الأحد 17 نوفمبر 2024

رواية مريم الفصول من 21-30

انت في الصفحة 12 من 12 صفحات

موقع أيام نيوز

من الرتابة الشديدة مؤخرا ما حدث الأمس هو ما يحدث اليوم ما سيحدث غدا 
ملل و الملل فقط
بينما هي الزوجة المطيعة المتعقلة تخوض حياة كهذه تنال شقيقة زوجها الطائشة كل ما تمنته الرجل الذي أحبته و اقترفت معه المحرمات زفاف الأحلام و هي الأرملة و المطلقة و الأم لطفلة ...
كيف يحدث هذا معها 
كيف يمكنها أن تحظى بكل ذلك في ظروف مثل ظروفها !
كيف !
ألا يكفي أنها تحمل عنها وزر خطيئتها في إخفاء ما رأته من فسوق و فجور سواء عن عمتها أو زوجها !!
لقد نال منها المړض بسبب كتمان ذلك السر اللعېن إلى متى عليها أن تكتمه و تتحمل سخافات الجميع !
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
اتفضل ! .. قالتها سلاف باقتضاب و هي تضع أمام زوجها كأس العصير
استرعت نبرتها انتباه أدهم الذي سلخ ناظريه عن شاشة التلفاز التي تعرض مباراة شيقة
تطلع إلى زوجته فوجدها تشيح عنه متعمدة و هي تهتم بصغارها و تقدم لهم كؤوسهم المغطاة ...
سلاف ! .. هتف أدهم بصوته اللطيف يتجذب إنتباهها
لكنها ترد دون أن تنظر إليه 
نعم 
رفع حاجبه و هو يسألها بغرابة 
مالك يا سلاف !
ردت عليه بنفس اللهجة الجافة 
و لا حاجة !
و حملت الصنينة الفارغة عائدة أدراجها إلى المطبخ ...
يترك أدهم المباراة و يلحق بها مناديا 
سلاف !
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
لكنها لا تتوقف تصغي إليه و تتجاهله ...
انتي فعلا سامعاني و مش بتردي ! .. صاح أدهم من بين أسنانه و هو يقبض على معصمها محاصرا إياها بمنتصف الرواق
كان يبذل أقصى جهد حتى لا يستمع الصغار إلى صوته العال ...
أدهم. بجد مش قادرة لك. ابعد عني دلوقتي !!
الفتور في نظرتها و العصبية في عمق صوتها أثارتا حفيظته فأخذ يهز يدها بقوة مغمغما 
في إيه يا سلاف. مالك !
إنفعلت بغتة و هي تسحب يدها من قبضته بكل قوتها 
مافيش حاجة. بطلب منك تسيبني بس. مش طايقة حاجة !!
و تركته ماضية داخل المطبخ ليبقى هو مكانه للحظات يفكر يراجع نفسه.. هل أخطأ 
ما هو موطن خطؤه معها تحديدا 
إنها تبدو غاضبة حتى قبل ان يحاول التحدث إليها.. و لكن مم هي غاضبة !
لم يبقى أدهم ليفكر في هذا أكثر دلف ورائها إلى المطبخ فرآها تقف عند الحوض تجلي بعض الصحون و يبدو من حركة يديها العصبية و الكدر الشديد تلك الحالة نادرا ما تصل إليها و غالبا يكون السبب حقا كبير و ليس تافها مثل الذي تخترعه أحيانا لتتدلل عليه !!!
أنا آسف ! .. تمتم أدهم و هو يأتي من خلفها ملامسا كتفها بلطف
سمعها تتنهد بحرارة فأكمل بنفس الطريقة دون أن يجازف بالاقتراب اكثر حتى لا يزعجها 
انفعلت عليكي و عاملتك بقسۏة. ماكنتش أقصد يا حبيبتي.. بس تصرفاتك فاجئتني. ناديتك و ماردتيش عليا. و حسيتك مضايقة. قوليلي مالك. انتي عارفة إني مش بحب أشوفك مضايقة !
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
لم تتغير لهجتها بل ازدادت حدة و هي ترتعش تحت لمسة يده من فرط العصبية 
قلت لك مافيش حاجة. ليه مش عايز تفهم. ليه مش عايز تسيبني في حالي !!
و استدارت صوبه متقدة العينين كان يرمقها بخيبة أمل و حزن بين أراد جزء صغير بداخلها أن تكف عن الڠضب و النقمة عليه فقط حتى لا يظل ذلك
التعبير على وجهه لكنها لم تتحكم بنفسها فقدت تلك الصلاحية تماما الآن ...
اهتاجت الأنفاس بصدرها و هي تفتح فاها ليخرج الكلام دون سيطرة مرة أخرى 
خلاص مابقتش حتى قادر تحترم إرادتي. و لا عايز تديني مساحتي. مطلوب مني أفضل مضغوطة طول عمري !
قطب جبينه بشدة و هي يرد عليها بغلظة 
تقصدي أي نوع من الضغط يا مدام أنا ماظنش بجهدك بطلباتي أبدا. أنا أصلا طول أيام الأسبوع برا البيت و مساحتك إللي بتتكلمي عنها دي أكتر حاجة موفرهالك بسبب ظروف شغلي. كده مش ناقص غير تشتكي من خدمة ولادك. بس حتى دول لو تعبتي و كليتي بيهم عنك خالص و اعتبريهم مش ملزومين منك. من دلوقتي ممكن أمي تتكفل بخدمتهم و ممكن أجيب واحدة تساعدها كمان في غياب إيمان. و لا إنك تضايقي نفسك و تتعصبي علينا كده. مش مستاهلة !!
و كأن كلامه ما ينقصها لتهبط نفسيتها للقاع كان بيدها طبق مسطح هوت به پعنف صوب الأرض لينكسر في الحال محدثا جلبة كبيرة بينما تصرخ في وجهه و تصدمه أكثر 
محدش حاسس بيا.. انت كمان و لا بقيت تحس ...
و أضافت و هي تلهج بصعوبة و الدموع تتساقط من عينيها 
أنا شايلة فوق طاقتي !
لم تكن لديه فرصة للرد و لا هي لإضافة شيء آخر شحبت فجأة و أزرقت شفتاها داهمتها نوبة الربو التي قطعتها لأشهر هذه المرة اعنف و أشد
تسعل و تشهق و كأنها بالنزع الأخير يتلاشى ڠضب أدهم منها كليا في هذه اللحظة يسارع غليها يلحق بها قبل ان ټنهار فوق ركبتيها يسندها بين ذراعيه و يهزها هاتفا بقلق شديد 
سلاف. إهدي يا حبيبتي. إهدي و خدي نفس ...
حملها باللحظة التالية و هرول بها إلى غرفة النوم وضعها فوق الفراش و إنقلب يفتش بدرج الطاولة المحاذية حتى جاء بقنينة الدواء عاد إليها و أمسك رأسها بزاوية بين صدره و كتفه وضع فوهة القنينة بفمها ثم ضغط الرأس ثلاثا كما أشار الطبيب لينتشر البخاخ عبر القصبة الهوائية وصولا إلى الرئتين
و لعلها احتاجت لدقيقتين إلى ان تعافت من النوبة القاسېة
جلست هادئة بين ذراعيه و هو بدوره لم يثير أي نقاش بل بقى يضمها هكذا و يمسح على رأسها بحنان.. حتى تطلعت إليه
و بأعين دامعة مد كفها لتداعب لحيته تبسم لها ببساطة و لم يتكلم فقالت هي الجملة التي لم يتوقعها الآن قط 
أنا عايزاك.. دلوقتي !
أجفل أدهم بوضوح كان غريبا على اذنيه طلبها إنها في الحقيقة لم تطلبه بلسانها طوال سنين الزواج أراد أن يظن أي شيء آخر غير الذي فهمه
و لكن نظرتها تؤكده !!!
تنحنح أدهم مبددا ارتباكه و هو يتعاطى مع الأمر بحيادية قائلا 
لو كنتي صبرتي شوية بس منغير كل إللي حصل من عشر دقايق كنت انا إللي طلبت منك ! .. و مسد على خدها مستطردا 
بس انتي شكلك مرهق. ممكن ترتاحي شوية بس !
واصلت التحديق إلى عينيه بقوة و هي تكرر 
دلوقتي يا أدهم !!
حاول أن يجاريها بشكل طبيعي حتى يفهم ما بها بالتدريج فقال مذعنا لرغبتها 
حاضر.. هاخد الولاد طيب و أنزلهم عند ماما. و جاي لك علطول !
هزت رأسها موافقة
أفلتها برفق و مضى خارجا من الغرفة و عقله لا يكف عن تحليل تصرفاتها ...
فرغت من حمامها بعد قضاء ساعة بالداخل لما عادت إلى الغرفة وجدت الستائر مفتوحة و ضوء النهار مبهرا كان مراد يقف
بمحاذاة الشرفة العريضة يتحدث في هاتفه لا يزال عاري الجزع و لا يرتدي سوى سروال البذلة
ما إن شعر بوجودها حتى أنهى المكالمة و استدار ناحيتها مبتسما بينما كانت تحدق الآن إلى كومة العلب هناك بجوار الخزانة الضخمة كلها تحمل علامات الماركات العالمية الفاخرة.. كريستيان ديور فيكتوريا سيكرت إيف سان لوران جيمي تشو ...
أخيرا خلصتي ! .. هتف مراد مقبلا عليها
توقف على بعد خطوة منها بينما تسأله مشيرة إلى الأغراض الكثيرة 
إيه كل الحاجات دي 
جاوبها مراد و هو يحك مؤخرة رأسه 
دي هدوم عشاني انا و انتي. طلبتهم أون لاين. انتي ناسية إننا جينا على هنا منغير شنطة هدوم. مش معقول هاننزل من هنا بلبس الفرح ! .. و استطرد مطمئنا إياها 
ماتقلقيش انا اخترت لك هدوم تناسب الحجاب. كلها فساتين واسعة و مانستش الإيشاربات طبعا. هاننزل من هنا على بيتنا نحضر شنطة صغيرة ليا و ليكي. و بالليل هانكون في المطار إن شاء الله
هانروح فين !
حقا كان الفضول يطل من عينيها فابتسم هازا رأسه و هو يقول 
لا لا يا قطة مش هاتوقعيني. مش هاتعرفي أي حاجة دلوقتي. قلت لك عندك جدول مفاجآت.. مش قلت 
زمت شفتيها مذعنة فمد يده ممسكا ذقنها بين سبابته و إبهامه قائلا 
الفطار هناك في التراث. غيري هدومك و اقعدي افطري ماتستننيش أنا شربت القهوة و خلاص هاخد شاور بسرعة بس !
هم مراد بالإسراع للحمام لكن زوجته قبض على رسغه و استوقفته أدار وجهه لها و هو يرمقها بتساؤلا فبدا عليها القليل من الحرج و التردد
اقتربت منه كثيرا حد اللصوق و رفعت ذراعيه لتشبكهما حول عنقه وتشب قليلا وسط إجفاله ريبته لم يحاول مقاطعتها عن أي شيء تفعله فتحت فاها متمتمة على إستحياء 
ممكن تبتسم !
عبس مستغربا من طلبها لكن فك العبوس بسرعة و فعل ما طلبت رسم ابتسامة بسيطة على ثغره فقالت 
أكتر يا مراد. ابتسامة أكبر !
ابتسم باتساع أكثر و هو يتساءل بداخله عشرات الأسئلة يخشى لو أنها فقدت عقلها اخيرا لكنه تفاجأ حين دنت منه مقبلة جانبي وجهه و الحفرة العميقة بذقنه ...
أسبلت عيناها في خجل من شدة تحديقه فيها ليسألها الآن بصوت هادئ 
ممكن أعرف بس كان إيه ده. و لو مافيش سبب Its Okay مش مهم !
تنهدت بعمق و جاوبته متحاشية النظر بعينيه 
من زمان. من أول مرة شوفتك بتضحك. كانت جوايا أمنية شايلها لليوم ده. انت فاهم يعني عشان حرام أعمل كده و احنا مافيش صلة بينا.. انت عندك غمازات حلوة أوي. دي الحاجة الوحيدة إللي كنت مش بقدر أغض بصري عنها. دلوقتي مابقاش حرام حتى أفكر في كده بس ...
كلماتها غير المرتبة فهمها جيدا و جللت وجهه ابتسامته الأكثر جاذبية الآن و 
و أنا من دلوقتي عندي كل الوقت إللي أعرفك فيه التفاصيل إللي بعشقها فيكي.. في وشك. شعرك.. جسمك
المنحرف !!!
تمام. قلت عندي وقت. مش لازم يكون إنهاردة أو حتى بكرة.. ماتخافيش يا حبيبتي. أنا مش هاعمل غير إللي تعوزيه و بس. إتفقنا 
و حاول الفكاك منها برفق لكنها تشبثت به أكثر فوقف حائرا !!!
ازدردت إيمان ريقها بتوتر قائلة 
خليك معايا.. أنا عندي ذكريات كتير وحشة. مابعرفش أنام بسببها. أول مرة أنام لحظة ما أغمض عيني إمبارح و أنا في حضنك.. من فضلك خليك معايا. ماتسبنيش !
تأثر بشدة لإقرارها و كره نفسه لأنه تسبب بتعاستها لسنوات طويلة في نفس الوقت دعوتها الصريحة المباغتة لا تقاوم حقا خاصة و هي تتمسك به بهذه الطريقة و ترمقه بتلك النظرة ...
أنا بس خاېف عليكي. ممكن يكون ده مش في مصلحتك دلوقتي. على الأقل لما نزور الدكتورة و آ ...
ماتقوليش دكاترة دلوقتي !! .. قاطعته منفعلة و أردفت بصوت أهدأ 
من فضلك. مش عايزاهم ياخدوا الجزء ده مني. عايزة أنساهم.. من فضلك يا مراد !
لم يكن واثقا ع
أية حال يخشى ألا تكون تعني ذلك حقا لكن أمام إصرارها لا يملك حجة ...
استعمل الحيلة الأخيرة لأجل أن يمنحها فرصة لتراجع نفسها فأشار إلى التراث قائلا 
طيب و الفطار !
أطل الآسى من عينيها و هي تناشده بيأس 
مش عايزة فطار دلوقتي. مش عايزة ...
بعد كل هذه الاستغاثات الانتظار هو الشيء الوحيد الذي لن يعطيه لها.. 
خليكي فاكرة كويس ! .. همس مراد
كل إللي فات كان مجرد حلم وحش. انتي من أول يوم ليا أنا. محدش يقدر ياخد مني حبيبتي. لو من قبل. و لو بعدين !
لم يفلح معها شيء.. حتى بعد أن نفذ كل طلباتها و طاوعها في كل رغباتها 
لا زالت بائسة تنأى بنفسها داخل الحمام لوقت طويل بينما ينتظرها بالخارج شعر بحركتها وسط الرواق فقام يتفقدها بغرفة النوم
وجدها بالفعل تجلس فوق الأريكة المقابلة للسرير لا يزال الفراش مبعثرا و لكنها تبدو غير مهتمة تبدو هادئة واجمة شعرها الأشقر أكثر قتامة الآن يقطر منه الماء و تتشربه المنشفة حول جسمها 
يمشي أدهم صوبها يجلس إلى جانبها مثيرا حديث بينهما 
سلاف. أنا لغاية اللحظة دي بسايسك و مهاودك في كل حاجة. لأني حاسك مش مظبوطة. و للأسف مقدرتش اعرف السبب بردو.. لو سمحتي ممكن تتكلمي و تقوليلي مالك !!
بقي بانتظار ردها باصغاء لتدير رأسها تجاهه تنظر في عينيه و تقول بثبات تحسد عليه 
أنا عايزة أطلق يا أدهم

11  12 

انت في الصفحة 12 من 12 صفحات