الجمعة 03 يناير 2025

رواية سلوي اافصول الاخيرة والخاتمة

انت في الصفحة 11 من 12 صفحات

موقع أيام نيوز

تكون شقيقته والتي فعلت الكثير من اجله...
جاسر بيه .
اخرجه من شروده حارس الفيلا وهو ينظر اليه دون تصديق وسعادة...ابتسم جاسر له ليفتح الباب الحديدي له ويحمل له حقيبته ...
ازيك يا عم كامل! ..
قالها جاسر بابتسامة صادقة ليرد الرجل 
هروح اقولهم أنك خرجت هيفرحوا اووي ...
ثم كاد ان يذهب الا ان جاسر اوقفه وقال
لا يا عم كامل أنا هدخل وأوريهم نفسي ...حابب اعملها ليهم مفاجأة ...
هز الرجل رأسه ليذهب جاسر في اتجاه المنزل ...كان يحاول تنقية افكارة والتخلص من التوتر الذي يعصف به ...سوف يري عائلته بعد غياب اربع سنوات ...صحيح ان وعد وملاك كانتا تزورانه بإستمرار ولكن حسناء لا ...وهو الذي طلب من وعد الا تأتي بإبنتهما الي السچن ...اذن انها المرة الأولي التي سيري به ابنته علي الحقيقة ...المرة الاولي التي سوف يضمها إليه ويشم رائحتها...المرة الاولي التي سيلمس قطعة منه ...مسح الدموع الخائڼة التي انسابت من عينيه وهو يرسم ابتسامة لطيفة علي وجهه ...فجأة انتفض مكانه بقوة وهو يراها ...ملاك صغير يركض بحديقة الفيلا ...شعرها اسود كجناح الغراب...اقترب منها وفجأة خفق قلبه بقوة وهو ينظر الي ملامحها الجميلة التي تشبه بشكل كبير ملامح والدته...تساقطت دموعه دون توقف وهو يراقب ابنته تلعب وتركض خلف الفراشة ...كانت صغيرة للغاية ولكنها نشيطة ..صدي ضحكاتها فعل الكثير بقلبه الضعيف ...فجأة توقفت وهي تنظر الي ذلك الرجل الغريب ...اختفت ضحكاتها اللطيفة من شفتيها ولكن فجأة لمعت عينيها التي تشبهان عيني وعد وهي تقول بنبرتها الطفولية 
بابا ..
لقد تعرفت عليه أخيرا ...بالطبع وعد تضع صور جاسر دوما في غرفتها كي تتعرف علي والدها ...ركضت حسناء إليه ليرفعها جاسر ويضمها بقوة وهو يبكي دون توقف ...رائحتها كانت كالمسک لمست روحه ..
حبيبتي ..حبيبتي ..
ردد الكلمات وهو يضحك ويبكي في آن واحد ...كان قلبه يهدر داخل صدره ولا يصدق نعمة الله عليه...لقد اعطاه الله فرصة اخري رغم كل ذنوبه ...اعطاه فرصة أن يعيش حياة سليمة بدل من الحياة المظلمة التي يعيشها ...بعيدا عن الډماء والظلم والاجرام...بعيدا عن خطړ القبض عليه او مۏته حتي ...اعطاه فرصة ليكون زوج صالح لوعد ...والد صالح لحسناء وهو قرر ان يستغل تلك الفرصة جيدا ...لن يدع الشيطان يتملك منه مرة اخري ...لقد ولد من جديد وسيبدأ حياته من جديد حياة نظيفة تماما ...من أجل عائلته الجديدة وملاك ..
انزل صغيرته وهو يركع بجواره ثم بدأ في تقبيلها علي وجنتيها بإستمرار...اخذت حسناء تضحك وقالت بصوت طفولي
انت بتزغزغني ..
صوت ضحكاتها اطربه كثيرا ...ضحكاتها البريئة كانت ټقتل بقايا السواد بداخله...كانت تشعره بسكون غريب تماما ...
جاسر ...
صوت مخټنق اتاه من الخلف نهض وهو يستدير ليجد وعد تقف بذهول امامه ...دموعها تنساب دون توقف وهي تراه ...تري حبيبها ..فجأة اندفعت هي الي احضانه وضمته إليها وهي تبكي ...وقد شعرت أخيرا انها بالوطن ...فذراعيه كانت مسكنها ومأمنها ....جاسر هو قدرها وكأن كل الطرق تؤدي إليه ...هو فقط .
الخاتمةالمكسورون هم الأكثر تطورا
الحب الحقيقي هو الحياة...هو الذي يمنحنا الامل لنعيش ...تحترق بنيرانه صحيح ولكن في النهاية تتذوق جنته ...وهو احترق ..احترق بشدة حتي ظن أنه سيموت بتعاسة ولكن الله كان رحيما به ...اغمض عينيه ودموعه لم تتوقف عن الانسياب وهو يضمها إليه بقوة المتها ولكنها لم تعترض ابدا ...هي أيضا كانت مشتاقة إليه بشكل غير طبيعي ...لقد شعرت أن الحياة عادت إليها بعودة جاسر ...حبيبها وزوجها....ابتعد جاسر وهو يقبل جبينها برقة ثم يضع جبهته علي جبهتها ...وخزت الدموع عيني وعد وانسابت وهي ترفع كفيها وتحاصر وجهه ...كان قلبها يهدر داخل صدرها پعنف وقالت
وحشتني...وحشتني اووي ...
صوتها كان مخټنقا من الدموع ...ابتسم من بين دموعه وقال
خلاص انا رجعت وهبقي معاكم للابد يا وعد ...عمري ما هسيبكم ابدا ...
قبل جبينها مرة أخري ثم وجنتيها ثم كاد أن يتجه لشفتيها ..
جاسر البنت !
قالتها وعد بخجل وهي تتحرر منه ...ابتسم جاسر وهو ينظر لفتاته الصغيرة بشغف ...ركع بجوارها مرة أخري وأخذ يربت علي شعرها وهو يتأمل ملامحها بإنبهار...قلبه خفق مرة أخري وبطريقة اسرع واقوي من قبل ... أنها تشبه والدته بشكل كبير...
فكر وقبضة باردة تضغط علي قلبه ..
ابتسمت له حسناء ابتسامة خطفت قلبه وهي تمسح دموعه من وجهه وتعانقه بعفوية سلبت قلبه ...كانت وعد تتابع المشهد وقلبها ېتمزق من الحزن ...كانت تشفق علي جاسر كثيرا ..حزينة عليه لأنه ابتعد عن ابنته كل هذا الوقت ..ولكنها متاكده أنه سوف يعوضها عن كل هذا الغياب ...حمل جاسر ابنته وهو يقبلها ثم حاوط كتف زوجته وقال 
اول مرة احس بالسعادة دي يا وعد ...
اتسعت ابتسامتها ووضعت رأسها علي كتفه وقال
وانا برضه اول مرة احس بالسعادة بالشكل ده يا جاسر ...أنا فرحانة اووي انك رجعت ...ايامي كانت ناقصة من غيرك ...كنت صامدة بس عشان حسناء ...لكن من جوايا كنت بمۏت وانا بعد الايام عشان ترجعلي وتكون معايا انا وبنتك ...والحمدلله رجعت واعرف اني مش هسيبك تبعد عني ابدا يا جاسر ..أنا اهو بحذرك...هفضل ماسكة فيك دايما ..
ضحك جاسر ضحكة رائقة للغاية وهو يضمها ...
جاسر!!!
توقف عن الضحك فجأة وهو يري ملاك وعدي أمامه ..نظر إلي ملاك ليجد عينيها مغرورقتان بالدموع وعلي شفتيها كانت ابتسامة مرتعشة ...ابتسم جاسر لها ثم اعطي حسناء لوالدتها لتركض في نفس اللحظة الي جاسر وتضمه بقوة وهي تبكي ...
ابتدينا 
قالها عدي بإستياء وهو يحاول السيطرة علي الغيرة التي بدأت في التصاعد داخله ...
اقترب من ملاك وأبعدها عن جاسر وهو يقول بلطف
ملاك حبيبتي الراجل تعبان سيبيه يرتاح اجلي العواطف العائلية دي لبعدين ...
ابتسم جاسر بتسلية عندما أدرك أن عدي يغير منه وقرر أن يضايقه قليلا وقال
لا ملاك تعمل اللي هي عايزاه يا عدي وبعدين ابن عمها وخرج لازم تسلم عليه كويس...
ثم كاد أن يعانقها مجددا إلا أن عدي جذب ملاك إليه وقال 
ما تحضن مراتك يا اخي وتسيب خطيبتي في حالها ...
ضحك جاسر بمرح وهو يضم وعد إليه وقال
فرحوني امتي الفرح .!.
ابتسمت ملاك وقالت
شهر كده ...
لم يتمالك عدي نفسه وامسكها من قميصها كأنها سارقة وقال
نعم يا اختي شهر ايه ..الفرح بكرة إن شاء الله ...
بكرة ايه يا عدي أنا لسه مجهزتش نفسي 
قالتها ملاك بإستياء ليرد هو 
خلاص يا ستي ...نخلي الفرح بعد اسبوع ومش هتنازل يا ملاك ابدا ...أنا استنيت اربع سنين عشان خاطرك ومش هستني تاني ..
ابتسمت له وقالت بطاعة 
حاضر يا سيدي نعمله الاسبوع اللي
جاي بس كده هيكون عندنا شغل كتير لازم نخلصه..
مش مهم المهم اننا نتجوز ..أنا خللت جمبك
ضحك الجميع عليه فقال جاسر 
وكتب الكتاب يكون بعد يومين ايه رأيكم ..
رد عدي ببساطة وهو يضم ملاك 
احنا موافقين طبعا ..
.............
في المساء ...
علي الأريكة الموجودة في حديقة الفيلا كانت تجلس وعد وهي تضع رأسها علي صدر جاسر بينما تضمه بقوة ولا تفلته ...لا تصدق أن حبيبها عاد إليها بعد كل تلك السنوات ...تشعر حقا انها اكثر النساء حظا في العالم ...كانت تنظر إلي ابنتها التي تلعب حولهما وهي تأمل أن تدوم تلك اللحظة للأبد ..كانت جاسر يقبل شعرها مبتسما ...كان الصمت يسيطر علي المكان الا من ضحكات ابنته اللطيفة وقد تمني أن تستمر تلك اللحظة للأبد ...
ناوي تعمل ايه يا جاسر ...قررت هتشتغل ايه !
قطع لحظات الصمت صوت وعد الدافئ وتسرب الي روحه ليرد 
معرفش حقيقي معرفش...الشركة للاسف خسړت كتير وعايزة معجزة عشان تقف....مفيش سيولة بفكر أبيعها بعد ما استشير ملاك وافتح مشروع صغير ..
وانت عايز تعمل كده يا جاسر ..عايز تبيعها ...
سألته وهي تنظر إليه تخترق حصونه وتعرف خباياه ليهز هو رأسه وقال
بصراحة لا ...صحيح الشركة كانت غطا لاعمالي غير القانونية بس انا تعبت فيها وكبرتها وعايز أكبرها تاني بس مفيش سيولة يا وعد متنسيش أن ....
قاطعته ملاك وهي تدخل 
وانا روحت فين يا ابن عمي ...
اعتدلت وعد لتجلس ملاك بجوار جاسر وتقول
انا الفترة اللي فاتت شركتي كبرت بشكل مش معقول واقدر اساعدك كويس ...
كاد جاسر أن يرفض الا أن ملاك قالت بسرعة
تقدر تعتبرهم سلف ...ماشي 
هز جاسر رأسه وقال 
ربنا يخليكي ليا يا ملاك ويسعدك مع عدي يارب ابتسمت ملاك له بسعادة وقالت
انت اخويا يا جاسر واهم شخص عندي...
ابتسم لها جاسر ...أنها المرة الأولي التي يشعر أنه محبوب لتلك الدرجة وكأن الحياة اخيرا ابتسمت له ...زوجة محبة وطفلة رائعة وشقيقة عطوفة ...ماذا يريد أكثر من هذا ...قطع شروده اقتراب عم كامل منهم وهو يقول 
جاسر بيه فيه واحد برة بيقول أن اسمه رجب الرافعي وعايز يشوفك ..
بابا !!
قالتها وعد پصدمة وهي تنظر لملاك وجاسر ...ما الذي ذكره بها بعد كل تلك السنوات ...فمنذ أن حاول اجهاضها وهي ابتعدت عنه تماما...كانت تخاف أن ېؤذيها هي وطفلتها ...تصاعد الړعب داخلها وهي تفكر أن والدها قد اتي ليثير المشاكل ...أمسكت كف جاسر ليربت هو علي كفها ويقول
اهدي أنا معاك ...
ثم نظر لعم كامل وقال
ډخله يا عم كامل....
.......
ولج رجب الفيلا وهو يرتعش ...كان مرهق للغاية الكبر نال منه كثيرا ...ما أن رأته وعد في تلك الحالة حتي انقبض قلبها بشكل مؤلم ...مهما حدث هو والدها ...
نهض جاسر وقال بنبرة مهذبة
اتفضل يا رجب ...
هز رجب رأسه وقال
لا انا همشي علطول يا بني ...انا جاي بس اطلب السماح من وعد بنتي ...عارف أنه مش من حقي بعد كل اللي عملته فيها بس كده هرتاح اكتر لو سامحتني 
وخزت الدموع عيني وعد ليكمل هو 
انا عارف أنه صعب عليك تسامحيني بس انا والله عرفت غلطي ...وهديك الوقت اللي أنت محتاجاه عشان تسامحيني ...
ارتعش كفه وهو يخرج ورقة بها رقم معين وقال
انا مسافر يا وعد ...مسافر برا مصر عند صديق ليا عربي اتعرفت عليه ...انسان صالح هو غير مني كتير في السنين اللي فاتت لما جه مصر وطلب اروح اقعد شوية لانه وحيد...ده رقمه ..لو حابه تكلميني في اي وقت ...ولو
ناوية تسامحيني فرحيني قبل ما اموت يا بنتي ...
اخذت وعد الورقة وهي تبكي بينما تساقطت الدموع من عيني والدها ثم استدار وكاد أن يذهب الا أنه لاحظ تلك الملاك التي تلعب حوله دون دراية بأي ما يحدث هنا وقد عرفها ...هي حفيدته ..
نظر لوعد وقال بتوتر 
ممكن اسلم عليها !
هزت وعد رأسها وهي تمسح دموعها ليذهب رجب من فوره ويضم حفيدته إليه ...ابتعدت عنه وعينيها الزرقاء اتسعتا بدهشة ليقول 
انا جدو يا حبيبتي ..
نظرت إلي والدتها لتهز والدتها رأسها فتبتسم حسناء ابتسامة لطيفة وتقول بصوتها الموسيقي بالفطرة .
جدو 
هز رأسه ودموعه
10  11  12 

انت في الصفحة 11 من 12 صفحات