الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية امجد الفصول 14-15

انت في الصفحة 1 من 9 صفحات

موقع أيام نيوز

الحلقة الرابعة عشر 
هبطت الطائرة في مطار القاهرة الدولي حيث كان بانتظارهما كلا من.. علاء ويوسف وحالما وقعت عيني هبة على والدها اذ بها ترتمى بين ذراعيه وهى تبكي قائلة 
بابا حبيبي وحشتني اووي اووي ربنا ما يحرمني منك أبدا ياارب ... 
ابعدها يوسف قليلا عنه وأجابها بابتسامة وهو يمسح دموعها بيد حانية

وانت كمان يا روح بابا وحشتيني اكترررر الدنيا مالهاش طعم من غيرك يا قلبي..
طالعهما أمجد بغرابة وهو يتساءل بداخله.. ترى هل تذكرت هبة والدها بقلبها فمن يراها ويرى لهفتها اليه وشوقها يكاد يقسم أنها لم تنسه ولو للحظة واحدة! لا يعلم لما طرق الخۏف قلبه وداهمته الهواجس.. هل ستعود اليها ذاكرتها دفعة واحدة هل ما يراه أمامه ما هو إلا دلائل عن قرب استعادتها لذاكرتها هو لا يريد أن يصبح أنانيا ولكنه لن ينكر أنه يدعو الله من قلبه أن يؤخر موعد شفاها كاملا حتى يكون حبه قد تملك منها كاملا فتستطيع الاستماع اليه والاقتناع بحقيقة ما حدث فعلا وقت ان فاجئته بالمكتب مع تلك الافعى الرقطاء...
صرف تساؤلاته القلقة سريعا عن عقله والټفت الى هبة ووالدها موليا إياهما انتباهه كاملا ليمد يده مصافحا حماه معلقا بإبتسامة محاولا إضفاء طابع المرح على صوته 
شكل حضرتك منافس كبيير ليا ...
ضحك يوسف وقال 
لو ماكنتش متاكد انك منافس شريف ليا ماكنتش وافقت تاخد وردة حياتي مني .. صح يا هبة 
هزت راسها موافقة بحماس وهى تضحك فيما قال امجد بمرح 
هو ايه دا اللي صح! يعني لو كان عمي رفضني كنت هتوافقي 
أجابته رافعة حاجبها باستفزاز واضح 
اكييد!! دا بابايا.. وهو أدرى واحد بمصلحتي وبعدين انا واحده متربية و ماينفعشي اعمل حاجه من غير اذن والدى لكن ممكن.. انا بقول ممكن... أشغل الزنانة بأه!.. 
ضحك والدها وهو يجيب
لا لا.. الحمد لله انى وافقت ولحقت نفسي قبل ما الزنانه ما تشتغل انا مش أد الزنانه دي تلاقيها لسه ماشغلتهاش عندك يا أمجد لما تشغلها هتعرف قصدي ايه ..
صافح علاء هبة وهو يبتسم معلقا
انت كمان عندك زنانة اللاه دا انتي كلك مواهب أهو!..
ليضربه أمجد بخفة على رأسه وهو يقول بجدية مفتعلة
كلم مرات أخوك الكبير كويس يا ولد!!..
تصنع علاء الخۏف ورد قائلا راسما تعبير الأسف على وجهه وقال موجها حديثه الى هبة الضاحكة
انا آسف يا مرات أخويا سامحيني مستعد لأي ترضية عاوزاها حتى لو كانت طنط!.
احارت هبة وتساءلت
طنط ايه طنط دي
أجاب وهو يكتم ضحكاته بصعوبة
أقولك طنط يعني يا هبة احترام .. احترام.. مش مرات أخويا الكبير ولا أقولك يا أبلة!
نظرت اليه هبة بإغاظة وأجابت وهي تهم بالذهاب ناحية السيارة
لا قولي يا ميس أحسن!!..
وبادرت بالانصراف وسط ضحكات الباقيين واللذين لحقوا بها لركوب السيارة للذهاب الى المنزل ...
كان باقي أفراد العائلة في استقبال العروسين وبعد تبادل السلامات والقبلات ذهبا العروسين لنيل قسطا من الراحه قبل تناول طعام الغداء..
وصلت هبة الى الطابق الذي جهزه أمجد بالكامل ليكون عش الزوجية فانبهرت من الديكورات والأثاث جاء أمجد من خلفها وقال بحب 
ها .. ايه رأي قلب أمجد في عشنا الصغير
دارت حول نفسها لتنظر اليه وقالت وصوتها يقطر حنانا بالغ
جمييل أوي يا حبيبي واحلى مما كنت اتصور كمان بس احلى حاجه فيه عارف ايه 
نظر اليها متسائلا لتتابع بهمس وهي تتابع كلامها برقة وأنوثة
انت أنت حبيبي أحلى حاجة فيه وجودنا احنا الاتنين مع بعض فيه هيخليه أحلى مكان في الدنيا كلها!...
أغلق عينيه متنفسا بعمق ثم نظر اليها وعشقه القوي يلمع بين رماد عينيه وقال
انت ناوية تعملى فيا ايه بيتهيألي الغدا هيستنى شوية وشوية كتير كمان!..
و.... رفعها بين ذراعيه وهى تضحك قائلة 
امجد بتعمل ايه نزلنى ما ينفعش بجد...
أجابها وهو يتجه بها يحملها حيث غرفة نومهما
انا بعمل ايه بشيل عروستي! مش عروسة ولازم اشيلك المفروض كنت اشيلك وانت داخله البيت بس انا عارف انك هتتكسفي من الموجودين فإستنيت لما بئينا لوحدنا ... 
تناولا طعام الغداء مع العائلة وكانت هبة قد عانت الأمرين مع أمجد والذي كان مصرا على أن يطلب من والدته ارسال الطعام اليهما متحججا بالتعب من الرحلة ولكن هبة أصرت على موافاة الباقيين ولم يستطع أقناعها بغير ذلك 
نظرت اليه وأجابت ساخرة
وأنا بقه هبلة وهصدقك! قوم يا أمجد ياللا يا حبيبي مش عاوزين ماما سعاد تبعت لنا سميرة عشلان ننزل للغدا..
نظر اليها بطرف عينه بسخط وكانت قد سحبت الغطاء من عليه واقفة أمامه وقد ارتدت كامل ثيابها تخبره أنها قد جهزت الحمام له ليغتسل نهض من الفراش هاتفا بكلمة سخط وهو يتجه ليغتسل في الحمام الملحق بغرفتهما
مستبدة!!..
تناول يوسف الغداء برفقتهم وكان الجد قد صمم على ذلك منذ أن انفصل يوسف في طابق بمفرده مشيرا الى والد هبة انه أصبح فردا من العائلة وأنه لن يذهب الى جناحه الا وقت النوم فقط فاصبح يتناول وجباته معهم بعد ان رفع عنه الجد الحرج..
توجه أمجد و هبة الى الخارج حيث الحديقة حيث سارا بين الأشجار الخضراء الباسقة مستنشقين عطر الورود الذي يفوح في الهواء وفيما هما يسيران اخبرها أمجد ان هناك من يريد رؤيتها لتقطب مستفهما ولكنه ابتسم ممتنعا عن الاجابة مشيرا عليها بالتمهل ليتوجه معها الى الاصطبلات حيث حصانه عنتر و شمس والتى ما أن رأتها هبة حتى قفزت بسعادة وصيحة فرح تنطلق منها ثم اتجهت اليها ووقفت بجانبها تمسد شعرها وهى تهتف بسعادة كبيرة 
شمس !! وحشتيني اووى اووى شوفت يا امجد شمس لسه فاكرانى إزاي!..
لم تسمع أى تعليق منه فالتفتت اليه متسائلة لتجده يقف متسمرا كالتمثال يطالعها بجمود بينما يتساءل بحيرة وغرابة
هبة انت قلت اسم شمس صح!! 
قطبت جبينها وأجابت وقد شحب وجهها قليلا
انا ... انا معرفش! انا فجأة لاقيتنى بنادي لها من غير ما أحس ... 
نظرت اليه وشبح ابتسامة على وجهها وهي تتابع 
معناه ايه دا يا امجد انا بخف مش كدا هفتكر صح 
هز براسه موافقا وقد شحب وجهه ولا يعلم أيفرح لظهور أولى بوادر الشفاء أم يقلق لخوفه من ردة فعلها عندما تعود اليها ذاكرتها 
انتبه على انتظارها اجابته فقال 
ان شاء الله حبيبتي هتخفي وتفتكرى كل حاجه بس عاوز اطلب منك طلب!! 
أجابته وهى تبتسم 
اؤمر .. 
تقدم منها ووقف أمامها ناظرا الى عينيها وقال 
اوعى تنسي ابدا انى بحبك وانك اغلى حاجه في حياتي ومهما حصل اوعديني أنك مش ممكن تبعدي عني وتسيبيني .. 
حدقت اليه مندهشة وتساءلت
غريبة يا امجد ايه اللي يخليك تقول كدا انا واثقة ومتأكده انك بتحبني وانا كمان بحبك ومش بس كدا.. انا بيتهيالي لما فقدت الذاكرة إن كل حاجه نسيتها إلا حبك! اول ما فتحت عينيا وشوفتك حسيت بقلبي بيدق بفرحه غريبة.. زى التايه اللي وصل بر الأمان!! انت بر الأمان بالنسبة لي يا

انت في الصفحة 1 من 9 صفحات