رواية مريم الفصول من 36-40
فهي بالأخص التي لا يطيق رؤيتها حزينة أو مكروبة كما قالت أمها ...
ربنا يسعدهم و يعوضهم ! .. رددت إيمان بلا مبالاة الآن
دعمت أمينة تمنيات إبنتها بحرارة
اللهم آمين يا رب. ربنا يهدي سلاف و يبرد قلبها. اليومين إللي فاتوا كانوا كرب بجد علينا. طول ما هي في الحالة دي أنا و أخوكي و العيال مكناش عارفين نعيش اليوم بيومه خالص. ربنا يرجعها مهدية البال و رايقة كده
تنهدت إيمان قائلة بفتور
آه صحيح انتي بقى يا ماما قاعدة بالعيال لوحدك بالتلاتة !
أيوة يا إيمان. و فيها إيه يعني !
مش تعب عليكي يا ماما. التلاتة مع بعض و بعيد عن الأم و الأب أكيد مش هايسكتوا ..
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
انتي هاتقوليلي. طول عمره يهمه زعلها !!
و انجرف عقل إيمان لذكرى طرد أخيها لزوجها الراحل سيف و هي برفقته ذلك عندما أخبرته زوجته بتحرش الأخير بها و محاولته إبتزازها في جميع الأحوال لكن يخيفها تاثير سلاف على أخيها فماذا لو وشت به عنده !
صباح الخير !
ابتهجت إيمان لسماع صوت مراد يمر من خلفها تتبعته بناظريها إذ كان يسير تجاه الثلاجة و آثار النوم تبدو عليه سارعت بلإنهاء مع أمها
طيب يا ماما هاقفل معاكي دلوقتي. شوية و أكلمك.. سلام
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
تعالى هنا. العصير بتاعك جاهز أهو. لسا فريش !
و أشارت لدورق عصير البرتقال الذي قام باعتصاره للتو أومأ مراد لها لكنه مضى إلى طريقه المحدد كأنه يريد شيئا بعينه
أمسكت هي بعصير البرتقال و سكبت لنفسها كوبا ثم استندت إلى منضدة المطبخ تراقب تحركاته مقابلها إنه يتطلع إليها بدوره هي ترتدي قميص بيجامته يقف أمام الثلاجة أمسك بزجاجة من الماء فتحها ثم شرب طويلا
كانت
تقف حافية مثله
أنتهى من شرب المياه أعاد الغطاء إلى الزجاجة و وضعها بالثلاجة ثانية ثم سار ناحيتها مبتسما بعذوبة ...
ضحكت إيمان على دعابته و هي ترفع الكوب عن فمها قائلة
و انت ومحتاج توابل في إيه !
يعني صاحي نفسي هفاني على أومليت بالخضار !
اتفضل !
رمقها بخبث مغمغما
لأ. ده.. مش بيتشرب كده !!
عبست بتساؤل فأخذ منها الكوب و أماله لينسكب فوق حافة فكها فتضحك أكثر و لا تعرف أي صنف هذا !
كانا منغمسين في الرومانسية المآججة للمشاعر و لم يفطن أحدهما للطفلة الصغيرة التي على ما يبدو أنهما قد نسياها مشغولين ببعضهما فقط !!
كانت ترمقهما پغضب شديدة و دموع القهر ملء عينيها هذا زوج أمها الذي تمقته كثيرا كيف يستأثر بأمها و هي تسعد معه إلى هذه الدرجة بينما تظهر لها النفور و الإباء
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
أمها تحبه هو تكرهها هي
تحبه فقط ...
أغار الصغيرة بالحقد و لم تستطع أن تمسك عليها لسانها و هي تنادي فجأة بمزيج مختزن من الثورة و العصبية
مامي !!!
انتفض كلاهما في نفس اللحظة انسحب مراد محرجا و تظاهر بالعبث بأدوات المطبخ بينما قفزت إيمان من على المنضدة غمرت وجهها حمرة غاضبة و دفعها الخجل للصړاخ على الطفلة بعصبية
إنتي مين قال لك تخرجي من أوضتك على هنا. مش أنا إللي بصحيكي. ما تردي يا بنت !!!
عبست لمى بشدة قائلة و هي ترمق أمها پغضب مماثل
سمعت صوتك ف صحيت لوحدي !
كانت إيمان تستشيط بالفعل خاصة و هي تلاحظ محاكاة نظرات طفلتها بنظرات أبيها انفعلت عليها و هي تشير لها
اتفضلي ارجعي على أوضتك. لما أخلص إللي في إيدي هانده لك. يلا ...
تحركت الطفلة بنزق مهرولة إلى غرفتها كما أمرتها أمها و إيمان التي كانت ترتعش من شدة التوتر لم تستجيب للمسة مراد اللطيفة و هو يأتي من خلفها ليقول بصوت صلب
إيه إللي عملتيه ده يا إيمان. البنت ماتستاهلش منك العصبية دي كلها. هي عملت إيه يعني احنا إللي غلطانين. هي بقالها يومين و لسا بننسى إنها معانا في نفس البيت. لازم ناخد بالنا من تصرفاتنا !!
سحبت إيمان نفسا عميقا لعلها تهدئ نفسها.. ثم رفعت رأسها و واجهته ...
أنا خاېفة يا مراد ! .. تمتمت بيأس لا يخلو من الړعب و أردفت
مش قادرة أشوفها بنتي في كل الأوقات. ساعات لما ببصلها مش بشوف غير سيف. أنا خاېفة تكرهني بالشكل ده !!!
تعاطف معها بشدة أمسك بكتفيها و جاء أمامها مباشرة نظر داخل عينيها و قال بهدوء
لازم تتعلمي. لازم تفرقي بينها و بينه. لمى مش سيف. لمى بنتك. بنتك انتي. سيف خلاص ماعادش له وجود. مش ممكن أذى منه يطولك. و لا من غيره أنا مش هاسمح. سمعاني
أومأت له مذعنة فابتسم بتكلف و استطرد
أوكي. انت
دلوقتي هاتطلعي تصالحي لمى و تاخدي بخاطرها و تنزلوا عشان نفطر سوا. و بعدين احنا مش عايزين أي جو مكهرب في البيت إنهاردة. ماما و بابا و معاهم نازلي هانم جايين يزورونا لأول مرة.. لازم نبان في أحسن صورة قصادهم
ابتسمت له مؤيدة كلامه و تحفزت أكثر للاستعجال من أجل التحضيرات للعزيمة ما زال النهار بطوله أمامها و قد ألقى على عاتقها تحضير سفرة عامرة لتنال اعجاب والدي زوجها و جدته !
مفاجاة
37
أنت بحاجة لطفل يا حبيبتي !
مراد
وقفت تجلي بقية الصحون بذهن شارد رغم إنها ليست مضطرة للقيام بهذا فهناك مغسلة مخصوصة تقوم بذلك عنها لكنها كانت بحاجة لعمل تلهي نفسها حتى لا تتذكر تفاصيل النهار المؤرقة لعقلها و نفسيتها !
والدي زوجها جدته لقد غادروا قبل ساعة فقط و لا زالت تستعرض أمام عينيها ما يضايقها حقا لا زال السيد محمود غير راضيا عن زواج إبنه منها ظهر ذلك في طريقته الجافة معه و معها بالأخص في جملته التي قالها قبل المغادرة مباشرة المرة الجاية نيجي نبارك في حفيدنا. شدي حيلك بس يا.. عروسة! !!!
شعرت حينها بأن قلبها تفتت لمليون قطعة بالكاد أمسكت دموعها حتى خالتها بدت منزعجة كثيرا من الوضع إنها خالتها !
كيف تكون هكذا معها !
كانت لتتفهم لو أنها تزوجت من غريب و لكن أمه.. إنها شقيقة والدتها إنهما من ډم واحد إنها في مقام أمها كيف !!
الوحيدة التي أبدت لها القليل من العطف هي الجدة نازلي.. إنها امرأة مدهشة
جميلة حتى و هي في هذا العمر طيبة حنونة لم تجرحها بكلمة أو بنظرة حتى و قد أثنت على طعامها و شكلها لا تعلم لولا دعمها هي و مراد ماذا كان سيحدث لها بحلول الآن !!
إيمي !
وقع الصحن الزجاجي من يديها في الحوض لحظة إتيان صوته من خلفها أمسك مراد بكتفيها باللحظة التالية و تمتم بلطف يطمئنها
إيه يا حبيبي ماتخضيش. ده أنا ..
سمعها تتنهد بقوة ثم تطرق برأسها و هي تستند بيديها إلى الحافة الرخامية كان يعي بالضبط ما يحدث معها لذلك بقي يلازمها مد يده مغلقا