رواية روعة جدا الفصول من 36-38
مكتب محاماه كبير أوي على النيل....”
ضحك جواد وهو يهتف بدهشة ممزوجة بالمرح...
“النيل...طب قولي شقه عشان تبقي طبيعية زي بقيت الناس....لكن مكتب على النيل...”
اشربت قليلا برأسها إليه مستندة على جزعها وهي تقول بمصدقية....
“ولي لا.....وبعدين انا وقتها كنت مش بفكر غير في شغلي ومستقبلي...وبعدين انا بحب لون الماية العذبه وبحس براحة وأنا ادمها...تعرف إنها هادية وناعمة وحزينه.....عكس البحر تماما....”
“عكسه إزاي يعني....”كان يستمتع بحديثها ضمھا أكثر إليه لتكمل هي وتقول ببراءة...
“يعني البحر صاخب قاسې مليان أسرار جميل بس غدار وملوش حبيب يعني قلاب كده زي مابيقوله...
“ ام بقه النيل فهو عذب هادي حزين صافي تعرف لم بتأمل النيل بحس ان بيشاركني جزء كبير
من حياتي.....”
صمت قليلا وهو يقول بمزاح .....
“كلامك جميل ومقنع يافرولتي بس انا مليش في تحليلات دي.....انا ليه في حاجات تانيه...”عبث بيده بجسدها أسفل الغطاء لتطلق اجمل ضحكاتها
وهي تحاول التملص من بين يداه الشقية ولكن بدون جدوى اغرقها في بحره الخاص وهي غارقة مسالمة من شدة اللحظات الحميمية بينهم !
بعد عدة ساعات قد غفلت وذهبت في سبات عميق ليجد نفسه يلتقط لوجهها المحبب صوره يحتفظ بها على هاتفه.....
تنهد وهو يمرر يده على الهاتف عند موضع وجنتيها وشعرها الأسود وهو يهمس بيقين.....
“كان عندك حق يابسمة البحر قاسې وغدار والنيل دايما هادي وحزين.....صعب الإتنين يتقارنه ببعض
زي ما صعب انا وانتي نتجمع مع بعض !....”
دلف في تلك الأوقات سيف ليعود جواد لجلسته بأكثر ثبات....
جلس سيف بضيق مكتوم فهو يرى حالة شقيقة تسواء كلما مر الوقت في بعده عن زوجته...
“ها ياسيف الصفقة رست علينا...”
أومأ له سيف وهو يعطيه الملف...
“آآه رست الحمد لله.... خد شوف الملف...”
اخذ منه الملف ليرمقه بتركيز مكثف وهو يتمتم...
“هايل أوي..... برافو الأرقام إللي إضافة كانت مفاجأة بنسبة للمنافسين....”
“البركه فيك ياجواد لولا إنك مسكت الملف وغيرت الارقام قبل المنقصه دي... كان ممكن تروح لتهامي وابنه..... “
“لا متقلقش دول اخيب من انهم يقفه قصدنا....”
قالها جواد وهو يتابع الأوراق بين يده.....ليهتف وكأنه
تذكر شيء...
“قولي صحيح فات شهر ونص ولا شوفنا كتب كتاب ولا غيره انت غيرت رأيك انت واسيل ولا إيه....”
رفع سيف حاجبه بدهشة...
“انا مستغربك بصراحه....”
رفع جواد عينيه عليه بعدم فهم...
“ليه انا قولت حآجه غريبه....”
“أيوا...إزاي عايزني اعمل كتب كتاب وفرح بعد ما حضرتك قولت إنك هتنفصل عن بسمة...”
تحدث جواد بثبات....
“وانت موقف حياتك ليه عشاني...انا وبسمة متفقين على كل حآجه وطلقنا قرار نهائي...”
“إزاي بس ياجواد....أكيد في حآجه غلط انت بتحبها وهي كمان بتحبك....”
“سيف انا مش هتكلم في الموضوع دا تاني....وفي نهاية كل شيء قسمه ونصيب...”
“ياجواد ان أبغض الحلال عند الله الطلاق و...”
قاطعه جواد باستنكار...
“بس في نهايه هو حلال....وانا وهي قررنا خلاص...”
ثم أكمل بصيغة أمر...
“المهم لازم تحضر لحفلة كتب كتابك وتستعجل اكتر من كده لحسان بنت عمتك تغير رأيها...” غمز له ببعضا من المرح....
“مش هينفع ياجواد مش هينفع وانت ا...”
“أسمع الكلام ياسيف وبعدين انا مالي مأنا كويس ادامك اهوه..... أسمع الكلام وكفاية تأجيل انت اجلت كتير الخطوة دي وجه الوقت إنك تفرح....” أبتسم لشقيقه بحزن فهو يعلم قصته مع أمل وما تعرض له وراء حاډثة مۏتها !....
“طيب هشوف اسيل وبقه أكلمك....”
هز جواد رأسه بإبتسامة لم تلامس عينيه القاتمة بالحزن..
نهض سيف وهو يودعه ليخرج سريعا من المكتب مجري اتصال بأسيل التي فتحت الخط سريعا وهي تقول.......
“أيوا ياحبيبي... طلعت...”
“آآه ياقلبي... بس بصي انا هاجي اخدك من المعرض ونطلع على الكفتريا اللي بنقعد فيها
دايما....”
هتفت اسيل من الناحية الآخره بقلق...
“في حآجه ياسيف قلقتني....انت كويس...”
“كويس ياحبيبتي متقلقيش...بس انا جتلي فكره كدا نقرب بيها بسمة وجواد من بعض....”
صاحت من الناحية الآخره بحماس...
“بجد طب خلاص هستناك....سوق على مهلك..باي ياسيف...”
أبتسم بحب قبل ان يغلق الخط....
“باي ياقلب ياسيف....”
في مكتب جواد بعد خروج سيف صدح هاتفه معلن عن اتصال من أحد رجاله المكلفين بمراقبة بسمة وحمايتها فهو برغم من بعده عنها وقراره امام
العائلة بأكمله انه سيحضر أوراق الطلاق قريبا للانفصال عنها وهو يضع تحت العمارة الماكثة بها
ثلاث رجال يراقبون المنزل ليلا ونهار ويبلغون جواد بأي جديد عنها تلك الأيام لم يكن هناك جديد
عن الروتين الطبيعي في تلك الحارة لكن