السبت 16 نوفمبر 2024

رواية مريم اافصول من 16-20

انت في الصفحة 3 من 9 صفحات

موقع أيام نيوز

بتثق فيا و لا لأ ! .. حدثه الطبيب بجدية
أدهم عابسا بوهن شديد 
أكيد يا دكتور أمجد !
الطبيب بحزم خلاص يبقى تصدقني و ماشوفش وش القلق ده عليك ! .. و حول ناظريه نحو سلاف مكملا 
و إنتي يابنتي. ماتخافيش إنتي كويسة.. ممكن اسألك سؤال 
بالكاد خرج صوت سلاف هامسا أبحا 
اتفضل !
إنتي حصلت معاكي حاجة إنهاردة ضايقتك صح 
إتسعت حدقتاها و ارتبكت فجأة من تلك المباغتة بينما بقى ادهم هادئا في انتظار ردها الذي تأخر كثيرا بل لم يأتي أصلا ليسترخي الطبيب للوراء قليلا و قد خمن الإجابة فقال بهدوء 
طيب أيا كان يا مدام. إنتي المړض إللي عندك ده مزمن. و مش بيظهر أعراضه غير في حالتين. مواسم الخريف و الربيع. و الحالة التانية ناتجة عن الحالة المزاجية. زي إنك مثلا تسمعي خبر يضايقك. حد يزعلك كده يعني.. ف كل ده بردو حاجات لا تدعو لأي قلق. مبدئيا الوقاية. أولها النقاب ده. لازم يتخلع !
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
نعم ! .. خرج هذا الاعتراض من فاه أدهم
فأردف الطبيب ناظرا إليه بقوة 
مش بمزاجك و لا مزاجها يا دكتور. أي حالة ربو ماينفعش معاها
خنقة النفس أبدا. قولا واحدا النقاب لازم يتخلع !
يقال أن السر إذا خرج عن اثنين فلن يبقى سرا.. فماذا لو عرفه أربعة 
زوجها الراحل و قد توفى و حمله معه إلى قپره و لكن إبنة خالها زوجة أخيها... لقد رأتها بالمچرم بالمشهود.. ضبطتها متلبسة في ذلك الوضع المخل
يا للخزي
يا للعار !
كان كل ما أرادته إيمان بعد افتضاح أمرها أن تستلقي هكذا و تظل تبكي حتى تخرج روحها تشعر بالۏجع من كل شيء تشعر بالڠضب تحتقر نفسها أكثر كل هذا يفوق قدرتها على التحمل لقد أخطأت و دفعت الثمن.. لكن يبدو بأنه ليس كافيا
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
هل يجب عليها أن ټموت حتى تجد الراحة و السلام !
و إن سخت بروحها فهل من سلام بعد ذلك.. أم عڈاب آخر و أدهى ينتظرها !!!
إيمان !
ناداها صوت أمها من جديد و كانت قد تحاملت على نفسها و ارتدت ثيابها بصعوبة و ها هي تمسح دموعها في الملاءة ة تقوم واقفة مشت بآلية تجاه باب الغرفة و فتحت القفل ثم جذبت المقبض لتصير وجها لوجه أمام أمينة ...
لسا بټعيطي .. تمتمت أمينة بشفقة واضحة على إبنتها
وقفت إيمان كصخرة جامدة بينما تستطرد أمينة بعصبية 
ليه بتعملي في نفسك كده يابنتي و عشان إيه. لما إنتي كارهة نفسك بالشكل ده بسبب إختيارك ما تقولي لأ. إحنا لسا فيها يا إيمان. أدهم أخوكي عنده حق. مالك ماينفعكيش زي سيف بالظبط. ليه بتجني على نفسك للمرة التانية
رفعت إيمان يدها و نزحت بقايا دموعها بقوة قائلة بصلابة 
عشان ده إللي لازم يحصل. ده إللي لازم يحصل يا ماما.. و هايحصل !
هزت أمينة رأسها بعدم تصديق و هي تصيح فيها 
هو إيه إللي هايحصل. إنتي مفكرة إنك كده بټنتقمي لكرامتك منه. مفكرة إنك ممكن ټندمي مراد عليكي يعني و تغظيه.. إللي إنتي ماتعرفيهوش إنك بتغيظي نفسك و بس. محدش هايتئذي غيرك يابنتي !!!
أومأت لها موافقة 
أيوة.. عندك حق. عندك حق. كلامك كله صح. صح !
و ظلت تردد الكلمات مرارا و تكرارا بطريقة أثارت ريبة أمينة و أقلقتها على وضعها العقلي و النفسي ...
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
لكن دخول كلا من أدهم و سلاف أنقذ الموقف وجعل الأم و إبنتها تكفان.. و لكن صمت إيمان كان رهبة و مخافة
لحظة إلتقاء عينيها بعيني سلاف تضاربت بداخلها مئات المشاعر و أبرزها الخجل و رغم ذلك لم تقدر على إزاحة بصرها عنها قيد أنملة ...
خير يا حبيبتي. طمني يا أدهم عملتوا إيه عند الدكتور ! .. استقبلتهما أمينة بالتساؤلات متوجهة ناحية سلاف فورا
احتضنتها بحنان بينما يخبرها أدهم و قد انتقلت له عدوى الإرهاق هو الآن 
الحمدلله يا أمي بخير. الدكتور طمنا. الهانم طلع عندها مرض مزمن في صدرها و كانت هاملاه.. تعرفي لو ماكنتش أصريت عليها و خدتها للدكتور كانت المضاعفات في المستقبل هاتكون خطېرة لا قدر الله ! .. و وجه حديثه لزوجته معاتبا 
الله يسامحك يا سلاف. أنا شخصيا مش مسامحك
ضحكت سلاف بخفة و ردت عليه بصوتها الناعم 
ماتقدرش يا حبيبي. انت روحك فيا.. تنكر !
اعترف أدهم و هو يميل مقبلا خدها 
عشان السبب ده تحديدا مش مسامحك. عشان روحي فيكي يا سلاف !
ردت له القبلة و هي تهمس بعشق 
حبيبي !
علقت أمينة باستنكار 
هو إيه ده منك ليها. مش ليكوا شقة. عيب كده احنا واقفين 
ضحكا الزوجين معا اعتذر أدهم من والدته لتحدق سلاف بإيمان مباشرة الآن و هي تقول
بنبرة ذات مغزى 
إحنا عاوزين أيامنا الجاية كلها تبقى كده. ضحك و سعادة بس.. و خاصة عندنا فرح بكرة. فرحتنا بإيمان. فرحة ماتتقدرش بشيء !
نظرت إيمان لها و لأول مرة تحس نحو تلك المخلوقة بهذا الخۏف الرهيب !
اليوم ألا يقترض بأن يكون يومها !
إن الحياة تقدم لها فرصة على طبق من ذهب حياة جديدة تماما حياة حيث لن تكون مجبرة أن تسأل عن الماضي.. أو توقع السوء بالمستقبل لقد تحررت بالفعل من قيودها
زوجها ماټ و أخذ سرها معه و حبها رغم أنه عاد ليطاردها و لكنها مسألة وقت حتى يمل من جديد و يرحل كدأبه 
الشيء الوحيد الذي لم تكن تحس له حسابا هو افتضاحها أمام أقرب الأقربين إبنة خالها زوجة أخيها لا يمكنها أن تتخطى هذا العاړ إنه حتى أكبر من عارها الذي تحمله فوق عاتقها كل تلك السنوات كلما مر المشهد على خاطرها تكاد ټموت خزيا !
سكر محلي محطوط على كريمة. كعبك محڼي و العود عليه القيمة.. هكذا رددت عائشة بصخب فور إقتحامها غرفة شقيقتها الكبرى
كانت الغنوة تصدح من الداخل حيث إلتففن فتيات العائلة حول العروس يجهزنها بعناية فمايا تتقن صنع تحفتها الفنية بالمكياج و حلا تختار لها لون طلاء الأظافر بينما سلاف في الطرف الآخر من الغرفة تقف أمام الخزانة تقوم بإخراج الفستان المطرز ببساطة من غلافه و تحضيره بحذر ...
مبارك أختي !
أغلقت عائشة باب الغرفة من خلفها منطلقة صوب أختها الابتسامة ملء وجهها و هي تدنو محتضنة إيمان من ظهرها 
مش مصدقة عنيا يا إيمان أخيرا رضيتي علينا و هاتفرحينا !!
إغتصبت إيمان ابتسامة و هي تربت على يدي أختها المحيطة بها بينما تهتف مايا بتقريع مازح 
و إنتي كنتي عايزة تفرحي بيها إزاي يا شوشو. بعد سيف يا مالك يا بلاش. مش كده يا إيمو !
نظرت إيمان لها مبتسمة ابتسامة بلا روح و لا معنى لترد حلا مضيفة على الدعابة 
في إيه يا ست مايا ما خلاص مش هانزايد على النصيب. ده كله شغل ربنا. و بعدين ماتبقيش واثقة كده مش يمكن تقسم لغيره زي الأفلام الهندي !
جلجلت الضحكات المعابثة و ضجت بالغرفة لتأتي سلاف و تضم صوتها للحديث بصوتها الناعم 
لأ ماتقلقيش من الناحية دي يا حلا.. فرحتنا هاتم إن شاء الله. و مافيش أفلام هندي هاتحصل ..
و نظرت بعيني إيمان عبر المرآة تلك النظيرة المريبة مؤخرا ارتجفت إيمان من داخلها بينما تسمع صوت سلاف 
يلا يا عروسة قومي عشان نلبسك الفستان. زمان المأذون على وصول !
توشك أن تبكي تنظر إليها پخوف و تشعر بغصة في حلقها لكنها لا تقو على النطق و لكي لا تلفت الإنتباه تستنشق نفسا عميقا و هي تومئ يرأسها مرتين تنهض واقفة و تخلع روبها القصير تتلقفها أذرع الفتيات و بدورها تسلم نفسها لهن مسلوبة الإرادة ...
إنفتح الصالون الكبير على الشرفة الرئيسية الفسيحة فصنع ذلك تيار من الهواء العليل أخذ يعبث بالأزهار المتدلية من السقف ناشرا نسمات عطرة و منعشة كانت الشقة أكثر إكتظاظا الآن و قد اقتصر الحضور على الأقارب فقط و بعض الجيران من السيدات و الفتيات 
في الجهة الأخرى من الشقة جلس الرجال يتوسطهم ذو المهابة و الوقار الدكتور أدهم عمران.. على يمينه جلس مراد واجما متشحا بالسواد في كلا القميص الضيق حول جزعه و سرواله الكلاسيكي و شماله جلس مالك متهلل الأسارير مزدانا بحلته باللونين الأبيض
و الأسود كان لا يكف عن طرح الدعابات و النكات التي يضج لها المجلس بالضحك ما عدا أدهم لم يكن مسرورا أصلا بما يحدث كان الأخير يشيع المرح كشيمته منذ اشتداد عوده و مطلع شبابه
و لعل ذلك أكثر ما أضرم بصدر مراد نيران الغيرة أكثر ليس لأنه محبوبا من قبل الجميع و لكن لسبب آخر تماما.. فذاك الولد اليافع الذي يسبقه هو بأشواط من العمر الخبرة و حتى الغراميات في الحقيقة أنه لن يبذل مجهودا كثيرا حتى تقع إيمان بغرامه !
لو قضت معه بعض الوقت سوف ينسيها حتى اسمها بمجرد النظر إليه تتأكد تلك الحقيقة و هذا يمزقه و يشعل في قلبه حرائق ...
إيه يا دكتور زياد لو ماكنش كتب كتاب إيمان ماكناش هانشوفكوا ! .. وجه أدهم حديثه لزوج شقيقته الصغرى و صديقه الصدوق
إبتسم زياد ممسدا على رأس صغيره ذو الثلاث سنوات و رد عليه 
و احنا نستغنى بردو يا شيخ. ده انتوا الخير و البركة. بس انت عارف الشغل بيبقى إزاي و الإجازات تقريبا مافيش خالص.. بس مش إحنا بنعوضكوا في الصيف 
أدهم بزجرة تنم عن خبث 
لا يا راجل و احنا فين دلوقتي. ده يوليو طلع برد أوي بقى تصدق !
ضحكا معا بينما ذهن مراد في مكان آخر حتى قطع أدهم حبل أفكاره ملوحا أمام وجهه 
يا مراد باشا. نحن هنا.. إيه روحت فين كده !
إنتبه مراد إليه و أولاه نظره الشارد ...
مالك يا مراد .. تمتم أدهم بقلق و هو يميل صوبه قليلا
كان الأخير يعبس بشدة و هو يحارب الصراع بداخله إنها الفرصة الأخيرة أمامه فهل يملك الشجاعة !!!
حسم أمره بدفعة قوية من الأدرينالين انتشرت من قلبه لبقية أعضاؤه فتح فاهه متأهبا لقولها أخيرا.. و لكن ...
المأذون وصل يا أدهم ! .. هتفت أمينة من على مقربة
اشرأب أدهم برقبته قليلا ليراها و ما لبث أن قام ليستقبل المأذون متناسيا حواره الوشيك مع إبن خالته أما مراد فجلس يتآكل من الڠضب عاجزا عن فعل أي شيء لا يطيق شيء و الزغاريد تحاوطه من كل حدب و صوب أصوات الاحتفال نصال حادة أجواء الفرح خانقة
ماذا يفعل هنا بحق الله !
لم هو بهذا الخنوع 
ألا ينبغي عليه أن يحارب قليلا من أجلها.. بعد أن تبين له بأنها أبدا ستظل حب حياته !
هل يخسرها هذا المرة أيضا و إلى الأبد !!!
عاد أدهم بعد لحظات مصطحبا معه شيخا يرتدي الجبة و

انت في الصفحة 3 من 9 صفحات