السبت 21 ديسمبر 2024

رواية سلوى من 10-15

انت في الصفحة 1 من 10 صفحات

موقع أيام نيوز

الفصل العاشر
يعني وافقتي يا حياة !
قالتها خالتها بعتاب لحياة التي تلتهم المعكرونة بنهم لتهز حياة كتفيها وتقول 
الراجل محترم وكويس وظروفه كويسة ليه ارفض يا خالتي 
احنا خالتها عينيها بحزن وقالت
طيب ويوسف يا حياة !
ماله يوسف يا خالتي 
تنهدت خالتها وقالت
انا كنت اتمني 
قاطعتها حياة وقالت 

يوسف مبيحبنيش وانا بطلت افرض نفسي علي حد يا خالتيأنا دلوقتي مرتاحة اوووي وخطوبتي بعد اسبوع وعايزة افكر في حياتي الجديدة اللي يوسف مش جزء منها 
تجمدت خالتها وهي تطالع يوسف الذي كان واقفا يتابع الحديث وعلي وجهه تعبير الضيق والتوتر 
تكلمت خالتها بإرتباك وقالت
يوسف حبيبي امتي جيت حياة جات عشان تبلغنا بخبر خطوبتها 
توترت حياة قليلا بينما نظر إليها يوسف بجمودالتوتر تصاعد في الجو لتقول والدة يوسف بارتباك رايحة احضرلك الاكل
ثم ذهبت بسرعة للمطبخ وهي تمسك طبق حياة 
وافقتي علي العريس!!!
لم يكن سؤال بل نبرته كانت أقرب للإستهجانأرادت أن تلقي رد وقح في وجهه ولكن سيطرت علي نفسها وقالت
ايوة والخطوبة بعد اسبوع اكيد هتيجي طبعا 
اكيد ده أنا اخوكي
سيطرت علي انفعالاتها وقالت ببرود 
طبعاانت اخويا 
مسحت فمها بمحرمة ثم قالت بإبتسامة رسمية 
ودلوقتي عن اذنك 
ثم قررت أن تتجاوزه إلا أنها فجأة امسك ذراعيها بقوة وقربها منه وهو يقول
دور البرود واللامبالاة اللي بتحاولي تقنعيني بيه مش لايق عليكي يا حياة 
بتعمل ايه يا يوسف سبني 
ولكنه لم يتركها بل قال من بين أسنانه 
وافقت ليه بالسهولة دي عايزة تهرب مني!
دفعته وهي تحرر نفسها وقالت بقوة
بتدي نفسك أهمية كبيرة لو فاكر اني لسه ببكي علي اطلالكأنا وافقت لانه انسان كويس واظن بطلت الاحقك فإيه مشكلتك!!!
ابتسمت قليلا وهي ترفع رأسها 
تحب اقولك ايه مشكلتك يا يوسف !
قالتها حياة بجفاء واضح وهي تمشطه بنظراتها الباردة لهجتها الجليدية جرحت كبرياؤه ولم يصدق ان حياة من كانت تتمني نظرة منه تعامله بتلك الطريقة المهينة!
ابتسمت حياة وهي تطالع صډمته واكملت بنبرة باترة
مشكلتك اني بطلت الاحقكبطلت احبك فغرورك اتجرح ان ازاي حياة الهبلة بقا لها شخصية وقررت تنساك وتنسي حبها ليك
اقتربت اكثر لتزداد ابتسامتها اتساعا وتردف
بس أنا خلاص اتحررت منك ومن حبك ومبقتش عايزاك أنا دلوقتي هتخطب للي احسن منك وانت اللي خسړت مش أنا 
وابتسامة مستفزة كانت من نصيبها وحروفه الواثقة خرجت من شفتيه وقال
كدابة انت لسه بتحبيني يا حياة حتي لو خطبت غيري هتفضلي تفكري فيا سميه غرور او ثقة بس متنكريش ان دي الحقيقة 
رغم الخړاب بداخلها الا ان قناع السخرية التي ترتديه لم يتحرك من مكانه بل زادت ابتسامتها وهي تقول
والله يا يوسف زي ما في يوم حبيتك وخليتك تتكبر عليا هوريك الايام الجاية أنا ازاي نسيتك وانك بالنسبالي ولا حاجة 
ابتسامتها ازدادت اتساعا وقالت
عموما هبعتلك دعوة خطوبتي انت مهما كان زي اخويا 
ثم استدارت وهي تذهب من امامه وقلبها يقصف بقوة وهي غير مصدقة انها تفوهت بتلك الكلمات !
نظر إلي أثرها بضيق وهو يشعر پغضب كيف تجرؤ علي الحديث معه بتلك النبرة حقا سيجن منهاوالأهم من هذا أنه سوف يجن من نفسه ما تلك الأنانية التي به هو من تركها بالأولتخلي عنها من أجل من لا يستحق والان هو غاضب لأنها قررت أن تستأنف حياتها  تنهد يوسف وهو يحاول طرد تلك الأفكار من عقله حياة لا تهمه فهو لا يحبها لهذا عليه ألا يكون أنانيا بل يجب أن يفرح لأنها قررت المضي في حياتها ولكن مهما
حاول إقناع نفسه لا يستطيع إزاحة الحمل الذي يجسم علي صدره
خرجت والده من المطبخ وهي تحمل طبق الطعام عقدت حاجبيها وقالت
اومال فين حياة 
مشيت 
قالها بهدوء وهو يخفي ضيقه 
تنهدت والدته وهي تضع الطبق علي الطاولة وقالت
اهي ضاعت منك يا يوسف مكنتش هتلاقي احسن من حياة 
تأفف وقال
هو اللي هنعيده هنزيده قولتلك مبحبش حياة مبحبهاش وهي تتخطب متتخطبش مليش دعوة ربنا يوفقهاابوس ايديك اقفلي الموضوع 
طيب ليه متعصب !
سألته والدته بخبث ليرد
لاني خلاص تعبت تعبت من انك كل شوية تفتحي الموضوع ده يا امي وعد سابتني من فترة وانا بجد تعبان فمتزوديش عليا التعب 
قال كلماته الغاضبة ثم دخل غرفته

بعد اسبوع
ولج جاسر الي المنزل وهو متعب لقد غاب لأسبوع كامل ترك كل شىء واراد أن ينعزل عن العالم أراد أن يجمع شتات نفسه تذكره لوالدته بعثر كيانه كليا جعله يدرك أنه ما زال سجين الماضي ما زال الظلام يقبع داخله كاد أن يصعد لغرفته عندما وجد عمه أمامه 
بقالك اسبوع مختفي ملاك قلقت عليك اضطريت اقولها انك سافرت تبع الشغل وقافل موبايلك ومش عارف اتواصل معاك قلقتنا عليك 
وبخه عمه بحدة ليغير جاسر الموضوع بتعب ويقول
قدرت تتواصل معاهم وتتفق علي معاد الشحنة 
امسك عمه ذراعه وقال
جاسر أنا بكلمك كنت فين ده كله قلقت الكل عليك ودلوقتي راجع ببرود تتكلم عن الشغل وسايبني اضرب أخماس في أسداس 
تنهد جاسر وقال
حبيت ابعد شوية احتاجت ابعد يا عمي واهو رجعت ممكن بقا نشوف الشغل عشان نعرف هنتحرك ازاي ومالك العمري حاططنا في دماغه 
انت زعلان مني عشان موضوع ملاك يا جاسر 
مط جاسر شفتيه وهو يدعي أن الأمر لا يهمه ابدا وقال
لا ليه ازعل ده حقك 
تنهد وقال وهو يبتلع ريقه 
ملاك هي ملاك وانا أنا شيطان والملايكة والشياطين مبيكونوش سوا في لحظة أنانية مني اتمنتها لنفسي وتجاهلت أن وجودها معايا ممكن يأذيها 
تنهد ونظر لعمه وقال
انا بحب ملاك بحبها اكتر من اي حاجة في حياتي واللي بيحب مش بيأذي وعشان بحبها أنا اللي بقولك هي تستاهل حد احسن مني 
ابتسم عمه بتأثر وقال 
مش عارف اشكرك ازاي يا جاسر شكرا لانك اتفهمتني شكرا يا بني انت غالي عليا انت ابني يا جاسر اللي ربيته أنا واياك مرينا بحاجات كتيرة عشان نوصل للمكانة دي حاربنا كتير واتداس علينا كتير عشان نكبر وكبرنا وبقا العالم كله تحت رجلينا 
تنهد جاسر وقال
ياريته كان تحت رجلينا لما كانت أمي عايشة ممكن مكنتش ماټت ممكن كانت هتبقي معايا 
نظر إليه عمه بحزن ثم أمسك كفه بقوة وقال
لا يا صياد  انسي اللي حصل انسي الحاجة اللي تضعفك متبقاش أسير الماضي شوف أنا وأنت دلوقتي وصلنا لفين العالم كله نبذنا بس مستسلمناش عملنا المستحيل عشان نوصل للمكانة دي ومش هنتراجع عنها لا انا ولا انت الناس اللي ذلونا عشان لقمة العيش دلوقتي بقينا احنا أسيادهم صاحب الصيدلية اللي رفض يديك دوا والدتك وماټت بسببه أنا قټلته بإيدياحنا انتقمنا من اللي ذلونا أنا واياك قوة عظمي أنا من غيرك ولا حاجة وانت كمان لكن احنا الاتنين مع بعض اقوي وهنبقي اقوي فهمتني 
هز جاسر رأسه بالإيجاب ابتسم عمه وقال
ارتاح دلوقتي مستر جاك اتواصل معايا وقال هيبعت حد تبعه النهاردة عشان الشغل !
هز جاسر رأسه وقال
لا أنا محتاج اروح مكان دلوقتي 
ثم ذهب مسرعا وهو يتذكر وعد أخبره الحارس الخاص به أنها حاولت
الهرب مرتين طوال هذا الأسبوع كما أنها رفضت أن

انت في الصفحة 1 من 10 صفحات