رواية روعة جدا الفصول من 18-20
ممسك يدها بقوة....
“راحا فين.... خليكي جمبي.....”
ترددت وهي تقول بحرج....
“أيوه بس صاحبك هنا و.....”
“عيسى زمانه مشي من ساعة ماخدتك في حضڼي ...”
أحمر وجنتيها وهي تقول بحرج.....
“شكلنا كأن وحش أوي ادمهم و..... “
“بسمة.......”
رفعت عينيها عليه بانتظار .......
“أنا عارف أن لا وقته ولا مكانه..... بس أنا آسف على إللي حصل في المطعم آسف إني خبيت عليكي
حاجة ا......” زفر بستياء وحزن واضاف بتردد....
“أنا مش عارف أقولك إيه بس أنا آسف إني دخلتك حياتي من أولها بس صدقيني يابسمة أنا كنت فاكر نفسي بحمي حياتك منهم طلعت أنا الخطړ على حياتك كلها..... بس أوعدك اول ما عرف مين ورا إللي حصلنا النهاردة..... هطلقك على طول وكفايه لحد
كده أنا مش هسامح نفسي لو كنت السبب في موتك....”
بلعت مابحلقها بجسد يرتجف رجفة خائڤ من القادم قالت بصوت خرج من أعماق الظلمات....
“قصدك إيه ياجواد.....”
رد وعيناه في عينيها بحزم....
“قصدي إني لازم اخرجك من حياتي عشان تبقي بنسبه ليهم كارت محروق مش هيضرهم ولا
هيفدهم في حاجة......”
“وأنت شايف أن الموضوع س....”
“سهل يابسمة وأحنا اتفقنا على كده من الأول...”
نظر لعيونها بحسم.....
اومات له بعيون لامعة تكاد تحارب عبراتها حتى لا تنزل أمامه وتفضحها......
نظرت وراها لتجد باب مغلق داخل الغرفة دلفت إليه
بدون تفكير للهروب إليه فهو الملجأ الوحيد من عينيه
القاسېة.....
أغمض عينيه بعذاب وهو يرى عڈابها بسبب أخطائه
فحين وافق على حمايتها بعقد زواج زائف كأن يظنها قوية ولن تتأثر بأي مشاعر خائڼة ! فالحقيقة هي ضعيفة وهو أضعف منها فهو يحارب مشاعره ليبقى كالحجر أمامها ويجبرها بقسوته الحادة على تمثيل الصلابة أمامه لكنها تفشل بكل سهولة !!.....
لمعت عيناه بضي الحزن خوفا من تكرر الفقدان مره
آخره أمامه فإذا فقدها سيدفن بجوارها حيا فيكفي عڈاب عشق تم الحكم عليه بالإعدام قبل خروجه
للنور!!.....
نزلت دموعها امام المرآة وهي تحدث نفسها أمامها بجمله واحدة....عديمة الكرامة....
بكت بحرارة حادة ....طعنت المشاعر صعب الاستهانة
بها هي القلب الغير مرغوب به....وهي التي وضعت قلبها في يد الشخص الخاطئ !....العقل له حسابات خاصة والابله له خفقات خاصة ولكل له رأي للاستمرار بطريقتهم الخاصة!....
“ياريتك عملت كده من الأول ياريتك مدخلتش حياتي....ياريتك قتلتني ياجواد ياريتك ريحتني
من العڈاب ده.......”نزلت عبراتها أمام المرآة بياس
مفكرة في القادم معه.....
بعد مدة طويلة من التفكير مسحت عبراتها وهي تقوي نفسها ببعض الكلمات.....
“كل هيعدي يابسمة هيعدي بكره تنسيه....بكره أن شاء الله ربنا هيقويكي وتنسيه....”عضت على شفتيها بستياء فسؤال هنا
هل الحب الأول ينسى........
وهل بدايتهم تنسى .....
.....................................................................
في اليوم الثاني......
يجلس على الفراش وضعت له الممرضة التي برفقته
منذ البارحة بعض العصير الطازج ودواء الخاص به.....
“ هي بسمة فين يا فاتن....... “سألها جواد بلهفه حاول اخفائها.....
ردت الممرضة فاتن بخفوت...
“في المطبخ بتحضر الغدى....”
زفر بحزن وهو شارد بها منذ المساء وآخر حديث بينهم عن اتمم أورق انفصالهم في اقرب وقت وهو
لم يراها ولم يسمع صوتها.... انعزلت بغرفة آخره
للنوم بها وابعدت عيناها العسليتان عنه....يفتقد
اهتمامها وغيرتها المچنونة وثرثرتها التي تروقه
برغم أنه يكره كثرة الكلام ولكن بسمةاستثناء
في كل شيء.......
“اتفضل ياجواد بيه الدواء......”
أخذ منها الدواء على مضض وهو يقول بهدوء...
“خدي أجازه النهارد يافاتن وعدي عليه بكره.. ومتقلقيش الدكتور طاهر مش هيعرف بموضوع الاجازة ده..... “أبتسم لها ابتسامة لم تصل لعيناه....
اومات له الممرضة بابتسامة شكر وقالت بتهذيب.....
“شكرا ياجواد بيه ربنا يباركلك.........بعد اذن حضرتك....”
“استني خدي دول.....”مد يده ببعض المال الذي كأن
سبب تهلل السعادة المفرطة على وجه تلك السيدة البسيطة ......
ابتسمت له بامتنان وبدأت بدعاء له بنبرة صادقه خافضة قبل أن تخرج......
ابتسم جواد بشرود وهو مستغرب سعادتها الواضحة
بسبب بعض الاموال التي في نظرة ضئيلة جدا....
“قولي يابابا هو ليه ربنا مخلناش كلنا أغنياء ومعانا فلوس كتير.....”سأل جواد ذو
العشر سنوات بفضول طفولي ....
أبتسم سراج وهو يهمهم قبل الرد عليه بطريقة مبسطه......
“طب قولي أنت ياجواد لو كلنا بقينا أغنياء ومعانا فلوس قد بعض إزاي الحياة هتمشي......”
“يعني إيه يابابا.....”تسأل جواد حائرا.....
“يعني هيبقى عندنا طموح هيبقى عندنا أحلام الدنيا هتمشي وناس هترجع تشتغل وتتعب وهما كده كده معهم فلوس.....”
“قصدك أن حياتنا هتوقف وهتبقى الفلوس عبارة عن ورق ......”
“أكيد مكلنا بقينا أغنياء وكلنا معانا إللي مكفينا