رواية روعة جدا الفصول من 24-26
المكبوت... زمت شفتيها
بيأس منه ومن اصرارها على الرحيل والبعد عنه!...
فاق من شروده على عيناها الرامقة له بحزن ويأس كذلك إشبك بنيتاه في تلك البقعة السوداء اللامعة
بالدموع.......
تنهدت اسيل بضعف وهي تبعد مقلتيها عنه مكمله طعامها بصمت متحاشيت النظر إليه....
“وبعدين معاكي ياسيل..” تمتما داخله وهو عازم النية على امرا هام سيحسم هذا البعد بل من المؤكد سينهى عن قريب......
آتى جواد وجلس بجانب بسمة وهو يقول بهدوء...
“ممكن تاكلي عدل ...”
رفعت حاجبيها اليه پصدمة من ظهوره المفاجئ وتلك الكلمات التي تدل على مراقبته لها....
“على فكره أنا بأكل يعني شايفني بلعب...”
“بس انا واخد بالي انك مش بتكلي أصلا....”
زفرت بنفاذ صبر....
“عشان مش جعانه وانت مصمم تخليني انفذ إللي بتامر بيه.....”
زين ثغره إبتسامة هادئه وهو يقول باستفزاز ....
“ڠصب عنك تنفذي اومري.... هو أنا مش جوزك ولا إيه....”
“يسلام.....” رددت بغيظ وهي ترمقه بحدة....
أسند يده بعبث على قدميها وهو يقول بمراوغه...
“عندك اعتراض يافرولتي ....” تفقدها بنظرة ذات معنى صريح يذكرها بنفس تلك الحركة العابثة....
ازدرات ريقها بصعوبه وهي تخرج كلماتها بتافف من انتصاره عليها.....
“ممكن تشيل إيدك إحنا حولينا ناس.....” هتفت من تحت اسنانها بخفوت.....
“آآه تصدقي صح.....” قرصها عند موضع يده بعبث لتشهق هي ويطلع عليها الجميع بتراقب واعينهم تتساءل ....
“مالك يابسمة....” بادرت أنعام بسؤال....
وزعت بسمة عسليتاها الخجولة بين الجميع لترمق
جواد بغيظ مشتعل قبل أن تقول بهدوء....
“لا أبدا دي شرقه......” ارتشفت من الكوب بحمرة الحرج......مالى جواد عليها هامسا باستفزاز اشعل غيظها سريعا.....
“آآه لو نبقى شطار ونسمع الكلام مش هنجيب لنفسنا
الاحراج....”وبرغم من عسليتاها المتوهج بهما الڠضب
الا أنها قررت الصمت لاغاظته ولم تعرها اية اهتماما يذكر......
فصل الصمت على السفرة صوت زهران الذي تحدث بخشونة ووقار....
“صحيح ياجماعه في حفله هتقام في الفيلا كمان يومين....”
كانت أول السائلين بدهشه هي اسيل التي قالت...
“حفلة... حفلت إيه دي ياخالو وإيه المناسبة....”
بادرتلميس برد عليها قائلة بابتسامة سخيفة لا تخلو من الغرور....
“حفلة عيد ميلادي ياسيل....إيه مفيش كل سنه وانتي طيبه يامرات خالو... “تحدثت باستفزاز لتشعل للهيب الغيظ في شخصا معين !...
“لا طبعا...كل سنه وأنتي طيبه....”إبتسامة اسيل بمجامله باردة مرددة تلك الكلمات.....
امتعض وجه أنعام الذي رمقتها بازدراء قبل أن تقول
بستهزء.....
“وياترى بتحتفلي بعيد ميلادك الكام يامرات أبني....الخمسين مثلا....”
توهج وجه لميسبحمرة الڠضب محاولة السيطرة على نفسها وهي ترمق جميع من يكتم ضحكاته باستثناء جوادوزهرانالمتابعين للموقف بصمت
وتعبير وجههم لا تحمل ذرة إهتمام بما يقال الآن...
كظمت غيظها وما يعتريها وقالت بابتسامة صفراء
وصوت ناعم مستفز.....
“لا لسه بدري أنا لسه صغيرة وفي عز شبابي ومن حقي احتفل بعيد ميلادي....وطبعا مش ذنبي إنك مش بتفهمي في الحاجات دي ب.....”
“لميس....” نادها زهران بصوت حاد جعلها تجفل بعينيها وتبتلع باقي حديثها المهين.....
إبتسمت أنعام بسخرية مرددة بتشفي ......
“لا يامرات أبني أنا بفهم كويس في الحاجات دي ولو أنا ست معقده ومفتريه مش هقبل بدلع الماسخ ده في بيتي بس عشان خاطر أبني قبله بيكي وبنظامك
إللي عمره ماعجبني......” نهضت أنعام بحدة من على سفرة الطعام.....
تطلعت لميس على زهران بعتاب وضيق من طريقة والدته معها زفر زهران بستياء وهو يبعد انظاره
عنها موجه حديثه لجواد وسيف.....
“لازم تحضرو الحفله دي مش عايز اعذار وبذات انت ياجواد....” ثبت عينيه عليه مؤكد على ضرورة وجوده ...
“لا اعفيني أنا من الحفله دي انا مليش في الجو ده...” نظر له بملل واضح غير مرحب بالفكرة....
أقنعه زهران بنبرة صوت مبهمه...
“لازم تحضر لان السيوفي هيحضر الحفله .....” رفع عينيه عليه ليفهم سريعا سر مواقفته لتلك الحفلة اجتماعات من نوع خاص !....
“تمام.......”
تحت انظرها ترى غموض حديثهم لبعض الذي يحثى على الشك بوعده الموثوق لها! وهل كأن حقا موثوق ام مجرد حديث يتطاير وسط الرياح العابرة....
هزت رأسها غير مقتنعه بتلك الهوجاء فهي تعلم انه
مزال يعمل في شركات الغمري مع شقيقه من المؤكد ان الحديث على هذا النحو ليس تلك التراهات التي تتلاعب بعقلها لا ليس لأمر بهذا
السوء....
“لو خلصتي يلا بينا عشان اوصلك...”
انتشلاها من تراكمات الأفكار وزوبعات چنونها لتنظر بعسليتان شاردتان پضياع إليه.....
“هتوصلني.... طب ليه مانت بتبعت السوق معايا كل يوم....”
همهما مرددا بهدوء....
“مم...