الثلاثاء 07 يناير 2025

رواية عشق افعي من 1-4

انت في الصفحة 2 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

ميرال بسرعة وذهب متوجها نحو تلك الممرضة التي خرجت لتوها وهو ينظر لها بلهفة إلى ما تحمل ليبتسم بحزن ما إن قالت له
ألف مبروك جتلك بنوته زي القمر ...تتربى بعزك ...قالت الأخيرة وهي تعطيها له لتنزل دمعة منه وهو لايصدق كل ماحدث معهم ...إبتلع لعابه بصعوبه ثم قال بتعب
طب طمنيني الأول على سعاد عاملة ايه 
قصدك أم البنوته تعيش إنت ...شد حيلك ...قالتها الممرضة بمنتهى البرود وبدون تمهيد للموضوع ..وكأن هذه المهنة جردت قلبها من الإنسانية
تجمد جسده أمامها من هول الصاعقة التي حلت عليه 
نظر إلى مابين يديه بتمعن ثم إنتقل نظره إلى ميرال التي كانت بدورها تنظر له بإستفسار فهي لم تعي ماقالته الأخرى ...
بعد مرور ٢٤ سنة
ستوووووووووب
الفصل الثاني
الوقت قريب من منتصف الليل في إحدى واحات الصحراء الغربية التي تقع على الحدود المصرية كان يصدح منها صوت الطبل والمزمار البلدي
لتقترب كاميرتنا بالتدريج من هذا المكان الغريب لنرى هناك مجموعة من الرجال السكارى يحتسون الشراب بشراهة وهم يلتهمون بأعينهم تلك الفاتنة الغجرية التي تتمايل أمامهم بإغراء متعمد لتزيدهم إثارة ...لا تستغربوا ياسادة فهذه هي وظيفتها هنا وهذا ماتكسب المال منه
ولكنها محتالة كانت ترمي شباكها على أعلاهم شأنا وقدرا من بين الحضور أما بطلنا فقد كان يجلس بتكبر ونظراته المتعالية على من حوله مليئة بالغرور والغطرسة ولما لا يغتر فهو يحيى اللداغ الشقيق الروحي لشاهين وياسين اللداغ ...
مع بعضهم منذ الصغر و علاقتهم قوية وعميقة لدرجة بأن الجميع أخذ يناديه بكنيتهم لأن كل من يراهم يظنهم أخوة من ډم واحد
ولكن رغم هذا الصخب كانت الأجواء متوترة بين يحيى وشخص يدعى رامي لايعرف من هو ولكن في الأيام الأخيرة أصبح يتردد على كل مكان يذهب له اللداغ على مايبدو بأنه عضو جديد دخل الوكر ولايعلم مع من يلعب
أخذ ينظر له يحيى بتحدي وكأنه يدعوه للعراك ليبادله الآخر بتحدي لا يقل عنه ...أحمق وساذج أخذه تهوره لنقطة لا رجوع فيها ... لا يعرف بماذا تورط وبأن إنسانةبريئة ستدفع ثمن تورطه هذا ....!
قطع نظراتهم المتحاربة هذه ما إن وجد تلك الغجرية الفاتنة تجلس إلى جانبه أو بالأصح جلست داخل أحضانه لتسحب سجارته من أنامله لتضعها بين شفاهها المصبوغة باللون الأحمر بحركة مدللة لتسحب منها نفس بإستمتاع وهي تنظر إلى ذلك الوسيم الذي أمامها بتمني أن تحصل عليه ليبادلها الآخر بإبتسامة وغمزة سريعة بمعنى لا مانع لديه لما تريد فإنه لا يقل عنها شوقا لخوض هذه التجربة
ضحكت بمياعة ما إن فهمت نظراته لترفع رأسها إلى الأعلى وأخذت تزفر الدخان ببطئ بالهواء ثم عادت تنظر له بتمعن ليرفع يده بإشارة معناها أخرجوا وبالفعل
ماهي سوى ثواني معدودة واصبح المكان خالي إلا من رامي الذي لم يعير لطلبه اي إهتمام
إلتفت له يحيى ببرود بعدما أبعد الغجرية من أحضانه و وقف أمام الاخر ثم قال بإستصغار
هو إنت ليه مصر تخليني أحطك في دماغي وأفعصك تحت جزمتي ماتخليك ماشي جنب الحيط وتتقي شړي أحسلك عشان تقدر تاكل عيش
نهض رامي بإنفعال وقال
وإنت ليه شايف نفسك أعلى مننا مع إني احسن منك
ضحك بسخرية وقال بإستفزاز وهو يشير عليه بسبابته وكأنه نكرة لا شئ
إنت أحسن مني أنا بإيه 
نطق رامي بكلام مندفع لم يكن يعرف بأن كلماته هذه سيدفع بها الثمن غالي جدا في الحاضر و المستقبل
عايز تعرف أنا أحسن منك بإيه

...على الأقل أمي وأبويا معروفين مين ...بس الدور على اللي عايش بجلباب مش جلبابه ده حتى صحابه عطفو عليه وسموه على اسم عيلتهم وهو إبن ...حرام !!!!!
عم الصمت الخطېر على المكان وأخذت عضلات جسده تتقلص وتنبسط من غضبه الذي يحاول أن يسيطر عليه لينظر إلى تلك الراقصة واشار لها برأسه بأن تخرج وما إن نفذت ما أمرها به حتى اخذ يرفع اكمام قميصه بهدوء إلى المرفق وهو يقول بهدوء ماقبل العاصفة
غلطان ...!!!! ولعبت پالنار .... أنا إتسميت بيحيى اللداغ عشان انا لدغتي غير الكل ...أنا مبعرفش ألف وادور زي غيري ...أنا بجيب أخرك على طول
قال الأخيرة وهو يسحبه نحوه من طرف التيشريت بطريقة مهانة دون شك ثم أخذ ينهال عليه باللكمات المتتالية ليليها الركلات العڼيفة التى تعرف هدفها جيدا 
كان يضرب بۏحشية تامة مع هذا المتهور الذي تلاعب مع الكوبرا وإستفزها بأسوء الكلمات ولم يتركه حتى فقد الوعي برغم دخول الرجال بينهم لتفريقهم إلا إنه كان في عالم آخر ...
نبذه من بين يده بعدما أصبح لا ينفع لشئ وخرج من المكان وما إن وصل إلى سيارته إنطلق بها حتى اتاه اتصال هام من شاهين يأمره بالعودة إلى الوكر بأسرع وقت ممكن 
بعد وقت طويل جدا وصل إلى المنطقة المطلوبة مع شروق الشمس ليذهب إلى شقة في الطابق الأخير أو دعنا نقول الى إحدى الخرابات المكونه من غرفة واحدة وحمام فقط لا غير...رمى نفسه بتعب على السرير الذي لا يوجد إنسان عاقل يرضى ان يستلقي عليه وخاصة شخص بغروره هو ولكن الضرورة تجبره على ذلك فهو على وشك فقدان الوعي من شدة نعاسه
في وقت الظهيرة إستيقظ وأخذ يتململ بجسده بضيق من صوت طرق الباب المتكرر حاول أن يتجاهل الصوت ولكن لم يستطيع فعلى مايبدو بأن الطارق مصر على إزعاجه
نهض بتأفئف وكسل وهو يتوعد بداخله لذلك المزعج الذي يكمن خلف هذا الباب المتهالك الذي ما إن فتحه حتى رفع قبضته ليضرب به على من تجرء وأزعجه بهذا الشكل إلا انه انزل ذراعه بخيبة أمل عندما وجد ياسين اللداغ يقف أمامه بطوله الفارع ويضع يديه بجيب البنطال وهناك إبتسامة مستفزه تزين وجهه ليقول يحيى بإنزعاج بعدما تركه ودخل ورمى نفسه على السرير مرة أخرى
بذمتك دي عملة تعملها فيا بقا أنا يحيى انام بالقرف ده والله ثم والله لو إني ماكنتش هنام وأنا واقف من التعب عمري ماكنت هدخل هنا لو إديتني مليون جنية ..وأخرك ده معايا ...يعني إنسى إني أسلفك شقتي تاني شوفلك غيري تقضي عنده لياليك الحمرة
ضحك عليه ياسين پشماتة وهو يمرر بصره على حالته المزرية هذا ليقول بعدها ببرود 
عيب عليك ياجدع
أومال فايدة إخوتنا دي إيه إن ماكنتش أمرمطك معايا هاا فايدتها إيه
أضحك أضحك ...والله محد يقدر عليك إلا شاهين ماهو من عمايلك السودة ساب شقته وقعد عندك ..إن مافتنت عليك عنده
ياسين برفض
لاااء أوعى يايحيى كله إلا البوس الكبير ده مايتلعبش معاه أبدا ده لما بيتدايق بيضرب بغباء ولا يبالي ...بس تصدق حلال عليك المكان ده لايق بفخامة حضرتك ...قال الأخيرة وإنفجر عليه بالضحك من كل قلبه لېصرخ به الآخر بضيق
يااااسين ماتزهقنيش بقا قول اللي عندك وإنجز عايز أكمل نومي
نوم إيه بس ...لاء صحصح معايا كده ده الحاج سلطان مستنينا من بدري
إعتدل بجسده وقال وهو يعدل من ترتيب ثيابه 
الحاج سلطان معرفتش عايز إيه ...قالها وهو يعتدل بجسده ثم أخذ يعدل ثيابه متوجها نحو الحمام ليغتسل
ياسين بجهل
لاء معرفش ...بس شاهين إتصل بيا وقالي تعالى وهات يحيى من قفاه معاك
رفع نظره نحوه وهو رمى عليه المنشفة بعدما جفف وجهه بها
بقى شاهين قالك كده هاته من قفاه ولا إنت زودت الشطة من عندك عشان ټحرق دمي
إلتقط منه المنشفة التي تحول لونه من الأبيض إلى الرماد ليكرمش وجهه بقرف وهو يرميها على الأرض ثم قال بإبتسامة خبيثة
بصراحة أنا اللي زوته من عندي عشان أديها نكهة للحكاية
أخذ يمشط شعره الحرير بأنامله وهو يقول
أنا مش هرد عليك دلوقتي نروح نشوف الكبير عايز إيه 
مننا بعدها نشوف إيه حكاية النكهات دي ..
طب يالا قدامي ياعبقري زمانك وريني عرض قفاك ..قالها ياسين وهو يدفعه بخفه نحو الباب بهزار ليضحك الاخر عليه وخرج معه متوجه نحو السرداب الأرضي أو دعنا نقول الوكر الخفي الخاص بالإجتماعات 
لكبرات المنطقة
أخذو ينزلوا الدرج معا بثقة بعدما دخلوا من الباب العلوي الذي يحرسه رجلين من رجالهم ..ليقول يحيى بحماس وهو يجلس على الكرسي الخاص به حول الطاولة
إزيك يابوس منور الدنيا والله 
نظر له شاهين بنظرات ثاقبة وقال
مش هتعقل يايحيى وتبطل مشاكل
إبتسم بخفة فقد فهم من كلامه بإنه قد علم بشجار ليلة أمس التي حدثت مع رامي ذلك الحثالة أفسد مزاجه ..ليقول ببراءة لاتمد له بصلة
والله يا شاهين ومالكش عليا حلفان إنت ظالمني ...أنا ممكن أبطل مشاكل بس تقدر توعدني إن المشاكل هتبطل مني ...وبعدين يا أخي الخناقات دي بتمشي بدمي يعني مستحيل أعدي كلمة لحد وقفت بزوري
وده الصح يا للداغ ....قالها سلطان وهو ينزل الدرج بجبروته المعتاد لينهض الثلاثة له بإحترام وما إن ذهب إلى مكانه وهو أن يترأس قمة الطاولة حتى أكمل بجدية
عجبتني أوي يا يحيى ...الواد طلع من تحت يدك مافيهوش حاجة تدل على إنه عايش غير النفس اللي كان بياخده بطلوع الروح ..والله وطمرت فيك تربيتي
صمت قليلا وأكمل ...إسمعوني كويس إنتو التلاتة الكل هنا بيعرف مكانتكم عندي إيه ...ف اللي يفكر بس يقلل منكم بكلمة إدفنوه وهو عايش عشان يكون عبرة لغيره لأن ببساطة مش سلطان اللي رجالته تتهان ولو بحرف ...
أسياد الوكر ليها مكانتها برضوا واللي ماينخش بالخۏف ينخ بكسرة العين والولد اللي إسمه رامي ده لازم يتكسر بعرضة عشان يحرم يحط راسه براس اللي أكبر منه ...وبكده هيدب الړعب في قلب كل حد يحاول يقف في وشنا لان إحنا ماعندناش رحمه مع أعدائنا
لاء ياحاج مش محتاجين ندخل فيها أعراض .. كفاية اوي اللي عمله يحيى فيه أعتقد بعد اللي حصله هيفهم الدرس ولا أنت رأيك إيه ...قال الأخيرة شاهين وهو ينظر إلى أخيه الروحي الذي وافقه الرأي على الفور دون تردد من شدة إحترامه له
أكيد أنا من رأيك يا شاهين ماليش قول من بعدك ياخويا
إبتسم ياسين بفخر وأخذ يربت على كتف الآخر ليدفع يحيى يده عنه وأخذ يقول له بضيق
بلاش إستظراف يلاااا انا لسه منستش عملتك فيا وخلتني أنام بالخړابة اللي فوق السطوح
رفع ياسين حاجبه بذهول وقال
قلبك أسود 
ومنقط بأسود كمان ...قالها برفعة حاجب هو أيضا كاد الآخر أن يرد عليه إلا إنهم صمتوا وإلتفتوا نحو سلطان الذي أخذ يقول بجدية مفرطة وحقد وغل
أنا جمعتكم هنا عشان أقولكم بعد بحث طويل لسنين إني اااخيرا وصلت لمكان سعد الجندي اللي بسببه انتو اتيتمتم ...ده طلع عايش برا البلد وعامل شغل جامد ليه

هناك وتمتع بالفلوس اللي عملها وعايش حياته ولا على باله
سعد !!! همس بها شاهين بشرود وهو يعتدل بجلسته
ليأكد سلطان بإنفعال خبيث على ما قال
أيوه سعد الجندي اللي هو كان

انت في الصفحة 2 من 8 صفحات