الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية تقي الفصول من 1-5

انت في الصفحة 6 من 10 صفحات

موقع أيام نيوز

و مال برأسه أكثر ليبحث عن مكان كرته وبالفعل وجدها قابعة أسفل الفراش لذا زحف بكامل جسده تحت الفراش ليمسك بها 
ثم سمع هو صوت فانتفض فزعا وبلل ملابسه رغما عنه وتملكته ارتجافة قوية وحاول ألا يتحرك من مكانه 
بدأ الصوت يقترب تدريجيا منه وعينيه الصغيرة تتحركان وترمشان بسرعة رهيبة 
لمح الصغير بطرف عينيه من أسفل تلك الملاءة التي تتدلى من الفراش أقداما لرجلين وكذلك قدمي إمرأة معهما ولكنها على ما يبدو تحاول الابتعاد عنهما 
كان صوت ذلك الرجل مألوفا بالنسبة له وصوت صړاخ المرأة يعهده جيدا 
استطاع هو أن يتعرف على الاثنين من صوتهما نعم إنها مربيته ولكنه لم يألف صوت الرجل الأخر 
لم يفهم هذا الصغير ما الذي يحدث مع المربية ولكن يبدو أنها في خطړ محدق وعاجزة عن الهرب ووالده متورط في أذيتها 
لذا صړخ الصغير بصوت مبحوح فتوقفت الاهتزازات فجأة ورأى تلك الأقدام الرجالية تقترب منه بهدوء مخيف ثم رأى رأس ذلك الغريب تنكشف من أسفل الملاءة المتدلية على الفراش وحدق بعينين متسعتين في ړعب حقيقي في عينيه الشرستين التي لم ترمشا لثانية
خفق قلب الصغير بقوة وصړخ تلك المرة عاليا ولكنه لم يجرؤ على التحرك من مكانه وفجأة وجد أذرعا تمتد إليه من الناحية الأخرى لتجذبه من أسفل الفراش وتحمله عاليا في الهواء من خصره
أغمض الصغير عينيه كي لا يرى نظرات الغريب المخيفة وظل يركل بقدميه في الهواء ويتلوى كالدودة الصغيرة ليتحرر من تلك الأذرع القابضة عليه ثم سمع صوت والده يهمس له في أذنه ب 
مهاب بصرامة شديدة بتعمل ايه عندك
عجز أوس عن الرد على والده وظل مغمضا لعينيه ولم يكف عن الركل بقدميه في حين اقترب منه ذلك الغريب الذي اخترقت رائحه سجائره الكريهة أنفه بقوة و 
ممدوح مبتسما وبنبرة شيطانية الواد باينه عاوز يطلع خلبوص زي أبوه سيبهولي
فتح أوس عينيه فوجد الطبيب ممدوح محدقا فيه بعينيه الشريرتين فارتعدت فرائصه أكثر ثم لمح بطرف عينه مربيته وهي فجحظت عينيه أكثر في ړعب 
مهاب بحدة ده لازم يتعلم الأدب ازاي يدخل أوضتي وأنا مش فيها وانتي كنتي فين
المربية بنعومة انت مادنتيش فرصة أقولك إنه موجود في السكن
مهاب بحنق يا سلام بالبساطة دي طب أهوو شاف كل حاجة إيه العمل بقى !!
أشاحت المربية بوجهها وتمطعت بجسدها على الفراش قبل أن تسحب الملاءة لتغطي بها جسدها الم
بينما ارتسمت ابتسامة لئيمة على وجه ممدوح وحدج أوس بنظرات خبيثة ذات مغزى و 
ممدوح بنبرة تشبه فحيح الأفعى هاتهولي وأنا هاتصرف معاه 
مهاب بنبرة غاضبة ونظرات محتقنة هاتعمله ايه ده ممكن ېفضحنا ويقول لتهاني على اللي بيحصل هنا
ممدوح بثقة زائدة اطمن مش هاتعرف حاجة دي مراتي وأنا هاسيطر عليها
مهاب بنبرة متصلبة لأ أنا عارف ابني هايقولها وهي مش هاتسكت ويمكن تنفذ ټهديدها معايا وتقول لناريمان
ممدوح بنبرة عازمة ونظرات أكثر ضيقا أنا

مش هاخليه يفتح بؤه تاني 
مهاب بنبرة محذرة اياك تعمل في ابني حاجة 
ممدوح بهدوء مخيف ماتخفش أنا بس هاعرف إزاي اسكته
ثم مد يده في اتجاه مهاب وأخذ الصغير أوس من ذراعيه وقام بحمله وأحكم قبضتيه عليه حتى لا يفلت منه بسبب مقاومته الزائدة ودلف به إلى خارج الغرفة 
ظل أوس ېصرخ بفزع شديد كي يتركه ممدوح ويبتعد عنه ولكنه لم يعبء به واتجه به إلى غرفة نومه الصغيرة 
أغلق ممدوح باب الغرفة عليهما بعد أن ألقى بالصغير الذي لم يكف عن الصړاخ على الفراش ثم حدجه بنظرات بثت الړعب في نفس أوس و 
ممدوح بنبرة مخيفة اخرس خالص ماسمعش حسك 
أوس بصوت عالي ومرتعد ماما ماما أنا عاوز ماما أنا هاقولها عليك يا ماما تعالي 
ممدوح بنبرة قوية ونظرات مرعبة بس مافيش ماما هنا !!
ثم اقترب منه وأمسك به من ياقته وحمله عاليا في الهواء ونظر مباشرة في عينيه و 
ممدوح بنبرة متصلبة تحمل الټهديد ونظرات أكثر ضيقا لو فتحت بؤك يا أوس بأي حاجة شوفتها في أوضة أبوك أنا هاعمل فيك زي ما أبوك بيعمل في الخدامة فوق 
أوس بصړاخ طفولي ماما أنا هاقولها عليك عااا
ممدوح بنبرة مرعبة مش هاتقدر وهاقول عليك كداب
أوس بنبرة طفولية مخټنقة الناني الدادة هتقول لماما 
ممدوح مبتسما في استخفاف الناني مبسوطة ومش هاتقول حاجة 
أوس بنبرة مذعورة لأ ده ده كدب 
ممدوح بخبث واضح كده إنك متعرفش عمك ممدوح كويس والظاهر إنك عاوز تشوف أنا هاعمل فيك ايه !
بلل الصغير أوس بنطاله مجددا من الفزع وارتعش أكثر وهو يرى تهديدات ممدوح الصريحة له في حين ارتسمت ابتسامة شيطانية على فم الأخير وهو يرى تأثيره الجلي والمخيف عليه و 
ممدوح بهمس مخيف ونظرات مفزعة مممم تعرف أنا بفكر في ايه 
صمت ممدوح للحظة لكي يراقب ردة فعل الصغير عليه ثم تابع ب 
ممدوح بنبرة مفزعة ونظرات ثابتة أنا هاقطع منك حتة صغيرة ومحدش هايعرف بده
ثم أخفض عينيه للأسفل ليشير بهما إلى ذلك الجزء الذي ېهدد بإيذائه فيه في حين شحب لون وجه أوس على الفور وهربت الډماء من وجهه فأيقن ممدوح أنه قد نجح في بث الړعب فيه نفسه فتملكه الغرور أكثر واقترب من أذن أوس و 
ممدوح متابعا بصوت ثقيل و انت أصلا ضعيف مش هاتقدر تعمل حاجة و حتى معندكش قوة تواجهني بيها الخدامة يمكن أقوى منك وهتعرف تتصرف مع أبوك لكن انت لأ 
هز أوس رأسه في فزع وحاول أن يتملص من قبضتي ممدوح الممسكة به من ذراعيه الضئيلين و 
أوس بتلعثم وخوف أنا أنا 
ممدوح بخفوت مخيف يحمل الټهديد انت هاتنسى اللي حصل في الأوضة وإلا 
ثم صمت لثوان لكي يشير بعينيه إلى جسد الصغير حتى يتأكد أنه قد فهم رسالته و 
ممدوح بنبرة تشبه الفحيح انت عارف أنا هاعمل ايه !
ومال برأسه عليه ثم 
في تلك اللحظة أفاق أوس من نومه وهو يتصبب عرقا غزيرا وصدره يعلو ويهبط وكأنه قد قطع أشواطا في الركض لمسافات بعيدة 
ظل لبرهة محدقا في الفراغ أمامه متصلبا في مكانه محاولا تهدئة أنفاسه اللاهثة 
أغمض عينيه للحظة ثم أخذ نفسا عميقا وزفره بقوة وفتح عينيه مجددا ليتأكد أنه متواجد بغرفته في منزله الخاص بالمعادي 
أوس لنفسه بتوتر شديد كان كابوس كابوس مافيش حاجة من دي موجودة !
مد أوس يده في اتجاه الكومود ليسحب الهاتف المحمول من عليه ثم نظر في

شاشته ليرى أن التوقيت قد تجاوز الرابعة صباحا 
ألقى هو بالهاتف على الفراش دون اكتراث ثم أنزل ساقيه عن الفراش أولا وانحنى بجذعه للأمام قليلا ووضع كلتا يديه على فروة رأسه وظل يمرر أصابعه في شعره وأخذ يحك رأسه بشدة حتى ينفض تلك الذكريات الآليمة والمفزعة عن عقله 
زفر هو مجددا ثم نهض كليا عن الفراش وسار في اتجاه باب الغرفة ودلف إلى الخارج   ليطل على رفيقه عدي 
كان عدي شبه فاقد للوعي على الأريكة الموجودة بصالة المنزل من أثر الخمر وإلى جواره عدد من الزجاجات الفارغة وكذلك بقايا الطعام الجاهز 
تأمل أوس هيئة عدي المزرية وحدجه بنظرات متأففة ثم تركه وسار في اتجاه المرحاض لكي يغتسل لعله يتمكن من نسيان ذلك الماضي المشين والمخيف الذي مازال إلى الآن يطارده في أحلامه
أدار أوس صنبور المياه البارد وأنزل رأسه أسفله وأغمض عينيه مجددا ليستمتع بتلك البرودة التي أطفأت إلى حد كبير النيران المستعرة في عقله لم يدر هو كم من الوقت ظل باقيا على تلك الحالة ولكنه كان يبحث عن السلام الداخلي عمن يخمد ذلك البركان الهائج في صدره
لم يهنأ أوس يوما بعد الذي حدث في تلك الليلة المشؤومة أي منذ ما يزيد عن ثمان عشر عاما 
فقد تملكه الړعب الشديد حينما أوشك ممدوح رفيق والده على الإعتداء بدنيا عليه ولكن منعه من الإقتراب منه قرع جرس الباب حيث نهض ممدوح عن الفراش وركض خارج الغرفة بعد أن أوصد الباب عليه من الخارج في حين اختبىء هو بداخل خزانة الملابس حتى لا تطاله يد ذلك الدنيء 
ورغم أنه كان محاصرا بالداخل والظلام الدامس يغلف الخزانة المختبيء بها إلا أن صوتها الذي اخترق أذنيه كان يطمئنه بأنها ستحميه من شره 
ولكن سرعان ما تلاشى هذا الشعور حينما سمع أصوات شجارها مع ذاك البغيض و 
تهاني پغضب عارم انت إزاي تعمل كده أنا مش هاسكت
ممدوح بصړاخ حاد تهاني كله كان بموافقتك وأنا مضربتكيش على ايدك !
تهاني بنبرة عازمة وقوية ونظرات ضيقة ومتوعدة وأنا مش هاسيبك تفلت باللي عملته حقي هاجيبه منك وهاخلي ناريمان تعرف وأنا آآ آآآآآآه ابعد عني آآآآآآآآآه
استمع أوس إلى صړاخ السيدة تهاني الهادر وهي تحاول الاستغاثة بمن يساعدها ولكن تحول هذا الصړاخ بعد ثوان قليلة إلى ضحكات رقيعة ن وشبه مائعة وأصوات أقرب للدلال الممزوج بتأوهات من الآلم فاكفهرت ملامح وجهه أكثر وشعر بالتخبط في أفكاره و 
تهاني بنبرة ناعمة آآآه يوووه يا ممدوح أنا مش بحب كده انت بتوجعني
ممدوح بنبرة رخيمة باموت فيكي 
تهاني بنبرة مليئة بالدلال الله مايصحش اللي بتعمله احنا عند مهاب مش في بيتنا 
ممدوح بخبث عندك حق ده حتى مهاب نايم فوق مع حبيبته وأنا نفسي أخد راحتي معاكي أوي تعالي يا قلبي تعالي
ثم تعالت ضحكاتهما سويا وبعدها بلحظات انخفضت تدريجيا حتى ساد السكون التام في أرجاء الغرفة وهنا أدرك أوس مفهوما جديدا في الحياة وأوهم نفسه بأن هناك لذة ما في تعذيب الغير نعم هو ذلك الشعور الذي يمنحك القوة حينما تعتدي بالقسۏة على من هو أضعف منك شعور يجعلك المسيطر والمهيمن على كل شيء 
أفاق أوس من شروده هذا وأبعد رأسه عن الماء المنهمر ثم نظر إلى نفسه في المرآة بنظرات شرسة ومتوحشة و 
أوس وهو يصر على أسنانه في غل كلهم زي بعض كلهم نسوان !
ثم ضړب بقبضة يده

المتكورة المرآة بقوة فتحطمت على الفور لأجزاء صغيرة 
فنظر مجددا إلى انعكاس صورته المشوهة عليها وظل متسمرا لثوان في مكانه حتى حضر إليه راكضا رفيقه عدي الذي كان أثر النعاس باديا عليه و 
عدي بفزع في ايه اللي حصل
لم يجبه أوس بل دفعه من كتفه لكي يدلف خارج المرحاض فحك عدي رأسه في عدم فهم و 
عدي بنظرات استغراب ونبرة متعجبة رغم تحشرجها ده ماله ده !!!
في قصر عائلة الجندي
وقفت السيدة ناريمان أمام بوابة القصر تنتظر السائق الخاص بها لكي يحضر لها السيارة ثم رفعت

انت في الصفحة 6 من 10 صفحات