الجمعة 13 ديسمبر 2024

رواية نهي الجزء الاخير

انت في الصفحة 4 من 11 صفحات

موقع أيام نيوز

زمان.. ايه رأيك تمر الصبح تاخدها.. وبالمرة نفطر كلنا سوا..
رافقت كلمات عامر غمزة صغيرة ليضحك حسن بعدها وهو يبدي موافقته ويخرج مودعا عامر بامتنان..
وبعد خروج حسن توجه عامر إلى هاتفه ليضغط رقم يحفظه عن ظهر قلب رغم عدم استخدامه له وما أن وصله صوت فريدة حتى قال مباشرة
صبا محتاجة لك..
وصله صوتها بسؤال
حسن..
ليتساءل هو بدوره
حسن حكى لك..
جاءته اجابتها المذهلة
لا.. صبا..
وقبل أن يجيبها كانت تخبره بحسم
هاجي على أول طيارة.. مع السلامة..
وأغلقت الهاتف بسرعة قبل أن يتفوه بكلمة واحدة ولكنه بأعماقه أدرك أن حسن قطع شوط كبير لقلب ابنته العنيد.. إذ لم يكن استحوذ عليه بالفعل..
جلست نيرة بسيارتها وهي تنقر بأظافرها على المقود بعصبية شديدة وأمامها انتصبت بوابة معدنية ضخمة.. أخذت تتأمل البوابة لفترة وهي تدرك أن خلفها يكمن من مزق قلبها قطعا وبطريقه لقتل روحها وتمريغ كرامتها في وحل غزواته النسائية التي تشعل قلبها غيرة وألما.. هل تصرفها بالحضور ومواجهته صحيح.. كيف سيستقبلها.. وهل سيوافق على استقبالها من الأساس..
حسمت أمرها أخيرا وهي تخبر نفسها أنها جاءت بناء على دعوة صاحبة الفيلا وهو ضيف هنا مثلها تماما.. حتى ولو كان هنا لرؤية ابنته..
تدعو وتبتهل فقط ألا يرحل بدون أن يسمعها.. ضغطت على بوق السيارة لتفتح البوابة الضخمة وتدلف بسيارتها للداخل لتجد دنيا بانتظارها وهي بكامل أناقتها مر بذهنها موقفا مشابها عندما واجهت دنيا بمكتبها بعد علمها بزواجها من مازن ولكن الفارق تلك المرة كان بداخلها هي.. فرغم أن أسلوبها في ارتداء ملابسها لم يتغير ومازالت تبحث عما يلفت النظر ويسبب الابهار الدائم إلا أن أعماقها اختلفت بل نضجت وهي ترمق السيدة الراقية أمامها بتقدير واحترام تتعامل به ربما للمرة الأولى
مساء الخير يا مدام دنيا..
قاطعتها دنيا وهي ترحب بها وتدعوها للدخول
دنيا بس.. ما فيش داعي للألقاب.. اتفضلي.. مازن جوه في أوضة عشق..
اصطحبتها دنيا لداخل الفيلا الواسعة والمكونة من دور واحد واسع جدا ملحق به حديقة وحوض للسباحة متوسط الحجم...
وقفتا معا أما باب الغرفة المفتوح لتلتمع عينا نيرة وهي تراقب مازن وهو يفترش الأرض مع ابنته محاولا تشجيعها بعدما سقطت على وجهها وهي تحاول تعلم الحبو.. فرفعها بين يديه يمسح دموعها ويتمتم لها بكلمات هامسة حولت دموعها لابتسامة سعيدة قبل أن يضعها أرضا ويقلد حركاتها في الحبو والسقوط عدة مرات لتنطلق ضحكاتها البريئة وتعاود محاولتها مرة أخرى وبنجاح..
جاءت همسة دنيا الدامعة تعبيرا عما يجول بذهن نيرة
هو أب رائع.. رائع جدا في الحقيقة..
تحكمت دنيا بدمعتها قبل أن تسقط ويساء فهمها أما نيرة فقد عجزت عن كبح دمعة ندم سقطت من جانب عينها وهي تتحسس بطنها بحنين هامس
أب رائع.. وزوج أروع..
وكأن همستها وصلته أم ربما عطرها الذي تألفه حواسه جميعا فالټفت فجأة لتتقابل العيون پصدمة..
شهقت نيرة پخوف وهي تلمح التماع القسۏة في مقلتيه قبل أن يتوجه بنظرات لائمة نحو دنيا.. وينهض رافعا ابنته بين ذراعيه وممسدا ملابسه في هدوء مستفز قبل أن يتوجه نحو دنيا مرددا بامتعاض
هاجي أشوف عشق بكره.. يظهر أنه عندك ضيوف..
تحرك ليخرج من الغرفة فتمسكت نيرة بذراعه هامسة
مازن.. أنا جاية عشانك..
تجاهلها مازن تماما ليلتفت لدنيا ساخرا
أنت بقيت توفقي راسين في الحلال ولا ايه!
شهقت نيرة بحزن بينما تجاهلته دنيا وهي تسحب ابنتها من بين ذراعيه هاتفة پغضب
أظن أنك مش هتخسر حاجة لو سمعتها..
واستطردت وهي تقول بلهجة ذات معنى
كفاية أنها جت لحد هنا.. وأنت عارف كويس أن ده مش سهل.
خرجت تحمل طفلتها الصغيرة تاركة لهما الخصوصية اللازمة فتحرك مازن مواجها نيرة ببرود
قولي اللي عندك..
حاولت التماسك قليلا لترتب كلماتها فهي ما تبعده كل مرة وتنفره منها.. مسحت وجنتيها بتوتر وهي تهمس
مازن.. أنا بحبك..
حركة انقباض فكيه معا هي ما أخبرتها أنه سمع تصريحها الجليل.. أما كل شيء آخر به فقد تجمد تماما.. فانطلقت كلماتها بلا رابط
والله بحبك.. أنا عملت اللي عملته عشان نرجع لبعض..
رفع حاجبه بتساؤل
وبعدين..
هزت رأسها بحيرة
وبعدين ايه.. قصدك ايه!!
اقترب منها ليمسك ذراعها پعنف
وبعدين رجعنا لبعض.. ولا السدود زادت سد.. والچروح زادت چرح..
سقطت دموعها الحبيسة وهي تسمع

انت في الصفحة 4 من 11 صفحات