رواية سلوي من 16-21
انت في الصفحة 8 من 8 صفحات
البروفة التي كانت تقيس بها الفستان لتبتسم هي وتخرج وهي تمسك طرفي فستانها ثم تنحني بسعادة وهي تقول بحماس
ايه رأيكم ...
تجمعت الدموع بعيني والدتها وانسابت دون إرادة منها لتنظر إليها حياة بدهشة وتقول
ليه پتبكي يا ماما !
مسحت والدتها دموعها بسرعة وقالت
كبرت يا حياة وهتسيبيني خلاص ...
ضحكت حياة وهي تهز راسها واقتربت منها وهي تقول
ضحكت خالتها وهي تضمها إليها وتقول
تنوريني في اي وقت يا يويو ولو زعلك الواد يوسف اوعي تروحي عند اهلك محدش هياخد حقك منه غيري انا ...أنا هكسرلك مناخيره ...
ضحكت حياة برقة وهي تضم خالتها ووالدتها بينما تشعر اخيرا أن كل شئ كل ما يرام ....
يظهر أن يوسف مش قادر يستغني عن حياة ..
قالتها خالة حياة بخبث لتحمر حياة بقوة وتتقدم إليه ...
ابتسم لها بحب وهو يفتح لها السيارة ..لتقول والدته بإستنكار مصطنع
خجلت حياة وقالت وهي تتراجع
لا لا اركب يا خالتي أنا هركب ورا ....
ضحكت خالتها وهي توقفها وتقول
بهزر معاك يا هبلة ..أنت فاكرة اني هعمل شغل الحموات ده مع بنتي ...اقعدي أنت قدام ده مكانك يا حياة متتخليش عنه ...
ابتسمت حياة وهي تستقل السيارة بجوار يوسف ثم ينطلق بهما وكم بدوا سعداء حينها وكأن جميع مشاكل العالم تبخرت ...
ملاك ...
تجمدت ملاك عندما ناداها والدها ...حاولت بأقصي جهدها أن تسيطر علي انفعالاتها ...كانت لا تريد أن تبكي ...لا تريده أن يراها تبكي ...لم
تكن مستعدة أن تخبره أنها تعرف حقيقته ...لقد قررت أن تذهب من هنا مع حبيبها عدي وانتهي الأمر ...لن تبقي معه ...هي لن تستطيع النظر في وجهه بعد اليوم ...لقد فقد احترامه لديها ...اڼهارت مكانته في عينيها ...فكرت بيأس ...هي تعيش في الچحيم منذ أن عرفت أن والدها تاجر ...تشعر بكامل جسدها ېحترق ...عقلها توقف تماما ولا تفكر في شئ الا الهرب من هنا ...نظرت إلي والدها بتردد...عينيها الرمادية رطبة بسبب الدموع ..عقد عامر حاجبيها واقترب منها وهو يعانق وجهها ويقول
نبرته الصادقة قټلتها حاولت الا تنظر إلي عينيه ولكن فشلت ...نظرت إلي عينيه المشبعة بحب لها فقط ثم اڼفجرت بالبكاء ...اړتعب عامر وهو يراها بتلك الحالة ونبض قلبه پخوف ...هل يا تري عرفت حقيقته ...هل تهاوت صورته بعيني ابنته الصغيرة ...هل أصبحت لا تحترمه ....كل تلك الوساوس هاجمت عقله فجأة ...اخافته بقوة ...ملاك هي كل ما لديه ...لا يمكنه أن يخسرها ...ملاك هي نقطة ضعفه ...قطعة من قلبه لا يستطيع أن يخسرها ...لقد ضحي بالكثير من أجلها. ..هو اختار ذلك الطريق ليجعلها تعيش حياة كريمة ولا يحرمها من شئ وسيضحي بهذا الطريق أيضا من أجلها ...تهربت ملاك منه وهي تقول بهدوء
امسك عامر كفها وقال
هو أنا قصرت في حاجة يا ملاك !
هزت ملاك رأسها وقالت
لا يا بابا بس مهما كان الأب مش مقصر أنا برضه محتاجة ماما صح !
هز رأسه موافقا إياها وقال بحزن
اسف اني مقدرتش املي فراغها ...حاولت بس فشلت.
عضت شفتيها وحاولت الا تبكي وقالت
محدش بيملي مكان الام مهما عمل
عندك حق ..
وافقها الرأي ....لتقول هي بهدوء
بابا معلش لازم امشي دلوقتي ..
مش النهاردة إجازة من الشغل .
قالها بتساؤل لترد هي
صاحبتي مستنياني في النادي قولت اخرج شوية واريح اعصابي ..
قبلها والدها علي رأسها وقال
انبسطي يا حبيبتي ..
لتبتعد عنه هي بسرعة وتذهب ...تنهد عامر وقال
عرفت الحقيقة يا ملاك أنا عارف .
.......
كان عدي يقف أمام احدي مواقف الاتوبيس ...قلبه يرتجف داخل صدره لقد قرر أن يكون اناني ويهرب معها ..يترك كل شىء ...فملاك اكيد سوف تعرف حقيقته وحينها سوف تتركه للابد وهو لن يتحمل ...هو يحبها كثيرا ...لقد احتلته صاحبة العينين الرماديتين...وإن أراد أن يحتفظ بها يجب أن يكون اناني بحق ...في الاول سوف يهربان بعيدا ثم سيتزوجها وحينها ليس هناك اي احد مهما بلغت قوته سوف يأخذها منه ...
لمعت عينيه وهو يراها تقترب منه ...رسم ابتسامة علي وجهه وهو يتأمل وجهها الحزين ... اقترب منها وقال بحماس
الاتوبيس قر...
ولكنها قاطعته وقالت
عدي أنا مش هسافر معاك ...
بهت وجهه لتكمل هي بإبتسامة حزينة قائلة
انت عندك حق يا عدي مينفعش نهرب مش مشاكلنا مفروض نواجهها وانا اتعودت اني أواجه مشاكلي ومش ههرب المرادي ...لو بتحبني بجد اقف جمبي ...
ابتسم لها بحزن وقال وهو يدرك أنه سوف يخسرها
انا هقف معاك مهما حصل يا ملاك .....
.........
في المساء...
كانت عامر جالس علي الأريكة وفي يده كأس شراب ...يفكر بإبنته وكيف تغيرت فجأة خلال اسبوع فقط ...هو شبه متأكد انها عرفت بشأن عمله كتاجر ..لقد كذبت عليه في ذلك اليوم ...هي فعلا استمعت لحديثه مع جاسر وعرفت كل شىء...لقد سمعها بالأمس تبكي بقوة ...تنهد پألم علي حال ابنته الصغيرة لم يتوقع ابدا أن يكون هو سبب في
تألم طفلته ..أنه الآن خائڤ أن يواجهها ...خائڤ مما ستقوله ...وكم الاټهامات التي سوف توجهها له ... اغمض عينيه پألم وهو يتسائل ...أيعقل أنها كرهته!!!التفكير في هذا فقط حطم قلبه لأن عامر النجار قد يكون أسوأ رجل في العالم ولكنه أيضا اب محب ...يعشق ابنته پجنون ...ملاك هي نقطة ضعفة الوحيدة وقد حرص كثيرا علي أبعادها عن هذا المستنقع القذر ...فتح عينيه وتجرع كأسه بسرعة لعل تهدأ تلك النيران التي تشتعل داخله ...تنهد بيأس لينتفض عندما شعر بكف علي كتفه نظر إليه ليجده الصياد ...ابتسم عامر وقال
جيت في وقتك يا صياد...
مالك يا عمي !
قالها الصياد بحيرة ليرد عمه
ملاك عرفت كل حاجة ...
جلس جاسر پصدمة وقال
نعم ...عرفت ازاي يعني!
نظر إليه عمه وقال
فاكر لما دخلت علينا احنا وبنتكلم ...هي وقتها سمعتنا ...انا بقيت قليل في نظر ملاك يا جاسر ...صحيح هي مواجهتنيش بس انا عارفها كويس....شفت في عينيها أنها بطلت تحترمني وده قهرني يا صياد ...اتمنيت وقتها اني اموت ولا اشوف النظرة دي في عينيها ...أنا مش عارف ازاي هصلح اللي عملته ...ازاي اخليها تحترمني تاني ...أنا مقهور ان بنتي الوحيدة بقت پتكرهني ...
تجمعت الدموع في عيني عامر ثم انسابت ...فغر جاسر فمه بدهشة ...أنها المرة الأولي التي يري عمه يبكي فيها وهذا بسبب ابنته ...هو يعلم كم يحب عامر ابنته ...هو يحبها أكثر من الحياة نفسها ...سوف ېموت لكي تظل هي سعيدة ...اقترب جاسر من عمه وأمسك كفه وقال
انا عندي الحل يا عمي ..
نظر إليه عامر بحيرة ليتشجع جاسر ويقول الشئ الذي يريده ...الشئ الذي قرر أن يفعله بعد مزيد من التفكير ...هو غير مستعد لخسارة وعد وعمه غير مستعد لخسارة ابنته ...نظر إليه جاسر وقال
نتخلي عن اخر عملية ...خلاص نتوب من غير ما نعمل اي عملية تانية ...وبكدة تكسب ثقة ملاك من جديد ...
انت عارف انت بتقول ايه !الشحنة هتوصل بعد اسبوع يا صياد ودي ناس مبتهزرش ..
ابتسم الصياد وقال
مش هيقدروا يعملوا حاجة يا عمي متنساش احنا مين. ...هو ده الحل الوحيد ..خلينا نلغي العملية دي ...خلينا نعيش حياة نضيفة ...نفتح صفحة جديدة لينا كلنا ملاك وانا وانت ...ووعد ...
ابتسم له عمه وهز رأسه موافقا ودموعه تنساب من عينيه ليضمه جاسر إليه بقوة ويقول
النهاردة بس اقدر اقول اني جاسر النجار مش الصياد خالص ...الصياد ماټ خلاص ...
وعد ...وعد ...
قالها جاسر وهو يدخل لغرفة النوم التي بها وعد لتنتفض هي پخوف ... اقترب منها وأمسك كفها وهو يقول بسعادة
انا اتخليت عن الصفقة الأخيرة يا وعد. .خلاص توبت نهائيا وبطلت تجارة ...وكل ده بفضلك ...أنا عملت كده عشان تقبليني تاني ..أنا خلاص عمري ما هرجع لتجارة السم ده تاني انا ....
بكت وعد وهي تنظر إليها بينما الذنب يمزقها بقسۏة ...امسك جاسر وجهها وقال
مالك يا حبيبتي!
انا بلغت عنك البوليس يا جاسر!
بهت وهو ينظر إليها ...ظن أنها تمزح ولكن اصوات سيارات الشرطة التي اقتربت من منزله فجأة لم تكن مزحة ... نهض تجمد في مكانه وهو ينظر إليها ...لقد طعنته وعد بطريقة لم يكن يتخيلها ...اقتحم رجال الشرطة المنزل ...ابتسم مالك وهو ينظر لجاسر وقال وهو يرفع الأصفاد الحديدية قائلا
والله ووقعت يا صياد !!!