الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية ۏجعي كاملة

انت في الصفحة 2 من 16 صفحات

موقع أيام نيوز


ده حاجته ويقفل الورشة ويكمل بقيت اليوم معاكي
مراتي كلامها مظبوط يعني تشتغل نص يوم وترجع تخرج مراتك وعيالك يا هيما
رد ااأخير والله أنا اصلا كنت هعمل كده
تبع قوله وهو ينهض شكرا يا مرات اخويا علي الفطار المتين ده ثم نظر لأخيه يدوم عزك يا اخويا
ربت علي طهره بقوة حانية تعيش ياهيما روح الله يفتحها في وشك ويرزقك

بتوقيت متأخر من الليل عاد بإحدى أيام عمله مر منهكا بشقة والدته التي عرج عليها أولا ليطمئن قبل صعوده منزله
يا مساء العسل يا ديجا
ضوت عين أمه خديجة متشبعة بطلته وخفة ظله التي تأسرها وهي ترحب بقدومه مساء الشربات يا ضي عيني ثم تدللت عليه زعلانة منك يا واد يا ابراهيم
ليه بس يا ست الكل
معدتش عليا امبارح زي عوايدك ونمت من غير ما تشوف امك طبعا حضڼ مراتك بينسيك الدنيا
قهقهة متفهما غيرتها وهو يضم كتفيها بود وبعدين في الغيرة بتاعتك دي يا ديجا ثم تحدث بجدية موضحا والله يا ماما امبارح كنت تعبان اوي من شغلي وماصدقت شوفت سريري قدامي ونمت لدرجة مارضيتش اتعشى مع حور والعيال
ثم مال مقبلا قمة رأسها ومع كده حقك عليا
هصالحك باللي تطلبيه
ابتسمت بفيض حنان يخصه أكثر من غيره مش عايزة اكتر
من انك تطل عليا دايما يا ابراهيم انت عارف غلاوتك عندي حاجة تانية
ربت على كتفيها عارف يا ديجا
وقعت عينه علي قدميها المكشوفة له رجلك وارمة كده ليه يا ماما
أصلي طول اليوم كنت عند خالتك ثرايا تنجيد بنتها كان انهاردة وكنت معاها بجاملها وبساعد مع الكل في تحضير أكل الضيوف وشكل قعدتي علي كرسي وقت طويل تعبت رجلي
استاء مغمغما وايه لازمة التعب يا أمي كنتي جاملي بمبلغ وخلاص ينفع رجلك تورم كده
هونت عليه الأمر يا ابني الواجب مش فلوس وبس دي أول بنت خالتك ثرايا تجوزها وأنا كنت نادرة يوم تنجيدها اعمل أكل الضيوف بإيدي والبنات كانوا حواليا مش لوحدي يعني أنت ماتعرفش غلاوة خالتك عندي ولا ايه دي أكتر من اختي وعشرة سنين طويلة
هز رأسه وعينه لم تحيد قط عن قدميها المتورمة ثم غاب ليعود بإناء كبير يحوي مياة دافئة مذاب بها قليل من الملح ودون تردد جثى أرضا ليغمس كاحليها برفق فنفرت منه بحياء من فعلته ايه ده يا ابراهيم مايصحش كده يا ابني أنا
لم يلتفت لصياحها النافر وهو يجذب كاحلها بقوة حانية ويغمسها بالماء وأنامله تضغط عليها برفق مع مزاحه يا سيدي يا سيدي على رجل الغزال اللي زي القشطة الله يرحمك ياحاج كنت متهني مع الحلويات ومحدش قدك
احمرت وجنتيها وهي تداري خجلها بتوبيخه أختشي يا واد عيب كده
ابتسم بإرهاق لكنه ظل بأنامله ينشط كاحليها الناعمة بحركات مدروسة لتشعر ببعض الراحة وهي ترمقه من عليائها بحنان طاغي من يلومها إن أحتل هذا الأبن قلبها أكثر من اخيه سيل حنانه وتصرفاته معها تشبه تماما أبيه الراحل كان هكذا معها
أرتاحتي دلوقت يا أمي
تسائل بترقب لتتمتم بنظرة راضية
إلهي يريح قلبك ويجبر خاطرك قادر يا كريم بقيت احسن ياحبيبي كفاية كده قوم اطلع لولادك ومراتك كل معاهم لقمة وريح جتتك اللي بتشقي بيها طول اليوم
أطاعها وهو يفرغ الصحن الكبير من المياة في حوض المرحاض ويعيده لموضعه ثم غادرها لزوجته وطفليه
داعبت كتفيه برقة وهي تناديه بدلال قبل أن يغفو
عايزة اقولك حاجة يا أبراهيم هيما
غمغم بخفوت
وهو يصارع انسدال جفنيه
ربنا يستر نعم
كده برضو هو انا لسه قولت حاجة
أصل هيما دي بتبقي دايما مقدمة لحاجات مش لطيفة
لا والله ابدا ده طلب بسيط كده
خير ياحور
نفسي اشتري ديب فريزر التلاجة مش بتكفيني دلوقت وكمان غسالة أطباق وطقم صيني بدال اللي العيال كسروا نصوا
تثائب مع قوله لو في فلوس هاتي كل ده يا حور هو انا حايشك
ثم انتبه معتدلا في رقدته عايزة غسالة ايه ليه انتي اتكسحتي يا ماما هو غسيل المواعين كمان هنشتري له غسالة
تدللت عليه وهي تداعب أنفه بقرصة خفيفة اخص عليك يا هيما ده أنا بتبهدل خصوصا في الشتا من غسيلها فيها ايه لما تجبهالي يعني
تثائب ثانيا بإرهاق ربنا يسهل انتي كده عايزة مبلغ كبير تجيبي كل ده ومش هينفع دلوقت
كثفت جرعة دلالها عليه منا عشان كده عايزاك تزودلي المصروف شوية عشان ادخل جمعية مع جارتنا أول الشهر الجاي
واستطردت واعمل حسابك هنزور ماما وبابا أخر الأسبوع اخواتي التؤام نجحوا بمجموع كبير في الإعدادية وعاملين حفلة على أدنا كده قلت ايه يا هيما ابراهيم رد عليا معقول نمت بالسرعة دي يا راجل
بدى امامها غارقا بنومه فلم يكن منها إلا أن انحنت تقبل جبينه وتدعوا له بالعون والصحة والرزق الوفير وذهبت تتفقد صغارها متوجسة سلفا مما يفعلونه مع صمتهم المريب هذا
طب بدال الجمعيات وۏجع القلب يا ابراهيم استنى اما تاخد نصيبك من إيجار الأرض بتاعة ماما
زي كل سنة ده بيكون مبلغ محترم
احتسى جرعة من قهوته وهو يجاور شقيقه فوق سطح بنياتهم قائلا لا يا تيمور الفلوس دي ليها عوزة تانية عندي أنا عايز اجمدها علي بعض بعيد عن ايد حور خالص أنت عارفها مصرفة شوية وانا نفسي اعمل حاجة لعيالي يستندوا عليها لما يكبروا خليها هي تتصرف بجمعيات من مصروف البيت هي حرة
أومأ بتفهم براحتك يا هيما أنت أدرى بمراتك
أنا مش بذم فيها والله ياتيمور بالعكس ده حقها هي يعني لو مش طلبت مني هتطلب من مين بس زي ما
قولت انا باصص لبعيد ومستقبل ولادنا
عداك العيب ياهيما وعموما تفكيرك مش غلط أنا كمان المفروض افكر كده
طبعا الزمن مش مضمون ويدوب نحاول نعمل لولادنا حاجة من دلوقت
اهتز رنين هاتفه بغتة هسيبك بقا يا تيمور صاحب الشقة اللي رايح اخد مقاسات شبابيكها بيستعجلني
ربت علي كتفه بقوة في رعاية الله يا اخويا
نوفيلا ميراث الۏجع بقلم ډفنا عمر
صاحت بسعادة طفولية ما أن رآته جالبا لها فاكهتها المفضلة رمان
قهقهة لها حبك للرمان ده مش طبيعي يا ديجا
واستطرد بنبرة دافئة لسه طالع بشاير قلت هجيبلك منه وانا راجع
طبطبت على كتفه بحنان ربنا ما يحرمني من حنيتك ابدا خليه للصبح شروق ولا حور يفصصوه وناكل كلنا سوا مع العيال
لا لا انا مش طالع غير وانتي واكلة منه قدام عيني
وشرع بالفعل بغسله وتقطيعه مع قوله المازح مرات اخويا بتضايق منه عشان بيسود ايدها وحور زيها خليني أنا اضحي بصوابعي عشان عيونك ياجميل
ضحكت وهي تراقبه برضا حتى انتهى ومزجه بقليل من الماء المثلج والسكر ووضع لها طبق لتأكل منه بشهية ونهم والدته تعشق تلك الفاكهة لذا ما أن تظهر بالأسواق حتي يغرقها بها كل حين
مكث يراقب التهامها لحبات الرمان ثم قال
تعرفي يا ماما لما بعملك اي حاجة بتحبيها بحس اني مرتاح بخرج من بيتي مطمن إن لو ربنا أخد أمانته أي لحظة رضاكي عني هيشفعلي
توقفت حبات الرمان بحلقها وسعلت بقوة ليفزع وهو يعاجلها
بكاسة ماء أزاحتها عنها بضيق ايه اللي انت بتقوله ده يا ابراهيم كده تنكد عليا
أدرك خطئه معتذرا أنا أسف مش قصدي والله ده مجرد كلام
 

انت في الصفحة 2 من 16 صفحات