رواية مريم من 6-10
كلماته ثم أومأت متقبلة قراره الأخير و نتيجة محاولتها معه لأجل ابنتها و قالت بهدوء
ماشي يا مراد.. إللي تشوفه طبعا. و مقدرش أقول غير ربنا يوفقك في حياتك مع أي واحدة تختارها.. انا بردو أبقى خالتك. في مقام أمك يا حبيبي ...
ثم قامت فجأة هاتفة
أقعد انت كمل فطارك. أنا هاروح أشوف على ولاد أدهم
و لكنه استبقاها مسرعا
لحظة واحدة يا خالتو من فضلك ...
قام بدوره عن المائدة و أتى ليقف أمامها عبس مطرقا برأسه و هو يقول بصوت أجش
أنا كده كده مش مطول هنا. و ماشي إنهاردة بعد القاعدة إللي اقترحها أدهم.. كلمي إيمان و قوليلها ترجع البيت. أنا عارف إنها مشيت بسببي... عن إذنك !
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
بضاحية ما بمدينة القاهرة ...
يصل عثمان البحيري إلى العنوان الذي بعثه إليه صديقه برسالة مقتضبة يجد صالح ينتظره أسفل البناية المتواضعة
ما إن رآه يترجل من سيارته حتى مضى صوبه مسرعا و هو يهتف
أخيرا وصلت.. أنا واقف ملطوع هنا بقالي ساعتين و شوفت الزفت مراد و هو طالع. كنت هارتكب چريمة لولا مسكت نفسي
يغلق عثمان سيارته وهو يرد عليه ببروده المعهود
ياريت بقى تمسك أعصابك أكتر عشان لسا التقبل جاي. أنا ماكنتش عايزك في القاعدة دي أصلا. ف ماتخلنيش أندم .. و مشى نحو بوابة البناية
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
إنت شايفني عيل صغير ماشي هاسيبك إنت تتكلم و أما نشوف أخرتها !
عثمان بضجر شاطر. ورايا بقى من سكات !
دقيقتان و كانا قد وصلا إلى الطابق الأخير حيث صارا أمام غرفة مشيدة بالطوب و الحجارة يكسوها طلاء مريح للبصر و يتوسطها باب خشبي مصقول غامق لونه
كان الباب مفتوحا عن آخره لكن عثمان لم يرى شيئا خلفه مجرد ضوء أصفر مشع بالداخل فسار للأمام يجاوره صالح حتى صارا عند الباب تماما ...
دق عثمان عليه و هو يمد رأسه مستطلعا ...
سلام عليكوا ! .. صاح عثمان بصوته القوي
آتاه صوت رجولي أجش على الفور
مد عثمان ساقه و ولج و هو يحث صالح على إتباعه رفع نظراته مستكشفا ليرى صديقه و رجلا آخر وجهه غريب عليه لا يعرفه إطلاقا لكنه بدا سمحا و إمارات الورع تتجلى على ملامحه العذبة الهادئة.. كانا يجلسان أمامه فوق آريكة صغيرة بنهاية الغرفة الأشبه بغرفة مكتب أنيق و قديم الطراز فتوقف عثمان عند نقطة معينة و أشار لصالح ليقف هو الآخر
تطلع عثمان إلى صديقه الجالس هناك على بعد خطوات منه عابس الوجه متوترا و تساءل بجمود و هو يشير لذلك الشخص الغريب الذي يجلس إلى جواره
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
و هنا يرد الرجل ذو الوقار و الرصانة المٹيرة للإعجاب نيابة عن مراد المتأهب للإڼفجار كبركان بأي لحظة
أنا الشيخ أدهم عمران.. إتفضل يا أخي لو سمحت. كنا في إنتظارك !
في هذه اللحظة تبادل كلا من عثمان و صالح النظرات و قالا في صوت واحد
شيخ !!!
جحظت عيني إيمان و هي تستمع إلى كلمات أمها كابحة إنفعالها لكي لا يسمعها أحد في الخارج
إزااااااي تعملي كده يا ماما.. مين قالك تقولي كده لمراد !
يعني كنتي عاوزاني أعمل إيه. وأنا شايفاكي مقهورة و بالذات لما جه. قلت أحاول مرة أخيرة يابنتي.. على الأقل عشان ربنا مايحاسبنيش عليكي
إنتي عارفة عملتي إيه إنتي رميتي إللي باقي من كرامتي في الأرض. حرام عليكي يا ماما
ماتكبريش الموضوع يا إيمان بقى. ماحصلش حاجة. كانوا كلمتين و راحوا لحالهم.. خلاص. بصي المهم دلوقتي تاخدي بعضك انتي و بنتك و ترجعوا دلوقتي حالا. لسا أخوكي أدهم واخده و راحوا المضافة بتاعة أبوكي. أخوكي سأل عليكي و قلت له بتزوري عمتك. مش هاينفع يرجع مايلاقكيش هنا !
دق باب غرفتها المخصصة فاضطرت لقطع المكالمة و استدارت و الدموع ملء عينيها الواسعتين
فإذا بها تجد مايا أمامها.. مايا شقيقة سيف و عمة صغيرتها لمى ...
إيمان ! .. هتفت مايا بعفوية
يلا الغدا جاهز
أومأت لها إيمان و قالت بصوت أبح
حاضر يا مايا جاية وراكي
قطبت الأخيرة حاجبيها و هي تشير ناحيتها بذقنها
إنتي معيطة و لا إيه يا إيمان !
لم تنكر إيمان.. لكنها اختلقت كڈبة و هي تكفكف دموعها بظاهر يدها
أيوة. شوية.. أصلي افتكرت سيف الله يرحمه. وحشني أوي يا مايا !
تأثرت مايا كثيرا و دلفت إليها بدون مقدمات عانقتها و شاطرتها حزنها المفتعل متمتمة بحزن شديد
إنتي عارفة كل ما بيوحشني بعمل إيه ببص في عيون لمى. و بحضنها جامد. لمى حتة من سيف يا إيمان.. لمى هي سيف. مش بيقولوا إللي خلف مامتش !
تنهدت إيمان بحرارة و ابتعدت عنها مايا.. ابتسمت لها و دعتها ثانية
يلا عشان الغدا. كلنا ماستنيينك !
بادلتها إيمان الابتسامة و قالت
حاضر.. بس أنا مضطرة أمشي بعد الغدا علطول. لازم أرجع البيت
مايا باحباط ليه كده بس يا إيمان.. هو لحقنا نشبع منكوا
إيمان متأسفة معلش يا مايا. ماما تعبت و سلاف كلمتني من وراها.. لازم أكون جمبها !
جلس كلا من عثمان و صالح إلى مقعدين متجاورين بينما يجلس مقابلهما ذلك الرجل المهيب ذو اللحية السوداء الكثة المشذبة بعناية و مراد الذي ما زال صامتا حتى الآن و لم ينطق بحرف ...
هذا السكون الثقيل قد بدأ يوتر الأجواء حتى أن بعض تململ أصاب صالح و شعر بأنه قاب قوسين أو أدنى من فقدان سيطرته على نفسه.. إلا أن صوت المدعو أدهم سرعان ما برز قالبا موازين الجلسة إلى صالحه فقط ...
منورين مكاني المتواضع يا سادة ! .. قالها أدهم بصوته القوي مزيدا الترحيب بضيوفه
رد عثمان التحية بنفسه و نيابة عن إبن عمه الغضوب
بنورك يا دكتور أدهم. متشكرين أوي على حسن إستقبالك لينا و خاصة إننا أغراب عنك
أدهم معاتبا بحليمية
عيب تقول كده يا أستاذ عثمان. مراد ده يبقى إبن خالتي حتى لو مش بنشوفه إلا كل كام سنة مرة .. و ضحك مكملا
و حضرتك تبقى صاحبه و صديق عمره زي ما حكالي. يعني تقريبا بقيت مننا و علينا زي ما بيقولوا
صحح كلامك يا أدهم من فضلك ! .. صاح مراد بحدة فجأة
تركزت الأنظار عليه ليتابع بنفس الإسلوب
الصداقة دي كانت في الماضي و خلاص خلصت.. أنا صحابي رجالة. مش ژبالة و أنجاس زيه !
يتمالك عثمان أعصابه بصعوبة عندما سمع هذا الكلام يخرج من فم صديقه المقرب لأول مرة بينما يلتفت أدهم نحو مراد موبخا
مراد ! إحنا قولنا إيه القاعدة دي إتعملت عشان نحل الموضوع مش نعقده و نجرح في الناس كده منغير ما نفهم كل حاجة كويس
مراد بسخرية إنت فاكر إن ده بيتجرح ده أبرد من لوح التلج. ده يجيبلك شلل و إنت قاعد صلى عالنبي يا أدهم إنت ماتعرفوش أدي
أدهم بهدوء عليه الصلاة و