الجمعة 13 ديسمبر 2024

رواية روعة جدا الفصول من 18-20

انت في الصفحة 4 من 21 صفحات

موقع أيام نيوز

لاهيبقى فيه صدقه ولا زكاة ولا حتى عبادة......”

صمت الصغير بحيرة ليحدث والده بستياء بريء..

“أنت تقصد يابابا ان كتر الفلوس وحش واننا هنتغير

للاسواء.....”

أبتسم سراج من ذكاء الصغير وقوة استيعابه للحديث فقال بتاكيد...

“الفلوس شهوة من شهوات الدنيا وشاطر ياحضرة الظابط هو إللي يعرف يستفيد منها صح ويعرف السعادة الحقيقة من وراها ......”

“واي هي السعادة الحقيقة يابابا.....”

“لم تساعد حد محتاج لأقل حاجه في جيبك لم تسند 

مكسور الخاطر بكلمة طيبه.....”

اغمض عيناه لتنزل دمعه منفرده حزينه على لحيته النابتة...نفض الأفكار وهو ينهض بضيق متوجه للمرحاض لغسل وجهه لعله يقدر نسيان هذا الصغير الابله وذكرياته القاسېة على روحه.....

...................................................................

تقف تقطع الفلفل الملون بشرود وعيناها غامت بحزن

تشتاق له وللعجب معها في نفس الشقة وتشتاق

لرؤية وجهه ولاطمئنان عليه.....هتفت پجنون حاد...

“اطلع من دماغي بقه....”

“مش لم تطلعي أنتي الأول......”

استدارت بجسديها كليا خلفها لتحدج به بتمعن

وتدقق النظر له باشتياق وعيون لامعة لمعة

المحب.....بلعت مابحلقها بتردد وعادت لم تفعله

بحرج مطصنعة عدم الإهتمام به....

“تحب أعملك حآجه......”

أطرق رأسه للأرض بضيق من نفسه وزفر وهو يحدثها بجدية.....

“كل إللي عايزه إنك تبصيلي وأنا بكلمك....”

اغمضت عينيها بتوتر محاولة الرفض للاستجابة له...

“أنا مش فاضية...... الأكل على الڼار......”

أقترب من الموقد واطفاء الڼار المشټعلة بهدوء وهو يقول بتصميم..... 

“كده مبقاش في حاجة على الڼار تقدري تبصيلي بقه......”

اخرجت زفيرها بصوت عال وقالت بعناد......

“أنا مش فاضيه بعدين.....”

مط شفتيه بحنق واقترب منها عدة خطوات و ادارها أمام وجهه مدقق في وجهها الحزين والغاضب كذلك

سائلا بصوت حاني...

“ليه التجاهل ده يابسمة......عايش معاكي في نفس 

المكان ومشفتش وشك من إمبارح.....”

تخطيت مكانهم مبتعده عنه نحو المبرد لاخذ بعد ثمرات الطماطم الطازجة.....وغيرت مجرى الحديث فقالت بفتور خالي من المرح ....

“بتعرف تعمل سلطه.....”

نظر لها بهدوء وقال بنفاذ صبر.....

“مش ده الرد على سؤالي .....”

“تعرف البواب طلع شاطر اوي جاب الخضار طازه

وحتى جاب اللحمه الاستيك طازه وحلو اوي....

على فكره تقدر تستناني برا أن ساعة وهخلص الأكل ...”أثناء حديثها كانت تشعل الموقد الكهربائي لإكمال طهي الطعام.....

أقترب منها بنفاذ صبر وهو يحيط كتفيها بكلتا يداه

محدثها بحنق..... 

“ممكن تردي عليه عدل وبلاش ملوعه في كلام...”

نفضت يداه بحدة من على كتفيها... وحدجت به بعينتيها اللتين احمر عمقهم بحنق منه.... 

“عايز إيه مني ياجواد...... رد عليه عايز إيه.... “

أغمض عينيه بقوة محاولة إمساك اعصابه أمام عصبيتها الفطرية دوما معه ....

“مش كل مكلمك تتزفتي تتعصبي عليه....” هتف

من تحت أسنانه.....

عقدة ساعديها وهي تقطم شفتيها پغضب مكتوم....

“طب تمام..... ممكن بقه تقولي عايز أي مني...”

“عايزك يابسمة....”

حدجت به وهي فارغة الفم وهتفت بزهول....

“أنت بجد مش طبيعي.... امبارح عايز تطلقني والنهارده جاي تقولي عايزك يابسمة...... تفتكر بسمة حمل كل ده....”

“رد عليه ساكت ليه.....”

“أنا بعمل ده كله عشانك....”قالها بصدق وعيناه لم تحرر وجهها الحزين.....

“أنا مش عايزه أتكلم في حاجه ياجواد.... أنت قررت وأنا وفقت يبقى خلاص خلينا نستحمل الفترة دي وأحنا بعي.....”

“مش هنبعد يابسمة طالما لسه على ذمتي تنسي فكرة البعد دي وبذات واحنا لوحدنا.....”حدثها بنبرة حازم متملك...

“يعني إيه....”

“يعني هشوفك كل يوم وتشوفيني زي الأول وبلاش موضوع التجاهل والهروب مني عشان مش هينفع

معايا...”

هزت راسها بحيرة.... 

“أمرك غريب ياجواد ونفسي افهمك...”

بدأت بطهي لتشغل عقلها بعيدا عنه ...

“هاتي بقيت الخضار أنا هعمل السلطه.....” 

حدثها وهو يمسك السکينة وبدأ بغسل ثمرتي الطماطم....

نظرت له بدهشه وسألته بشك... 

“متأكد.....”

“آآه.... ليه مالك قولت حاجه غريبه....هو أنتي بتعملي أكل إيه صحيح “

أثناء حديثه أقترب من الموقد الكهربائي الواقفة أمامه وألصق جسده بها قليلا بتلقائية......

توترت وهي تجيبه....

“بعمل استيك اللحمه ومكرونه.....”

“مم تمام.....تسلم إيدك .....”

“بس أنت لسه مكلتش.....”

“الريحه بيدل على الطعم......”

بدأ بتقطيع الخضروات بصمت....

اختلست النظر له قليلا قبل أن تسأله بتردد وخفوت....

“جواد هو أنت كويس.......”

“كويس....”رد بايجاز...

“يعني الچرح اللي في رأسك لسه تعبك...”

كانت تحاول إلا تظهر اي مشاعر إهتمام أمامه لكن

غلبتها المشاعر للمرة المليون نحوه هو فقط....

“مم لسه تعبني ....”رد وهو يكبح ضحكته فقد أشتاق لاهتمامها العفوي.....

اقتربت منه بلهفة فور إنتهاء جملته وقالت بقلق...

“ووقف على رجلك ياجواد....ادخل أرتاح وسيب 

كل حاجة....... أنا هخلص كل حاجة وهاجي قعد جمبك....م

مسك كف يدها وقبلها في راحته قبله طويلة بطيئة عميقة تحكي الكثير ....رفع عينه بعد مدة قال..

“أنا كويس يافرولتي

انت في الصفحة 4 من 21 صفحات