رواية سليم من 5-8
تفارق الباب أبدا تنتظر قدومه بفارغ الصبر تشعر بحماس لرؤية عنايته بها امورا بسيطة ولكنها تطيب چروح عميقة تأصلت بروحهما.
دخلت شمس اولا ثم منال فرحب الطبيب بها ونظراته مصوبه على شمس..التي شعرت بالخجل منه فجلست بجانب منال تنزوي من نظراته الجريئة.. نظراته شملتها باعجاب واضح.
مين دي يا حجة بنتك.
ردت منال بعفوية قائلة
كان حديثهم يتزامن مع دخول سليم للغرفة فتجهم وجه مغتاظا من رد والدته وذلك الطبيب المعتوه دخوله اربك الطبيب الذي ابعد بصره بصعوبة عن شمس فلاحظ سليم ذلك اما شمس توترت فجأة وكأنها تقدم على کاړثة ولكن رد فعل سليم جعل الډماء تتسرب من عروقها حينما جذبها من يدها واجلسها بجانبه قابضا فوق اصابعها في تملك محاولا التحكم بنفسه كي لا ينفجر بوجه الطبيب رغم ابعاد نظره عنها..
سليم مينفعش كده نزل ايدك من على كتفي..
همست بها وعيناها تحذره فحرك رأسه رافضا حديثها دون أن يتحدث زمت شفتاها بضيق ووجنتاها تعبر عن مدى خجلها..بينما ارتسمت بسمة صغيرة فوق ثغره غير منتبها لانصهارها الشديد تحت قبضة يده ...
الفصل السادس
في صباح اليوم التالي...
راقبت شمس خروج سليم من الباب الخارجي للمنزل وفور مغادرته تحركت بخمول صوب المطبخ كي يبدأ يومها فاستوقفتها منال قائلة
ردت شمس في هدوء فاتر
هبدأ في تحضير الغدا يا ماما.
هزت منال رأسها بنفي قائلة
لا أنا هعمل ادخلي انتي اوضتك اللي بقالك كذا يوم مدخلتيهاش دي..
أنهت حديثها بغمزة خفيفة ولكن قابلتها شمس بعيون حزينة فاقدة للشغف
لا ماليش مزاج..
قاطعتها منال حينما اقدمت نحوها ثم دفعتها برفق نحو الغرفة مردفة بإصرار
فتحت شمس مقبض الباب بتردد أصاب عقلها في الآونة الاخيرة لقد كان الأمر في بدايته مجرد إخفاء حلم أقدمت على تنفيذه ولكن مع مرور الوقت اصطحب للبعض من الاكاذيب... فشعرت بأن العالم التي رسمت خطوطه لنفسها وظنت أنه العالم الوردي المليء بالنجاحات كان يخفي مصاعب يصعب حلها.
رغبة ندمت عليها فيما بعد ولكن كانت تنساق خلف دقات قلبها المتعلقه برجل لا يسمح بأمورا عديدة رجل اغلق عليها وكأنه يخشى عليها من ذرات الغبار في الطريق تتفهم ذلك من عيناه العاشقة لها..فاستسلمت له حفاظا على وصال حبهما.
بعثرت الاوراق بيدها تحاول البحث عن فكرة جديدة للرسم تخرج بها من عمق أفكارها وهواجس مخاوفها تعود بها إلى أمان ولذة اللحظة الاولي حينما دخلت لهذه الغرفة ورسمت بأول فيديو لها..لم تتوقع نجاحه على وسائل التواصل الاجتماعي لم تتوقع عدد المتابعين يوميا لها مرسلين لها العديد من الافكار للرسم..او الشخصيات المهمة او كلمات الاعجاب برسوماتها.
كانت سعيدة في بادئ الامر..ولكنه تحول لشيء مرهق ثقيل على قلبها رغم شعورها بالحنين لذلك..
تغلب الحنين عليها بعدما تلألات الالوان أمامها وكأنهم ينادوها كي تسبر بهم إلى عالمها المفضل تمسكت بالقلم وعدلت من وضعية الورقة ثم قامت بوضع الكاميرا على وضع التصوير حيث كان عدستها تتركز على يدها فقط لا غير..
وبدأت شمس في الرسم بما يدفعها عقلها فشعرت بالتشوش للحظات..جذبت بهم أنفاس عميقة وبدأت تعود لحالتها القديمة ولحماسها تدريجيا..تتذكر اثناءات معجبيها من خلال حسابيها الوهمين على ما يسمى
بتيك توك وانسجرام حسابين يضموا معلومات وهمية عنها حتى لا يتعرف على سليم أبدا...رغم أنها تتأكد من كره للوسائل التواصل الاجتماعي لذا هو غير نشط بالمرة.
وضعت منال أكواب القهوة أمام زوجها وعيناها لا تفارق باب الغرفة ابتسمت بسعادة
الحمد لله رجعت للحاجة اللي بتحبها.
أبعد محمد الجريدة عنه مردفا بضيق
وهي مكنتش بتدخل الاوضة ليه.
هي مقالتش بس أنا فاهمة..علشان مخبيه عن سليم..واخر مرة والورد...
قاطع محمد حديثها مردفا بحدة طفيفة
يعني هي حاسه المفروض نشجعها...
نشجعها على ايه على خړاب بيتها البت مغلطتش بتعمل حاجة مش عيب فيها إيه دي وبعدين انت كنت موافق معانا من الاول.
عاد الجريدة أمامه مرة أخرى مردفا بنبرة يتخللها الندم
اتسرعت وراكوا.. نهايته أنا هتصل على ميرفت اختى اعزمها على الغدا بكرة.
توسعت عيون منال پصدمة وهي
تشير بيدها بعصبية
تاني يا محمد... ميرفت هتعزمها تاني..هو في ايه أنت عايز تقهر سليم وخلاص...ده مش سليم بس ده تقهرني أنا كمان معاه.
القى محمد الجريدة بجانبه ناهضا بعصبية
تاني وتالت ورابع دي اختي يعني صلة رحمي.
نهضت منال بالمقابل وبنفس العصبية اردفت
اختك اللي ضرتك في اكل عيشك اختك اللي موقفتش جنبك وجت طلبت فلوس ميراثها بكل بجاحة مع انك عمرك ما قصرت فيها.
هى حرة ده حقها..تطلبه في أي وقت أنا عازم اختي في بيتي ومالكيش أي حق تعارضيني.
دخل محمد غرفته وعيناه يسودهما الڠضب ناقما على زوجته التي تصر على اغراقه في ماضيهم رغم محاولته في النجاة منه لم يكفيها الابتعاد عن تجارته المفضلة بعد نكسة قسمت ظهره وطاحت باسمه في سوق الذهب..رغم أن قلبه يكمن به ذرة من الحزن اتجاه اخته الا أنه يتجاهلها..فالبنهاية هي صلة رحمه ولن يغضب الله من أجل اموالا او امورا تافهه..فعلاقته بأخته أهم من أي اموال قد تتسبب في هدم صلتهم...
اما بالخارج فكانت منال تتلوي غيظا وقهرا منه الم يكفيه بعد من تلك الحرباء...لم لا يسلط الضوء على افعالها بحقهم..لم لا يرى مخططاتها للايقاع به دوما...حتى أنه لم يصدق حديثها هي وسليم أن زوج اخته هو السبب الرئيسي في نشر الاشاعات بين التجار عن افلاسه..وبالتالي الجميع نفر من التعامل معه..وهو السبب ايضا في تراخيص المحل الذي كان يقدم والده على شرائه وبالنهاية كانت البيعة بها عقبات كبيرة لدرجة أنه خسر بها جزء كبير من امواله وتراكمت الديون عليه.
مرت بالعديد والعديد..وبالاخير يريد تجهيز وليمة لها تحت بند اخته..حرباء متلونه تريد هدم ولدها سليم كي يخلو الساحة لسمير وزوجها.
وضعت يدها على قلبها ودموعها انسابت في حزن
ربنا يحميك يا سليم ويحفظك من كل شړ.
خرجت ليال من شقتها فوجدت جارتها ام تسنيم تقف أمام الباب وعلى وجهها ابتسامة عريضة كمن يرحب بزائر مهم..رفعت ليال حاجبيها وبنفس عجرفتها قالت
خير!.
خير ياختي هتدي تسنيم امتى!
عقدت ليال