السبت 16 نوفمبر 2024

رواية مريم من 11-15

انت في الصفحة 5 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

مالك يا حبيبي أنا هالم إللي وقع قوم يابني عيب 
لم يصغي مالك لأمرها و أعاد الكؤوس إلى الصينية ثم نهض مبتسما و قال 
عيب إيه يا طنط أمينة هو أنا غريب يعني !
يا حبيبي مش القصد طيب ماشي تسلم إيدك ! و حملت الصينية عن ابنتها بالفارغ و أردفت 
أنا بقى عاملة على الغدا مفاجأة هاتعجبك انت و أختك أوي يا مالك تعالي معايا يا مايا و لا لسا مش بتدخلي المطبخ 
أخذت مايا كأسها و قامت على الفور مرحبة 
لأ يا طنط و ده معقول أنا خلاص بقى معايا كتكوت و مستوايا في المطبخ بقى عالي أوي 
و غمزت لها
ضحكت أمينة مجلجلة 
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
طيب ياختي الماية تكدب الغطاس تعالي ورايا ! و لكنها إلتفتت نحو ابنتها أولا و قالت 
و إنتي يا إيمان روحي إنتي و مالك الفراندة عشان تتكلموا براحتكوا و خلي معاكوا لمى تلعب حواليكوا على المرجيحة و لا بلعبها جمبك 
و لم تعطها فرصة الرد هكذا قامت بتدبيسها و فرت مع مايا لتجد إيمان نفسها وجها لوجه أمام مالك !!!
لم تجرؤ على النظر إليه البتة هي التي كانت تكيل له المزح و الدلال صار الوضع أكثر غرابة و غير معقولا الآن
إيمان !
أجبرت نفسها على النظر إليه كان وجهها محتقنا بشدة و في المقابل كان هو أكثر استرخاء و مرحا لا زال يبتسم لها ابتسامته العذبة الجذابة و هو يستطرد 
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
مالك يابنتي في إيه متنشنة ليه من ساعة ما شوفتيني أنا مش واخد عليكي كده !
ارتعش فكها بشكل طفيف و ملحوظ لفت إنتباهه و جعله يحدق أكثر إلى فمها المغر و هي تتحدث بتوتر 
أنا تمام يا مالك مافياش حاجة ممكن تاخد قهوتك و احنا داخلين الفراندة !
أومأ لها و استدار ليحمل فنجان قهوته في نفس اللحظة تصيح هي منادية صغيرتها التي جلست فوق الآريكة وحدها مشغولة بالدمى و الهدايا التي جلبها عمها لأجلها 
لمى يلا يا قلبي تعالي معايا و هاتي عروستك معاكي
أذعنت الصغيرة لأمها قامت مصطحبة معها الدمية الشقراء الجديدة أخذتها و جلست فوق الأرجوحة و انخرطت في حوار هزلي معها 
جلسا كلا منهما إلى الطاولة الوحيدة بالشرفة الأنيقة و عدا عن صوت لمى الطفولي الناعم كان الجو هادئا إلا أن إيمان لم تشعر بالراحة مطلقا خاصة و هي تشعر بنظراته تكتنفها ثم تسمع صوته مبغتة 
أظن طنط أمينة قالت هاتسيبنا على إنفراد عشان نتكلم براحتنا بس أنا حاسك غريبة أوي إنهاردة يا إيمان !!
وجهت ناظريها إليه و هو يتحدث إمتثالا لآداب الحديث ثم قالت و هي تبتسم بخفة 
انت متهيألك يا مالك أنا كويسة خالص و الله
فعلا 
أيوة !
إمم طيب إنتي عارفة أنا جاي ليه إنهاردة !
لاحظ على شعاع الظهيرة الشتوية الغائم قسماتها الرقيقة المتعبة و عينيها العسليتان منطفئتين قليلا لكن مع ذلك كانت جميلة كما هي شيمتها بعيدة عن التكلف طبيعية و هنا يكمن سر جاذبيتها منذ أن جاء اليوم و كلما نظر إليها شعر بما يشبه صعقة كهربائية 
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
جاي تكلم أدهم و ماما ! تمتمت إيمان بشيء من الإرتباك
راوغ مالك قائلا باسلوبه الماكر 
أكلمهم في إيه ماتعرفيش !
تنحنحت إيمان و هي تقول بمزيد من الاضطراب 
مالك المسألة مش ناقصة إحراج أكتر من كده أنا عارفة إنك طلبت تتجوزني و أنا موافقة خلاص بقى من فضلك !
إنحسر مرحه فجأة و هو يرد عليها بحدة 
خلاص يعني إيه إنتي شايفاني إيه قدامك يا إيمان أنا مش الولد الصغير إبن إمبارح إللي كنتي تعرفيه أنا بقيت واحد تاني و إنتي دلوقتي في حكم خطيبتي مهما كانت الظروف مهما كانت العوائق بينا من وجهة نظرك ده ماينفيش إني راشد كفاية وراجل أقدر أتحمل قراراتي أنا اخترت ارتبط بيكي بارادتي و إوعك تفكري إن فارق السن ده يديكي أفضلية عليا بأي شكل جايز مقدرش أثبت لك ده دلوقتي لكن لحظة ما تبقي مراتي هاتتأكدي مليون في المية من كلامي !!
تلميحاته المبطنة أصابت معدتها پألم حاد هذا التطور لا يزيد الوضع إلا سوء لا يمكنها تحمل الأفكار التي يشير إليها رغم أنها فرصتها لتنال حياة أكثر آدمية
لكنها لا تريدها معه إنه رجل و راشد كما قال بل و يمتلك من الوسامة ما يميزه عن أخيه الراحل و يجعله متفوقا عليه لكن كل هذا لا يحرك فيها شعرة قلبها لم يكن يوما ملكا لأخيه و حتما لن يكون له 
منك لله يا مراد مش مسامحاك همست بهذه العبارة بينها و بين نفسها و قد فشلت بحبس الدموع التي طفرت من عينيها بغتة و خانتها جارية على خديها 
تجمد مالك من الصدمة حين رآى دموعها تبخرت كل مخططاته للسيطرة عليها منذ البادئ هب واقفا من فوره أتى بجوارها و مد لها منديل قائلا بارتباك كان نصيبه هو هذه المرة 
إيمان إنتي بټعيطي بجد ليه خدي طيب 
أخذت من المنديل الورقي دون أن تنظر إليه لكنه كان غير كافيا لتجفيف مدامعها التي فتحت على الآخير و لم يعد لها سلطان عليها و لما عجزت أكثر حجبت وجهها بكفيه و راحت تجهش پبكاء مرير اجتذب نظرات الصغيرة لمى نحوها 
من جهة أخرى شعر مالك بتأنيب الضمير أكثر و هو يحاول معها مرة أخرى 
أنا آسف و الله و الله مقصدش أزعلك حقك عليا طيب يا إيمان إهدي عشان أشرح لك إنتي أهم عندي أنا بالأخص من كل حاجة مهما حصل أنا مش ممكن أغلط في حقك أنا جايز أكون فهمتك غلط و قلت كلام زعلك أنا آسف تاني !
ماما !
تناهى صوت لمى إلى مسامعها في هذه اللحظة
غصت نشيجها في الحال حابسة أنفاسها ثم كفكفت عينيها في كم كنزتها قبل أن تتطلع إليها كانت الصغيرة تقف إلى جوار عمها و لكن أقرب إليها 
نعم يا حبيبتي ! خاطبتها إيمان بلهجة منكسرة
قلبت لمى شفتها السفلى و هي تشير إلى آثار الدوع اللامعة على وجنتيها 
إنتي بټعيطي !
هزت رأسها سلبا و هي تقول بشبه ابتسامة 
لأ يا روحي أنا عيني دخل فيها تراب بس أنا كويسة بصي روحي هاتيلي كوباية ماية من عند تيتة بسرعة و تعالي
حاضر !
قبلتها إيمان على خدها أولا ثم تركتها تركض حيث أمرتها أخذت تستغل هذا الوقت في غيابها لتكبح كل هذا الجزع و الضعف الذي طفى على السطح فجأة
كان مالك لا يزال واقفا مكانه رفعت إيمان رأسها لتنظر إليه بعينيها اللامعتان 
أنا مش هسامح نفسي على إللي عملته فيكي ده ! قالها بندم جم
عبست محدقة فيه بغرابة أجل هي تعلم أن ردة فعلها مبالغ بها على الأقل بالنسبة إليه لكن رده هو أدهشها لماذا يشعر بكل هذا الأسى 
يتحتم أن يراها سلبية و رمزا للكآبة و النكد كما كان يتفنن أخيه بتلقيبها !!
تفاجأت إيمان و هي تراه يجثو فوق ركبته باللحظة

انت في الصفحة 5 من 8 صفحات