رواية روعة جدا الفصول من 24-26
انت في الصفحة 23 من 23 صفحات
يعني حابب اوصلك النهاردة وكده كدا السوق هيحصلنا عشان ترجعي معاه آخر النهار.....”
“ولي تتعب نفسك يعن..” قاطعها باعين مصرة....
“كفاية جدال وسبيني براحتي.... ويلا بينا...” اكتفت
بايماءة بسيطة وهي تنهض مستأذنه من الجالسين..
فقد بات الهروب من دائرة اوامره اللا منتهية أمرا أصعب من الخروج من سطوة تملكه !.....
__________________________________
“وصلنا.....”قالها وهو يصف سيارته جانبا....
لم ترفع عسليتاها إليه بل مدت يدها عند مقبض الباب بجوارها.....أسرع جواد بغلق الباب من هذا الزر
بجواره....وجدته موصد على عكس المتوقع زفرت بستياء وهي تجبر نفسها على الاستداره نحوه....
فعلت وتطلعت عليه بتساؤل لتجده ينظر أمامه بعدم إهتمام.....
“جواد أفتح الباب.....”رفع حاجبه متصنع الدهشة وهو يقول....
“افتح الباب...ليه هو مقفول....”
“آآه مقفول....”رمقته بنفاذ صبر حاد...
“إزاي يعني....وريني كده...”كم كان وقح ومراوغ في حديثه ولكن ااهذا وقتا مناسبا لعبثه في وسط الطريق في قلب حي شعبي كهذا يعج بالمرؤن في كل مكان حولهم....
مالى عليها ملتصق قليلا بها متصنع انشغال عينيه بمقبض الباب المغلق متصنعا محاولة فتحهأبعد عينيه عن المقبض الصغير ليثبت مقلتيه على عسليتان مرتبكان من هذا القرب المرواغ باهداف
تدور في خلده وحده !..
“شكلك اتحبستي هنا....”حدثها بخفوت عابث ومزال
على وضعيته المشينة.....
رطبت شفتيها بارتباك تحت انظاره محاولة التحدث لكن تلعثمت وهي تقول ....
“لا مش هيحصل..... يعني اتصرف.... وابعد شوية لو سمحت....”
أقترب من وجهها الذي يعتريه حمرة الڠضب والخجل ...
“أبعد إزاي يعني هو انتي مش لسه قايله اتصرف...”
“هو لازم تتصرف وانت لازق فيه كده....”
حاول كبح ضحكاته وهو يقول ببراءة....
“ماهو التصرف ميحلاش غير بالوضع ده....”
عضت على شفتيها من وقاحته المفهوم مبتاغاها...
تحلت بصمت وصبر امامه لا تزال غاضبة من حديثه
وعنفه ليلة أمس.....
“بسمة......”رفعت عينيها عليه منتظر باقية الحديث..
“ينفع اطلع أشرب قهوة معاكي....”كم كانت أنفاسه الساخنة وعطرة المميز يهلك قلبها النابض بعشقه...
“مش بتردي على ليه.....سرحانه في إيه....”رفع حاجبيه متسائلا.....
هزت رأسها وهي تجيبه بثبات فاتر ....
“مش سرحانه ولا حاجه....بس أفتح الباب عشان نخرج بدل الوضع ده....”
أبتعد عنها على مضض فهو كان يظن ان مصالحتها اسهل شيء بات الاصعب بنسبه له.....
لج بداخل مكتبها الملحق في قلب تلك الشقة الصغيرة......
قالت ببعض الحرج....
“هدخل أعمل القهوة....”تركت حقيبتها وهاتفها على أريكة صغيرة تحتل بهو الشقة......
أومأ لها بوقار وراس شامخة كان منتصب بوقفته وهو يتفقد المكان من حوله بسيط هادئ مثلها لا يليق بها ولكنه سيعمل على الأفضل لأجلها في أقرب
وقت !....
سار عدت خطوات باتجاه غرفة مكتبها متفقده بنظرة خاطفه شعر بالملل من انتظارها وهو يتطلع على ساعة يده فكر في ذهاب لها لكن شد انتباهه هذا الثوب الأسود الملقى باهمال على مقعدها الوثير
أقترب منه بحاجب مرفوع التقطه بين يده باعين ثاقبة بعد عدة دقائق علم بهوايته تمتما بعدم استيعاب لوجود مثل هذا الشيء عندها وهنا ...
“ نقاب... دا بيعمل إيه عندها..... “
“القهوة ياجواد....” دلفت إليه وهي تحمل الصنية لجمت باقي الحديث وهي تتطلع عليه بوجها شحب
من هول الصدمة تزايد نبضات قلبها المرتجف ړعبا
ولم تفعل شيء غير الصمود صامته....
رفع يده قليلا محركها بهذا الثوب الأسود ليبادر متسائلا بنبرة رخيمة لا تخلو من الاستفهام....
“اي ده يابسمة وبيعمل إيه عندك.....”
........ يتبع