رواية جديدة جامدة الفصول من الاول للرابع بقلم الكاتبة الرائعة

يحرجنى كدا قدام صاحبه...الله يسامحه عكنن عليا.
ضحكت نورا و هى تقول
خدى من دا كتير يا حبيبتى...انتى هتقابلى ناس على كل شكل و لون...لازم تفوتى للناس دى يا اما هتكرهى نفسك و تكرهى الشغل و ف الآخر تلاقى نفسك متشردة ف الشوارع.
شردت بعينيها فى الفراغ و هى تقول
معاكى حق يا نورا.....
ثم ذهبت لتكمل عملها و خوف من المجهول مسيطر على جل جوارحها.
مر يومان آخران كان يزيد ملتزم فيهما بأداء التمارين الرياضية كما هو مخطط له و قد نال اعجاب جميع المدربين المسؤلين عن قاعة التدريب و كان زميله أحمد يرفع تقرير يومى للعميد بهجت بتطورات اللياقة البدنية خاصته و مهارته فى فنون القتال و التصويب و كان بهجت انبهاره به يزيد مع كل تقرير مما أراحه ذلك الأمر كثيرا و طمأنه على مستقبل المهمة السرية.
بينما زايد انقطع فى هذان اليومان عن النادى رغم الحاح ماجد المستمر عليه فهو يريد أن يتخلص من شعوره بالإشفاق على ليلى التى صورتها تأبى أن تغادر مخيلته يظن أن شعوره تجاهها مجرد شعور بالشفقة و يريده ألا يتطور لما هو أكبر من ذلك.
فى صباح يوم جديد لم تذهب به أثير إلى الشركة فاليوم لديها مباراة كاراتيه مهمة فى النادى الرياضى الخاص بعائلتها و مثيلتها من العائلات الراقية الثرية تقف أمام بوابة القصر الداخلية تتأفف من تأخر خالتها و ابنتها إلى أن خرجتا أخيرا و هما فى كامل زينتهما عندما رأتهما أخذت تتمتم بحنق و بصوت خاڤت
ايه اللى هما عاملينه ف نفسهم دا!...احنا رايحيين فرح...أوف..استغفر الله العظيم يا رب.
اقتربت منها أميرة و هى تطالعها باشمئزاز قائلة
ايه اللى انتى لابساه دا يا أثير...احنا رايحيين مدرسة يا ماما!
نظرت أثير لقميصها الوردى البسيط و المثنية أكمامه إلى منتصف ساعديها و بنطالها القماش الرمادى بتفحص و هى تقول باصرار وثقة
ماله لبسى!..هو انا لازم أكشف ضهرى و صدرى و رجليا علشان أبقى شيك!...الناس بقت بتستغرب دلوقتى من البنت اللى مغطية جسمها و اللى كاشفاه هى دى اللى ماشية تمام!....المفروض يبقى العكس...بس عادى بقى ما كل حاجة بقت ماشية بالمقلوب...أنا رايحة ادور العربية متتأخروش بليز.
انصرفت من أمامهما بينما تنظر أميرة فى أثرها فاغرة الفاه مشدوهة الملامح ثم نظرت لنادين قائلة بغيظ مكتوم
نادين الحقينى...البنت دى هتجيبلى جلطة قريب...شايفة وقاحتها و قلة أدبها!
هزت رأسها بيأس قائلة
يا مامى..ما انتى عارفة ان هى دى طريقة لبسها و مش هتغيرها..ليه كل ما نخرج لازم تقوليلها الكلمتين دول... أهى كل مرة كانت بتسكت.. بس المرة دى شكلها جابت آخرها و ردت عليكى علشان تبطلى بقى طريقتك دى معاها. 
أجابتها بعصبية طفيفة 
يا بنتى أنا بقيت أتكسف أمشى معاها من منظرها الغريب دا... احنا ف وسط أرسطوقراطى و ناسه كلها ناس شيك و ليهم طريقة لبس معينة مينفعش نلبس أقل منهم... اللى هى بتعمله ف نفسها دا غلط و بتخلى الناس تتكلم علينا. 
ردت نادين بجدية 
مامى انتى عارفة أن أثير مبيهمهاش كلام الناس...و يلا بقى أصل هتنفخنا.
هزت أميرة رأسها بعدم رضا و هى تقول
فعلا البنت دى متستحقش تكون بنت عادل الشرقاوى...المفروض انتى اللى تكونى بنته.
رمقتها نادين پغضب جم قائلة باستنكار
ايه الكلام اللى انتى بتقوليه دا يا أميرة هانم...بجد مبقتش فاهماكى....عن إذنك...
لحقت بها أميرة و هى تناديها بعدما شعرت ببعض الندم على ما تفوهت به أمام ابنتها فذلك الكلام ان كانت تردده دائما فى نفسها إلا أنه لا ينبغى عليها أن تردده على مسمع إبنيها.
وصلت الثلاث نسوة إلى النادى الفخم و توجهوا إلى الصالة المقام فيها المباراة ذهبت أثير إلى غرفة تبديل الملابس لترتدى الزى الخاص بالكاراتيه بينما اتخذت كل من أميرة و نادين مقعديهما فى المقصورة الرئيسية بالصالة.
دقت ساعة البدء و بدأت المباراة الضارية بين أثير و غريمتها التى تدعى علياء كانت أثير تسدد الضربات بقدمها بمهارة شديدة و اتقان متمرس و ليس هاو.
و فى نفس التوقيت يقوم يزيد أيضا بمنافسة تجريبية للكاراتيه ضد مدربه و ذلك لتقييم مستواه النهائى فى اللعبة و بما أن يزيد لديه سابق خبرة فى هذه اللعبة فكان يلعب و يسدد الضربات بمهارة فائقة.
فى مشهد فريد من نوعه
تلعب أثير و يلعب يزيد نفس اللعبة و فى نفس التوقيت و كأنهما يتنافسان سويا كل منهما يتفانى فى فى تسديد الضربات و اللكمات للطرف الآخر فإذا أخذنا لهما صورة مشتركة فسنجد أن أثير تنظر لغريمتها بتحد و عزيمة و من ناحية يزيد نجده ينظر لمدربه باصرار على الفوز و عند دمج الصورتين ستظهر فى الأخير و كأنهما يتنافسان بضراوة و كأنهما ينظران لبعضهما البعض كل منهما يتوعد الآخر بالهزيمة و لكن ترى لمن سيكون الفوز النهائى!...... لأثير أم يزيد!!!!!!
و لكن يزيد يترقب اللقاء بحماس عازما على كسر شوكة تلك الأثير و تلقينها درسا لن تنساه جراء تجبرها و مشاركتها فى بث السمۏم لشباب بلدها كما يظن.