تصل إلى ما هي عليه اليوم..
رأته يصافح إيلام ثم يتطلع إليها بمشاعر مختلطة.. ما بين خوف ولهفة.. شوق وتوتر.. كانت جميلة.. جميلة جدا وهو اشتاق لها.. اشتاق لها پجنون.. أكثر مما يتصور..
قال كريم بينما يمد يده لها ليصافحها
مبروك.. عقبالك.
ابتسمت آلاء باڠراء متعمد وردت بينما تمد يدها هي الأخرى لتصافحه لأقل من ثانية فقط قبل ان تسحب يدها
شكرا.
أشار كريم إلى الفتاة التي تقف جواره وعرفهما قائلا
ثناء خطيبتي!
على الرغم من كونها كانت تدري مسبقا انها خطيبته وتصنعت عدم المبالاة وتحدت نفسها وذهبت بنفسها لتواجهه الا أنها شعرت بجمر حار يكوي قلبها.. لماذا لماذا فقط هي تتألم هكذا الۏجع كان رهيبا بشكل لا يطاق بينما تقول بنبرة مچروحة
مبروك!
أشاحت بنظرها عنه لتنظر إلى خطيبته وتبارك لها هي الأخرى.. كانت فتاة متوسطة الجمال والطول بعينين جوزيتين.. ترتدي فستان وردي اللون وحجاب بنفس اللون.. تماما كما أرادت امه.. بالتأكيد يجب أن يأخذ من مستواه!
انسحبت بعد ان قالت انها يجب ان تتابع السلام على الحضور.. وبعد ان باركت للعروسين وقفت بعيدا قليلا تتأمل الحفل الذي امامها.. كل شخص مشغول ببهجته الخاصة او افكاره بينما هي الله وحده يدري بحالها.. كانت ترجو الله فقط ان لا ټخونها عينيها وتنظر الى المكان الذي يجلس به كريم..
دنى منها ابن عمها محمد والقى السلام عليها فغمغمت
اهلا محمد.. عاش من رآك!
ضحك وهو يلقي عليها نظرة تقييم شاملة من أشهق رأسها حتى أخمص قدميها لتومض عينيه بإعجاب شديد بجمالها.. 
كانت آلاء قل ما تراه حينما تزورهم او العكس.. دائما ما يكون في عمله او مسافر او برفقة اصدقائه..
عقبال يومك.
بشكل عفوي نظرت الى كريم الذي يجلس بعيدا عنهما بجوار خطيبته فتابع محمد مسار نظراتها بحدقتيه الى ان عادت نظرها اليه وقالت بمرح قبل ان تغمز له
اذا كان لديك صديق وسيم بالتأكيد سأوافق.
ان شاء الله قريبا.
علق محمد مبتسما ثم عاد يتطلع امامه لتقول بسرعة
مستحيل! اين انا واين الزواج انا الزواج لا يليق بي.. كنت فقط ابادلك المزاح لا غير.. بصعوبة اجيد تدبير اموري فكيف لي ان اقوم بهذا الجنون واتزوج!
هز رأسه ضاحكا دون ان يعلق.. لدقائق بقي بجانبها.. فقط الى ان حضر المأذون.. ثم تركها وحدها لتشاهده يتوجه للحديث مع العريس بما لا يهمها وهي ذهبت لتجلس مع عائلتها.. جل ما تريده ان ينتهي هذا اليوم وتغادر هذا المكان الخانق.. في اعماقها حقد وقهر تجاه اللعېن كريم.. تود ان تحطمه.. ان تهشم له وجهه ووجه تلك الفتاة التي بجانبه..
بعد ان جلسا العريس والعروس بجانب بعضهما وبدأ المأذون بقول آيات قرآنية واحاديث تخص الزواج وقف محمد امام الجميع وأوقفه قائلا
لحظة شيخنا قبل ان تتابع!
كل الانظار تسلطت عليه بإستنكار وتعجب.. فتطلع محمد الى آلاء ثم الى والدها وهتف
بما ان جميع اصحابنا واهلنا واقاربنا مجتمعين اليوم ولا يوجد اجمل من هذا التجمع ولا من هذه المناسبة وسعادة عمي بإبن شقيقته انا اطلب يد ابنتك الاء منك على سنة الله ورسوله لتكون زوجتي.. واتمنى ان توافق وها انا امام الجميع اطلب ابنتك منك وادري انني محال ان اجد اجمل وافضل من آلاء! واذا كنت موافقا يا عمي لندع الشيخ يعقد لنا ايضا بما ان الجميع موجود وبدلا ان يعقد كتاب واحد يعقد اثنين.
هذا ماذا يقول ما الذي تفوه به بحق الله وكأن تم القاء دلو كبير من الثلج على وجهها! هذا بالتأكيد ليس بواع لما نطق به! هي تتزوج محمد ابن عمها!! لا مستحيل! مستحيل! واين تتزوج امام كريم!!
تطلعت الى والدها باستنجاد لتجد والدها يحدق بها بتوتر.. ثم رأته كيف نظر لمحمد وقال
انت ابني يا محمد وانا محال ان ارفض لك طلب ولكن هذا زواج.. فبالنهاية الجواب سيكون عند الاء وستأخذه منها وليس مني.
رشقت والدها بنظرات مصډومة.. كل من في الحفل ينظر لها.. جميع العيون تحدق بها بترقب منتظرة منها الجواب.. هذا زواج وليس خطوبة او مجرد كلمة تقولها وبعد ان تغادر القاعة تغير رأيها وتزجرهم على هذه المهزلة التي احدثها محمد وتقول انها لا تريده.. لا هذا المچنون يريد ان يتزوجها الآن! ولكن كيف بحق الله يريد ان يتزوجها وهي تعرف من شقيقاته انه يحب فتاة ما كان من المفترض ان يتزوجها.. ما ذنبها هي لماذا اقحمها بهذا الجنون! لماذا يريد الزواج بها لماذا!
ستجن لا محالة.. هذا كثير يا الله! والله كثيرة عليها هذه الصدمات.. تطلعت الى والدها والدمعة تقف على باب عينها تود التحرر من عقالها.. ترجوه ان يساعدها.. ان ينقذها من هذه المصېبة.. ان يحميها ويعترض.. ولكن والدها مزق نياط لبها وهو يهمس لها
هذا ابن اخي يا ابنتي.. واخي والد محمد الغالي ايضا.. يعني لا استطيع ان اقول له لا! ماذا تريدين مني ان اقول لأخي!
يا الله! والدها يفاقم الضغط عليها.. لا يسهل لها جوابها.. نظرت الى امها عسى ان تلمح بعض الدعم بعينيها ولكنها لم تنال غير الصمت.. الصمت فقط! اخوتها جميعهم مبتسمين! لا يوجد غير الله ليساعدها! لا احد يدري حجم المعاناة التي تقاسيها..
سمعت عمها والد محمد يقول بحنو بعد ان وقف
انت ابنتي يا الاء مثلما هو ابني.. صدقيني انت ستأخذينا نحن وليس محمد.. وثقي بربنا وبي انني لن ادعه يوما يحزنك بكلمة واحدة.. وكما قلت انت ابنتي وايضا ستأخذيننا نحن يعني محال ان ادعه يؤذيك ولو بحرف وانت تعلمين جيدا ان كلمتي لا تصبح اثنتين.. واي شيء سيء يفعله لك ستجدينني بنفسي اقف رادعا بوجهه!
نظرت آلاء مرة اخرى لوالدها فغمغم برجاء
هذا اخي يا ابنتي!
ابي...
غمغمت پألم تتوسله ان يرأف بها.. ارادت ان تقول لا لست موافقة.. تمنت ان تعترض ولكن والدها قاطعها بسرعة وكأنه ادرك ما تود قوله
هل تريدين مني ان ارفض لشقيقي اول طلب يطلبه مني
آه يا أبي.. ليسامحك الله فقط على هذا الموقف الذي وضعتني به! كيف تحاصرونني هكذا
همست بأنين في اغوارها وهي تتطلع الى الجالسين وحينها بدأ الهتاف.. كلهم ينتظرون موافقتها.. كلمة اجل! ما هو الحل اين المهرب كيف ستفر هاربة من هذا المأزق
للمرة الأخيرة نظرت الى والدها واستنبطت الخۏف في عينيه من رفضها.. خوف لأول مرة تراه في عينيه.. خوف وفي نفس الوقت مترقب متلهف ليسمع موافقتها.. اغمضت لعينيها تنعي نفسها للحظة ثم همست وكأن تودع حياتها بنفسها.. وكأنها ذاهبة للاعدام! الحروف انبثقت من فمها كخناجر تطعن حلقها وفمها
اجل موافقة!
تعالى صوت التصفيق والزغاريد وهي لا تتمنى غير الاختفاء بل الانقراض! كيف وافقت!! كيف
في هذه اللحظة نسيت كريم تماما.. فقط نظرت الى محمد ونسيت كل شيء يخص كريم! بالتأكيد ستحدث مصېبة اذا تم عقد قرآنها على محمد..
زلف محمد منهم وقبل رأس والدها
شكرا عمي!
وضع والدها يده على ظهر محمد وقال
هذه امانة عندك يا بني.. اعطيتك اغلى ما املك والغالي فقط للغالي.
ان شاء الله سأحافظ عليها!
طمئنه محمد قبل ان يفعل المثل مع والدتها.. وبعد دقائق احاط والدها بيدها بيده وسار بها وجوارهما محمد نحو الشيخ.. تمنت ان لا ينتهي الطريق.. تمنت ان لا تصل الى المنصة حيث يجلس المأذون.. تمنت

انت في الصفحة 1 من 8 صفحات