رواية امجد الفصول 14-15
والحلوى تقدم علاء ليجلس بجوار هبة وكان امجد قد إستأذن بالانصراف قليل ليجري مكالمة هاتفية مال علاء ناحيتها قليلا وهمس بينما انشغل الباقون بالحديث
حمدلله على السلامة يا هبة تصدقي اول مرة اشوف امجد اخويا سعيد بالشكل دا وبيضحك من قلبه فعلا .. بجد انت عملت معجزة!
أجابته بأبتسامة خفيفة
ولا معجزة ولا حاجة ..هو انا يمكن اكون فاقدة الذاكرة آه.. لكن مش فاقدة الاحساس!! واحساسي اتعرف على أمجد اول ما شافه وحسيت كأنى اعرفه من زمان امجد انسان طيب اووي وحنيين بطريقة مش ممكن وانا مبسوطة اووي وبشكر ربنا ليل نهار انه جعله من نصيبي ..
ربنا يسعدكم يارب ثم تابع
بقولك يا هبة .. انا اعرف ان اللى فاقد الذاكرة مش ممكن ينسى الحاجات اللى اتعلمها يعني القراية والكتابة مثلا وكدا ايه رايك.. انت كنت بتعزفي بيانو تحفة لو جربتي يمكن
اتسعت ابتسامتها وهى تجيب بحماس
اه ليه لأ
ابتسم قائلا
ايه رايك نعملهم سهرة موسيقية انا بالجيتار وانت بالبيانو
لما نشوف اللي احنا هنسمعه يستاهل ۏجع ضهري ولا لأ! رد علاء باسخفاف
هاه... يستاهل احمدي ربنا انك هتسمعيني مجانا بكرة هتبقي بتتحايلي عليا انى اسمعك وانا اللي برفض!!..
طيب سمعنا يا بتهوفن عصرك..
أجاب علاء بمرح
قصد حضرتك تقول سمعونا! انا مش لوحدى يا جدي انا معيا اكبر مفاجأة .. ثم اشار الى هبة متابعا بزهو
اقدم لكم هبة احسن عازفة بيانو في عصرها..
صفق لهما الجمع واتخذت هبة مكانها امام البيانو فيما وقف علاء بجانبها ممسكا للجيتار وابتدأ الاثنان يعزفان بعض الالحان الخفيفة لبيتهوفن وموزارت ثم عزفا موسيقى انت عمري لام كلثوم بعد ان انتهيا صفق لهما الجميع بحماس كبير مهنئين لهما على حسن الاداء دارت هبة بنظرها فيمن حولها فلم ترى امجد لاحظت والدته نظراتها فردت على السؤال الذي رأته في عينيها
هزت براسها وهى حزينة بداخلها هى تعلم جيدا انه قد غاب عن عمله فترة طويلة منذ موضوع الحاډث حتى اليوم ولكن ألم يكن في وسعه ان يؤجل العمل قليلا فهذه اول ليلة لهما في المنزل سويا بعد الزفاف افاقت على صوت الجميع وهم يوافقون علاء على رايه فاستفسرت منهم فقال الجد
أجابت بخجل
علاء بيبالغ يا جدي كالعادة.. بس انا تحت امرك..
سمعت والدها وهو يقول ضاحكا
لالا يا علي الدين بيه .. مش علشان بنتي لكن انا اؤكد لك انها اكتر من الكروان كمان ...
تحمس الجميع وألحوا عليها في الغناء فنظرت الى علاء وقالت
أجاب بضحك
اللى تشوفيه يا نجمتنا سكتت قليلا وقالت
خلاص جدي اللي يختار..
اختار الجد اغنية انت عمري لام كلثوم حيث شدت هبة باحاسيسها ومشاعرها كلها وعند آخر النغمات الصاعدة من البيانو والجيتار بلغت روعتها في قمة الاداء.. وسكتت!! وفجأة دوى تصفيييق حاااااااد من الجميع وهتافات اعجاب حارة جعلت هبة تنهض واقفة وقد احمرت وجنتيها خجلا وهي تهرب بنظراتها بينما سمعت الجد وهو يهتف بفرحة
تصدق يا علاء انى هصدقك بعد كدا على طول انت اثبت لي فعلا انك عند زوق وبجد يا ولد الموسيقى بتاعتك اللى انا كنت بستهتر بيها جميله فعلا ... طلعت فعلا فنان وانت يا هبة خسارة موهبتك دى .. انا حسيت اني بسمع ام كلثوم من تانى انا ماكنتش اعرف ان صوتك بالجمال دا!
ثم نظر الى والدها وتابع
فعلا عندك حق يا أ . يوسف صوتها اروع من الكروان بجد ..
وفجأة دوى صوتا يقول بقوة
ولا انا كنت عارف ان صوتها بالروعه دي !!
التفتت هبة الى مصدر الصوت فرأت امجد وقد ارتكز بظهره الى جذع شجرة فركضت اليه وفستانها يتطاير من حولها وخصلات شعرها تتطاير حول وجهها حتى اذا وقفت امامه قالت له بابتسامة حب
امجد انت فيين ثم مالت عليه وتابعت هامسة وهي تنظر اليه بحب
وحشتني ..
نظر اليها طويلا بغموض ليقول بعدها بجدية مفاجئة
معلهش اصلي كنت مشغول شوية انت عارفة بئالي فترة طويلة سايب الشغل خاالص ولازم ارجع انتبه لشغلى ولا ايه
قطبت هبة حاجبيها وقالت بدهشة
ايه يا امجد انت بتكلمنى كدا ليه
حرك كتفيه بإستهانة وأجابها ببرود
لا ابدا انت بتسألي وانا بجاوب ..
أومأت برأسها ونظرت الى أسفل وقالت بصوت خفيض حزين
عندك حق ... انا فعلا عطلتك كتيير عن شغلك.. من ساعة الحاډثة وانت معايا .. لازم تاخد بالك منه طبعا!! ثم رفعت نظرها وتابعت بهدوء محاولة تمالك نفسها
كفاية دلع لغاية كدا!..
وهمت بالسير فقبض امجد على ذراعها نظرت الى يده فتركها وهو يقول بهدوء قلق
رايحه فين انا ما كانشي قصدي اللي فهمتيه!! انا... قاطعته وقد وضعت يدها امام شفتيه وقالت بهدوء شديد
خلاص يا امجد ماتتعبشي نفسك في الشرح انت عندك حق.. عن اذنك...
ثم تركته وانصرفت لتستأذن من الجميع لتذهب الى غرفتها لتنال قسطا من الراحه ...
منع أمجد نفسه بصعوبة من اللحاق بها لا يريد أن يلاحظ الموجودون وجود خلاف بينهما ولكنه لم يستطع الصمود إلا لدقائق بسيطة إستأذن بعدها وقام من فوره مسرعا للحاق بحيبته بلهفة كي يعتذر منها فهو يعلم تمام انها غاضبة منه فطريقته معها كانت في غاية الحدة! ...
دخل الى غرفة النوم حيث وجدها تسبح في الظلام ووجد نورا صغيرا ينبعث من ضوء المصباح بجانب السرير دقق النظر فوجدها ملتفة حول نفسها تحت الغطاء سار حتى وقف بجانب السرير فابتسم في سره حيث علم انها مازالت مستيقظة لم تنم بعد ابعد الغطاء قليل عن وجهها ليقطب بهلع مما رآه حيث كان وجهها يسبح في دموعها مد يده ليمسح دموعها وهو يجلس بجانبها هاتفا پخوف
هبة حبيبتي .. مالك ليه الدموع دي حبيبي كل دا علشان الكلام اللى انا قلته انا كان قصدي ....
مدت يدها حيث ازاحت يده جانبا واعتدلت في جلستها وأجابته وهى تتناول منديلا ورقيا لتمسح دموعها
ماحصلشي حاجه يا امجد انا قولتلك انا مش زعلانه.. انت بتتكلم صح .. انت ضيعت وقت طويل اووي معايا ولازم تهتم بشغلك طبعا ... معلهش حقك عليا بس تقدر تنزل تشوف شغلك وانت مطمن وأوعدك انى مش هشغلك عنه تانى