الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية مريم من 1-5

انت في الصفحة 6 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

إنت إللي لازم تقلق.
و هنا سمع طرق علي باب مكتبه فآذن بالدخول
ليدخل رجل ضخم الچثة يرتدي حلة سوداء و تبدو علي وجهه ملامح الإجرام ..
أصرف رشاد الشاب زوج إبنته المستقبلي و حبيبها السابق الذي تسبب في طلاقها ليلة زفافها ..
اهلا عباس .. ها طمني ! عملت إيه 
عباس بصوته العميق 
كله تمام يا باشا .. زي ما قلت لسيادتك كل حاجة بتمشي بالفلوس.
يعني عملتها بنفسك 
عملتها بإيديا الأتنين ماتقلقش.
رشاد بإبتسامة واسعة 
يعني إنهاردة هسمع أخبار كويسة !
إن شاء الله .. إطمن حضرتك.
تنهد رشاد تنهيدة طويلة و هو يسترخي فوق مقعده و يتمتم لنفسه إن شاالله أجي أعزيك بنفسي بكره يا يحيى أومال إيه مش كنا نسايب ! 
و رفع رأسه مطلقا ضحكة مجلجلة ..
في غرفة صالح .. كان يخاطب والده عبر الهاتف عندما تلقي إنذار بمكالمة جديدة ..
أبعد الهاتف عن أذنه و وضعه أمام عينيه ليري أسمها يضيء الشاشة
إنتفض من الفرحة و أستأذن من والده و أغلق معه سريعا ثم أجاب إتصالها ..
صالح بسعادة 
صافي ! مش مصدق نفسي و الله هتشل من الفرحة إنتي بتكلميني فعلا 
صفية بفتور 
صالح ..
عيون صالح .. قالها بغزل لترد بحدة 
هتتكلم عدل و لا أقفل في وشك 
قال بسرعة 
لا لا لا خلاص خلاص ده أنا ما صدقت .. ثم سألها بإستغراب 
بس إنتي بتكلميني بالموبايل ليه ما إحنا في نفس البيت يا حبيبتي ما تيجي و لا أجيلك أنا.
قال أخر كلماته بخبث حاول إخفاؤه لتقول هي 
لأ ياخويا لا تجيلي و لا أجيلك أنا بس كنت عايزة منك خدمة هتعملها شكرا مش هتعملها بردو شكرا.
صالح بإهتمام 
خدمة إيه يا صافي أنا أعملك كل إللي إنتي عايزاه طبعا قوليلي عايزه إيه 
كنت عايزاك تروح المستشفي تجيبلي عنتر من هناك خلاص هو خلص تطعيم و المفروض يرجع بس أنا حاسة إني داخلة علي دور برد و مش قادرة أتحرك من السرير ف Please تروح إنت 
صالح و قد تقهقر عن موقفه الشهم 
عنتر .. عايزاني أنا أروح أجيبلك عنتر ماتقوليها أسهل يا صافي قولي إنك عايزه تخلصي مني أخرتها هتخلي حتة شبل يستفرض بيا و أكون العشا بتاع جنابه الليلة دي !
ما تسترجل شوية يا صالح أديك قولتها بنفسك حتة شبل هيعملك إيه ده لسا بيبي أولا ثانيا هما في المستشفي هيسلموهلك بالقفص بتاعه يعني ماتقلقش مش هيتعشي بيك الليلة دي.
صالح بتردد 
مش عارف .. مش مطمنلك يا صافي !
صفية بتآفف 
أنت جبان أووي يا صالح.
أثارته بنعتها له ب الجبان فقال 
جبان .. طيب أنا هوريكي الجبان ده هاتي العنوان.
أخذ منها عنوان المشفي ثم إندفع للخارج قاصدا غرفة عثمان
إلا إنه قابله أعلي الدرج كان عثمان سينزل عندما إستوقفه صوت صالح
إلتفت له فقال الأخير و هو يقترب منه 
عثمان .. إديني مفتاح عربيتك 
عثمان بإستغراب 
مفتاح عربيتي ! إشمعنا 
إنت ناسي إننا جينا مع بعض إمبارح بعربيتك.
طيب .. أيه يعني !!
هو إيه إللي يعني عربيتي سايبها هناك من إمبارح.
عثمان و هو يهز كتفاه بعدم إكتراث 
أعملك إيه يعني !
صالح بصبر 
محتاج عربيتك نص ساعة هروح بيها مشوار و هرجع علطول.
طب ما تروح بتاكسي يابني ! ... .

_ صدفة ! _
في الثامنة صباحا بتوقيت باريس .. تجلس فتاة في الثانية و العشرين من عمرها داخل غرفتها
كانت تتصفح أخبار الموضة و المجتمع عبر حاسوبها الخاص عندما دلف والدها حاملا صنية الفطور ..
رفعت بإبتسامة هادئة و هو يقترب من سريرها 
لولا حبيبتي .. يلا سيبي إللي في إيدك ده و تعالي نفطر سوا.
إعتدلت هالة في جلستها ثم قالت و هي تبادله الإبتسامة 
إيه ده يا بابي ! أنت إللي عامل الفطار بنفسك كمان أنا كنت فكراك نايم طب ليه ماقولتليش كنت حضرته بدال حضرتك !
يعني أنا سيبتك لوحدك إسبوع بحاله محتاسة قلت أعوضك بقي بالفطار الملوكي ده .. و أعطاها كأس العصير مكملا 
بس ماتاخديش علي كده ماشي 
هالة ضاحكة بسرور 
ماشي يا بابي .. ربنا يخليك ليا يا حبيبي.
ها بقي .. قوليلي عملتي إيه في غيابي 
هزت كتفيها بخفة قائلة 
و لا حاجة كنت بروح الجامعة كل يوم الصبح و كنت برجع أطبخ و أكل و أنام .. بس علي كده طول الإسبوع إللي سيبتني فيه.
مش عارف بس مارضتيش تيجي معايا ليه رغم كل المصاېب إللي حصلت بس كنتي هتغيري جو.
هالة و قد عاودها السرور بشدة فسألته بحماسة 
قولي يا بابي .. هو صحيح عثمان طلق چيچي خلاص يعني طلقها بجد !
أيوه يا بنتي طلقها بقولك كانت ڤضيحة إنتي ماشفتيش الأخبار علي البتاع إللي في إيدك ده .. و أشار إلي حاسوبها لتجيبه بفرح 
لأ شفت .. شفتها كلها يا بابي.
رفعت بنظرة شك 
إنتي مالك مبسوطة كده ليه يا هالة .. لا تكوني لسا حاطة عثمان في دماغك.
رمقته في صمت و لم ترد ليتابع هو بصرامة 
عموما لو كنتي بتفكري فيه فأنا بقي بقولك لأ مش هينفع بعد كل إللي عمله ده مستحيل أوافقك.
هالة بإنفعال مدافعة 
ليه بس يا بابي هو كان عمل إيه يعني عثمان ماغلطش في حاجة رد فعله كان طبيعي جدا.
رفعت بحدة 
عثمان إتجبر يا هالة .. شم نفسه و مابقاش يهمه حد إوعي تكوني لسا فكراه إبن عمك الطيب الظريف لأ ده إتغير و بطريقة بشعة .. صدقيني عثمان ماينفعكيش و لا ينفع أي واحدة غيرك كمان.
بس أنا بحبه يا بابي .. قالتها بشرود دون وعي منها فزم رفعت شفتيه في أسف و قال 
و هو ماعندوش إستعداد يحبك زي ما تحبيه .. مانتي كنتي قدامه يا حبيبتي .. و توقف فجأة عندما لمح بوادر دموعها ..
كوب وجهها بكفيه ثم قال بحنان أبوي 
إنتي تستاهلي أحسن منه يا هالة !
و مسح علي شعرها برفق ثم تنهد بعمق قائلا 
يلا بقي كملي فطارك و أنا هروح أشتغل في مكتبي شوية.
أومأت له و هي تعض علي شفتها السفلي بقوة لتكبت دموعها لكنه حالما خرج من الغرفة أطلقت لنفسها العنان و راحت تنتحب بمرارة في صمت ..
حتي رأت من وسط غيمة الدموع التي غشيت عيناها صورة أخيها تظهر فجأة علي الحاسوب
كانت صورة عادية إلتقطت له بإحدي المناسبات و هو يضحك بعفويته المعهودة لكنها إعتصرت جفناها بقوة لتري بوضوح الخبر الذي نشر علي صفحة المجتمع المصرية ..
أحد أبناء عائلة البحيري يتعرض أمس لحاډث سير عڼيف جدا أثناء قيادته لسيارة فائقة السرعة إنحرف بها في الإتجاه المعاكس من الطريق السريع ترى هل الحاډث مدبر أم أنه قضاء و قدر 
لم تعط لنفسها فرصة لتصدم و صړخت بأعلي صوتها 
صااااااااااااااااااالح !
عودة للأسكندرية ... كان عثمان يجلس هناك علي بعد أمتار من غرفة العمليات
وجهه واجما مبهم التعابير لطالما كان بارعا في إخفاء مشاعره و إنفعالاته تلك ميزة يحسده عليها كل من عرفه و تعامل معه طوال حياته ..
كان يفكر في الحاډث الذي تعرض له صالح و هو يقود سيارته الخاصة .. تساءل في نفسه .. تري من فعلها الإجابة لم تأخذ منه تفكيرا طويلا إذ أن المسألة واضحة تمام الوضوح ليس هناك غيره .. رشاد الحداد يريد أن ينتقم منه ..
كز علي أسنانه في ڠضب جم و تمتم لنفسه 
بتحرجم علي إيه يا رشاد يا حداد .. لسا في كارت في إيدي أقسم بالله لأندمك .. بس أعرف الأول مين إللي دخل بيتي و فكلي الفرامل.
إنتبه عثمان لصوت جلبة بأخر الممر فأدار رأسه ليري والديه و شقيقته يهرعون نحوه و الفزع باديا علي وجوههم ..
قام من مكانه و تحضر لإستقبالهم بفتوره المعتاد
في إيه عثمان ماله إبن عمك .. قالها يحيى بتساؤل و أردف 
إحنا لسا شايفين الخبر في الجرايد و الصحافيين واقفين برا أد كده إنت إزاي ماتقولناش حاجة زي دي إزاي نعرف من الغرب 
نطق أخر كلماته پغضب ليرد عثمان بهدوء شديد لا يتناسب إطلاقا مع الموقف 
ماحبتش أخضكوا عموما ماتقلقوش حالته مستقرة لحد دلوقتي.
إيه يا أخي البرود إللي إنت فيه ده .. صړخت فيه صفيه و أكملت پبكاء 
فين صالح رد عليا هو فين أنا السبب في إللي حصله .. لو ماكنتش طلبت منه يروح بدالي المستشفي إمبارح !
و إنهارت أكثر لتحاول فريال أن تهدئها
ضمتها إلي صدرها و أخذت تمسد علي شعرها و ظهرها بحنو بينما أخذ يحيى إبنه من يده و وقفا بعيدا ليتحدثا بسرية ..
يحيى بلهجة خاڤتة 
عمل الحاډثة بعربيتك .. إنت المقصود مش هو !
عثمان بنظرات غامضة 
عارف .. و عارف كمان مين إللي وز عليا بس مش هسكت.
أحمر الأخير ڠضبا و هو يغمغم بإنفعال مكبوت 
إنت مش هتعمل أي حاجة إحنا مش ناقصين كفايانا فضايح.
عثمان بغلظة و قد علا صوته 
يعني إيه عايزني أطرمخ عالموضوع عايزني أسيب حقنا كلنا بلاش إحنا .. حق صالح المرمي جوا ده !
يحيى و هو يرمقه بنظرات محتقنة 
أنا ماقلتش هنسيب حقه .. في حاجة إسمها قانون و إحنا مش قليلين في البلد.
أطلق عثمان زفرات حانقة و هو يشيح بوجهه عن أبيه بينما وضع يحيى يده علي كتف إبنه و ضغط بخفة و هو يقول بحزم 
عايزك تهدا شوية و ماتتهورش نطمن بس علي إبن عمك و بعدين هنتصرف.
أستاذ يحيى البحيري !
إلتفت يحيى وراءه ليرد علي محدثه 
أيوه أنا !
كان شرطيا وقف أمامه و خاطبه بلهجة رسمية مهذبة 
أسف يافندم عارف إن مش وقته بس معلش لازم نفتح محضر بالحاډثة دلوقتي .. و وزع نظراته بينه و بين عثمان مكملا 
هما شوية أسئلة لحضرتك و لعثمان بيه.
أومأ يحيى بتفهم و قال 
إحنا تحت أمرك يا حضرة الظابط.
في منزل سمر ... إنه اليوم المنشود ..
منذ بزوغ النهار كانت في إنتظار مكالمة العمل التي وعدها بها عثمان البحيري
إستيقظت مبكرا قبل أخويها لأجل هذا و لكن كم هي محبطة الآن .. لم يدق جرس هاتفهها أبدا لم تصلها رسالة حتي ..
ماذا يعني هذا ألن يفي السيد عثمان بوعده لها ألن يعطها المنصب الذي أشار إليه هل كان يقول ذلك عبثا كان يتسلي 
حتما كان يتسلي .. إبتسمت سمر بسخرية و حدثت نفسها بخفوت كنتي فاكرة إيه يعني يا غبية معقول هيقبل يشغلك عنده في وظيفة زي دي .. كان

انت في الصفحة 6 من 8 صفحات