رواية كاملة مختلفة الفصول من السادس للعاشر
ده.
ضړبت مروة ساقيها وهي تردد بغيظ ناظرة إلى عمرو بنظرات حانقة فهي تشعر أنه يوجد بركان ثائر على وشك الانفجار بداخلها على عكس زوجها الذي يجلس مرتاح البال ولا يعلم أي شيء عن المؤامرات الخبيثة التي يتم تدبيرها ضده من قبل أرملة أخيه
الست دي فعلا أعصابها باردة بس أنا بقى أعصابي شايطة على أخرها وكل ده بسبب الحرباية اللي أنت اتجوزتها عليا.
انتقل عمرو من مقعده وجلس بجوار زوجته وهو يسألها باهتمام شديد بعدما فشل في تخمين سبب ڠضبها من آية
اهدي يا حبيبتي وفهميني كده براحة إيه اللي جرى لأن أنت المفروض كنت طالعة فوق عشان تحطي شوية حاجات في المخزن فإيه بقى اللي حصل وضايقك وخلاك تتعصبي أوي كده!
أنت متأكدة يا مروة أنها كانت بترمي سحر على الأرض! يعني مثلا ممكن تكون كانت بترش مية عادية.
نفت مروة استنتاجه مؤكدة حديثها بقولها
لا يا عمرو آية كانت بترش سحر مش مية واللي خلاني أتأكد هو أني شوفتها وهي بتخرج وكانت حريصة جدا أنها متخطيش برجليها فوق المية اللي هي رشيتها.
واضح أن آية تقصدني أنا تحديدا من السحر اللي هي عملته وده لأن محدش غيري بيطلع فوق في المخزن.
سحب عمرو نفسا عميقا يحاول به أن يتمالك نفسه فهو يعرف زوجته حق المعرفة ويدرك تماما أنها لن تتجنى على آية وتتهمها زورا بمثل هذا الأمر الخطېر حتى لو كانت تكرهها ولا تريد رؤيتها.
قالها عمرو بوجوم وهو ينهض ويغادر الشقة فابتسمت مروة بسعادة بعدما أخبرها حدسها أنها سوف ترى قريبا شيء يثير بهجتها.
لم يعد أمام هبة مفر من الحقيقة التي انتبه لها الجميع فهي يجب عليها أن تذهب إلى طبيب نفسي في أسرع وقت ممكن قبل أن تسوء حالتها.
تذكرت كلمات مالك الذي شجعها وأيدها في هذا القرار بعدما صارحته بهذا الأمر
عين العقل يا هبة وأنا شايف أن دي هتكون خطوة كويسة جدا عشان نفسيتك تتحسن.
شكرا ليك يا مالك أنا مش عارفة كنت هعمل إيه من غيرك.
تحدث مالك بلهجة جادة مؤكدا دعمه الكامل لها في جميع الأحوال
أهم حاجة هي أنك متخليش أي شخص يحبطك بشوية كلام سلبي يعني لازم تعتبري العلاج النفسي ده زي أي علاج تاني أنت بتاخديه وهتبطليه لما تخفي وتحسي نفسك بقيتي كويسة.
أومأت هبة برأسها دليلا على موافقتها لحديث مالك الذي أثبت لها كم كانت حمقاء وساذجة عندما أحبت شخص وضيع مثل أحمد ورفضت ابن عمه الذي ساندها في المحڼة القاسېة التي مرت بها بعدما تخلى عنها أقاربها وتركوها فريسة جريحة أمام ألسنة الناس الحادة التي لا ترحم.
مر أسبوع على معرفة عمرو بأمر السحر الذي قامت به آية ورغم ذلك لم يصدر منه أي تصرف مثلما وعد زوجته وهذا الأمر أجج نيران الڠضب في قلب مروة التي كانت تتوقع أن يثور ويجلب لها حقها.
شعرت مروة بالإحباط الشديد بسبب سلبية زوجها وعدم حرصه على سعادتها وتمنت لو كان بإمكانها أن تنفصل عنه فهي كانت سوف تفعل ذلك لولا ظروفها القاسېة التي تجعلها مجبرة على الحفاظ على زواجها من عمرو كما أنها تحبه ولا تستطيع أن تتركه.
أنا خارج كمان شوية يا مروة عايزاني أجيبلك معايا حاجة وأنا راجع
قالها عمرو وهو يرتدي حذائه فنظرت له مروة بوجوم قائلة بتهكم
لا شكرا يا حبيبي ربنا ميحرمنيش منك.
فهم عمرو من لهجتها أنها غاضبة منه للغاية ولكنه يعلم جيدا أن موقفها سوف يتبدل بعدما تشاهد ما سوف يقوم به فهو