رواية مريم الفصول من 41-50
مدام إنتي لسا خارجة من العمليات . هتقدري تتكلمي !
أومأت سمر بإصرار و رجتها
أ ر ج..وك..ي !
تنفست الممرضة بعمق ثم قالت بإبتسامة
حاضر . هروح أجبلك موبايلي.
في شقة الجارة شهيرة ... لم تنم زينب طيلة الليل و ما برحت الأفكار القاتمة تتضارب برأسها حتي الآن
لم تشعر بالتعب و هي تقف أمام النافذة قرابة إثنا عشر ساعة بدون مغالاة حتي أن توسلات شهيرة المتواصلة ذهبت سدى ..
طيب و بعدهالك يا أبلة زينب .. قالتها شهيرة بتساؤل و عتب
حرام عليكي نفسك . من إمبارح و إنتي واقفة الواقفة دي . لحد إمتي بس !
زينب بحسرة
البت بضيع يا شهيرة . بضيع و أنا متكتفة مش عارفة أعملها حاجة . يا تري فيكي إيه يا سمر ماتصلتيش تطمنيني عليكي ليه يابنتي لحد دلوقتي
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
لا حول و لا قوة إلا بالله . طيب إيه إللي مسكتنا بس أنا مش فاهمة ليه مانبلغش النقطة
زينب بإسراع
لأ قسم لأ . كده البت تتفضح.
شهيرة بإستغراب
تتفضح ليه يا أبلة مش قولتي إنها خرجت و مارجعتش من إمبارح و قافلة تليفونها تبقي مختفية و البوليس في الحالات إللي زي دي بيدور و بيشوف شغله و إن شاء الله ترجع بالسلامة.
زينب بمرارة
إسكتي يا شهيرة . إسكتي إنتي مش عارفة حاجة !
شهيرة بفضول
طيب قوليلي . إحكيلي يا أبلة ماتسبنيش كده علي عمايا.
زينب بتردد
لأ .. أحسن لسانك يزلف قدام حد . تبقي مصېبة.
شهيرة بعتاب
كده يا أبلة بعد العشرة دي مش واثقة فيا أنا عمري طلعت سرك برا
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
خلاص . خلاص يابت ماتزعليش . هقولك و أمري لله .. و حكت لها كل شئ
تشهق شهيرة پصدمة قائلة
يا حزني ! لأ لأ . مش مصدقة . ونبي تقولي كلام غير ده يا أبلة زينب . سمر .. سمر تعمل كده لأ مش مصدقة !!
زينب بحزن شديد
أهو إللي حصل يابنتي . ضاعت يا عين أمها . طول عمرها البت دي حظها قليل . عمرها ما فرحت . و كمان فرحتها ضاعت .. فينك بس يا سمر يا رب جيب العوائب سليمة !
يدق هاتف زينب في هذه اللحظة فتهرع إليه و ترد بتلهف
ألو ! ألوو . أيوه مين مين إللي بيتكلم ... سمر .. إنتي فين إنتي فين يا حبيبتي مستشفي جرالك إيه يا سمر قوليلي مستشفي إيه أنا جيالك يا سمر . جيالك دلوقتي يا حبيبتي !
شهيرة بتساؤل
في إيه يا أبلة دي سمر دي إللي كانت بتكلمك
زينب و هي تلف حچابها بسرعة و عدم إتقان
أيوه هي . طلعت في المستشفي من إمبارح.
كفاالله الشړ . مالها
زينب بضيق
لسا مش عارفة يا شهيرة . المهم خلي بالك من ملك لحد ما أجي ! .. و أكملت بثقة
إن شاء الله تكون حاجة بسيطة و مش هرجع إلا بيها.
في ڤيلا رشاد الحداد ... يتصفح الجرائد و المجلات و هو يتحدث في الهاتف مع شقيقته بنفس الوقت
رشاد بصوت أجش
طلع عاقل يا إلهام . مانشرش حاجة !
45
إنفصال !
كان وقع الصدمة عڼيفا جدا عليه ... ڠضب إجتاحه بشدة و أخذ منه كل مأخذ
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
إنتي جيبتي الكلام ده منين مين إللي قالك كده
نعيمة بسخرية
مش مهم مين إللي قالي . المهم إن الكلام صح و الأهم إن أنا كنت صح . كل كلمة قولتهالك كان
عندي حق فيها.
ضړب خميس الحائط بقبضته و هو يصيح بعصبية
إتكلمي ياما و قوليلي مين إللي قالك كده قوليلي مين و أنا أروح أقطع رقبته . محدش يمس سمر بكلمة طول ما أنا موجود . قوليلي مين ده خليني أروح أجيب أجله.
نعيمة پغضب
يا خبتك القوية يابن المعلم رجب . لسا يا واد بتحاميلها بعد كل إللي قولتهولك
خميس بإنفعال شديد
إللي قالولك الكلام ده ناس متكادة منها ياما . سمر إستحالة تعمل حاجة زي دي . دول رجالة الحتة كلهم طمعانين فيها و هي و لا عبرت واحد فيهم أكيد نطع منهم هو إللي طلع عليها السمعة دي . وديني . وديني هعرفه و ساعتها محدش هيقدر يحوشه من تحت إيدي.
نعيمة بدهشة حقيقية
لأ ده إنت حالتك مش طبيعية . مش مصدق عليها الهوا ..و أكملت بحنق
البت دي أكيد عملالك عمل !
خميس صائحا پغضب
إسكتي ياما . إسكتي إنتي كمان ماسمعكيش تجيبي سيرتها بالكلام البطال ده . سمر هتبقي مراتي بمزاجك أو ڠصب عنك محدش هيتجوزها غيري سآاااامعة
نعيمة و هي تضع يديها فرق رأسها و تتمايل بنواح
يا لهوي عليا و علي سنيني السودة . يا خيبتك يا نعيمة . يا مرارك . ماتنصفتيش في إبنك يا نعيمة . يا شماتة العدوين فيا . يا فرحتهم فيآااااااااا.
خميس بعناد
خليكي أقعدي إندبي كده من هنا للصبح . بردو هتجوزها يعني هتجوزها و لو حد قال عليها نص كلمة هقطعله لسانه !
و هنا إجتذب سمعه صوت هدير سيارة تمر من أمام المحل ما كان ليلتفت إن لم يكن قد سمع صوتها آت من داخل هذه السيارة ..
إلتفت خميس بسرعة و دقق النظر ... لمح سمر تجلس بجوار السيدة زينب في المقعد الخلفي من سيارة الآجرة
كانت في حالة يرثي لها و لاحظ الضمادات تحيط برسغيها الإثنين .. إنقبض قلبه في هذه اللحظة و لم يشعر بنفسه إلا و هو ينطلق كالسهم صوبها متجاهلا نداءات أمه المعترضة ..
تشكر ياسطي ! .. قالتها زيتب عندما نزلت من السيارة
ثم شرعت في إخراج الأجرة من چزدانها ليسبقها خميس و يسأل السائق من الجهة الأخري
حسابك كام ياسطي
تنظر زينب له و تقول بإرتباك
خ خميس ! بتعمل إيه يابني شيل فلوسك في جيبك مايصحش كده.
خميس و هو يخفض رأسه و يلقي نظرة قلق سريعة علي سمر
بالعكس يا حجة زينب مايصحش إنتي إللي تدفعي و أنا موجود .. و حاسب السائق ثم إستدار حول السيارة حتي وصل عند سمر
فتح لها الباب و هو يتساءل بلطف
مالك ياست البنات إيه إللي جرالك إيه إللي عمل فيكي كده
توترت سمر و عضت علي شفتها بقوة عاجزة عن الرد لتتدخل زينب و تنقذها من هذه المباغتة ..
خير يابني مافيهاش حاجة ! .. قالتها زينب بصوت متوتر و تابعت
قدر و لطف عملت حاډثة بس و هي راجعة من الشغل.
خميس بجزع
سلامتك ياست البنات . ألف سلامة عليكي.
الله يسلمك يا خميس ! .. تمتمت سمر بخفوت ليفاجئها خميس في اللحظة التالية و يدس ذراعيه تحتها و يرفعها من دون جهد .. و كأنه يرفع صندوقا فارغا
تشهق سمر من المفاجأة و تقول بإضطراب شديد
إيه ده يا خميس نزلني لو سمحت . ماينفعش تشيلني كد آا ..
إهدي يا أنسة سمر .. قاطعها خميس بصوت دافئ و أكمل
مش هتعرفي تطلعي السلم علي رجلك و الحجة زينب يدوب تقدر تطلع لوحدها . أنا هساعدك بس ماتقلقيش !
تنهدت سمر بإستسلام و أطرقت برأسها حتي لا تلتقي بعيناه بينما برز صوت زينب و هي تمشي خلفهما ..
روح يابني إلهي يسترك . جدع يا خميس و الله إنت ما في منك في الحتة كلها.
وصلوا إلي شقة زينب ليمددها خميس علي أقرب آريكة ثم يبتعد خطوتين و يقول دون أن يحيد بنظره عنها
تؤمروني بحاجة تانية !
زينب بإمتنان
ألف شكر يابني ربنا يخليك . مع السلامة إنت بقي و آسفين لو كنا عطلناك.
خميس بعتاب
ماتقوليش كده يا حجة زينب إحنا أهل.
تسلم يا حبيبي . طبعا أهل.
خميس بجدية
عموما لو إحتاجتوا أي حاجة أقفي في الشباك و نادي عليا صوت بس هكون قدامك في ثانية .. ثم حمحم بشئ من التوتر و قال و هو يشيح عنها بصعوبة
يلا بقي . إستأذن أنا !
زينب بإبتسامة
مع ألف سلامة يابني.
بعد أن فاض به قرر أن يذهب إليها هو و يفهم بنفسه ماذا يحدث بالضبط لعله فعل شيئا إساء لها بدون قصد
يخرج صالح من غرفته و يمشي صوب غرفة صفية مستعينا بعكازيه المصنوعين من المعدن
يطرق بابها ثلاث مرات متتالية ثم يدخل بعد سماع صوتها يدعوه للدخول ..
صالح ! .. صاحت صفية و هي تنظر له بتوتر
صالح بصلابة
أيوه صالح . إيه مالك يا بنت عمي مش مبسوطة إنك شوفتيني !
أشاحت صفية بعيناها عنه و لم تجب ..
صالح بذهول
كمان مابترديش يا صفية .. معقول بالسرعة دي . ترجعي تحني لإسلوبك القديم معايا !!
و هنا نظرت له صفية من جديد و قالت بإسراع
إيه إللي إنت بتقوله ده يا صالح أنا لا رجعت لإسلوبي القديم و لا حاجة إنت فاهم غلط.
صالح بسخرية
أنا كنت فاهم غلط فعلا . إنتي زي ما إنتي . إللي عملتيه معايا الفترة إللي فاتت ماكنش أكتر من عطف . عطف بتكفري بيه عن ذنبك لإنك حاسة أن إللي حصلي إنتي السبب الأكبر فيه . بس إنتي ماكنتيش مضطرة تعملي كل ده يا صفية أنا كنت مسامحك أصلا بس دلوقتي مستحيل أقدر أسامحك.
هبت صفية من مكانها و هي تقول پغضب
صالح إيه إللي إنت بتقوله ده إنت مأڤور الموضوع أوي علي فكرة . كل ده عشان ماجتش أشوفك من إمبارح يعني !!
صالح بصوت آجش
صح إنتي عندك حق . أنا دايما بأڤور المواضيع .. عشان كده لازم نوضع حد للقرف بتاعي قبل أضايقك أكتر من كده.
صفية بشك
قصدك إيه
رفع صالح يده اليسري قليلا دون أن يفلت العكاز و إنتزع خاتم الخطبة من إصبعه للمرة الثانية ..
المرة دي مش هيرجع تاني ! .. قالها صالح و هو يقذفه بوجهها
صفية پصدمة
إيه إللي عملته ده يا صالح
صالح بإزدراء
إللي لازم يتعمل يا صافي . عمي الله يرحمه فعلا كان عنده حق . أنا و إنتي ماننفعش لبعض . إحنا ولاد عم و بس.
كانت صفية مشدوهة لدرجة أنها لم تنفعل من كلماته بل هزت رأسها سلبا و حاولت أن تتكلم و لكنها تحس بإنسداد في حلقها ..
رغم ذلك همست
إنت ماتقدرش تعمل كده !
صالح بصوت قاس
أنا مش لسا هعمل يا صفية . أنا خلاص عملت .. إنتي من هنا و رايح مش أكتر من بنت عمي.
و قبل أن تجيب و قبل أن تفهم معاني كلماته .. كان قد رحل ..
بقت صفية تحدق في إثره الفارغ مصډومة و الآن فقط شعرت بوخز كلماته .. كانت أكثر إيلاما من كلمات الهجر الأول
شعرت بالآسي ېخنقها و بركبتيها ترتجفان و تلتويان تحتها
إنهارت أطلقت لنفسها العنان أخيرا بعد
كل هذه المقاومة الهائلة منذ ۏفاة أبيها .. إرتعش