رواية تقي الفصول من 1-5
أصابع يدها المطلية باللون النبيذي لتتأكد من تناسقه مع لون فستانها الأسود الغالي حيث الحفل الخيري الذي ستذهب إليه بعد قليل مع رفيقاتها
في نفس التوقيت قاد أوس سيارته عائدا إلى القصر فلمح والدته وهي تقف في كامل زينتها فصف السيارة جانبا وترجل منها وسار نحوها وهو يرمقها بنظراته القوية والثابتة
لوت ناريمان شفتيها في ضيق حينما رأت أوس وحدجته بنظرات حادة و
أوس بنبرة جافة اهلا
ناريمان بحنق أهلا ! ده اللي جاي تقوله دلوقتي يعني انت غايب بقالك كتير وفي الأخر تقولي أهلا فعلا انت الواحد مستحيل يتكلم معاك
أوس بجفاء ناريمان هانم ماظنش إن وجودي هنا أو غيابي هيفرق معاكي في حاجة بالعكس أنا بريح دماغك مني والأفضل تخليكي في شغل الخير بتاعك ده أو أقولك ركزي مع ليان أحسن مني
أوس وهو يزم شفتيه وببرود مستفز مممم أمي طيب كويس انك فكرتيني أصل أنا كنت ناسي المعلومة الخطېرة دي
ناريمان وهي تزفر في ڠضب اووووف انا فعلا بعترف إني فشلت في تربيتك !
أوس بتهكم ونظرات ذات مغزى كفاية أوي إني تربية ممدوح بيه !
ناريمان بتلعثم آآ انت انت تقصد ايه
أوس بنبرة باردة ونظرات قاسېة انتي فاهماني كويس فبلاش نلف وندور على بعض
حدقت هي بمقلتي عينيها في قلق واضح فقد أدركت أن وراء تلميحاته هذه مغزى واضح لذا ابتلعت ريقها مجددا وحاولت أن تسيطر على ملامح وجهها لتبدو عابسة الوجه و
ثم سارت بخطوات راكضة في اتجاه السيارة وهي تتمتم بكلمات مبهمة حيث ينتظرها السائق وأشارت له بطرف إصبعها ليفتح لها الباب ثم ركبتها لينطلق بها خارج القصر
صعد أوس إلى غرفته ليستحم ثم قام بتبديل ملابسه بأخرى رسمية من أجل الذهاب إلى مقر شركاته وقبل أن يتجه إلى الدرج سمع صوت اخته الصغرى ليان يصدح عاليا وهي تسب وټلعن في الهاتف بعصبية فضيق عينيه في حيرة ثم قرر الذهاب إليها لمعرفة ما الأمر
ليان هاتفيا پغضب مش لاقياه يا جودي قلبت الدنيا عليه في كل مكان
جايدا هاتفيا بهدوء طب انتي شوفتيه في التويلت ممكن يكون على المراية
ليان بحنق يا بنتي أنا مش طلعته من ال بتاعه يبقى ازاي هاسيبوه كده
جايدا بنبرة جادة يبقى أكيد في حد خده
جايدا وهي تمط شفتيها في حيرة يمكن حد من الخدامين اللي عندكم
ليان وهي
تهز رأسها نافية وبنبرة متشنجة لأ معتقدش مامي هنا مش بتشغل أي حد
جايدا بهدوء حذر مش عارفة أقولك ايه
ليان بإنفعال أنا عاوزة حل للمصېبة دي مامي لو عرفت إن الخاتم ضاع ه آآ هتزعل ومش بعين تكنسل تلغي البارتي بتاعتي
جايدا بقلق طب وبعدين هاتعملي ايه
وضعت ليان أطراف أصابعها في فمها وبدأت في قطم أظافرها في ارتباك شديد و
ليان بتوتر أنا أنا بفكر أخلي سامو يضربلي واحد أي كلام وآآآ
أوس مقاطعا بنبرة متصلبة ليان اقفلي الخط وتعالي ورايا
انتفضت ليان فزعا على إثر صوت أخيها الكبير والتفتت برأسها ناحيته وحدقت فيه بنظرات حادة و
ليان بنبرة ضائقة أوس انت هنا من أمتى
أوس ببرود واضح انتي سمعتي أنا قولت ايه ! تعالي
ليان بتذمر اووف أنا مش فاضية لأي كلام بليز أوس سيبني في اللي أنا فيه
أوس بنبرة صارمة ونظرات قوية ليان تعالي
ثم سار خارج غرفتها ووقف أمام الدرج ووضع كلتا يديه في جيبي بنطاله القماشي الأسود فتبعته هي إلى حيث يقف ولوت فمها في تأفف ورمقته بنظرات ضيقة و
ليان بنفاذ صبر عاوز ايه
أوس بنبرة محذرة اتكلمي معايا عدل أحسنلك أنا مش صاحبتك
عضت هي على شفتها في عدم اكتراث وأشاحت بوجهها بعيدا عنه و
ليان بهدوء مصطنع سوري بس أنا مضايقة خالص وآآ
أوس مقاطعا بصوت عميق في ايه
ليان بتشنج الخاتم السوليتر بتاعي ضايع وانا هاتجنن عليه ولو مامي عرفت باللي حصل فأنا مش عارفة هاتعمل ايه وآآ
أوس مقاطعا بتهكم وطبعا إنتي الوقتي عاوزة بديل ليه قبل ما ناريمان هانم تكتشف الموضوع فهاتروحي للزفت سامو وتخليه يقلدلك واحد زيه
ليان وهي تتنحنح في توتر احم آآ يعني
أوس بجدية أنا سامعك وانتي بتظبطي كل حاجة لأ برافو بنت أمك بتعرفي تخططي وتلعبي صح !!
رفعت ليان أحد حاجبيها ورمقته بنظرات إستهجان و
ليان بإنزعاج ايه الاسلوب البيئة يععع أنا مش كده على فكرة أنا بس مش عاوزة مامي تزعل
أوس بنبرة تحمل الاستهزاء لا والله ده بجد على أساس إن أنا أهبل وممكن اصدق العبط اللي سمعته
ليان وهي تزفر في ڠضب أوووف أنا أصلا بتكلم معاك ليه انت كده كده مش بيفرق معاك حاجة وهاتسيب القصر وهافضل أنا أحاول أبرر لمامي وأشوف أي حجة عشان تقتنع إني مش السبب
تجمدت تعابير وجه أوس وظل لثوان محدقا في عيني أخته فارتابت هي من نظراته المسلطة عليها ثم أوس بصلابة لأ بيفرق معايا وهاوريكي
ثم تركها أوس وأمسك بالدرابزون ونزل على الدرج سريعا واتجه ناحية المطبخ المتواجد به الخدم وحدجهم جميعا بنظرات شرسة بثت الخۏف في أنفسهم و
أوس متسائلا بقوة فين حكمت !
الخادمة تحية بتردد آآ هي هي بقالها كام يوم عيانة وآآ ومش ومش هاتقدر تيجي
أوس بنظرات ڼارية ونبرة مخيفة أها يعني هي غابت كده مع نفسها وبلغتك انتي بدل اللي مشغلينها
الخادمة تحية بتوتر شديد أبدا والله يا باشا ده ده آآ
أوس مقاطعا بقسۏة ونظرات محذرة أنا هاطلب البوليس لو الخاتم ماظهرش في ظرف ساعتين والكل هيروح في داهية
الخادمة تحية وهي فاغرة شفتيها في ذهول هاه بوليس طب طب ليه !!!
نظر الخدم إلى بعضهم البعض في ارتباك شديد وبدأوا يتهامسون في فزع نعم الكل يخشاه بحق فلا يمكن لأي أحد أن يتوقع ردة فعله حينما يغضب أو يثور
في منزل تقى عوض الله
سمعت تقى صوت طرقات خاڤتة على باب المنزل فعدلت من وضعية حجابها الذي يغطي غالبية شعرها ثم سارت في اتجاه الباب وفتحته لتجد جارتها حكمت واقفة أمامه وترمقها بنظرات متفحصة لها ولقميصها القطني القديم و
تقى بنبرة سعيدة وهي تشير بيدها اتفضلي يا خالتي
حكمت بهدوء مصطنع اه يا حبيبتي هاتفضل أومال امك موجودة
سمعت هي صوت فردوس يأتي من الداخل فاستدارت ناحية مصدر الصوت و
فردوس بنبرة شبه عالية تعالي يا حكمت أنا موجودة
حكمت وهي تمط شفتيها في ضيق زائف كويس إني لاقيتك أصل عاوزاكي في حاجة مهمة
فردوس بلهجة آمرة خشي يا بت يا تقى أعملي حاجة ساقعة لخالتك حكمت بسرعة
حكمت باعتراض زائف مالوش لازمة هو أنا جاية أضايف هنا
فردوس بإصرار لا والله ما يحصل ده انتي في بيتي اجري بسرعة يا بت
تقى بنبرة متحمسة هاعملك لمون ساقع بسرعة يا خالتي
ثم ركض تقى سريعا من أمامها في اتجاه المطبخ وتابعتها كلتاهما بنظرات ثابتة إلى أن اختفت عن ناظريهما فاعتدلت حكمت في جلستها ورفعت أحد حاجبيها في ترفع و
حكمت هي تلوي ثغرها شوفي بقى يا فردوس يا اختي أنا مش هالف وأدور في الكلام كتير
اضطربت قسمات وجه فردوس وقطبت جبينها نوعا ما وأصغت بإهتمام بالغ إلى ما تقوله جارتها و
حكمت بنزق الوقتي الديانة عاوزين فلوسهم وأنا بحاول أشوفلك حل عشان ماتتفضحوش أكتر
فردوس وهي تلوي فمها في سخط ربنا مش هايجيب فضايح إن شاء الله ريحي نفسك بس يا حكمت وماتشليش همنا
حكمت بنظرات ضيقة ونبرة هامسة يا ولية أنا عاوزة أساعدك ياباي !
حدجت فردوس حكمت بنظرات حانقة ثم أشاحت بوجهها بعيدا عنها و
فردوس بنبرة عالية بت يا تقى اللمون بسرعة عشان خالتك ريقها ناشف
نهضت هي عن الأريكة ونظرت إلى حكمت بنظرات منزعجة قبل أن تردف ب
فردوس على مضض هاروح أشوف ايه اللي أخر البت دي ورجعالك
ثم سارت فردوس بخطوات ثابتة في اتجاه المطبخ بينما ظلت حكمت تتابعها بعينيها المغتاظتين إلى أن أختفت تماما فأرجعت ظهرها للخلف ووضعت ساقا فوق الأخرى و
حكمت بنبرة محتقنة وخاڤتة أنا مش عارفة بتتنطط على ايه بنت بارم ديله دي !!!!!!الفصل الرابع
في قصر عائلة الجندي
لم يهنأ أي أحد متواجد في القصر بعد تهديدات أوس الصريحة لهم وبدأ الجميع في مهمة البحث عن ذلك الخاتم وجلست ليان في غرفتها بالطابق العلوي تراقب الخادمات وهن منشغلات في التفتيش عنه وإعادة ترتيب كل شيء في مكانه ..
في حين قام الجانيني وكذلك بعض الخدم في البحث عنه في حديقة القصر الواسعة ..
لم تجد أي خادمة هذا الخاتم في غرفة ليان أو في أي غرفة أخرى علوية لذا اتجه الجميع للطابق السفلي للبحث فيه ..
وهنا استغلت الخادمة تحية تلك الفرصة وانشغال الجميع في البحث عن الخاتم المفقود وقررت أن تهاتف حكمت لتبلغها بما حدث لذا إنسلت في هدوء من بينهم والتفتت برأسها للخلف أكثر من مرة لتتأكد من عدم متابعة أي أحد لها ثم اختبئت خلف أحد الأعمدة الجرانيتية الموجودة على مقربة من ردهة باب القصر وأخرجت هاتفها المحمول من جيب تنورتها السوداء ثم نظرت بتوجس حولها وضغطت على عدة أزرار لكي تهاتف حكمت على عجالة وانتظرت أن يأتيها الرد و...
الخادمة تحية لنفسها بخفوت ردي بقى اوووف
في منزل تقى عوض الله
شعرت حكمت بإهتزاز الهاتف في حقيبتها القماشية التي تمسكها في كف يدها فقامت بفتحها وأخرجت هاتفها المحمول ثم نظرت إلى الشاشة و...
حكمت وهي ترفع أحد حاجبيها في استغراب تحية ..! دي بتتصل ليه !!!
ضغطت حكمت على زر الإيجاب ووضعت الهاتف على أذنها و...
حكمت هاتفيا بنبرة شبه حادة في ايه يا تحية
الخادمة تحية هاتفيا بتوتر ونبرة خاڤتة انتي فين يا حكمت ده في نصيبة حصلت !!
حكمت بقلق نصيبة ايه دي ما تتكلمي بسرعة
الخادمة تحية بإرتباك صريح خاتم الست ليان السوليتير ضاع وأوس باشا قالب الدنيا وناوي يجيب البوليس لو ماظهرش الخاتم ده
انتفضت حكمت من على الأريكة في ړعب واتسعت مقلتيها في فزع رهيب وارتعدت أوصالها بشدة وشعرت أن دماؤها هربت من عروقها وجف حلقها سريعا وشعرت أن ساقيها