رواية روعة جدا الفصول من 36-38
ستشعر بغباء قلبها ان استسلمت له وبادلته العناق...
ابتعدت عنه بحدة لتدلف الى غرفة الملابس وترتدي ملابسها وتخرج بدون ان تلتفت لمن يجلس على حافة الفراش يرمقها پانكسار وعينيه وجسده يطالبان
بهآ بجواره كيف ستكون الحياة بدونها وكيف سيتحمل هو كل هذا !...
لكن في نهاية البعد عنها سيضعها بالأمان حتى ينتهي من هذا الشيطان واعوانه....
سارت في طريق باعين لا ترى منهم شيء الرؤية ضبابية لكنها لم تهتم اكملت سيرها المتعثر لتصل لبيت شقيقتها بتلك الحالة المزرية وتدلف الى غرفتها
التي كانت أفضل صديقه لها في اخفاء احزانها وضعفها عن عيون من حولها واليوم ستلجأ لها فهي بحاجه للاختباء من هذا العالم بكذبه وخداعه لم يخدعها من العالم إلا شخصا وآحد وهذا الشخص بعينيها العالم بأكمله !...
مسحت دموعها وهي تنظر لهذا الملف بين يدها الملف الذي يحتوي على تلك الأوراق التي كانت بداية أنقلب حياتها ومقابلتها بمعذب قلبها...
تتذكر حينما اعادتها لحوزتها مرة آخره حينما كانت في مكتب زهران أول شيء وقع بين يداها حينما
فتحت تلك الخزينة كانت تلك الاورق لا تعلم لمآ اخفتها واحتفظت بها حتى الآن ! ولماذا لم تعطيها لجواد او حتى تخبره عنها...
إبتسمت بتهكم وهي تفتحها وتدقق بها للمرة الألف..
“انتي سبب كل حاجه بتحصلي لو مكنتيش معايا أكيد عمري ماكنت هقبله....” اغمضت عينيها لتنزل دموعها مرة آخره بدون اكتراث لعسليتاها الحمراء آثار ماتتجرعه في كل ثانية تتذكر بها قسۏة قلبه
وبردوة كلماته إليها !...
أطرق باب غرفتها عدة طرقات.... أدركت من خلالها
انه أمجد زوج شقيقتها فهو دوما يراعي تلك النقطة ويطرق الباب قبل ان يخترق خلوتها...
مسحت دموعها مرة آخره واخفت هذا الملف تحت الوسادة وهي تتنحنح بصوت مبحوح قبل ان تقول..
“أدخل يامجد....”
ولج أمجد لغرفتها واغلق الباب وهو يبتسم بلطف وبوجها بشوش قال....
“مش ناوي تأكلي ولا إيه.... دعاء بتحضر السفره...”
إبتسمت بصعوبة وهي تتصنع الإهتمام بالامر....
“طب كويس انا هقوم اساعدها....” نهضت من على الفراش لكن اوقفها أمجد وهو يقول بجدية...
“اقعدي يابسمة انا عايز اتكلم معاكي شويه...”
جلست على حافة الفراش واحضر هو مقعد خشبي ليجلس أمامها وهو يتنهد قبل ان يتساءل باهتمام
“مالك بقه لي من ساعة مرجعتي البيت وانتي دايما
سرحانه وكل مادخل أشوفك انا او دعاء نلقيكي بټعيطي بشكل ده..... لا بتاكلي كويس ولا بتشربي دا حتى لم بيجي اليل مش بسمع غير عياطك.... أي اللي حصل وصلك للكل ده...”
حينما تكون على حافة الاڼهيار ولم يشعر بك أحد وتظن انك منبوذ عن عيون البشر وياتي أحدهم ويطرح سؤال فاتر عن كيف حالكولماذا تحمل كل تلك الهموم.... فعليك كشخص طبيعي البكاء او ترقرق الدموع بعينيك ...
حاول التمسك برغم انها على مشارف الاڼهيار أمام اسئلته واهتمامه هذا...
“انا كويس يامجد... يعني زي ماقولت لدعاء انا هقعد معها الفترة دي لحد متولد....”
دعاء على مشارف الولاده ربما تبقى شهرين لتضع طفلها الثاني !....
“انا مسالتيكش انتي هتقعدي قد إيه ولا سألت على سبب الزيارة كل اللي عايزه اني أفهمه مالك ولي عامله في نفسك كل ده....”
بلعت مابحلقها وهي تحبس تلك الدموع في مقلتيها..
“جواد.... دموعك دي بسببه....”
نزلت دموعها عنوة عنها فور نطق أمجد بأسمه بالإضافة لجسدها الذي أصابته انتفاضة بسيطة....
هز رأسه بستياء وحزن....
“هو..... تعرفي إني كنت متوقع حاجه زي دي من اول ماوافقتي تجوزيه وكدبتي علينا وقولتي إنك بتحبيه وكلام انا وانتي عارفين ان كدب في كدب....”
وضعت يدها على فمها تكتم شهقاتها.....
“دعاء..... تعرف حآجه....” سألها بهدوء...
هزت رأسها بنفي وهي تقول...
“لا... هي سألتني بس أنا محبتش أقولها عشان مفيش حآجه تأثر على حملها...”
تحدث أمجد بهدوء شبه حزين...
“وتفتكري هي مش حسى.... دي هي اللي مدخلاني عشان أشوف مالك... هي عارفه إنك هتقوليلي... “
“انت مش هتقولها يامجد صح...”
تنهد وهو يقول بحسرة....
“هقولها إيه.... انتي مقولتيش حاجه يابسمة عشان اخبيه على أختك....”
انزلت عينيها وهي تعض على شفتيها ولم تتوقف تلك الدموع....
“عارف إنك مش هتقولي الأسباب... بس انا عايز أعرف الموضوع إنتهى ولا لسه في أمل أنكم ترجعه...”
اختنقت الكلمات في حلقها وهي تقول بصوت مبحوح....
“مفيش أمل إحنا اتفقنا على طلاق....”
“اتفقته.... لو فعلا كنتي متفقه معاه