رواية تقي الفصل الثالث
شاشته ليرى أن التوقيت قد تجاوز الرابعة صباحا
ألقى هو بالهاتف على الفراش دون اكتراث ثم أنزل ساقيه عن الفراش أولا وانحنى بجذعه للأمام قليلا ووضع كلتا يديه على فروة رأسه وظل يمرر أصابعه في شعره وأخذ يحك رأسه بشدة حتى ينفض تلك الذكريات الآليمة والمفزعة عن عقله
زفر هو مجددا ثم نهض كليا عن الفراش وسار في اتجاه باب الغرفة ودلف إلى الخارج وهو عاري الصدر ليطل على رفيقه عدي
تأمل أوس هيئة عدي المزرية وحدجه بنظرات متأففة ثم تركه وسار في اتجاه المرحاض لكي يغتسل لعله يتمكن من نسيان ذلك الماضي المشين والمخيف الذي مازال إلى الآن يطارده في أحلامه
لم يهنأ أوس يوما بعد الذي حدث في تلك الليلة المشؤومة أي منذ ما يزيد عن ثمان عشر عاما
ورغم أنه كان محاصرا بالداخل والظلام الدامس يغلف الخزانة المختبيء بها إلا أن صوتها الذي اخترق أذنيه كان يطمئنه بأنها ستحميه من شره
-تهاني پغضب عارم انت إزاي تعمل كده أنا مش هاسكت
-ممدوح بصړاخ حاد تهاني كله كان بموافقتك وأنا مضربتكيش على ايدك !
-تهاني بنبرة عازمة وقوية ونظرات ضيقة ومتوعدة وأنا مش هاسيبك تفلت باللي عملته حقي هاجيبه منك وهاخلي ناريمان تعرف وأنا آآ آآآآآآه ابعد عني آآآآآآآآآه
-تهاني بنبرة ناعمة آآآه يوووه يا ممدوح أنا مش بحب كده انت بتوجعني
-تهاني بنبرة مليئة بالدلال الله مايصحش اللي بتعمله احنا عند مهاب مش في بيتنا
-ممدوح بخبث عندك حق ده حتى مهاب نايم فوق مع حبيبته وأنا نفسي أخد راحتي معاكي أوي تعالي يا قلبي تعالي
ثم تعالت ضحكاتهما سويا وبعدها بلحظات انخفضت تدريجيا حتى ساد السكون التام في أرجاء الغرفة وهنا أدرك أوس مفهوما جديدا في الحياة وأوهم نفسه بأن هناك لذة ما في تعذيب الغير نعم هو ذلك الشعور الذي يمنحك القوة حينما تعتدي بالقسۏة على من هو أضعف منك شعور يجعلك المسيطر والمهيمن على كل شيء
أفاق أوس من شروده هذا وأبعد رأسه عن الماء المنهمر ثم نظر إلى نفسه في المرآة بنظرات شرسة ومتوحشة و
-أوس وهو يصر على أسنانه في غل كلهم زي بعض كلهم نسوان !
ثم ضړب بقبضة يده