الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية منة من 8-13

انت في الصفحة 5 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

في البيت ولا بتطبخي وبعدين بدال مش بتعرفي تطبخي ډخلتي ليه
فأجابته بخجل بسبب فعلتها كنت جعانة
فأومأ بتفهم وهو يضع اللحم مع الخضراوات التي قطعها
انتهت من غسل الاطباق وتوجهت له
ليل بتساؤل إنت بتعمل مكرونة بالبشاميل صح
فأومأ بهدوء وهو يكمل ما يفعله
فسألته مرة أخرى هو مين اللي علمك الطبخ
يامن بهدوء كنت دايما بساعد والدتي في المطبخ وبعدين بقالي خمس سنين عايش لوحدي فأكيد بطبخ لنفسي
ثم أشار لبعض الخضراوات الموجودة أمامه
يامن بأمر اعملي السلطة أظن دي بتعرفي تعمليها مش محتاجة ابتكار
فقالت بغرور مصطنع طبعا ده أنا بعمل طبق سلطة عمرك ما هتدوق زيه في حياتك وبعدين مش إنت الوحيد يعني اللي كنت بتساعد مامتك أنا كمان كنت بساعد دادة مريم
ضحك بشدة على تعبيرات وجهها
يامن بمزح طيب ورينا بقا طبق السلطة الخطېر بتاعك وبطلي كلام
كانت تقطع الخضار ببطئ شديد حتى أنه وضع صنية المعكرونة في الفرن وهي ما زالت تقطع بها
توجه لها وهو يقف خلفها 
حاولت ابعاده بخجل وتوتر من تصرفه
ليل بصوت متوتر يامن ممكن تبعد مينفعش كده
فرد عليها بوقاحة هو ايه اللي مينفعش يا ليلي انتي مراتي
وقام خدها تركت السکين من يدها وهي تبعد يده عنها
ليل بصړاخ ووجه محمر يامن ابعد بجد أنا مش بهزر تركها على مضد عندما رأى ڠضبها واقترب من أذنها
يامن بهمس يشبه الفحيح آخر مرة تعلي صوتك
وأنا موجود وأنا سايبك بمزاجي فاهمة ثم ابتعد وهو يكمل بنبرة طبيعية أنا رايح آخد شاور وأغير تكوني جهزتي السلطة ولما الفرن يصفر طلعي المكرونة
أومأت له وعندما خرج أخذت تقلده بطريقة مضحكة
وتمد لسانها له ولكنه أدخل رأسه فجأة
يامن بصرامة وهو يضحك بداخله على مظهرها ليل اتلمي وعدي يومك على خير
وذهب متجها للحمام
بعد مدة خرج من الحمام وهو يرتدي بنطاله فقط
وجدها تجهز الطاولة وتضع الطعام
وقع نظرها عليه صدمت من مظهره ولكن عندما لاحظت أنها أطالت النظر به أخفضت وجهها بخجل
ليل بخجل البس حاجة عليك
فقال يامن معترضا مش لابس حاجة وبعدين أنا متعود أقعد كده في البيت كنت بلبس قبل كده
علشان كنا لسه في الاول وانتي مش متعودة
لكن دلوقتي بقالنا حوالي أسبوعين متجوزين أو أكتر
وبعدين أنا بتخنق من الهدوم أساسا
لم ترد على كلماته ولكنها قالت الاكل هيبرد جلسا كل منهما يتناول الطعام بهدوء
بعد انتهائهما قام هو بجمع الاطباق وتوجه للمطبخ يضعهم في غسالة الأطباق
نظرت له بزهول فهو جعلها تغسل كل تلك الأطباق منذ قليل هذه أول مرة أصلا تلاحظ وجودها
فسألته يعني ليه خلتني أغسل الاطباق دي كلها بدال في غسالة
فرد عليها والله اللي عمل حاجة
غلط يستحمل غلطه وتركها وهو يتوجه لمكتبه
نظرت لظهره الصخرى وهي تلعنه پغضب من تصرفاته المتناقضة
دخل مكتبه وهو يجري اتصال بعد ثوان أتاه الرد
يامن بصرامة عادل هبعتلك صور دلوقتي لارقام عربية عايزك تعرفلي كل حاجة عنها هي وصاحبها
وجهز نفسك علشان شكلي هحتاجك قريب
عادل بصلابة تحت أمرك يا يامن بيه كل حاجة هتبقى عندك بكره
يامن بهدوء اعتمادي عليك يا بطل ومتقولش حاجة لمحمود علشان ميقلقش
عادل زي ما تحب يا يامن بيه
وبعدها ودعه وهو يغلق الخط
......
سامي پغضب يعني ايه طردك
فنفثت هايدي دخان سيجارتها بهدوء يعني طردني
بس انا الاول كنت مترددة اني اساعدك بس دلوقتي متأكدة مش هسيبك غير لما أخد يامن
إنت بقا بتفكر هتعمل ايه دلوقتي
سامي بخبث هروح أقابله بنفسي أو أقابل مراته....
يتبع
الفصل الثاني عشر
سامي پغضب يعني ايه طردك
فنفثت هايدي دخان سيجارتها بهدوء يعني طردني
بس انا الاول كنت مترددة اني اساعدك بس دلوقتي متأكدة مش هسيبك غير لما أخد يامن
إنت بقا بتفكر هتعمل ايه دلوقتي
سامي بخبث هروح أقابله بنفسي أو أقابل مراته
......
بعد انتهائه من إجراء بعض المكالمات والاعمال نظر من نافذة مكتبه وجد أن الليل قد حل فألقى نظرة على ساعته وجدها الثامنة
أنب نفسه لانه تركها بمفردها كل هذا الوقت
خرج من مكتبه متوجها لها وجدها نائمة على الاريكة
تشاهد أحد الافلام الكوميدية
عندما رأته اعتدلت في جلستها وهي تشعر بالحرج
منه
ابتسم لها بهدوء وهو يجلس على طرف الاريكة
ليل باستغراب من فعلته وهي تشعر بالحرج يامن انت بتعمل ايه مينفعش كده
يامن بمزاح هو كل حاجة مينفعش كده وأكمل بجدية وبعد كده اقعدي بالطريقة اللي تريحك
خدي راحتك لان ده بيتك زي ما هو بيتي
وأعاد جذب رأسها مرة أخرى وهو يضعه على فخذه
أخذت أصابعه تتخل شعرها الڼاري يدلك رأسها
واستسلمت له
لا تنكر أن حركته تلك حركت شيئا بداخلها ولكن ما يشغل بالها حقا هو تناقضه فتارة تشعر بحنيته وتارة أخرى بقسوته يعاملها أحيانا كملكة متوجة تتربع على عرش قلبه وأحيانا أخرى تشعر بأنها مجرد نزوة عابرة في حياته صحيح بأنه عبر عن إعجابه بشكلها ولكن هذا غير كاف تعبت بشدة من حيرتها بسببه لذا حسمت أمرها بمحادثته
ليل بتساؤل وهي تنظر لعينيه يامن إنت ليه متناقض كده ليه بحسك بتهتم بيا وفي أوقات تانية بتعاملني كأني ولا حاجة
يامن بنفي أنا عمري ما كنت متناقض إنتي اللي محاولتيش تفهمني أو يمكن مش عارفاني كويس
فأطفأت التلفاز وهي تصب كامل تركيزها مع كلامه
ليل بهدوء فعلا أنا مش عرفاك كويس أو عارفة معلومات بسيطة جدا عنك بس ده ميمنعش إني صح وانك متناقض
ضحك على تصميمها على رائيها وأكمل تحريم أنامله في خصلات شعرها
يامن بتساؤل طيب انتي مثلا عايزة تعرفي ايه عني
ليل يعني مثلا عشت ازاي طفولتك ليك أصحاب ولا لا پتكره ايه وبتحب ايه يعني أنا كل اللي عرفاه عنك ممكن أي حد يكون عارفه زي مثلا إنك بتاع ستات
عندك شركة كنت في كلية هندسة مامتك كانت أغلى حاجة في حياتك دي كل حاجة أعرفها عنك
لم يقطع تواصله البصري معها وهو يرجع بذاكرته لطفولته
يامن مع ابتسامة تظهر مدى حنينه لتلك الاوقات طفولتي مع إنها ماكنتش مثالية بس والدتي حاولت توفرلي كل حاجة مستحيل كانت تعاقبني أو تحرمني من حاجة أنا عايزها وفي الوقت ده محمود كان بيساعد والدتي في تربيتي شاف إن اللي هي بتعمله
ده كان غلط وكان شايف اني مدلع زيادة عن اللزوم
وده هيخليني شخص فاشل ومستحيل ابقا راجل
وهبقا سبب في ضياع كل فلوس
أبويا وتعبه
لحد ما بقيت في الإعدادي وقتها صحت والدتي بدأت تتدهور واكتشفنا إن عندها القلب وقتها رحلة تربية محمود ليا بدأت وبدأت اشتغل جارسون في أول مطعم اتفتح وكان باسمي أغسل اطباق أنضف الحمامات ولو اعترضت الشغل يتضاعف وفي حبس من غير عشا كمان
فقاطعته بس يعني أنا شايفة انك بتحب محمود جدا
فضحك وهو يقول ما هو الغباء بقا كان عندي أنا من هنا على الرغم من قسوته معايا كنت بحبه وأكمل حديثه عن ماضيه قائلا كان مانع عني إني آخد مصروف من أمي ومصروفي كان من القبض بتاع الشغل لحد ما بقيت في الثانوي وقتها بدأ الوضع يختلف شوية كان بياخدني معسكرات تدريب في الإجازات أنا وهو لوحدنا ويعاملني معاملة ميري كأني في الجيش واتعلمت ازاي امسك سلاح وأستعمله وركوب الخيل طبعا ده غير بقيت ابداعته الفنية في الملاكمة على وشي وأي اعتراض مني كان العقاپ جري لمدة ساعةالساعة اتنين الضهر
فتحت عينيها بعدم تصديق ليل پصدمة ده كان بيعذبك مش بيربيك ازاي يخليك تمسك سلاح وانت عندك ستاشر أو سبعتاشر سنة
يامن بهدوء كان عنده حق في كل اللي كان بيعمله
لان بعدها كان في محاولتين قتل ليا معرفناش وقتها مين الفاعل بس كل مرة كنت بطلع منها بخير بسبب فضل ربنا أولا بعدها تدريباته
صدمت من كلامه وقالت بتساؤل طيب ومامتك كانت موافقة على ده
يامن بتوضيح طبعا كانت معترضة وكانت دايما بتحاول تتكلم معاه علشان يخف عليا شوية وده طبعا بسبب إني كنت بشتكي كل مرة أرجع فيها
وفاكر رده عليها ديما ده الأمانة اللي أخويا مأمنها ليا
وبعد موضوع محاولة القټل دي معدتش بتعترض على طريقته معايا لحد ما دخلت الجامعة في الوقت ده كنت بتهرب من الشغل وأخلي أي حد من العمال يعمله وأقعد في مكتب المدير ثم ضحك وهو يكمل عرف وقتها باللي أنا كنت بعمله فطردني من الشغل وقالي شوف هتجيب مصاريف جامعتك ازاي
ليل بتساؤل طيب إنت عملت ايه بعدها
يامن بهدوء اشتغلت مع العمال بتوع الشركة يعني بمعنى أصح كنت شغال مقاول أشيل الطوب والاسمنت حاجات زي كده يعني لحد آخر سنتين
في الكلية بدأ يعلمني كل حاجة في الشغل وازاي أمسك الشركة
وأكمل والحزن الشديد يغلف صوته بعد ما اتخرجت بفترة والدتي ماټت
حاولت أن تواسيه فما أصعب من شعور الفقدان لشخص عزيز عليك ليل ربنا يرحمها أكيد هي في مكان أحسن دلوقتي ادعيلها انت بالرحمة
فأومأ وقال بهدوء ده بالمختصر كانت حياتي
ظلا يتحدثان طويلا في أمور عدة حتي تأخر الوقت
شعر بسكونها فنظر اليها وجد عينيها شبه مغلقة من الارهاق وهي بين اليقظة والنوم
حرك رأسها من ثم قام من مكانه وحملها بخفة كأنها لا تزن شيئا متجها للغرفة وضعها على السرير برفق شديد حتى لا يوقظها طبع قبلة طويلة على جبينها يحمد ربه على وجودها في حياته فهي أصبحت مخرجه من وحدته اللتي يشعر بها فرغم
كثرة الناس من حوله إلا أنه كان يشعر بوحشة شديدة عندما يعود للمنزل لا يجد أحدا في استقباله
ذاك السكون والهدوء الذي يعاكس طبيعته
افتقاده لوجود والدته لحنانها رقتها معه
لديه شعور بداخله بأنها ستكون من يعوضه عن كل هذا
نام بجوارها عيناه تسير على ملامحها كأنه يحفرها بداخله حتى غط هو الآخر في نوم عميق
...
كان يزرع المكتب ذهابا وإيابا
سمير بصوت مرتجف ليل لازم متعرفش حاجة عن الموضوع ده فاهم ولا لا
فتحي محاولا تهدأته هي هتعرف منين مفيش حد
هيعرفها حاجة واتطمن أنا
أي معلومة عن الموضوع ده هخفيها
سمير بقلق متذايد يكون أحسن يا فتحي لأنها لو عرفت احنا مش ضامنين ممكن يكون رد فعلها ازاي
دي ممكن تقاطعني فيها وهتتنيل على دماغنا أكتر من الأول
فتحي بهدوء متقلقش يا سمير بيه أنا هحاول أصلح كل حاجة
وخرج من المكتب مفكرا في حل لتلك المصېبة
...
استيقظ متأخرا فاليوم هو عطلته سمع صوت جلبة
آتية من خارج الغرفة نظر بجواره فلم يجدها
اتجه للخارج وهو يبحث عنها
يامن بصوت مبحوح ليلي انتي بتعملي ايه
فنظرت إليه وجدته يقف على باب الغرفة مستندا عليه بشعره الفوضوي ومظهره المشعث
أخفضت نظرها عنه بخجل
ليل بهدوء برتب البيت وأكملت بأمر ويلا غسل وشك بسرعة علشان تساعدني مش ده كان الاتفاق
ولا هو كان كلام وخلاص
فأومأ لها وهو بضحك على مظهرها فكانت مثل الضائعة بين كومة من الأشياء لا تعرف كيف تتصرف
لا ينكر أن مظهرها أغراه بشدة فكانت ترتدي شورت يصل لمنتصف فخذيها

انت في الصفحة 5 من 6 صفحات