رواية جامدة لكاتبة رائعة الفصول من 1-5
و قلبها يشكو ما به الي رب العالمين كان يراها بطرف عينه ارتفع طرف شفته بابتسامة و يكمل سيره
ضحي و هي تقف امامه فجأة
_هرجع بلدي امتي
نظر إليها ظافر و هي تعدل حجابها علي رأسها كان يصوب عينه عليها و خاصة عينها لا يترك لحظة لا ينظر إليها حين تسنح له الفرصة
_احنا مش ساكتين يا ضحي بلدك هترجعيها و انتي و اللي معاكي كويسين
_انا واثقة من دا
لتتقدم عنه و هي تسير امامه لتقف بعد دقائق و هي تجلس بالارض و تقول
_انا تعبت ممكن نرتاح شوية
جلس بجوارها بالارض علي الرمال لترسم هي علي هذا الرمال قلب كبير و تكتب به AE Nsh ابتسمت حين انتهت نظر الي الحروف بتمعن و هو يقول بفضول
_اية الحروف دي
اشارت علي حرف ال A و هي تقول
لتشير علي E و هي تقول
_دا حرف اياد اخويا الله يرحمه
لتوالي الاشارة علي الحرفين التاليين و هي تقول
_ال N دي ناصر اخويا و ال Sh شكرية امي الله يرحمهم كلهم
نظرت بالارض و هي علي حافة البكاء ليرسم هو قلب اخر بجوار القلب التي رسمته هي و يكتب هو الاخر MN لتنظر هي له باستفسار ليقول و هو يشير الي الحروف
ضحي و هي تتسائل بحزن
_اهلك ماتوا و انت صغير
ظافر بابتسامة باهتة
_كان عندي ١١ سنة و اختي عندها ٥
لتبدأ ضحي بالبكاء بعاطفتها الرقيقة ليخرج منديله القماشي المزخرف الذي تقريبا سيخصصه لدموعها فقط و يمسح دموعها و هو يقول
ضحي من بين دموعها
_و انت اتعودت
ظافر و هو يرفع كتفه يقول بهدوء
_ايوة اتعودت اكون لوحدي اختي و متجوزة و مش بشوفها غير فين و فين حتي عيالها مش بشوفهم غير في المناسبات لولا ما جوزها راجل و انا عارفه مكنتش بعدتها عني
_هي مسافرة
ظافر بإجابة ادق
_الكويت
نظرت اليه مطولا و هي تحدث نفسها قائلة
_كنت فاكرة اني الوحيدة اللي قلبي حزين و كمان كنت فاكرة ان مفيش راجل بيكون حزين و خصوصا انت شدتك دي غير قلبك خالص
فاقت من شرودها علي حديثه و هو يقول بمزاح و هو يلاعب حاجبيه بمشاكسة ياه لدرجة السرحان انا مكنتش اعرف اني حلو لدرجة العيون الزرقا دي تسرح فيا
_هنكمل و لا هنرجع
ضحي بحرج
_لو مش عايز تكمل نرجع
ظافر باصرار ذات معزي لنفسه
_لا نكمل
ابتسمت هي و تقف تنفض ملابسها و هي تقول بابتسامة
_يلا
في الصباح كانت تجلس بالخيمة لم تنم منذ البارحة كانت تراجع كل ما حدث كل الحروف التي نطقت بها كل ما تفوه هو به كانت تبتسم و هي تعبث بخصلة من خصلات شعرها استيقظت صديقتها مروة عقدت حاجبيها باستغراب لجلستها و تسألت
_خير في اية يا ضحي مالك
نظرت اليها ضحي و هي تتنهد بحرارة قائلة بهدوء
_ مفيش يا مروة افتكرت حياتنا و احنا كنا فين و بقينا فين
نظرت إليها مروة و قد امتعض وجهها بحزن و لتزحف للجلوس بجوارها و هي تقول
_ هي حياتنا كلها هتبقي هنا طب و المطر لما ينزل طب هنعمل أية في الاكل و الشرب و لا ھنموت من العطش
ابتسمت ضحي برقة و هي ترجع خصلات شعرها الي الخلف
_ تعرفي بابا مرة كان بيتكلم علي مصر كلنا سيبنا اللي في أيدينا و قاعدنا نبصله و هو بيتكلم و الكل كان مركز اوي و اياد سأله و أية المميز في مصر عشان بتحبها اوي كدا يا بابا فجأة بابا ضحك كدا و طبطب علي كتف اياد و قاله رجالة عندها ابطال مبيسبوش حد
ابتسمت مروة و هي تحتضن ضحي التي تلئلئت الدموع بعينها لتستند ضحي برأسها علي كتف صديقتها و هي تقول
_ هنروح مساكن للاجئين قائد الفرقة قال إنه بيجهزهوها
هزت مروة رأسها بايجاب صمتت لدقائق و من ثم قالت
_ تعرفي يوم ما تعبتي الظابط الكبير ده اخدك فأنا خۏفت عليكي فروحت وراكي لقيته نزل الماية بيكي و هو شايلك و نده عليا عشان اغيرلك هدومك و خرج هو يغير في خيمة تانية خالص مش فاهمة ازاي في ماية في الصحرا
لم يدخل الي اذنها الا أنه دخل الي المياه بها حاملا إياها بين ذراعيه هل كانت قريبة منه الي هذا الحد نظرت إلي مروة و هي تقول بخفوت
_ يعني مكنتش فيه حد تاني يشيلني غيره
انتبهت مروة لما تتحدث به ضحي لتبتعد عنها و هي تقول باستغراب
_ و هيفرق أية هو من غيره انتي فارق معاكي مين شالك و مش فارق معاكي ان حد شالك اصلا
بعد أن انتهت من حديثها انطلقت في الضحك علي ضحي التي بالفعل لم تفكر ان احد الرجال لامسها بشكل مقرب جدا بل كان تفكيرها منصب علي أنه هو من حملها لتنظر إليها ضحي بضيق و هي تتأفف و تقف لترتدي عباءتها و حجابها و هي تقول بحدة
_بطلي ضحك يا ست مروة و قومي عشان سيادة القائدة هينادي علينا دلوقتي عشان وقت الفطار العسكري
غمزتها مروة بمشاكسة لتصك ضحي علي أسنانها و هي تقول
_ بطلي يا مروة و قومي
فتحت الخيمة لتخرج منها و تضع علي وجهها ذلك الحجاب لتظهر عينها التي لا تقدر علي فتحهما في ضوء الشمس وضعت يده بالقرب من عينها تحتمي بالشمس و تذهب بخطوات بطيئة لتجلس علي الارض علي تلك الرمال التي ڼصب الشباب فوقها بعض الأقمشة لحمايتهم من الشمس وقت الطعام جلست بمفردها تضع قدمها أسفلها و تغمض عينها باسترخاء حتي ميعاد الطعام الذي يوجد عدد قليل معها ينتظرونه .. تسترخي تماما و هي تهرب من اي شخص لا تريد الاختلاط بأحد أو مشاركة الحديث مع احد و بوسط هدوئها و سكونها سمعت صوت بالقرب منها
_ انتي تعبانة يا آنسة
انتفضت بخضة و قد اقطفها ذلك الصوت الخشن من الهدوء الساكن باضلاعها لدقائق معدودة فتحت عينها تنظر إلي مصدر ذلك الصوت لتجده شاب اقرب الي أن يكون أسطورة بالوسامة عينه الخضراء الحادة ذات الاهداب الكثيفة شعره الاسمر الطويل الذي يلامس رقبته و مبعثر علي جبهته بشرته البيضاء الصافية كان بحق وسيم التفتت عنه بعد أن فاقت من تأملها له لتتنحنح و هي تقول
_ لا ابدا انا مش تعبانة مغمضة بس
هز رأسه بايجاب و هو يمد يده لمصافحتها و هو يقول
_ انا انور صالح الدكتور في وحدة الإسعاف
ابتسمت بهدوء و هي تمد يدها بخفة لتصافحه و هي تقول
_ و انا ضحي زي مانت شايف لاجئة
في ظل مصافحتها لطبيب بحرارة و ترحاب دلف هو الي مكان الطعام بهيبته المرعبة التقطت عينه الحادة يدها التي تتغلغل بيد انور و نظراته الصقرية رمقتهم بحدة لمحته هي و هو يقف ينظر مراقبا لهم لتسحب يدها بهدوء من يد انور و هي تتنحنح .. صك ظافر علي أسنانه و هو يقول بصوته القوي
_وقت الفطار الكل يجمع لو سمحتوا
اعتدلت بجلستها و هي تعدل من هيئة حجابها و هي تنظر أمامها لتتسارع دقات قلبها بخضة و هي تسمعه يقول
_ ورايا يا آنسة ضحي
نظرت إليه باستفهام و هي تزدرت لعابها پخوف و هو ثابت لا يبدي ردة فعل ألقت نظرة علي الجميع الذي أصابهم الفضول لتقف من محلها تتقدم منه بخطوات بطيئة جسدها يرتجف لا تعلم لما لكنها تخشي هيئته الصارمة و صوته الحاد وقفت أمامه و كادت أن تتحدث .. ليعقد يده خلف ظهره و يذهب هو من أمامها لتمسك بطرف ثوبها تضغط عليه پخوف و هو تتقدم خلفه و قد علت وتيرة أنفاسها توقف فجأة و تلتفت اليها لتشهق بړعب و هي تقف محلها حتي لا ترتطم به
_ هو في حاجة حضرتك
بالفعل لا يعلم لما جاء بها الي هنا حك جبهته و هو يستغرب لما فعله ليتنحنح و هو يلتفت حوله ليجد شئ يخرجه من تلك الورطة .. طرقع بأصابعه و هو يشير نحو الطعام و هو يقول
_ أيوة اصل العساكر انتي عارفة مش بيعرفه يعمله حاجة ممكن تشوفي لو تقوليلهم علي حاجة مش مظبوطة
نظرت إليه باستغراب و هو تقطب حاجبيها
_ بس حضرتك هما كل يوم بيعملوا كل حاجة و بتطلع حلوة
ليرفع رأسه و هو يعتدل بجسده و هو يقول
_ اعتبريها اؤامر عسكرية يا آنسة ضحي و كل يوم هتبقي معاهم
رفعت حاجبها الأيسر پغضب و اشهرت سبابتها أمام وجهه و كادت أن تتحدث ليسبقها هو و هو يقول بابتسامة مستفزة
_ اتفضلي و انا كمان هاجي معاكي
أغمضت عينها بشدة و قد امتعض وجهها بضيق لتتقدم عنه و هي تدب بقدمها بتزمر طفولي ارتفع جانب شفتيه بابتسامة و هو يراقبها متحركة نظر إليها و هي تقف أمام المائدة الموضوع عليها الطعام ألقت نظرة خاطفة علي كل شئ لتلتفت إليه و هي ترفع ابهامها قائلة
_ كله تمام
كادت أن تذهب ليقف أمامها يسد عنها الطريق حتي لا تذهب و تقدم منها يحاصرها و مد يده خلفها يأخذ خبز و و قطعه عدة قطع غمر الخبز بالجبن و قدمها الي فمها بقوة حتي اطعمها اتسعت عينها من ردة فعله الجريئة معها كادت أن تتحدث ليلحقها هو بقطعة خبز أخري مغمسة ببعض العسل و استمر علي هذا المنوال لا مجال لها للابتعاد بقي يطعمها رغما عنها .. ابتلعت اخر شئ بفمها لتضع يدها علي فمها حتي لا يقدر علي اطعامها مرة أخري و هي تقول
_ كفاية لو سمحت انا شبعت و دوقت كل حاجة موجودة و كله كويس
ابتعد عنها بهدوء و هو ينفض يده ناظرا إليها و هو يكبح ضحكته عنها زفرت هي بضيق و كادت مرة أخري أن تذهب ليوقفها