الأحد 17 نوفمبر 2024

رواية مريم القصول من 31+35

انت في الصفحة 5 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

!!!
و جرت دموعها من جديد و علا نحيبها الهادئ حاول أن يريحها بشتى الطرق لكنها لا تستجيب و تضع يديها بينهما لتبقيه بعيدا 
اهتدى إلى فكرته بغتة و هو ينفصل عنها محدقا بعينيها الحمراوين المبللتين 
أنا هساعدك يا حبيبتي.. أنا هساعدك !
رأى اليأس في نظراتها لكنه أمسك بيدها و قادها نحو المنضدة المستطيلة و بلا كلمة خلع قميصه فرمقته بارتباك قائلة 
انت بتعمل إيه !
لم يرد حتى فك حزام خصره الفاخر سحبه أمام عينيها و أمسك بيدها يضعه بها مقررا 
طلعيه كله.. ماتخليش حاجة جواكي. سمعاني 
لم تفهم ما قصده بالضبط فابتسم بالكاد بينما تسيل دمعة على طول خده أسفا و ندما عليها ثم استدار حتى واجهت ظهره العاړي إنحنى للأمام حتى لامس صدره خشب المنضدة أراح جانب وجهه فوقها و هتف على إستعداد 
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
ماتتردديش.. أنا قدامك أهو. خدي حقك مني. خدي حقك مننا كلنا يا إيمان !
الآن فهمت جيدا ما عناه فافلتت منها شهقة و هي تبكي بصوت و تشد على طوق خصره بعصبية 
لأ يا مراد. م آ ا ...
قلت لك أعمليها ! .. قاطعها صائحا پغضب و قد تشنجت عضلات ظهره أمامها
واصل محفزا إياها بتغذية كل مشاعر الحقد و النقمة بداخلها 
افتكري إللي عملته فيكي. افتكري إللي عمله فيكي سيف. و إللي عمله مالك.. افتكري كل حاجة وحشة حصلت لك على إيد كل واحد فينا. خدي حقك. ردي لي وجعك. إديهولي كله. حرري نفسك يا إيم ....
هي التي قاطعته هذه المرة !
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
و هي تنزل بأول ضړبة قوية و رنانة على جلده المتماسك كتم صيحة ألم بصعوبة لم يكن يتخيل أن تكون بهذه القوة أو لعل جلد حزامه أثبت فعاليته الثمينة حقا ...
سمعها تلهث من ورائه و استشف رغبتها بالتراجع فحثها زاجرا من بين أنفاسه العڼيفة 
كملي يا إيمان. إوعي توقفي.. كمان ...
لم تجعله يكررها مرتين و نزلت بضړبة ثانية و ثالثة و رابعة.. بينما كان يرتعد مع كل واحدة و يتأوه بصوت مكتوم و أحيانا صريح
لكنه تماسك حتى النهاية حتى أتمت عشرون ضړبة و أفرغت عليه كل مشاعرها السلبية كل ملامح الظلام بداخلها تبددت مع سماع آهاته و رؤية جلده اللامع الجميل و هو يتجرح أمام عينيها و يسيل دما ...
كفت عنه أخيرا و الراحة تغمرها للحظات قبل أن يداهمها الإنهيار مجددا و ترمي أداة الټعذيب من يدها مجهشة بنوبة جديدة من البكاء لكنه بكاء من نوع آخر لم يكن سببه الألم و لا تجد له سببا محدد
لكنها الآن لم تعد نفس المرأة التي كانت عليها منذ بضعة دقائق.. هذا مؤكد ...
بس ! .. قالها مراد مخطۏف الأنفاس
و هو يعتدل و يواجهها ثانية ضم رأسها إلى صدره متمتما بتعب شديد فوق شعرها 
إهدي يا حبيبتي.. هاتبقي كويسة. كل حاجة هاتبقى أحسن... أوعدك !
يعلم أنه بالغ في معاقبتها و هجرها يدرك تماما أن قسوته شديدة لأول مرة عليها كم يوم و هو ينأى بنفسه عنها !
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
لقد مر اسبوعا بالفعل كل يوم يراها تذبل أكثر عن
اليوم الذي يسبقه تمارس يومها بآلية بين تلبية احتياجات أطفالها و واجبها تجاهه الذي حصره بتناول وجبة الغداء فقط معها و مع أطفاله أما وجبة العشاء فكان يتناولها برفقة أمه 
كلما كانت تحاول الاقتراب منه كان يبتعد فورا معرضا عنها كان يسمعها تبكي من وراء باب الغرفة كل ليلة و لكنه وضع على قلبه حجرا ثقيلا ليمضي في هذا التأديب العسير الذي يلزمها رغم أنه كان على وشك أن يضعف أمامها مرات كثيرة في كل مرة كان يذكر نفسه بما قالته له من كلمات تجريحية تقلل من قيمته يعرف بأنه سوف يصالحها و لكن ليس بهذه السرعة ...
لولا ما حصل اليوم بلغ منها الضعف بسبب قلة الغذاء مبلغا حتى أنها كاد أن يغشى عليها راقب هو ذلك بقلب واجف أثناء مروره من أمام المطبخ ظل واقفا هناك يخشى عليها من السقوط أو أن تؤذى بأي شكل
لم يكف عن المراقبة إلا عندما تركت كل شيء و ذهبت إلى غرفة النوم لتنال قسطا من الراحة بقي في تأهب بالصالة عينه على الرواق يبنتظر يقظتها حتى قامت بالفعل ملبية نداء أحد الصغار فأمسك أدهم بهاتفه و أرسل في طلب أمه بشكل عاجل
دقائق و كان الجرس يدق قام ليفتح و همس لأمه 
أمي شوفيها بس منغير ما تقولي إني ناديتك. و بالله عليكي خليكي وراها لحد ما تاكل. أنا ماشوفتهاش كلت أي حاجة إنهاردة !
طمأنته أمينة محاكية نبرته الخاڤتة 
ماتقلقش يا حبيبي. أنا هاتصرف معاها. بس بعدين لينا قاعدة أنا و انت و تفهمني إيه إللي حصل بينكوا بالظبط. ماشي 
أومأ له مستعجلا 
حاضر يا أمي حاضر. ادخلي بس الأول و شوفيها !!
ولجت أمينة مسرعة تحت إلحاحه و هتفت منادية على ابنة أخيها بلهجة طبيعية حضرت سلاف في غضون لحظات امتثلت أمامها بهزل شاحبة الوجه الهالات السوداء تحيط بعينيها كان حالها يرثى له ...
إزيك يا عمتو ! .. دمدمت سلاف بلهجة ضبابية 
عبست أمينة بقلق و هي تقترب منها قائلة 
إيه ده يا سلاف. شكلك عامل كده ليه يابنتي. انتي ضعفانة كده ليه !
في هذه اللحظة لمحت سلاف زوجها و هو يمر متجها نحو الشرفة و يحمل في يده نفس الكتاب الذي يقرأ به منذ عدة أيام 
ابتسمت سلاف بسخرية و قالت 
أنا كويسة يا عمتو. كويسة أوي !
أبت أمينة ادعائها 
لأ مانتيش كويسة يا سلاف. بصي لنفسك في المرايا. قوليلي يابنتي مالك. أنا كل ما أسأل أدهم عليكي يقولي فوق. مش بتنزلي و لا بتكلميني. انتي تعبانة و لا في حد مزعلك !
ساد الصمت بينهما للحظات تحدق سلاف بعيني عمتها فقط إلى أن برزت الدموع بعينيها بغتة و قالت بصوت يمزقه النشيج 
أنا ھموت يا عمتو !
جحظت عينا أمينة على الفور و نطقت بهلع 
إيه. بتقولي إيه هاتموتي إزاي فيكي إيه يا سلاف اتكلمي !!!
...................
عندما نطقت جملتها قفز قلبه من موضعه هو نفسه وثب من مكانه و وضع قدما على مقدمة الشرفة تأهبا للخروج إليها.. لكنه جمد مستمعا إلى صوتها و هي تقول باللحظة التالية 
بقالي يومين بشوف بابا في الحلم. بيجي يمسك إيدي و ياخدني معاه. إنهاردة جه هو و ماما و خدوني !!
أجفل أدهم مستوعبا ما تقوله و لكنه هدأ نسبيا حين كشفت بأن الأمر يتعلق بالأحلام أخذ نفسا عميقا و واصل الاستماع لهما ...
أمينة يابنتي فجعتيني. حرام عليكي يا سلاف. ده
حلم يا حبيبتي مجرد حلم. حلم يعمل فيكي كل ده. ماتهوميش نفسك انتي كويسة !
سلاف لأ. أنا مش كويسة. أنا حاسة بنفسي. و حاسة إن مابقاش ليا لازمة في حياة أي حد أصلا !
أمينة ليه. ليه يا حبيبتي بتقولي كده. ربنا يخلي ولادك و جوزك. و ربنا يخليكي ليا. محدش فينا يقدر يستغنى عنك 
بدأت تبكي بصوت الآن و هي ترد على أمه 
أنا تعبت خلاص يا عمتو. تعبت و مابقتش قادرة أستحمل إللي أنا فيه. مخڼوقة !
لم يرفع الحجر الذي وضعه على قلبه حتى و هو يسمع صوت بكائها الذي يملأ أذنيه و هي تخاطب أمه بهذه الحړقة رغم إنه لا يثق إن كان سيصمد طويلا !
لم يحركه سوى نداء أمه الصارخ فوثب بغتة مهرولا من الشرفة إلى مدخل الشقة كانت أمينة على أعتاب الباب تصرخ منادية ابنة أخيها و زوجة ابنها ...
في إيه يا أمي !! .. صاح أدهم من خلف والدته
إلتفتت أمينة نحوه ما إن رأت أدهم حتى اسجارت به 
إلحق البت يا أدهم. نزلت تجري بهدومها و مش شايفة قصادها. إلحقها قبل ما تخرج من البيت و يجرى لها حاجة !!!
كانت تملي عليه آخر كلماتها و هو بالفعل قد تركها و انطلق في إثر زوجته بعد أن تأكد بأنها لم تتخذ المصعد لحق بها قبل أن تبلغ الطابق الأرضي عند شقة أمه مباشرة امتدت يده بسرعة و قبض على ذراعها مجتذبا إياها پعنف ...
تعالي هنا. راحة فين !
قاومت سلاف يديه و هي تصرخ فيه بضراوة 
اووعى. مالكش دعوة بيا. سيبني ماتلمسنيش !!!!
كز أدهم على أسنانه مغمغما و هو يشدد قبضتيه عليها إلى حد مؤلم 
أسيبك تنزلي بالشكل ده. انتي في واعيك 
مش هاتخطي برا البيت ده على أي حال سامعة !
و احتقنت عيناها بشدة و هي ترد بصړاخ مكتوم 
سيبني أنا مابقتش عايزاك خلاص. كنت بتقول هاتطلقني. طلقني !!!
تصل أمينة في هذه اللحظة و تحول بينهما مبعدة ابنها بحزم و هي تهتف 
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. إيه إللي بيحصل بينكوا ده. استهدي بالله يا سلاف. إهدي يابنتي مش كده مالك بس !!
أخذت سلاف تدفع يدي عمتها صاړخة 
سيبوووني. أنا هامشي. أنا عايزة امشي من هنا. مش هاستنى في البيت ده دقيقة واحدة ...
لم تيأس أمينة من محاولات تهدئتها و بقيت تكلمها بلين 
يا حبيبتي ده شيطان و دخل بينكوا. إهدي انتي بس. عايزة تروحي فين. ده بيتك و هنا ولادك و جوزك !
هزت سلاف رأسها بقوة و قد جرت دموعها الآن بغزارة فوق خديها و هي تمضي قائلة بصعوبة 
لأ ده مش بيتي. و أنا ماليش حد هنا. أنا بقيت لوحدي. مابقاش ليا حد بعد بابا و تيتة حليمة. خلاص ماليش حد !!!
و إنهارت فجأة باكية ...
و بطريقة ما وجدت الدموع طريقها لعيني أمينة و أخذت تبكي معها و هي تمد يديها لتشدها إلى صدرها بالقوة 
لأ. اوعي تقولي كده تاني. انتي عدمتي عمتك 
أنا أمك و أبوكي و كل حاجة ليكي يا سلاف. انتي مش لوحدك سامعة. مش لوحدك !
جفل أدهم و هو يشاهد ما يجري أمامه احټرقت عيناه بالدموع و شعر بالألم يعتصر قلبه يراها و هي ټدفن وجهها في كفيها تنقسم أمام عينيه إلى نصفين و لا توجد وسيلة للعودة بها عن كل هذا ...
و اقشعر خوفا فجأة عندما انتفض كتفاها و
هربت صيحات البكاء من فمها و هي تكافح من أجل التنفس تذكر قنينة الدواء خاصتها إنها بالأعلى 
كاد يتحرك من مكانه ليصعد و يأتي بها لولا أن استوقفته صړختها و لكن هذه المرة صړخة مټألمة ... 
آاااااااااااااااااااااااااااااااااااه !!!
نظر إليها ملتاعا فإذا بها تمسك أسفل معدتها و تتلوى من الألم جلل الړعب وجهي أمينة و أدهم و هما يريا الڼزيف يتسرب حول ساقيها ...
أطلب الإسعاف بسرعة يا أدهم !!! .. هتفت أمينة و هي بالكاد تسند ابنة أخيها
و لكنها سقطت فوق ركبتيها في الأخير من شدة الآلام التي حاقت بها ! .....
34
إن حبك في

انت في الصفحة 5 من 8 صفحات