رواية جديدة جامدة الفصول من الاول للرابع بقلم الكاتبة الرائعة

الخاصة بتمرينات اللياقة البدنية و قام بتعريفه على المدربين المسؤلين عن تدريبه و بدأ يزيد التدريب فى الحال إلى أن حل المساء و حل به أيضا الإرهاق و التعب فأخذه أحمد إلى الشقة التى تم توفيرها له ليقيم بها لحين انتهاء المهمة و قد حرصت القيادة على أن تكون الشقة ليست لها أى علاقة بالمنشآت الخاصة بمساكن الشرطة و أن تكون أيضا قريبة من قصر عادل الشرقاوى.
بمجرد أن ولج يزيد إلى الشقة ألقى بأغراضه أرضا و أخذ يبحث عن المرحاض ليغتسل من أثار السفر الذى تلته أثار المجهود الشاق للغاية الذى قام به أثناء التدريب ثم بالكاد أنهى فروضه و ألقى بجسده على الفراش و غط فى سبات عميق.
فى صباح يوم جديد 
التقى زايد بصديقه ماجد فى الكلية و اتفق معه أن يذهبا إلى النادى الرياضى فى موعدهم المعتاد لممارسة رياضتهم المعتادة.
و بالفعل التقى الصديقان و قاموا بأداء مباراة رائعة ضد الفريق المنافس انتهت بفوز فريقهم فاقترح ماجد أن يذهبا لمقهى النادى يتناولان مشروبا باردا بمناسبة الفوز.
جلسا على طاولتهم المعتادة و بعد وقت قليل من المزاح إذا بليلى تطرق بكفها على الطاولة پعنف ثم تنزعها مرة أخرى فتفاجئا بوجود بعض النقود بموضع طرقة كفها نظر الصديقان لبعضهما باستغراب إلى أن قاطعت ليلى نظراتهم بصياحها مشيرة بذقنها إلى النقود
دول باقى الحساب بتاع اول امبارح يا أساتذة...أنا مباخدش بقشيش من حد..
ثم رمقت زايد بنظرة ذات مغذى قائلة بحدة
و اللى عايز يسيب تيبس هيسيب ٧٠ جنيه و الحساب أصلا ميكملش ٣٠جنيه!...قولتلك يا أستاذ أنا مابخدش صدقة من حد...عن اذنكوا.
أسرع زايد قائلا
استنى يا أنسة...انتى ماشية كدا من غير ما تسألينا نشرب إيه!
جحظت عيناها من برودته و كظمت غيظها بصعوبة حتى لا ټصفعه على وجهه و قالت من بين أسنانها المصتكة
عايزين تشربوا ايه يا أساتذة!
كتم زايد ضحكته بصعوبة و أردف بجدية زائفة
اتنين عصير زى بتاع المرة اللى فاتت.
رفعت حاجبيها باستنكار و هى تقول بتهكم
و الله!...و أنا المفروض أحفظ بقى انتو بتشربو ايه كل مرة!
تدخل ماجد ليصلح الموقف
هاتيلنا اتنين مانجا و كوباية مية و شكرا على تعبك.
رمقت ماجد بابتسامة ممتنة و هى تقول
حاضر..و الله حضرتك شكلك بتفهم كدا و محترم.
عايز حاجة تانية!
اومأ ماجد بامتنان
شكرا..بس يا ريت بسرعة.
أومات باحترام ثم رمقت زايد بنظرة متحدية و انصرفت من أمامهما و بمجرد أن اختفت عن ناظريهما اڼفجر زايد فى نوبة من الضحك الهيستيرى فرمقه صديقه بدهشة قائلا
و الله انت بارد يا زايد..كل مرة تحرج البنت كدا!..يابنى دى لسة صغيرة و شكلها معندهاش خبرة ف الحياة و لا ف معاملة الناس...خف عليها شوية.
سكت زايد عن الضحك ثم قال بجدية
أنا مش قصدى أجرحها...أنا عايزها بس تتعود على المعاملة دى من الناس و متاخدش كل حاجة بحساسية كدا...عايز أكسر غرورها دا عشان تعرف تعيش ف وسط العالم الجديد اللى هى داخلة عليه..يبنى انت مش مقدر خطۏرة ان طفلة طول عمرها عايشة ف بيتها فجأة كدا تشتغل و مش اى شغل...دا شغل فيه اختلاط بأشكال و ألوان من الناس يعنى ممكن يضحك عليها بسهولة.
رد عليه ماجد بعدما احتلت الصدمة ملامحه
ايه يبنى المحاضرة دى كلها!...و احنا مالنا...هى كانت من بقية أهلنا!
سكت مليا شاردا بعينيه فى اللاشيئ ثم قال بجدية
مش عارف يا ماجد...يمكن صعبانة عليا و حاسس بالمسؤلية ناحيتها!!..و حاسس إنى أنا بالذات دونا عن الناس دى كلها المسؤل عن حمايتها...مش عارف ليه هى بالذات..بس من وقت ما حكت حكايتها و أنا فعلا حاسس كأنها واحدة من عيلتى..مش عارف ليه!
ابتسم ماجد ابتسامة جانبية قائلا بسخرية
دا الحب اللى من أول نظرة دا و لا ايه!
ضحك باستخفاف مجيبا
حب ايه بس يبنى...هو أنا بتاع حب..ما انت شايفنى عامل زى المدب ازاى مع البنات...دى زمانها بتدعى عليا جوا...
ضحك الصديقان ثم شربا العصير الذى أحضره لهما نادل آخر بطلب من ليلى و تركا حساب العصير و انصرف كل إلى مسكنه.
بينما ليلى فى مطبخ المقهى تسب و ټلعن بزايد و تتمتم بحنق بسبب احراجه لها فى المرتين إلى أن لكزتها زميلتها نورا قائلة
بتبرطمى ليه يا لولا!
ردت بحنق
انسان بارد قليل الأدب كل مرة