الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية جامدة لكاتبة رائعة الفصول من 1-5

انت في الصفحة 5 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

بحركة من يده و هو يقول  
_استني
نظرت إليه و هي ترفع يدها ملوحة في الهواء و هي تقول بنفاذ صبر  
_ نعم نعم نعم في أية تاني
رفع يده باستسلام و هو يعلم أنها اختنقت من أفعاله ليرجع الي الخلف خطوتين و هو يقول  
_ انا بس كنت هقولك نساعد العساكر حرام
استغل الجزء الرحيم بقلبها لتقضم شفتيها و هي تلتفت إليهم كيف الشمس مصوبة عليهم و العرق متجمع علي جميع اجزاء وجههم لتحمل بكل يده صحن و تتقدم الي مكان الطعام ابتسم و هو يحمل عدة صحون و يذهب خلفها ليهز رأسه و هو يقول بتهكم لما نشوف أية حكاية دكتور ضحكني شكرا ده كمان
!!الفصل الرابع
في سكون الليل و الأجواء الهادئة يتسطح هو علي فراشه بالأرض واضعا يده خلف رأسها ينظر إلي أمامه و هو شارد الذهن دس يده أسفل الوسادة ليخرج السلسال الذهبي الخاص بها رفعه أمام وجهه يتأمله ليتعدل جالسا ليفتح المصحف الصغير المعلق بها ليجد صورتين لرجل و امراه يبدو أنهم والدها و والدتها ابتسم بحزن و هو يتذكر أنه حتي لا يمتلك صورة واحدة لوالديه .. اغلق المصحف الذهبي مرة أخري و هو يقبض عليه بيد و يمرر يده الأخري بخصلات شعره تنهد بضيق صدر و يضع السلسال أسفل وسادته مرة أخري و يقف مبتعد عن فراشه البسيط و ليميل بجسده و هو يفرد ذراعيه تستقبل الأرض و هو يتسطح علي الارض و يضغط بجسده علي يده صعودا و هبوطا يمارس ما يسمي برياضة الضغط في حين وجد إشارة من اللاسلكي الموجود بحوزته ليقف و هو يستعيد أنفاسه اللاهثة ليتلقي الإشارة و هو يقول بثبات  
_ اسمعك
خرج و بيده اللاسلكي ليلتقط الإشارة بوضوح أكثر و هو يقول بعملية  
_ التقي الأوامر
_ مساكن اللاجئين جاهزة يا سيادة المقدم و لازم يكونوا فيها اخر الاسبوع علي الاقل
هز ظافر رأسه بايجاب و هو يقول بهدوء  
_ بعد بكرا هنكون في القاهرة
اغلق اللاسلكي و وضعه بجيب بنطاله و هو يسير باتجاه خيمتها لا يعلم لما تقوده قدمه الي المكان الموجودة به دوما و لكن هذا الأمر أصبح محبب له كثيرا و لا يعلم أيضا سر انجذابه لها الي هذا الحد هز كتفه بلا اهتمام و هو يقنع نفسه انها عندما تذهب الي القاهرة سيحميها دون الالتقاء بها و أنه شعور تلقائي منه بهذا الفراغ لا يعلم أن كل الطرق تؤدي إليها و كل السبل تفتح أمامها هي فقط و الالتقاء بها لا مفر منه و كأنها خرجت من توقعه لها بالخروج لينظر الي خيمتها ليجدها تطل برأسها الي الخارج تتفقد الحارس .. ابتسمت حين لم تجد الحارس لتخرج سريعا و هي تعقد حجابها حتي لا ينفك عنها تسحبت حتي لا تلفت انتباه حارس الخيمة الآخري و صارت علي أطراف أصابعها و هي تقضم شفتيها حتي لا تصدر أي صوت منها .. لمعت برأسه فكرة ف هز رأسه بوعيد و كاد أن يذهب خلفها ليأتي حارس الخيمة و يقف امامه بتوتر و هو يقول 
_ و الله يا فندم ما قصدي أخرج عن الخدمة خالص انا انا
تلعثم و هو يكمل جملته ليوقفه ظافر و هو يرفع يده أمامه وجهه منهيا هذا الحديث قائلا  
_ ياريت متتكررش تاني بس روح علي خيمتك
كاد ظافر أن يتخطاه ليتحدث الحارس مرة أخري بتساؤل و ارتباك  
_ يعني حضرتك مش هتبلغ القيادة العليا
هز ظافر رأسه بنفي و هو يزفر بنفاذ صبر قائلا 
_ لا مش هبلغ القيادة عشان راجعين القاهرة بس ده ميمنعش انك تحافظ علي مهمتك اللي مكلفاك بيها الدولة
ابتلع الحارس ريقه و هو يغمض عينه براحة شاكرا الله و هو يري حالة ظافر الهادئة لاول مرة .. كاد ظافر أن يسير مرة أخري ليجد الحارس يتحدث بنبرة مليئة بالحزن  
_ سيادة المقدم
الټفت إليه ظافر مرة أخري و هو يجيب بهدوء  
_ أيوة
ليتحدث الحارس و هو يخفض رأسه قائلا بخفوت  
_ انا ليا واحد قريبي المفروض يعمل عملية في القلب و حضرتك عارف العمليات دي بتكلف اد أية فلو حضرتك تقدر تساعدني يعملها في المستشفي العسكري يبقي كتر خيرك
ربت ظافر علي كتفه و هو يهز رأسه قائلا  
_ اكيد طبعا اعرف ادخله المستشفي و اول ما نرجع القاهرة ربنا يشفيه
ابتسم الحارس و ابتهجت روحه و هو يقول  
_ كتر خيرك يا سيادة المقدم
ليرفع ظافر يده و هو يقول  
_ خلصت الحق اخر حتة في البت قبل ما الديابة تاكلها
قطب الحارس حاجبه باستغراب ليتركه ظافر و يذهب سريعا باحثا عن تلك الهاربة .. اما هي فقد آثارها فضولها بحديث مروة عن وجود مصدر مياه في صحراء قاحلة لتذهب للبحث بفضول ينهش صدرها التمعت عينها بسعادة حين وجدتها لتركض إليها لتجلس علي الحافة و ترفع عباءتها لتظهر ساقيها و تتدلي بساقها بالمياه و هي تتنهد براحة فردت يدها و هي ترفع رأسها الي الاعلي و هي تبتسم بسعادة انحنت بجذعها العلوي و مدت يدها لتغمس يدها بالماء و تخرج قطرات الماء الباردة بيدها رفعت يدها لتنثرها فوقها و لكنها انتفضت حين وجدت تأوة خاڤت من خلفها التفتت لتجد ذلك القائد الذي لم يعد يجعلها تتنفس لدقيقة دون أن تراه و ما فعله بالصباح كان غريبا للغاية لتقف سريعا و هي تنزل عباءتها لتجده يضع يده علي عينه و هو يقول پغضب 
_ عيني انتي رميتي فيها أية
وضعت يدها علي فمها تكبح ضحكتها و ليفرك هو بعينه حتي استطاع أن يفتحهم لكنه يشعر باحتراق كامل بعينه ليغمضها مرة أخري لتتقدم منه و هي تقول بهدوء  
_ دي ماية مش معقول تعمل كل ده
ليتحدث هو بغيظ شديد و هو يكمل بفرك عينه  
_ طب تعالي احطلك ماية في عينك كدا
لتبتعد بجسدها خطوة للخلف و هي تقول  
_ لا خلاص الف سلامة علي عينك
رمقها پغضب بعينه الأخري و هو يقول  
_أيوة يعني اعمل اية بردو بألف سلامة دي
لوت شفتيها بضيق و تقدمت منه و اخذت طرف حجابها تضعه علي عينه المصاپة لترفع نفسها علي أطراف أصابعها و تبدأ في زفر الهواء من فمها و علي عينه و من ثم نزعت الحجاب و مررت ابهامها علي عينه و ابتعدت و هي تقول  
_ خلصت افتح عينك
فتح عينه ببطئ ليمرر يده على وجهه و هو يقول  
_ خلاص تمام
نظرت إليه و هي تبتسم باقتضاب و هي تقول  
_ هو حضرتك مراقبني انا بس و لا حاجة في تار بينا
تقدم منها تلك الخطوة التي ابتعدتها هي و هو ينظر إليها قائلا 
_ يمكن
التفتت و كادت أن تذهب لتضع قدمها علي شئ بارز عن الأرض كان هو يتابع حتي خطواتها علي الارض ليضيق عينه بخبث و هو يقول مستغل الفرصة  
_ اوعي تشيلي رجلك دا لغم
جحضت عينها پصدمة و هي تثبت بمحلها و قد دق قلبها بزعر و علت وتيرة أنفاسها حتي أصبحت مسموعة تقدم نحوها و هو يقطب حاجبيه وجهه حاد لا يفسر سوا بالڠضب الشديد ازدردت ريقها بصعوبة و ارتجف جسدها بالكامل و هي تهمس بنبرة مهتزة پخوف  
_ اعمل اية
وقف أمامها لا يفصل بينهم سوا خطوة واحدة فقط امتعض وجهه بحزن مصطنع و هو يقول  
_ عشان اقولك متخرجيش من خيمتك اديكي ھتموتي اهو
تسربت دموعها من بين اهدابها و هي تقول بزعر  
_ طب اعمل حاجة مش انت ظابط و بتحميني المفروض
عقد ذراعيه أمام صدره و يبرز شفتيه الي الأمام بحسرة و هو يقول  
_ مقدرش اعملك حاجة في المتفجرات أنا اسف
غرق وجهها بالدموع و هي تلوح بيدها أن يبتعد و هي تقول بصړاخ  
_ طب ابعد ابعد عشان متموتش معايا
نظر إليها برومانسية زائفة و هو يتقدم منها أكثر و يضع يده علي وجهه و هو يقول بنبرة عاشقة مصطنعة من جوف عقله الذي يحاول أن يكمل هذه المسرحية  
_ انا لا يمكن اسيبك ټموتي لوحدك يا ضحي يا نعيش سوا يا ڼموت سوا
لم تكن بحالة تسمح لها أن تنتبه لنبرة الساخرة التي القي بها اخر جملته بل شهقت پبكاء و هي تدفعه بصدره ليبتعد و هي تقول 
_ الله يخليك يا عم الحاج انت ابعد عني متشيلنيش ذنبك
رمش بعينه عدة رمشات سريعة و هو يجعل من شفتيه السفلية ترتجف و هو يقول بدرامية 
_ اشهدي ايتها السماء علي تلك اللحظة العصيبة انها النهاية يا اخت ضحي
أشارت بجوار رأسها علامة جنونه و هي تصرخ بكل ما اوتت من قوة  
_ انت مچنون انت بتلعب امشي يا بني من هنا ھنموت
انحني يركع أمامها بقدم واحدة و يمسك بكف يدها و هو يقول  
_ شيلي رجلك من علي اللغم خلينا ڼموت سوا و يشهد العالم علي قصة حبي اللي ادفنت في تراب الأرض دي
سحبت يدها من يده سريعا و هي تضع يدها علي وجهها الباكي و هي تقول بغيظ شديد و ڠضب أشد  
_ اقسم بالله يا شيخ اني هشيل رجلي بس عشان اخلص منك
تراجعت الي الخلف بارتجاف و هي تنزع قدمها عن موقعها الاول و هي تغمض عينها بشدة منتظرة انفجار شديد يجعل النيران تأكل بجسدها و لكنها لم تجد شيئا انزلت يدها عن وجهها و فتحت عينها ببطئ لتجد الهدوء الذي يعم المكان و هي بخير حال لا يوجد بها شئ نظرت أمامها لتجد ظافر ينحني بالأرض ليس واضح تعابير وجهه بارتجاف و تعلثم حمدت الله كثيرا و هي تتقدم منه تضع يدها علي كتفه و هي تقول  
_ الحمد لله محصلش حاجة الحمد لله قوم
وقف هو ليظهر وجهه الضاحك ما أن نظر إلي وجهها المزعور حتي اڼفجر بضحكته العالية و قهقهته الرجولية جحضت عينها و انفرجت شفتيها و هي تقول بذهول  
_ انت بتضحك عليا مكنش فيه حاجة
كبح ضحكاته و لازالت الابتسامة مطبوعة علي وجهه و هو يقول  
_ عشان تحرمي تخرجي بليل كل يوم هربانة من الخيمة و كأنها سجن
عدلت من حجابها قبل أن يسقط علي رأسها و احكمته علي رأسها جيدا لترفع يدها الي السماء مع و هي تقول داعية الله  
_ منك لله يا شيخ ربنا ينتقم منك زي ما موتني من الړعب و سيبت اعصابي اشوف

انت في الصفحة 5 من 8 صفحات