الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية تقي الفصل الثالث

انت في الصفحة 1 من 5 صفحات

موقع أيام نيوز

الفصل الثالث
ركل ذلك الطفل الصغير ذو السنوات الإحدى عشر - الكرة بقدمه لتهرب منه وتختبيء أسفل الفراش الموجود بغرفة والده فوثب عاليا في براءة ثم استدار برأسه ليبتسم إلى مربيته التي ترعاه أثناء غياب والديه ومن ثم ركض خلفها وهو يضحك في عفوية    
دلف الطفل إلى داخل غرفة والده بينما بقيت المربية في الخارج تتغنج بجسدها الرشيق أمام المرآة الموجودة بالرواق   

انحنى ذلك الصغير بجسده الضئيل بجوار الفراش بعد أن أسند كفه على طرفه ثم جثى على ركبتيه و مال برأسه أكثر ليبحث عن مكان كرته وبالفعل وجدها قابعة أسفل الفراش لذا زحف بكامل جسده تحت الفراش ليمسك بها   
ثم سمع هو صوت   فانتفض فزعا وبلل ملابسه رغما عنه وتملكته ارتجافة قوية    وحاول ألا يتحرك من مكانه    
بدأ الصوت يقترب تدريجيا منه وعينيه الصغيرة تتحركان وترمشان بسرعة رهيبة    
لمح الصغير بطرف عينيه من أسفل تلك الملاءة التي تتدلى من الفراش أقداما لرجلين وكذلك قدمي إمرأة معهما ولكنها على ما يبدو تحاول الابتعاد عنهما    
كان صوت ذلك الرجل مألوفا بالنسبة له وصوت صړاخ المرأة يعهده جيدا    
استطاع هو أن يتعرف على الاثنين من صوتهما    نعم إنها مربيته    ولكنه لم يألف صوت الرجل الأخر 
لم يفهم هذا الصغير ما الذي يحدث مع المربية ولكن يبدو أنها في خطړ محدق وعاجزة عن الهرب ووالده متورط في أذيتها    
لذا صړخ الصغير بصوت مبحوح فتوقفت الاهتزازات فجأة ورأى تلك الأقدام الرجالية تقترب منه بهدوء مخيف ثم رأى رأس ذلك الغريب تنكشف من أسفل الملاءة المتدلية على الفراش وحدق بعينين متسعتين في ړعب حقيقي في عينيه الشرستين التي لم ترمشا لثانية
خفق قلب الصغير بقوة وصړخ تلك المرة عاليا ولكنه لم يجرؤ على التحرك من مكانه وفجأة وجد أذرعا تمتد إليه من الناحية الأخرى لتجذبه من أسفل الفراش وتحمله عاليا في الهواء من خصره
أغمض الصغير عينيه كي لا يرى نظرات الغريب المخيفة وظل يركل بقدميه في الهواء ويتلوى كالدودة الصغيرة ليتحرر من تلك الأذرع القابضة عليه ثم سمع صوت والده يهمس له في أذنه ب    
-مهاب بصرامة شديدة بتعمل ايه عندك
عجز أوس عن الرد على والده وظل مغمضا لعينيه ولم يكف عن الركل بقدميه في حين اقترب منه ذلك الغريب الذي اخترقت رائحه سجائره الكريهة أنفه بقوة و   
-ممدوح مبتسما وبنبرة شيطانية الواد باينه عاوز يطلع خلبوص زي أبوه سيبهولي
فتح أوس عينيه فوجد الطبيب ممدوح محدقا فيه بعينيه الشريرتين فارتعدت فرائصه أكثر ثم لمح بطرف عينه مربيته وهي   فجحظت عينيه أكثر في ړعب    
-مهاب بحدة ده لازم يتعلم الأدب ازاي يدخل أوضتي وأنا مش فيها وانتي كنتي فين
-المربية بنعومة انت مادنتيش فرصة أقولك إنه موجود في السكن
-مهاب بحنق يا سلام بالبساطة دي طب أهوو شاف كل حاجة إيه العمل بقى !!
أشاحت المربية بوجهها وتمطعت بجسدها على الفراش قبل أن تسحب الملاءة لتغطي بها جسدها الم
بينما ارتسمت ابتسامة لئيمة على وجه ممدوح وحدج أوس بنظرات خبيثة ذات مغزى و   
-ممدوح بنبرة تشبه فحيح الأفعى هاتهولي وأنا هاتصرف معاه 
-مهاب بنبرة غاضبة ونظرات محتقنة هاتعمله ايه ده ممكن ېفضحنا ويقول لتهاني على اللي بيحصل هنا
-ممدوح بثقة زائدة اطمن مش هاتعرف حاجة دي مراتي وأنا هاسيطر عليها
-مهاب بنبرة متصلبة لأ أنا عارف ابني هايقولها وهي مش هاتسكت ويمكن تنفذ ټهديدها معايا وتقول لناريمان
-ممدوح بنبرة عازمة ونظرات أكثر ضيقا أنا

انت في الصفحة 1 من 5 صفحات