رواية مريم من 6-15
الأنيقة و عدا عن صوت لمى الطفولي الناعم كان الجو هادئا إلا أن إيمان لم تشعر بالراحة مطلقا خاصة و هي تشعر بنظراته تكتنفها ثم تسمع صوته مبغتة
أظن طنط أمينة قالت هاتسيبنا على إنفراد عشان نتكلم براحتنا بس أنا حاسك غريبة أوي إنهاردة يا إيمان !!
وجهت ناظريها إليه و هو يتحدث إمتثالا لآداب الحديث ثم قالت و هي تبتسم بخفة
انت متهيألك يا مالك أنا كويسة خالص و الله
فعلا
أيوة !
إمم طيب إنتي عارفة أنا جاي ليه إنهاردة !
لاحظ على شعاع الظهيرة الشتوية الغائم قسماتها الرقيقة المتعبة و عينيها العسليتان منطفئتين قليلا لكن مع ذلك كانت جميلة كما هي شيمتها بعيدة عن التكلف طبيعية و هنا يكمن سر جاذبيتها منذ أن جاء اليوم و كلما نظر إليها شعر بما يشبه صعقة كهربائية
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
راوغ مالك قائلا باسلوبه الماكر
أكلمهم في إيه ماتعرفيش !
تنحنحت إيمان و هي تقول بمزيد من الاضطراب
مالك المسألة مش ناقصة إحراج أكتر من كده أنا عارفة إنك طلبت تتجوزني و أنا موافقة خلاص بقى من فضلك !
إنحسر مرحه فجأة و هو يرد عليها بحدة
خلاص يعني إيه إنتي شايفاني إيه قدامك يا إيمان أنا مش الولد الصغير إبن إمبارح إللي كنتي تعرفيه أنا بقيت واحد تاني و إنتي دلوقتي في حكم خطيبتي مهما كانت الظروف مهما كانت العوائق بينا من وجهة نظرك ده ماينفيش إني راشد كفاية وراجل أقدر أتحمل قراراتي أنا اخترت ارتبط بيكي بارادتي و إوعك تفكري إن فارق السن ده يديكي أفضلية عليا بأي شكل جايز مقدرش أثبت لك ده دلوقتي لكن لحظة ما تبقي مراتي هاتتأكدي مليون في المية من كلامي !!
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
لكنها لا تريدها معه إنه رجل و راشد كما قال بل و يمتلك من الوسامة ما يميزه عن أخيه الراحل و يجعله متفوقا عليه لكن كل هذا لا يحرك فيها شعرة قلبها لم يكن يوما ملكا لأخيه و حتما لن يكون له
منك لله يا مراد مش مسامحاك همست بهذه العبارة بينها و بين نفسها و قد فشلت بحبس الدموع التي طفرت من عينيها بغتة و خانتها جارية على خديها
تجمد مالك من الصدمة حين رآى دموعها تبخرت كل مخططاته للسيطرة عليها منذ البادئ هب واقفا من فوره أتى بجوارها و مد لها منديل قائلا بارتباك كان نصيبه هو هذه المرة
أخذت من المنديل الورقي دون أن تنظر إليه لكنه كان غير كافيا لتجفيف مدامعها التي فتحت على الآخير و لم يعد لها سلطان عليها و لما عجزت أكثر حجبت وجهها بكفيه و راحت تجهش پبكاء مرير اجتذب نظرات الصغيرة لمى نحوها
من جهة أخرى شعر مالك بتأنيب الضمير أكثر و هو يحاول معها مرة أخرى
أنا آسف و الله و الله مقصدش أزعلك حقك عليا طيب يا إيمان إهدي عشان أشرح لك إنتي أهم عندي أنا بالأخص من كل حاجة مهما حصل أنا مش ممكن أغلط في حقك أنا جايز أكون فهمتك غلط و قلت كلام زعلك أنا آسف تاني !
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
تناهى صوت لمى إلى مسامعها في هذه اللحظة
غصت نشيجها في الحال حابسة أنفاسها ثم كفكفت عينيها في كم كنزتها قبل أن تتطلع إليها كانت الصغيرة تقف إلى جوار عمها و لكن أقرب إليها
نعم يا حبيبتي ! خاطبتها إيمان بلهجة منكسرة
قلبت لمى شفتها السفلى و هي تشير إلى آثار الدوع اللامعة على وجنتيها
إنتي بټعيطي !
هزت رأسها سلبا و هي تقول بشبه ابتسامة
لأ يا روحي أنا عيني دخل فيها تراب بس أنا كويسة بصي روحي هاتيلي كوباية ماية من عند تيتة بسرعة و تعالي
حاضر !
قبلتها إيمان على خدها أولا ثم تركتها تركض حيث أمرتها أخذت تستغل هذا الوقت في غيابها لتكبح كل هذا الجزع و الضعف الذي طفى على السطح فجأة
كان مالك لا يزال واقفا مكانه رفعت إيمان رأسها لتنظر إليه بعينيها اللامعتان
أنا مش هسامح نفسي على إللي عملته فيكي ده ! قالها بندم جم
عبست محدقة فيه بغرابة أجل هي تعلم أن ردة فعلها مبالغ بها على الأقل بالنسبة إليه لكن رده هو أدهشها لماذا يشعر بكل هذا الأسى
يتحتم أن يراها سلبية و رمزا للكآبة و النكد كما كان يتفنن أخيه بتلقيبها !!
تفاجأت إيمان و هي تراه يجثو فوق ركبته باللحظة
التالية و لم تأت بحركة عندما قبض على يدها بكف و بكفه الأخرى يمسح على رأسها المغطى بالوشاح الزهري
بقيت هادئة كليا و هي تنصت إلى همسه المسموع و الذي كان ليذيب أخريات غيرها
أنا بقدرك جدا إنتي عارفة مافيش راجل مايتمناش واحدة زيك إنتي جوهرة نادرة يا إيمان لسا حلوة و جميلة زي مانتي صدقيني أنا مش زي سيف أنا عمري ما هاسيئ معاملتك أنا هاعوضك عن كل إللي عشتيه معاه و هاتشوفي
مالك !!!
بدد هتاف أدهم هدوء الأجواء بقساوة مفاجئة و دب الذعر بقلب إيمان !
14
خرجت أبحث عن العشق و رجعت ممزقا الآن أنا بين يديك أشلاء أرجوك لا تتركيني !
مراد
على عكس إيمان التي ماټت بجلدها فور ظهور أخيها فجأة و ضبطها متلبسة تصرف مالك بمنتهى الهدوء و هو يقوم من ركوعه و إستدار ليلاقي أدهم مبتسما
أدهم ! ازيك يا كبير واحشني جدا و الله
اقترب أدهم خطوتين منه و عيناه تقدحان شررا
الظاهر إني كنت غلطان في تقديري ليك انت ماتفرقش حاجة عن أخوك !
قامت إيمان محاولة تلطيف الجو
يا أدهم آ
اسكتي إنتي خالص !!! صاح أدهم پغضب مستطير
فألجم لسان إيمان و جمدها بمكانها من الړعب
فهي نعم تخشى أخيها و ليس فقط تحترمه
نقل أدهم نظراته المتقدة محدقا بمالك ثانية
انت بتكلم إيمان بالشكل ده ليه يا أدهم قالها مالك بأريحية لا تخفي احتجاجه
كلامك معايا أنا كنت بتقول إني مافرقش حاجة عن سيف صح !
كور أدهم قبضته ممسكا شره بصعوبة و هو يقول بخفوت مخيف
قدامك 3 ثواني عشان تمشي من وشي يا مالك و إلا
مالك بتحد و إلا إيه يا دكتور بتهددني !!
لم يتعاطى معه أدهم بكلمة أخرى ھجم عليه شادا إياه من تلابيبه پعنف كبير لتقفز إيمان فوق مقعدها صاړخة
خلال لحظات كانت كلا من أمينة و مايا هنا كتمت مايا صړخة ملتاعة بكفيها لمرآى شقيقها في هذا الوضع بين يدي أدهم بينما أمينة قد هرعت نحو إبنها في الحال هاتفة و هي تحاول الحؤول بينه و بين الأخير
أدهم إيه إللي بتعمله ده يابني ماسك في ابن عمتك كده ليه بس سيبه بقى !
تركه أدهم بصعوبة و هو يلتفت صائحا بأمه و قد خرج عن شعوره
أسيبه طبعا مانتي كمان سايبة السايب في السايب يا أمي أدخل عليهم ألاقي ماسك إيدها و بيحسس عليها إزااااااي نايمة على ودانك !!
إلتفتت أمينة نحو مالك ناظرة إليه بمزيج الحنق و خيبة أمل
كده يا مالك كده بردو تخون ثقتي و تسود وشي قصاد إبني
إوعي بقى كده إنتي لسا هاتعاتبي !
تأوهت أمينة مصډومة حين شعرت بقبضة أدهم تشدها للوراء كي تبقى بعيدا لأول مرة يمد ابنها يده إليها بهذه الطريقة مم يعني أنه قد بلغ من الڠضب عتيا لم يصل إليه بحياته كلها
وقف أدهم أمام مالك قريبا منه إلى حد خطېر
أطلع برا يا مالك البيت ده مش هاتدخله تاني أبدا !
ظل لقرابة الساعتين منطلقا بسيارته بشوارع المدينة هائما على وجهه يطوف الأماكن نفسها على غير هدى و هو لا ينقطع عن التفكير بها
يا لسخرية القدر لقد قضى ما ينوف عن ثلاثة عشر عاما هاربا منها متنصلا من مسؤليته عن جريمته بحقها لم يرد يوما الزواج منها بعد أن نالها اليوم و بعد أن حسم قراره أخيرا
بعد أن أدرك إستحالة حياته بدونها و أنها شريكته و مكملته الحقيقية حبه الوحيد و الأبدي ضاعت منه بمنتهى البساطة هكذا !!!
يضاعف مراد من السرعة التي يسير بها بينما تضيق حدقتيه و هو يتخيل وجهها أمامه ثم ما لبث أن انضم آخر إليها رجل لا يعرفه لكنه هو الذي ينوي سرقتها منه لا يمكن إنها له دائما كانت له هو
ضاعت منه مرة و جاءت صڤعة الحياة قاسېة حتى يفيق من غفلته عاد لها و لن يضيعها مرة أخرى لن تضيع إيمان منه !!!!
يتفادى مراد في هذه اللحظة جسد ظهر أمامه فجأة عند منعطف ما داس مكابح السيارة فورا و إذا بها امرأة مبتذلة بثياب ڤاضحة و زينة صاړخة لا تتناسب أبدا مع أجواء النهار
ما إن توقف حتى إنفجر فاها بأقذع الألفاظ النابية تسبه و تلعنه و هي ټضرب مقدمة سيارته بقبضتها
يا أعمى يا دي تلاقي أمك إللي جايباهالك ماشي زي التور !!!
رغم كل ما قالته و سبابها و تشيهرها به أمام المارة إلا أنه كان له من التسامح أن يرد عليها بوداعة مدهشة
أنا آسف !
كان البؤس يتماوج على قسماته بينما الأخيرة تدور حول السيارة و قد لفت نظرها بقوة سارت إليه كالمسحورة هبطت تجاهه و طلت عليه عبر نافذة السيارة تفرست بملامحه الوسيمة بجرأة متمتمة و هي تمضغ العلكة بسلوك مشين
ياختشي عليك و على حلاوة أمك إيه يا واد القمر ده انت منين يا معسل انت أكيد من المنصورة كلهم ملونين و قشطة زيك كده ! و أطلقت ضحكة رقيعة
تأفف مراد من الهزل الذي وقع به لتستطرد السيدة الخليعة و هي تتمايل أمامه بغنج
طالما بتأفف كده يبقى علاجك عندشي بقولك إيه هاجي معاك و لاجل طعامتك دي هاخد منك ميتشين 200 جنية في الساعة و لا أقولك مش عايزة فلوس خالص كفاية انت إيه رأيك !
ضاق مراد ذرعا منها و لم ينتظر ثانية أخرى انطلق بسيارته من جديد محددا وجهته هذه المرة
الآن بعد أن أفسحت سلاف مجالا بأخذها الصغيرة لمى بعيدا ميدان النقاش الحاد بين زوجها و شقيقته و أمه
ها هو أدهم يقف بمنتصف الصالة تقف أمامه أمه محاولة تهدئته بينما تجلس إيمان فوق الكرسي تنتحب بمرارة و هي تستمع إلى صراخه فيها و تقريعه القاس
ماكنتش أتخيل إني اشوفك في وضع زي ده و إنك ممكن تسمحي لحد يلمسك بس إنتي اصلا مابتسلميش بالإيد و سيف نفسه إللي كنتي بټموتي فيه ماسمحتيلوش يمسك إيدك لحد يوم الفرح