رواية روعة جدا الفصول من 7-10
حسى بحاجه..... “
انتصبت قليلا وجلست وهي تحاول إبعاد عيناها بحرج عن عينا جواد المحدقه بها .....
“ليه عملتي كده..... “سالها بنفاذ صبر ..
عضت على شفتيها وهي ترد عليه بضيق...
“أنت اللي اضطرتني لو كنت سابتني أمشي إمبارح
مكونتش هفكر أهرب النهاردة.... “
“أنتي ليه مش قادرة تقدري خۏفي عليكي... “
تحدث جواد بسرعة وبدون تفكير جعلها ترمقه
بغرابة....
نهض پغضب زائف وهو يوليها ظهره....
“آنا قصدي إنك لازم تخافي على نفسك اكتر من كده
وكمان لازم تخافي على أختك وجوزها وابنهم هم كمان ممكن يتاذو بسبب استهتارك ده.... “
قالت بسمة بحزن ويأس....
“أنت ليه مش قادر تفهم أن صعب عليه أني أبقى معاك في مكان واحد صعب أني أسكت على كل آللي
عرفته.....”
اخرج جواد سجارة من جيب بنطالة واشعالها وهو مزال يخفي وجهه عن مرمى عينيها......
“لازم تسكتي يابسمة لان ده الأفضل ليكي ولاهلك لازم تسكتي وتنسي ..... “
لم ترد عليه بل عقدة ساعديها وهي تنظر أمامها بعدم اقتناع فهي تصمت خوفا على عائلتها الصغيرة التي
يركض خلفهم الخطړ بدون ان يدركون ذلك....
حسمت أمرها وهي تتنهد بستياء....
“آنا تعبت..... قولي عايزني اعمل إيه وهعمله عشان اطلع آنا واهلي من اللعبه ديه.... “
جلس على الكرسي الوثير ورجع بظهره للخلف وهو ينفث سجارته قال بثبات.....
“الحل آلوحيد أننا نتجوز فترة قصيرة كام شهر بس على آلورق.... هنبعد عنك آلعين وقتها وهيوصل لكل
أنك بقيتي مراتي ومن عيلة الغمري يعني مش هيبقى في منك خوف..... بعدها بمدة هطلقك هنقول
أننا مش متفقين فانفصلنا وخلاص وتنتهي القصة على كده ترجعي انتي حياتك عادي وأنا كمان
وكأننا متقبلناش..... “
“يعني مفيش حل تاني غير الجواز..... “
رد عليها بحزم....
“مفيش غيره والقرار بايدك يتوفقي وتستحملي الكام شهر دول.... يا تقومي دلوقتي ووصلك على بيت أختك.... بس لو حصل ليهم أي حاجه أنا مش مسؤول...... “
نظر لها قليلا ليرى تاثير حديثه عليها وصراع الجلي
على وجهها الشاحب.....
أغمض عيناه بتعب وتمتم داخله بضيق من النصيب الذي جمعهم معا.....
“ياريت في حل تاني غير الجواز..... للأسف ده الحل
آلوحيد اللي هايبعدهم عنك يابسمة.. “
آفاقا من حيرته على صوتها المتردد.....
“آنا موفقه طالما جوازي منك هيكون كام شهر بس .......... “
أبتسم جواد أبتسامة مجاملة وهو يرد عليها بثبات
“تمام..... يبقى لازم تنامي دلوقتي عشان بكره هرجعك على بيت أختك..... “
اتسعت مقلتيها وهي تسأله بعدم فهم....
“بيت أختي طب و...... “
حمل سترته من على المقعد وهو يرد عليها بتوضيح اكثر ...
“لازم تروحي بكرة...وتكلمي أختك وجوزها في موضوع جوازي منك..... وبعدين هاجيب أهلي وأجي
اتقدملك لازم كل حاجه تمشي طبيعي ادمهم عشان محدش يحس بحاجه فهمتيني يابسمة..... “
اومات له بتردد.... ليخرج من الغرفة تاركها اليوم تنام بها.... أغمضت عينيها عقب خروجه لتنزل العبرات الحزينة بدون تردد ....فقد ډمرت أحلامها الوردية
وزوجها التي كانت دوما تحلم به مع شخص خلوق
ذات شهامة وشجاعة وهالة رجولية تحتويها وتسيطر على چنونها وتهورها ! كانت تتمنى شخص لم يدنس يديه بدماء الابرياء...... تبخر الحلم مع رجل عكس كل الصفات التي تمنتها من يوم ان كانت مراهقة صغيرة تبخرت بسبب تلك الأوراق وتبخر الأمان داخلها بعد أن أصبحت تحت سطوة جواد الغمري....
“يارب لو كآن كل اللي بيحصل ده خير نور بصيرتي
بالخير ده.... وإن كآن شړ نور بصيرتي ليه وأبعده عني يارب.... يارب..... يارب.... “ظلت تنتحب بشدة وتدعو ربها بالحاح....
نهضت بعد مدة لتقضيت فرض الفجر ولم تتوقف عن الدعاء لتيسير أمرها وحياتها التي ډمرت بسبب ذلك
الجواد ورجاله.......
البارت التاسع
تنزل على سلالم ترتدي بنطال جينز وسترة علوية ذو اكمام قصيرة تكشف نصف ذراعها كان البنطال من اللون الابيض وسترة من اللون الوردي
والابيض.... تربط شعرها على شكل ذيل حسان تحمل حقيبتها الصغيرة بين يدها وعيناها تغيم في شرود حزين من القادم وراء هذه الزيجة.......
دلفت الى غرفة الطعام بعد أن أخبرتها الخادمة أن
جواد ينتظرها هناك على الإفطار.......
“صباح الخير..... “وقفت بجانبه بعد أن قالت جملتها
بصوت أنثوي شبه حزين.....
كآن يأكل بهدوء فور دخولها عليه ورائحة عطرها المميز تغمره رفع عيناه ورد عليها بنبرة شبه