رواية جديدة جامدة الفصول من الاول للرابع بقلم الكاتبة الرائعة

العقاپ بجدارة فكم من مرة نصحه بترك دروب النساء فدروبهن شائكة و كيدهن عظيم و العبث معهن نهايته مهلكة.
انتهى الدوام بشركة أثير.....
عادت أثير بصحبة نادين الى القصر بينما انتظر فادى حتى انصرفتا و قام بالاتصال على محبوبته الحقيقية يارا أمجد بسيونى وضع الهاتف على أذنه فى انتظار الرد و عندما وصله صوتها الرقيق اتسعت ابتسامته قائلا بهيام
حبيبة قلبى...وحشتينى مۏت.
ردت برقة و غنج
و انت أكتر يا بيبى...ايه بقى!..مآنش الاوان نتقابل!
اجابها بحماس
ما انا مكلمك يا قلبى عشان كدا...أنا ناوى أخطفك النهاردة على مطعم هاى كلاس هيعجبك اوى...ساعة كدا و هعدى عليكى اخدك من النادى.
اجابته بسعادة عارمة
أوكى يا حبيبى...بس أهم حاجة منتأخرش عن الساعة عشرة بالليل...أصل بابى مش عارفة ماله اليومين دول مهتم بيا ليه و بيسأل عليا الدادة لو اتأخرت برا.
رفع حاجبيه بدهشة مردفا
معقول الكلام دا!...ليه يعنى ايه اللى جد!
رفعت كتفيها لأعلى و هى تقول
مش عارفة يا بيبى...مبقتش عارفة اخد راحتى ف الخروج زى الأول..
فادى
خلاص يا حبيبتى مش هنتأخر.
أجابته بابتسامة
أوكى...هلبس دريس حلو كدا و هطلع على النادى أستناك هناك.
فادى
تمام يا قلبى..باى.
أغلق الخط و مازالت تلك الابتسامة العاشقة مرتسمة على ثغره و لكن سرعان ما اختفت عندما تذكر أثير و عنادها معه.
فى مكان آخر بالمدينة الجامعية للبنين بجامعة الأزهر يتحدث زايد فى الهاتف مع صديقه القاهرى ماجد رضوان و أنهى المكالمة بعدما اتفقا على الخروج بعد صلاة العصر و اللقاء بالنادى الرياضى القريب من الجامعة لممارسة رياضتهم المفضلة ألا و هى كرة القدم.
التقا الصديقان فى الموعد المحدد و بدئا فى لعب مبارة كرة القدم مع الفريق المنافس بهمة و نشاط مستمتعين بتلك اللحظات. 
بعدما انتهيا من المباراة ذهبا إلى مقهى النادى لتناول كأسين من العصير و بعد قليل أقبلت عليهما فتاة ضئيلة الحجم طفولية الملامح تحمل صينية المشروبات بيدين مرتجفتين و تسير بخطوات بطيئة و كأنها تحمل أثقالا و ليس مجرد كأسين من العصير كان زايد يراقبها باستغراب يتسائل كيف لإدارة النادى أن تقوم بتوظيف طفلة مثلها فى تلك الوظيفة التى لا تليق بها بتاتا. 
وضعت صينية المشروبات أمامهما على الطاولة بارتباك واضح انعكس فى اهتزاز الكأسين من فرط ارتجافها و توترها.
قالت بارتباك و هى مطرقة الرأس من الخجل
اى طلبات تانية يا أساتذة!
رد زايد باقتضاب
لا..شكرا
بينما ماجد سألها بجرأة
انتى اسمك ايه يا قمر!
اتسعت عينيها من جراته فى سؤالها و أجابته بحدة
و الله دى حاجة متخصكش.
رد ماجد بحرج
انا مش قصدى أعاكسك و الله..و بعدين انتى قد أختى الصغيرة و أول مرة أشوفك هنا...و بصراحة صعبتى علينا..شكلك صغيرة اوى على الشغلانة دى.
أطرقت رأسها مرة أخرى و أجابته بحزن
أصل دا أول يوم ليا ف الشغل و خاېفة أوقع الكوبيات و مدير الكافيه يطردنى و أنا ما صدقت انه وافق انى أشتغل مكان أخويا.
تمتم زايد باستغراب
أخوكى!!
نظرت له و اردفت بأسى
أيوة..أنا أخت فتحى اللى عمل حاډثة من أسبوع كدا و حصله كسر ف الحوض و متركبله شرايح و مسامير و الدكتور قال انه هيفصل فترة كبيرة راقد ف الجبس و ممنوع من الحركة لحد ما يخف و احتمال يفضل شهور على الوضع دا و فتحى هو اللى متكفل بينا انا و امى و اخواتى و بيصرف علينا و بعد ما رقد مبقتش عارفة أعمل ايه و لا اتصرف ازاى و أمى قالتلى حاولى مع مدير الكافيه يمكن يرضى يشغلنى مكانه لحد ما يقوم بالسلامة علشان حتى الشغلانة متضيعش مننا.
هز زايد رأسه باشفاق و تعاطف مع حالها مرددا
لا حول و لا قوة إلابالله...بس انتى شكلك صغيرة أوى على الپهدلة دى!!
أجابته ببراءة
أنا مش صغيرة...أنا بس علشان قصيرة شوية يبان انى صغيرة دا أنا عندى ١٧ سنة و ف آخر سنة ف الدبلوم.
ابتسم زايد على برائتها و ردود أفعالها الطفولية و فى نفس الوقت أشفق عليها و على شقيقها للغاية سألها ماجد عن حال شقيقها قائلا
طيب فتحى أخبار حالته النفسية ايه دلوقتى!
هزت رأسها بأسى و هى تقول
و الله ف الحضيض يا أستاذ بس هنعمل ايه بس قضاء ربنا و قدره و الحمد لله على كل حال.
أضاف زايد
ربنا يشفيه ويعافيه يارب..فتحى دا انسان محترم جدا