رواية نهي الجزء الاخير
منذ أن رأت حسن بالباب.. لم يفكر في امكانية تبادلهما لأي مشاعر سوى النفور والكراهية.. فصبا أخت نيرة.. هل من الممكن أن يكون حسن هو السبب وراء شرود ابنته الصغرى مؤخرا..
قبل أن يرد عامر بكلمة تعبر عن ذهوله.. عاد حسن ليتولى دفة الحوار
عمي.. أنا عارف حضرتك بتفكر في ايه دلوقت.. بس اسمح لي أوضح شوية حاجات..
قاطعه عامر بهدوء
أومأ حسن
زي ما كنت بقول لحضرتك.. في نقط لازم أوضحها.. أولا.. أنا كل ارتباط لي بباريس أنهيته تماما.. وأنا قدام حضرتك راجل حر.. وأيوه أنا بطلب إيد صبا.. أنا طول عمري مش بحب اللف أو الدوران على الحقيقة.. والحقيقة أني عايز صبا تكون زوجة ليا.. ده غير أني دلوقت أب.. عندي بنت صغيرة ومتفهم خوف حضرتك.. أنا بحاول أفكر لو أنا مكان حضرتك دلوقت.. ممكن أقوم اضربني مثلا..
عمي.. أنا مش طالب ارتباط في التو واللحظة.. عارف كويس أن صبا محتاجة مني قوة اقناع.. يمكن الظروف كلها ضدي.. لكن أنا مصر أنها تكون مراتي.. أنا بس حبيت آخد موافقة حضرتك.. لأني ما اتعودتش اعمل حاجة في الضلمة.. وأنا عايز أقرب من صبا عشان...
بتحبها.. بتحب صبا بنتي..
أومأ حسن وقد ظهرت مشاعره العاصفة بعينيه وقد عجز عن اخفائها
بحبها.. بحبها بكل عنفوان ونضوج وجنون رجل عدى التلاتين..
ارتسمت ابتسامة غامضة على عامر ولكنه أعجب بصراحة حسن الذي استوعب مخاوفه كأب على الفور.. وعاد عامر يردد
عدى التلاتين.. بالظبط.. أنت عارف فرق السن قد ايه..
11 سنة..
عاد عامر يردد
ايوه يا حسن.. 11 سنة.. مش شايف أنهم كتير..
ابتسم حسن وأجاب بثقة
مع المشاعر اللي جوايا لها.. مش هيكون السن مشكلة.. صبا رغم نضوج تفكيرها اللي بيعدي سنها.. وده شيء لمسته في تصرفاتها إلا أنها جواها طفلة محتاجة حب الزوج وحنان الأب.. وأنا أوعد حضرتك أني أقدمهم لها...
ارتسمت على وجه عامر علامات الشجن والسعادة معا لما لمسه من تفهم وادراك من حسن لطبيعة صبا الهشة.. فهو يتفهم نفسية ابنته الخائڤة من الحب وجنونه وآلامه.. يدرك انغلاقها على نفسها وابتعادها عن أمور القلب فهي ترى فشل زواج والديها رغم ما تلمسه من عشق يطحن قلبيهما ومعاناتها لتتأقلم مع ظروف حياتهما الغريبة والشائكة وهي ترى ذبول والدها وانهزامه أمام حب تملكه وهو لم ينجح في التعايش معه يقابله هروب فريدة الدائم من العودة إلى مصر أو حتى اللقاء به والتظاهر بتقبل وجوده.. وأخيرا عاشت مع نيرة معانتها مع زوجها المچنون.. نماذج شائكة تنفرها من الحب والمشاعر بشكل عام..
صبا عنيدة.. مش هتسلم بسهولة..
تنهد حسن بارتياح وهو يتسلم موافقة عامر الضمنية قبل أن يردد ببساطة
وأنا مش هستسلم أبدا ومش هرتاح إلا وهي في بيتي..
صمت للحظة قبل أن يردف بتصميم
ممكن أتكلم معاها.. نص ساعة بس..
أومأ عامر موافقا وتحرك من خلف مكتبه ليستدعي صبا وقبل أن يخرج ربت على كتفي حسن
ثم تحرك ليسلم عليه بالفعل مرددا
صبا.. أمانة بين ايديك وأنا مطمن عليها معاك.. خد منها موافقة مبدئية.. ونقرى الفاتحة الليلة..
ابتعد عامر سريعا وقد ترقرقت الدموع بعينيه واستدعى صبا التي أتت مهرولة حينما وصلها صوت والدها المشحون بمشاعر عدة وقد ظنت أن حسن أثار ضيقه بينما عامر ما أن لمح معالم وجهها المھددة لحسن والتي تنذر بقرب ارتكابها لچريمة قتل المسكين حتى ابتسم بداخله متمنيا التوفيق لصهره الشاب والټفت نحوه بغمزة هامسة
الحړب ابتدت..
بينما ابتسم حسن بحنان وهو يرى ابنته وقد تعلقت ب صبا بينما أناملها الصغيرة تعيث فسادا في الخصلات الكستنائية الطويلة..
التقت عامر الفتاة الصغيرة من بين ذراعي ابنته وهو يهمس لها بإغاظة
تعالي يا شقية عشان اتعرف على حفيدتي الجديدة..
خرج مسرعا مع منى الصغيرة وترك صبا بمواجهة حسن