السبت 16 نوفمبر 2024

رواية مريم الفصول من 21-30

انت في الصفحة 2 من 12 صفحات

موقع أيام نيوز

و يمد يده إليها بسوء كانت النيران تستعر بداخله يحجم نفسه بصعوبة حتى لا يتهور عليه ...
مساء الخير يا أدهم ! .. قالها مالك مبتسما بوداعة
كان يضع اللاصق الطبي أسفل حاجبه الآن و قد بدل ثيابه الرسمية بأخرى رياضية مريحة ...
إيمان موجودة !
تكلم أدهم بجمود فظ 
هاتروح فين يعني. طبعا موجودة.. خير يا مالك عايز إيه 
مالك بلطف إذا سمحت يعني. ممكن أدخل أشوفها !
ليه عشان تمد إيدك عليها تاني 
أنا عايز أعتذرلها.
من فضلك يا أدهم.. اسمح لي بس أقعد معاها خمس دقايق. أرجوك !
في النهاية فإن له كل الحق
إنها زوجته و إذا أرادها فله ذلك بكل تأكيد لا يحق لأدهم منعها عنه لذلك تنحى جانبا و سمح له بالدخول أخيرا ...
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
دلف مالك مبتسما بود 
متشكر !
رافقه أدهم إلى الشرفة جعله ينتظر هناك ثم عاد إلى حجرة الطعام ثانية ...
إيمان ! .. هتف أدهم مناديا على أخته برفق
تطلعت إيمان إليه و هي تناول طفلتها كأس العصير خاصتها رمقها الأخير بتعاطف و قال 
مالك هنا.. عاوز يشوفك !
شحب لون إيمان فورا فطمأنها أخيها بثقة 
لو مش عايزة تقابليه هاخليه يمشي ...
ابتلعت ريقها بصعوبة و قالت بصوت أبح 
لأ.. هاشوفه !!
رغم أن صوتا بداخلها توسلها ألا تفعل.. لكنها قمعته... و قامت متجهة إلى حيث يجلس بانتظارها ! 
يتبع ...
22 
لا أتقبل أني أفقدك !
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
مراد
جلست إيمان على الكرسي أمام مالك.. ما زالت ترتدي حجابها من الرأس حتى أخمص القدمين مر الوقت و هي تتوتر فقط و لا تنظر إليه لولا أن الطقس المسائي منعش هنا في الشرفة و الليل هادئ و صافي ربما كل هذا ساعدها و لو قليلا ...
هاتفضلي ساكتة كتير .. قالها مالك مادا جسمه عبر الطاولة الفاصلة بينه و بين زوجته
كانت تعابيره أكثر رقة عما كانت ظهر اليوم كذلك لهجته كانت لطيفة جدا و أضفى عليها نبرات اللإعتذار و هو يستأنف محاولا القبض على نظراتها المنكسة
إيمان. أنا بقالي كتير بعتذر لك.. بصي أنا حتى مش بطالبك بتفسير. عاوزك بس تعذريني. و تسامحيني أرجوكي !
بصعوبة كبيرة و لكن تحت إجبارها لنفسها رفعت رأسها لتنظر إليه حدقت بعينيه في شجاعة متزعزعة و هي تقول مدافعة بنبرة المتهم
انت مادتنيش فرصة أفهمك أصلا. و الله الموقف مش زي ما شوفته م آ ...
قلت لك مش بطالبك بتفسير يا إيمان ! .. قاطعها بحزم
أنا جاي أعتذر لك و أقولك حقك عليا. أكيد أنا غلطان. المفروض مهما حصل و شفت عمري ما أفكر فيكي بسوء. أنا أكتر حد يعرفك و اتربيت معاكي. إيمان إنتي أنقى واحدة شوفتها في حياتي. إنتي نضيفة جدا لدرجة إني أخاف أوسخك بأي شكل ...
أجفلت حين قام فجأة من مكانه رفرفت بأجفانها و هي تراه يقترب منها ثم يجثو فوق ركبته امامها و يمسك بيديها خفضت رأسها لتلاقي نظراته المتضرعة بينما يقول
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
إنتي مش عارفة قيمة نفسك يا إيمان. محدش إدالك قيمتك. جايز عشان كده حبيتك بالسرعة دي و قلبت معايا بغيرة.. طبعا عمري ما أطيق أشوف حد يقرب منك. عايزك ليا أنا و بس. و الله أنا بتمنى أعوضك عن كل حاجة وحشة حصلك لك. و أمسح كل الحزن إللي جواكي و أحوله فرح و سعادة ...
ودت كثيرا أن تصدق ما قاله إن ما وصفه الآن هو بالضبط ما تتوق إليه و لكن ليس منه أو من غيره.. إنما هو رجل وحيد تريده بكل جوارحها... هو مراد الذي تخضع له كل ذرة بكيانها و تهتف باسمه و تنتمي إليه فقط.. فقط مراد.. لعڼة عشقه التي تلاحقها ما دامت حية و ربما حتى بعد مماتها !!!
مالك ! .. تمتمت إيمان بارتباك شديد
لكنها لم تفلح في تكوين جملة أخرى ليفاجئها و هو يجذب وجهها بكفيه نحو وجهه أخذها في قلبة ناعمة بالكاد فمه يمس فمها مسا خفيفا و قد راعى القطع في شفته الذي تسبب له فيه غريمه ظهر اليوم ...
أخيرا وجدت اللإرادة بنفسها و هي تحاول إبعاده عنها و تتملص منه مغمغمة
مايصحش كده يا مالك. من فضلك.. ماما و أدهم. و لمى كمان ممكن تيجي في أي لحظة. مالك !!
جمد فجأة ضدها و أحست بجسده يتصلب و يزداد حرارة و الأدهى حين نظرت بوجهه و لاحظت إلتماع عينيه بنظرة ضارية ارتجف قلبها بشدة لا تعرف لماذا تشعر بهذه الخطۏرة كلها إزائه.. بينما تمكن أخيرا من ضبط نفسه و استعادة هدوئه
تنفس بعمق و فك حجابها قليلا و أطلق أنفاسه الحارة في عنقها محاولا بذلك أستمالة عواطفها و لكن عبثا هذا الباب تحديدا ليس له سوى نسخة مفتاح واحدة تلك بحوزة رجل واحد
هذا الرجل هو مراد !
مش قادر أصدق إنك بقيتي مراتي و مش عارف إزاي أقرب منك زي ما بتمنى
!!
كان همسه حارا عزز نزعة الخۏف بصدرها خوف غريب مجهول المصدر ...
ضغط بشفته على جانب فمها متمتما
لما أمشي هاتقولي لأدهم إننا هانعمل مشوار إنهاردة بكرة. و أنا هاجيلك بكرة في نفس المعاد الضهر. هانكون لوحدنا. مش هاجيب مايا معايا. هاخدك و نروح أي مكان نبقى فيه لوحدنا !
تحفزت بين ذراعيه الآن و هي تقول من فورها بجمود
إيه إللي بتقوله ده. انت قصدك إيه يعني إللي بتفكر فيه ده مش آ ا ...
إهدي يا إيمان ! .. قاطعها للمرة الثانية
ثم سعى لإقناعها ضاغطا عليها ما استطاع بحيله الماكرة
أنا مش قصدي إللي فهمتيه. كل إللي أنا عايزه بس أحس إنك بتاعتي أنا. نفسي مثلا أضمك في حضڼي براحتي. منغير رقابة. أقولك كلام نفسي تسمعيه مني.. عايز اتأكد إنك ليا أنا. ماحسش بأي ټهديد زي ما حسيت إنهاردة. أنا عارف إنه شعور وهمي. لكن أنا محتاج أمحيه خالص. و منغير ما أضايقك. صدقيني.. و خليكي واثقة فيا شوية. إنتي مراتي يا إيمان. محدش ممكن ېخاف عليكي و يحميكي زيي !
يا للقرف !!!
مامي ! 
أعاد نداء لمى القريب الأوضاع إلى نصابها و أطلق مالك سراحها أخذت تعدل ثيابها مسرعة و هي تخرج من وراء الشباك في نفس اللحظة ظهرت صغيرتها على أعتاب الشرفة وقفت إيمان أمامها مادة يدها لتربت على رأسها ...
نعم يا لمى عاوزة إيه يا حبيبتي .. تساءلت إيمان و هي تداري احمرارها بكفها قدر المستطاع
عقست لمى حاجبيها قائلة بصوتها الطفولي
خالو أدهم مش عاوز يلعب معايا !
مسدت إيمان على خدها بلطف
حبيبتي أكيد خالو تعبان و عاوز يستريح. هو لسا برا
هزت الصغيرة رأسها
لأ. هو خالتو سلاف طلعوا و أخدوا آدم و نور. سابو عبده لتيتة بس ..
طيب يا حبيبتي شفتي إنه طالع يستريح إزاي !
لوت لمى فمها باستياء
بس أنا بحب ألعب معاه. و خالو بيحكي لي حدوتة كل يوم. إنهاردة مش هايحكي لي !
و أغرورقت عيناها بالدموع حتى إنهمرت بالفعل و أفلتت شهقات بكاء من بين شفاهها سارعت إيمان باحتضانها و هي تقول
لأ يا حبيبتي. لأ ماتعيطيش عشان خاطر مامي.. طيب مش أنا بحكي لك حواديت حلوة بتعجبك !
أنا عاوزة خالو ! .. نهنهت لمى پبكاء حار و صوتها مكتوم في صدر أمها
تدخل مالك في هذه اللحظة جاذبا الصغيرة إليه
خلاص يا لولي ماتزعليش. تحبي أستنى أنا معاكي و نلعب للصبح أو نعمل إللي إنتي عاوزاه لحد ما تنامي
قاومت لمى يدي عمها مغمغمة
أنا عاوزة خالو أدهم. عاوزة خالووو ...
ضمتها إيمان إلى صدرها ثانية قائلة
طيب خلاص يا لمى. خلاص يا روحي هاعملك إللي إنتي عاوزاه. ماتعيطيش بقى عشان خاطري !
في جهة أخرى يتنهد مالك بسأم و هو يقول
إيمان أنا ماشي طيب. هاكلمك لما أروح ...
أدارت إيمان رأسها و نظرت إليه و كأنها تمتن لأنه قال ذلك أومأت له
تمام. هاستنى تليفونك.. مع السلامة
لكنه لم يقبل بوداع كهذا مد يده و مرر كفه على ظهرها مما تسبب لها بقشعريرة قوية كل عصب ينطق بالنفور من لمسته حتى قبض على ذراعها شدها مراعيا عدم لفت إنتباه الصغيرة.. غسلت أنفاسه الساخنة أذنها و هو يهمس لها
أوعديني ماتفكريش في حاجة طول الليل غيري. و إوعك تفكري تخلعي من معادنا بكرة.. هازعل منك أوي. ماشي يا إيمي !
باي يا لولي يا حبي ! .. قبل ابنة أخيه مودعا
أشوفك
بكرة بقى. و ليكي عندي مفاجأة كبيرة هاتعجبك. بس تسمعي كلام مامي إتفقنا
لم ترد عليه الصغيرة و اكتفت بالصمت و هي تلوذ بأحضان أمها
مر مالك متجاوزا لمى و من وراء ظهرها بعث بقبلة في الهواء لأمها أتبعها بغمزة ثم اختفى.. اختفى و لكنه ترك أثره يزلزل تلك المسكينة ذعرا ...
استيقظ اليوم متأخرا على غير عادته مؤخرا فقد قضى الليل كله ساهرا على أعماله الهامة التي هو بصدد نقلها جميعا إلى هنا بلده الأم حيث قرر سواء ظفر بإيمان أو لا فإنه جاد بشأن الاستقرار هنا
لن يهاجر مجددا لقد اكتفى من الغربة و سنوات التيه آن أوان التنعم بحياته الحقيقية و اعتناق شخصيته الأصلية ليست تلك المصطنعة التي اكتسبها جراء فجراته و غدراته هو ليس هذا الرجل السيئ تماما و سيبذل وسعه ليثبت عكس ذلك ...
أفاق على صوت التنبيه الذي استبعده لقرابة الساعتين حتى الآن مد ذراعه ليسكته فوق الطاولة المحاذية لفراشه تغلب على كسله بسرعة و قام فورا إلى الحمام الملحق بغرفته
مشى عاري الجزع إلى هناك و خرج بعد فترة وجيزة مرتجيا مئزر الإستحمام كان قد توضأ بالفعل ففتح خزانته و استخرج كنزة و سروالا من الجين ارتدى ملابسه و ذهب إلى سجادة الصلاة بمنتصف الغرفة ليؤدي فريضة الظهر المتأخرة عليه
انتهى تماما مع ارتفاع نغمة هاتفه معلنة عن مكالمة واردة إليه.. قام عن السجادة و توجه نحو الهاتف المضاء بين أغطية فراشه
ألقى نظرة على هوية المتصل عبس عندما تبين أنه رقم مجهول لكنه رد في الأخير بصوت به نبرة مستوضحة
آلو !
لم يأت أي رد في الحال.. لكن ما هي إلا ثوان و تسرب عبر السماعة صوت نحيب تعرف عليه فورا... قبل حتى أن يتأكد صاح
إيمان ! .. إيمان. رقم مين ده. إنتي فين يا إيمان !!
أصابه الهلع بشدة حين تعلا صوت بكائها الآن ثم صوتها هي و كأنه مكتوما
مراد.. أنا.. باين. لأ. مش باين.. أنا بمۏت يا مراد !
فقد عقله كليا و هو ېصرخ بالهاتف
إنتي فين !
لم ينتظر ليسمع الإجابة حالا قفز يجمع حاجياته سلسلة مفاتيحه و بعض المتعلقات الأخرى ثم إنطلق

انت في الصفحة 2 من 12 صفحات