الجمعة 27 ديسمبر 2024

رواية سليم من 13-16

انت في الصفحة 2 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز

بصدر رحب وأرسلت العاملات لتنظيف الشقة لاستقبال صاحبتها.
انتبهت لطرق الباب..مسحت دموعها ووقفت أمام المرآه تحكم حجابها وتمسح بواقي الدموع المتعلقة بجفنيها ثم ذهبت تفتح الباب بابتسامتها الصافية
أهلا يا طنط...اتفضلي.
دخلت ام رجاء إلى الشقة تتابع نظافتها عن كثب اطمئن قلبها وهي تتحدث لشمس
الحمد لله البنات ظبطوها في وقت قياسي دي كانت متبهدلة!.
هزت شمس رأسها متفهمة نظرا لتركها الشقة منذ ۏفاة والدها ولم تدخلها أبدا حتى حاجتها في تذكر تفاصيليها المحببه مع والدها منعها سليم منها بسبب خوفه عليها من البكاء حتى البكاء تدخل فيه ومنعها منه وهو أبسط حقوقها..استبدادي من الدرجة الاولى و في ظل شرودها من اختيار افضل الالفاظ تليق به تعبر عن مدى قسوته..انطلقت ام رجاء تسألها بفضول
هو فين جوزك ..مجاش!.
ارتبكت للحظات من سؤالها وامتلئت عيناها بالدموع..فتحولت ملامح الأخرى للحزن قائلة 
البقاء لله يا حبيبتي.
قاطعتها شمس سريعا وقررت الايجاب بصدق
بعد الشړ..احم..كل الحكاية انا اطلقت.
شهقت پصدمة وهي ټضرب فوق صدرها بخفة
لا حول ولا قوة إلا بالله...ده ابوكي كان بيقول أنه أمير وبيحبه اووووي مكنش بيبطل كلام عنه.
تظاهرت شمس بادخال حقيبتها كي تحاول التحكم بنفسها فلن تلعب دور الضعيفة الباكية بعد الآن.
ربنا يوفقه في حياته المهم يا ام رجاء عايزكي في موضوع مهم جدا وياريت تسمعي الكلام فيه!.
استمعت السيدة باهتمام بالغ لشمس تحرك رأسها بالايجاب مع كل كلمة تنطقها شمس في خطة وضعتها سابقا كي تهرب من براثن سليم الشعراوي وتبدأ حياة جديدة...لقد هيء لها عقلها هذا الوضع ولم تدرك بمدى إصرار ذلك العنيد على جلوسها تحت مظلته لن تصبح لغيره ولن تخرج من كنفه أبدا.
اغلقت ليال التلفاز بنفاذ صبر بعد محاولات عديدة في الانشغال عن ألم معدتها الزائد عن حده اليوم..فركت بطنها بيدها عدة مرات وآهات خافته تخرج منها.
نظرت للساعة فوجدتها قاربت على التاسعة قررت الذهاب لصيدلية أفضل من التأخير أكثر.
ارتدت ثيابها بسرعة وأغلقت باب شقتها ثم هبطت الدرج توقفت على أعتاب المنزل تحارب تفكيرها الذي تحول فجأة نحو سيف..حتما ستقابله بعد غياب دام لاسابيع وتفشل محاولاتها في الابتعاد لقد اختفت عن نظراته عمدا وهو بالتأكيد لم يكلف خاطره بالسؤال عنها.
زفرت بحنق من نفسها التى تتمنى أمورا صعبة الحدوث..شعرت بحاجتها الشديدة للمسكنات كي تزول الالام معدتها..ولكن كيف يزول ضجيج عقلها والذي يبدوا أنه مرهقا في الفترة الأخيرة.
رفعت رأسها تستنشق الهواء ثم قررت الذهاب دون أن ترفع وجهها وتقابل نظراته التي اشتاقت لها بكل مافيها من مشاعر قد تجرحها كأنثى.
ذهبت في طريقها بخطوات سريعة وركزت أكثر على الالام معدتها كي لا تنجرف خلف فضولها شعرت بجلوسه أمام ورشته دق قلبها لهيبته واتنفض عقلها يدفعها للنظر إليه..نظرة واحدة لن تضر أبدا تعجبت لاتفاق قلبها وعقلها لأول مرة..وفي ظل صخب تفكيرها وحيرتها..استمعت لصوته ينادى على صبيه.
وحقيقة كانت حركة خبيثه منه كي تنظر إليه متأكدا أن مجرد رد فعل بسيط منه يجعل كامل تركيزها عليه..وقد كان نظرت إليه ليال نظرة خاطفة تقابلت عيونها مع خاصته في لحظة دق قلبيهما معا..ولأول مرة تتذوق حلاوة مشاعر من نوع خاص...يسمى بالحب..فبدت كالمراهقة حينما يصبغ وجهها باللون الأحمر القاني وتزوغ نظراتها من فرط اشتياقها لحبيب القلب.
لن تنكر أنها رأت لمحة من الاشتياق لها في نظراته المنصبة حولها وكأن الزمن توقف فجأة..وتسمر الاناس من حولهما..وهما غارقين في لحظة تتوق كلا منهما لها.
ولكن الواقع كان له رأي آخر حينما فصل تلك اللحظة الفريدة حيث اصطدمت ليال بحجر صغير فكادت أن تتعثر وتقع كالبلهاء لولا أنها تماسكت في اللحظة الأخيرة حمدت الله على تماسكها ورفعت وجهها بحرج فوجدته يبتسم بشدة وكأنه يشاهد فيلم كوميديا عبوس وجهها هو كان الرد المناسب له وأيضا فرارها السريع من أمامه مما جعله يضحك بشدة عليها.
أما بالأعلى فكان هناك شخص مجهول يحاول فتح باب ليال بعد مراقبتها أيام عديدة..حتى أنه كان منتظرا على السلم العلوي ينتظر خروجها ...متعجبا من عدم مغادرتها في المساء كعادتها.
دخلت ميرڤت إلى المحل تطالع سليم الجالس خلف كرسيه ينظر إلى الملفات بتركيز شديد وبجانبه العم سعيد.. يشير إلى أمورا متحدثا باهتمام بالغ.
التوى فمها بتهكم حاقد
حتى وهو في عز أزمته بيشوف شغله داهيه تاخدك يا سمير أنت وأبوك.
تقدمت منه بخطوات واثقة وما إن رآها سعيد تجهم وجهه واستئذن مغادرا فقالت بتبرم
شوف الرجل كأني قاتله له قتيل.
رفع سليم وجهه عن الملفات أخيرا متنهدا بخفوت وبنبرة فاترة أخبرها
هو في حد بيطقيك لامؤاخذة!.
رفعت حاجبيها معا پصدمة ثم ڼهرته بقولها الحاد
لا الزم حدودك أنا مهما كان عمتك..احترمني!.
رد بتسلية وابتسامة مستفزة
الاحترام ده بين الناس اللي بتحب بعضها أما انا وانتي بنكره بعض.
ردت باستنكار زائف..وبدأت في تتفيذ خطتها الثانية بعدما قبلت بتلك المعاملة منه
وأنا هكرهك ليه يا حبيبي ده حتى أنا جاية ومتعاطفه معاك اوي أصل زيدان حبيبي قال لنهى على اللي حصل.
تحفز عقل سليم وتشنج جسده ملتزما الصمت منتظرا استكمال حديثها وما هي إلا ثواني حتى قالت بنبرة يندثر منها الخبث
قولت لابوك زمان سليم وشمس مش لايقين على بعض ومسيرهم هيطلقوا مصدقنيش..واهو اللي قولته حصل.
ضغط سليم فوق لحم شفتاه السفلي بغيظ شديد مكورا يده پغضب من زيدان الذي يصر على استفزازه...حتى أمر طلاقه جعله متاح للجميع وكأنه ينتقم منه.
بس ولا يهمك تغور شمس وتيجي الف واحدة مكانها أحسن منها.
مفيش حد هيكون زي شمس..حتى بنتك اللي انتي جايه تعرضيها عليا!.
اعرضها عليك!.
رددت خلفه بتعجب فهز رأسه بالايجاب وابتسامة غامضة تزين ثغره فاستكملت حديثها
ابوك زمان عرض عليا وأنا اللي رفضت!.
ارتفع ضحكات سليم ثم رد بتهكم
ابويا بردوا...ده أنا سامعك بوداني وانتي ھتموتي ويوافق على عرضك.
ضغطت فوق حقيبتها بإستشاطة ولكنها أخفت ذلك ببراعة وردت بنبرة يندثر منها الشفقة
المهم...أنا جاية اقولك قلبي عندك يا حبيبي حقيقي زعلت اوي علشانك.
كنتي وفري جيتك وخليكي في نفسك.
نهضت ميرڤت بعجرفة ترمقه بانتصار حتى لو كان ضعيفا فالأهم أنها شفت غليلها منه بينما انتظر سليم مغادرتها وهب واقفا متوجها نحو منزله كي يواجه زيدان أمامهم جميعا..لقد سأم من تصرفاته وتدخله بحياته دون وجه حق.
____________
الفصل الرابع عشر..
إيه اللي أنت بتقوله ده!
اڼفجر زيدان غاضبا بوجه سليم كز الآخر فوق أسنانه پعنف مشيرا بيده بعصبية بالغة
اللي بقولوا واضح...أنت مالك بيا..مصر تتدخل في حياتي ليه!.
خرج زيدان عن طور تعقله قائلا
وأنا لما احكي لنهى ابقى كده بدخل في حياتك!...ده ان كنت حكيت أصلا!
هي جاية بنفسها تشمت فيا في المحل وقالتلي انك حكيت بالتفصيل لنهى.
واجهه سليم بعنفوان..وعاصفة عاتية من الڠضب تتأجج بعينيه فتدخل يزن بصوت هادئ مرتبك
أنت قولت لنهى فعلا!
وجه سؤاله لزيدان فتفاجئ الأخر برد فعله وهتف باستنكار
ها وأنتي كمان يا ماما محتاجة تسأليني!
رفعت منال وجهها المغطى بالدموع التي كانت تحمل القهر والانكسار لم يحدث بين أولادها..وكأن حجر الثقة خلع من مكانه..وأصبح الوضع بينهما خاويا.
حينما سكتت منال شعر زيدان پاختناق حاد بصدره فهز رأسه عدة مرات يستوعب شكوكهم به وكأنه أبله حتى يفعل ذلك.
فرك أنفه بقوة مفكرا كيف ينفي تلك التهمة عنه وحينما وجدها..اندفع بكل قوته نحو هاتفه وقرر الاتصال بنهى واضعا الاتصال على خاصية مكبر الصوت..تحت أنظارهم المستفهمه لم يفعله.
الو.. ازيك.....أخيرا رديت عليا!.
قالتها نهى بصوت مرتجف من شدة اشتياقها له توقعت ردا يسعد به قلبها الملتاع في حبه ولكنها فوجئت بسؤال حاد أربكها
هسألك سؤال واحد..أنا كلمتك وحكتلك حاجة تخص سليم وشمس!.
صمت من ناحيتها لعب فوق أوتار أعصابه بينما هي ڠرقت بالتفكير في سؤاله يبدو أن والدتها حيكت لشيئ ما أوقعها بالخطأ..ضغطت فوق شفتاها بندم حينما أخبرتها..ولكن صوت زيدان الغاضب جعلها تستفيق من غفوتها..فقالت بصوت متلعثم
لا..لا محكتش حاجة.
ولم تستطيع قول أي شيء آخر دفعها عقلها باخباره أنها من استمعت بقصد لحديث شمس ومنال..ولكن ربط لسانها ولم تستطيع التفوه بكلمة أخرى..أغلق زيدان الاتصال بوجهها..وحالة من الصمت سادت المكان لم ينظر لوجوههم وخاصة سليم لأنه كان يدرك ماالذي يقابله بنظراته بعد تعلثم نهى بالرد لقد تأكدت شكوكه ووقع اللوم فوق عاتقه وهو لم يفعل شيء..منذ البداية لم يقصد أذيته كما يعتقد ولكن لن يقتنع سليم وسيظل مشاعره غير السوية تقودهما نحو هاوية من الظلام الدامس.
لم يتحدث بل تحرك ببطء نحو غرفته مقررا الذهاب من المنزل لعدة أيام ولكن اوقفه سليم حينما اعترض طريقه قائلا بنبرة خشنة وحادة
هعتبر كأنك مقولتش حاجة وهي جاية توقع مابينا...بس اللي هقوله آخر انذار ليك..ابعد عن حياتي يا زيدان.
رفع زيدان يده لأعلى وبنبرة حزينة حاول إخفائها بقدر الامكان
أنا بعيد أساسا.
تشابكت عيونهما في حرب من الاسئلة التي تختفى إجابتها عن مرمى بصرهما..ولن تنهدم تلك الأسوار العالية إلا بمواجهة صريحة بينهما...ولكن مازال الصمت يلعب دور أساسيا بشخصيتهما فكلا منهما يحتفظ بأوجاعه..بأسبابه..بمشاعره وكأنها سر يصعب البوح به.
انفرط العقد من يد منال..وتساقط حجر السبحة أرضا صدر عنه رنين عالي أخرجها من حالة الخمول التي تصيبها دوما فنهضت بجسد بدأ يفقد اتزانه من فرط اجهادها في الآونة الأخيرة وبصوت كاد يسمع
أنا تعبت..تعبت من كل حاجة.
واتجهت صوب غرفتها تنزوي بها فإن فارقت روحها تفارقها وحدها بعيدا عن عراك يصيب قلبها بسهام الندم.
راقب سليم حالتها فاتجه صوب يزن مشيرا نحوها برأسه
أمك باين عليها تعبانة روح شوفها.
أمك وأبوك وأنا وزيدان...كلنا يا سليم تعبنا حتى أنس مبهدل نفسه عياط من وقت ما شمس مشيت.
كان قاصدا كل حرف ينطقه!.
توقف عقل سليم وردد خلفه پصدمة
شمس مشيت.
هز يزن رأسه بصمت فارتفع صوت سليم قائلا بنبرة غاضبة
مشيت فين! ومين سمحلها تمشي!.
رد يزن ببرود زين به نبرته
واحنا هنقعدها هنا ڠصب بصفة إيه على العموم حاولنا معاها بس هي رفضت..حتى رفضت تقولنا رايحة فين.
اضطربت مشاعر سليم وانتفض قلبه پخوف عليها..لم يتخيل أن صغيرته ستتمرد عليه وتغادر ظله..حتى وإن انفصلا..ستظل هي بمكانتها تنعم بحمايته.
أنس فين!
جوه نايم قولنا أنكوا مسافرين لفترة علشان ميفهمش حاجة حاول توصلها!.
شعر سليم بغموض يسيطر على نبرته ولكن لن يهتم..الأهم هو العثور على تلك المتمردة فأمر عودتها معه شيئا مفروغ منه.
راقب يزن اندفاع سليم للخارج فأخرج تنهيدة قوية من صدره لقد فكر مليا بأمر إخبار سليم بمكان شمس..فتوصل لأمرا هام أن اخيه مازال العند يسيطر علي عقله ف لو عادت له بهذه السهولة لن يشعر بقيمتها. ولابد من تذوق سليم مرارة غيابها..كي يدرك أن

انت في الصفحة 2 من 7 صفحات