الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية نسمة الجزء الاخير

انت في الصفحة 2 من 5 صفحات

موقع أيام نيوز

بعدما مروا باختبار قاسې كاد أن يودي بحياتهم و يدمر عائلتهم لولا ستر و فضل الله عليهم.
و أخيرا جاء وقت الفرح ليمحي أثر الحزن من جدورها حان موعد العوض الجميل بعد الصبر الطويل و جبر يليق بعزة الله تعالى يداوي به جروحات القلوب الغائرة.
.. داخل منزل عبد الحميد..
يدوي صوت زغاريط مني و زوجة ابنها رقية مرارا و تكرارا بلا توقف فاليوم زفاف غاليتهم آية حالة من البهجة و الفرحة الغامرة تحتل القلوب قبل المكان خاصة عبد الحميد
إلا قلب تلك العروس الذي ېتمزق من شدة ألمه ملتزمة الصمت التام طيلة الوقت أجبرت نفسها على الابتسامة بل على هذه الزيجة بأكملها لخاطر والديها فمنذ مدة طويلة لم تري الفرحة ظاهرة هكذا على وجوه والديها فضلتهم هما عن ما يتمناه قلبها.
تقف أمام المرآة تطلع لهيئتها المثالية كما يقال بفستانها الأبيض الرقيق و حجابها الذي زادها جمالا و أشراقا كان كل شئ بها بغاية الرقة و النعومة حتي زينتها تكاد تري بالعين و لكنها برزت جمال ملامحها جعلتها فاتنة على حق
هي الآن أجمل عروس بكل ما تحمل الكلمة من معنيو هذا يعني أنها لابد أن تكون بمنتهي السعادة لكن عينيها الحزينة و ملامحها الشاحبة برغم جمالها إلا أن الحزن أطفأ رونقها.
استسلمت للأمر الواقع

عليها رضيت بحكم القدر و شكرت الله عز وجل على أن عائلتها أصبحت بخير حال بعدما أوشكت على فقدانهم للأبد هما بالنسبة لها أهم شيء في الوجود لذا دفنت قلبها بالحياة بيدها و أبتعدت عن منقذها رغم شدة عشقها له و ستصبح اليوم زوجة لغيره.
ابتلعت غصة مريرة و هي تستعيد ذكري حديث والدها مع يوسف أثناء تواجده في العناية المركزة.. 
.. فلاش باااااااااااك..
تقف بجوار السرير الراقد عليه والدها بملامح جامدة خالية من التعبير تستمع لما يقوله بصمت دون رد فعل.. 
يوسف يا ابني أنا عارف إني اتفقت معاك على ميعاد الفرح بعد ما آية تخلص كليتها.. بس انت شايف أهو الواحد ممكن ېموت في أي لحظة و علشان كده عايز اطمن عليها في بيت جوزها..
ربنا يطولنا في عمرك و يحفظك لينا يا بابا.. 
غمغمت بها آية بلهفة و هي تربت على كتف والدها بحنان ابتسم لها عبد الحميد ابتسامة حانية و تابع حديثه ببعض الحرج مكملا.. 
وبما إننا هنقدم ميعاد الفرح فاعذرني يا ابني أنا مش هقدر اجيب باقي الجهاز اللي متفق معاك عليه.. و هدخل بنتي بلي اقدر عليه في الوقت الحالي و ربنا يكرمني و هجبلها بأمرالله كل اللي نقصها و دا وعد مني ليكي يا آية..
قالت آية 
أنا مش عايزه اي حاجة غير أنك تقوم بألف سلامة يا بابا.. دي عندي بالدنيا والله يا حبيبي..
ربت عبد الحميد على وجنتيها بكف يده المعلقة بها الإبرة الطبية و نظر ل يوسف وجد ملامحه اعتلها الڠضب فرمقه بنظرة متفحصة و هو يقول.. 
ها يا ابني.. أيه قولك على كلامي دا ..
رسم يوسف ابتسامة زائفة على ملامحه مغمغما.. 
أنا موافق على كلامك طبعا يا عمي.. بس اسمحلي انا عندي فكرة اتمني انها تعجب حضرتك..
عبد الحميد بهدوء حكمة.. قول يا ابني انا سامعك!!..
انا بقول يعني بما أني عندي شقة جاهزة من كل حاجة و مش ناقصها إلا العروسة.. فممكن نتجوز فيها أنا و آية وساعتها آية مش هتحتاج حتي جهازها اللي في بيت حضرتك و تقدروا تبيعوه و نعمل بحقة الفرح..
ساد الصمت المكان للحظات و من ثم تابع
يوسف بجملة جعلت آية ترمقه بنظرة محتقرة حين قال.. 
كده حضرتك مش هتتكلف في جوازة آية غير تمن القاعة و الفستان و الكوافير و السيشن وبس.. و بما أني هتكلف بفرش الشقة كلها فمش هيبقي في قايمة طبعا..
أنهى حديثه و انتظر ليسمع موافقة عبد الحميد الا ان الصمت كان و مازال سيد المكان.. 
فبتسم هو بتساع ابتسامة مستفزة مرددا بفرحة.. 
السكوت دا زي ما بيقولوا علامة الرضا و إحنا هنبقي أهل يا عمي مافيش داعي للإحراج اللي شايفه على وشك دا..
نظر ل آية نظرة ماكرة و تابع بتنهيدة.. 
يبقي على بركة الله.. مبروك يا يويو..
.. نهاية الفلاش باااااك..
فاقت من شرودها على صوت والدتها تتحدث بصوت متحشرج بالبكاء قائلة.. 
هات أبوك و ادخل يا إسلام.. تعالوا شوفوا عروستنا و حلوتها الله أكبر عليها من كل عين شافتها ولا صلت على الحبيب..
أغمضت آية عينيها ببطء و تركت قلبها لخيالها لبرهة يهيئ لها أنها الليلة ستكون عروس له هو.. هو فقط لا أحد غيره.. منقذها و أمانها نوح حينها انقطعت أنفاسها عادت الډماء تغزو وجنتيها و أضاءت ملامحها..
الله أكبر.. بسم الله ماشاء الله.. 
نطق بها عبد الحميد الذي دلف للتو داخل غرفة أبنته بعدما أصر أنها تخرج بفستانها من منزلهصوته أعادها لواقعها فنهارت كل أحلام اليقظة التي ڠرقت بها و فتحت عينيها المذعورة على أخرها و نظرت له بأعين ذائغة تحاول إخفاء حزنها عنه.
سار عبد الحميد نحوها حتى توقف أمامها مباشرة بينما تعالت زغاريط مني رقية حين دلف إسلام هو الأخر خلف والده..
مبروك.. مبروك يا بنتي.. نطق بها عبد الحميد 
الله يبارك فيك يا بابا.. همست بها آية بصوت اختنق بالبكاء..
بينما كان إسلام ينظر لها بابتسامة و أعين تترقرق بها العبرات بتدلته آية الابتسامة..
يله يا إسلام هات أختك و تعالي ورايا.. أنا قولت لعريسها يجيلنا على القاعة.. 
نطق بها عبد الحميد و هو يسير لخارج الغرفة بخطوات واسعة و قد شعر انه على وشك الانفحار في

نوبة بكاء حادة.. 
.................................... لا إله إلا الله ..... 
بمنزل نوح..
كان القلق يغلف قلب تهاني التي تقف أمام غرفة ابنها تجاهد حتي تتوقف عن البكاء مسحت عبراتها المنهمرة على وجنتيها و طرقت على الباب طرقات هادئة مرددة.. 
نوح.. حبيبي ممكن ادخل..
اتفصلي يا أمي.. قالها نوح و هو يفتح لها الباب و يظهر أمامها بحلته السوداء كليا هيئته خطفت قلبها و حتي أنفاسها فشهقت بصوت خاڤت و ظلت تردد بعض الآيات القرآنية بسرها و هي تري عزيز قلبها يقف أمامها كالبدر بليلة تمامه.. 
أنت كويس يا حبيبي! ..
اطمني يا أم نوح.. أنا زي الفل.. يله بس أنتي اجهزي و شوفي أخواتي جهزوا ولا لسه علشان نتحرك.. أنا خلصت و هستناكم تحت في العربية..
بلاش نروح يا ابني.. علشان خاطري بلاش يا نوح.. 
تفوهت بها تهانى من بين شهقاتها.. 
أنا مش هقدر استحمل اشوف نظرة حزن واحده في عيونك و أنت شايف حبيبتك بفستان الفرح و بتتجوز واحد غيرك.. مش هقدر يا ابني والله ما هقدر يا حبيبي..
ربت نوح على ظهرها و تحدث بنبرة راجية قائلا.. 
أمي لو أنا غالي عندك تروحي تجهزي و تيجي معايا الفرح.. و اطمني ابنك ميتخفش عليه.. 
....................... لا حول ولا قوة الا بالله ...... 
.. داخل قاعة تتميز بفخامتها الشديدة..
دلف آية ممسك والدها بيدها و سار بها تجاه الجزء الخاص بالنساء فالقاعة مقسمة إلى نصفين.. نصف خاص بالرجال و الأخر للنساء فقط..
خليكي مع أصحابك يا حبيبتي على ما نكتب الكتاب و عريسك هيجي لحد

انت في الصفحة 2 من 5 صفحات