الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية عيلة الدهشان ج2

انت في الصفحة 3 من 43 صفحات

موقع أيام نيوز

هعمله وأنا هنا لا لو سمحت يا والدي العزيز سبني أعوض هنا ولما أرجع القاهرة ابقى أعمل ريجيم.. 
علق آسر باستهزاء 
ولا عمره هيخس يا عمي اسمع مني.. 
أشار لهم فهد بحزم 
غيروا هدومكم وكلوا لقمة وبعدين نتحدت.. 
إنصاعوا لكلمته فأتجه كلاهما للداخل فقال سليم بفخر يتبع لهجته السعيدة 
العيال مبقوش عيال بقوا رجالة بشنبات كبرونا ولاد الأيه..
ابتسم عمر ليضيف بسخرية 
احنا اللي العمر جرى بينا ومبقناش صغيرين يا سليم.. 
حاوطه بكتفيه ليستطرد قائلا 
العمر يجري ما يجري هنفضل مع بعض يا واد عمي.. 
احتضنته وهو يشاكسه بكلماته 
الكلام الحلو ده مش بيريحني واصل.. 
قال الاخير بمكر 
بقيت بترطم صعيدي اهو.. 
تعالت ضحكات كلا منهما والكبير يتابعهما بابتسامة حب تشع من حدقتي عينيه الحنونة خلف حاجز الهيبة الذي صنعه لنفسه حافظ على بعض الخصال التي تنتمي لشخصه فحينما يستلم منصب الكبير يلغى الخصال الطيبة بداخله فأن صدر عنه تصرف يدل على نبله وكرم أخلاقه قد يظنه البعض ضعف منه وبالرغم من ذلك ظل يحتفظ بداخله بما يبقيه على إتصال قوي بالفهد!.. 
  
جلسآسر على المقعد المقابل لأحمد المنغمس بتناول الجبن القديم والفطير الشهي فناده بصوت منخفض وهو يتفحص المكان من حوله 
متجبش سيرة للكبير باللي حصل على الطريق فاهم 
أكمل تناول طعامه وهو يجيبه ببسمة خبيثة 
متقلقش هو هيعرف بس مش مني أبوك حبايبه كتير. 
ذم شفتيه بضيق لصدق عباراته الصريحة انتبهت حواسه لمن اقتربت منه قائلة بابتسامة أشرقت وجهها المعجد 
حمدلله على سلامتك يا ولدي.. 
نهض عن المقعد ثم أسرع لينحني طابعا قبلة عميقة على يدها وهو يردد بابتسامة صافية 
الله يسلمك يا ستي ليه تتعبي نفسك وتقومي من سريرك أنا شويه وكنت طالعلك.. 
انصاعت ليديه التي تعاونها على الجلوس فجلست وهي تمرر يدها المرتعشة 
لا لزمن أشوفك واضمك لصدري قبل امك.. 
جذب المقعد الأخر ليكون مقابلها فطبع قبلة أخرى على رأسها بحنان 
مفيش حد أغلى عندي منك يا نبع الحنان.. 
احتضنته هنية بحب شديد وهي تردد برضا 
ربنا يحميك لشبابك يا ولدي.. 
ضحك أحمد ثم قال 
واكل بعقلك حلاوة الواد ده.. 
  أشارت له بالاقتراب فانحنى على مقعدها لتحتضته بحنان ثم مررت يدها على خصلات شعره لتخبره بصوت منخفض 
بيفكرني بولدي فؤاد عمك الله يرحمه.. 
ابتسم أحمد ثم طبع قبلة على كف يدها 
ربنا يرحمه ويباركلنا في عمرك يارب.. 
هبطت راوية سريعا منهما ليعلو صوتها المنادي بحماس
آسر.. 
تقدم ليصبح مقابلها فاحتضنته بفرحة 
وحشتني اوي غيبت علينا المرادي كدليه 
أجابها هامسا بمرح 
جوزك طحنا بشغل المصانع! 
ضحكت بصوت مسموع فقالت هنية بذهول 
بتقولها أيه! 
أخشونت نبرة صوته بثبات 
ولا حاجة ده أنا بقولها هطلع أريح شوية لحسن أنا تعبان اوي من السفر.. 
وغمز بعنينه لراوية التي ابتسمت وهي تشير له بيديها على الهاتف فهمس بصوت شبه مسموع 
هكلمك يا كبيرة.. 
تعالت ضحكاتها وهي تتأمله يستكمل طريقه لغرفته بالطابق العلوي فجلست هي الأخرى على المقعد المقابل لأحمد لتسأله باهتمام 
طمني على روجينا وماسةوحور والشباب عاملين أيه 
رد عليها وهو يرتشف الشاي الساخن 
كلهم بخير يا مرات عمي وان شاء الله هينزلوا الصعيد في اجازتهم.. 
قالت بارتياح 
الحمد لله.. 
ثم اردفت 
اطلع يا ابني شوف والدتك كانت قلقانه عليك من الصبح خد الشاي وأطلع طمنها عليك .. 
ابتسم لرقة قلبها فابعد المقعد للخلف قليلا ثم كاد بالصعود ليجد نادين من أمامه تشير بيدها بمشاكسة 
يا مراحب بالحبايب.. 
ومن ثم اندفعت بحديثها 
قولي يابن ريم الواد بدر ابني مدورها في مصر ولا لسه بلوكه زي ما هو 
كبت ضحكاته ليجيبها بصعوبة 
مهو انا مش فاهم حضرتك عايزاه يدورها فانفي الوضع ده ولا هتتفاجئ وتنصدمي لو عرفتي فأشعلل الدنيا بينكم.. 
حكت رأسها بتفكير ثم قالت بلهجة صعيدية 
والله يا ولدي ماني خابرة.. 
تعالت ضحكات أحمد فقالتهنية بضيق 
وبعدهالك يا نادين هملي الواد يطلع يشوف امه.. 
ثم قالت 
اطلع يا ولدي وسيبك من المخبولة دي.. 
كبت ضحكاته وهي يستكمل طريقه للأعلى اما نادين فجلست جوار راوية وهي تردد پغضب 
كده يا خالة أنا مخبولة! 
اكدت لها حينما قالت 
مخبولة من يوم يومك ايه قولك 
ضحكت راوية وهي تتأملها تستشاط غيظا كالطفل الصغير متناسية مرور الأيام عليهما ليشيب الشعر ويطغو الشيب على اجسادهم.. 
لافتة ضخمة تلمع على أبواب المصانع العملاقة تضم إسم مصانع عائلة الدهاشنة بخط موثوق العمالة تدب بالداخل كخلية النحل النشطة التي تحوم باجتهاد آلاف من المعدات الحديثة يشملها عدد من العمال وأخرون يغسلون الفاكهة جيدا قبل أن يحضرونها للمرحلة التالية وهناك من يرص الأكياس بعناية بداخل الكرتون ومن وسط هؤلاء كان يمر بينهما يتفحص الفاكهة باهتمام يحرص حرصا شديد على العمل الجاد فيما بينهما ليسرع بتلبية الطلبيات بموعدها حرصا على سمعتهم المرهونة فمشط بيديه خصلات شعره الطويل التي تزعج عينيه لينتبه لمن يناديه لاهثا 
بشمهندس بدر.. 
استدار بدر إليه وهو يتساءل بثبات طاغي 
في أيه. 
أجابه بتوتر مما يحمله من أخبار غير سارة 
الحج مدحت عامل مشاكل في الحسابات يا بشمهندس عايز يخصم أكتر من ٨ج.. 
ضيق عينيه باستغراب 
ليه هو أول مرة يشتري مننا ولا أيه 
ثم أشار له بحزم 
روح أنت شوف شغلك وأنا هشوف الموضوع ده.. 
أومأ برأسه ثم غادر ليتجه بدر سريعا لمكتب المحاسبة فما أن رأه المحاسب حتى نهض سريعا عن مقعده ليجلس محله ثم ضم يديه على سطح المكتب متسائلا بصرامة 
خير يا حاج.. 
رفع حاجبيه باستغراب 
حضرتك محاسب هنا! اقصد يعني بتشتغل أيه انا عايز حد من أصحاب المصنع عشان أتكلم معاه.. 
قال بثبات 
معاك.. إتفضل.. 
ردد بدهشة 
أنت ابن فهد بيه 
أجابه بضيق من أسئلته المبالغ بها 
حضرتك بتضيع وقتك ووقتي طلبت تشوف حد من الملاك وجيتلك بنفسي هتقضيها جلسة تعارف بقا! 
لعق شفتيه بارتباك من صرامته المخيفة ثم قال 
أنا بصراحة كنت مستغلي الاسعار اللي حطينها وعايز تخفيض ده انا حتى زبونكم.. 
رد عليه بواجها واجم 
زبونا يبقى عارف السعر لأنه ثابت ومرفعش أيه اللي مخليه مش عاجبك المرادي!. 
قال بلهجة حماسية ظنها اسلوبا خبيثا ليجعله يخفض من الثمن المطروح 
ما في أكتر من مصنع فاتح جنبكم وبيبعوا بنص التمن تقريبا.. 
أغلق بدر الحاسوب من أمامه ثم نهض ليعدل جرفات بذلته السوداء الانيقة ليجيبه بجفاء 
يبقى مبروك عليك وحلال عليك الجودة والطعم.. 
وتركه وغادر والاخير محله لا يعي ما الذي اقترفه بغبائه الشديد الذي ظنه نقطة ذكاء سيجبره على إزهاق الثمن رغم تأكده من جودة مصانع الدهاشنة المعروفة فاسرع تجاه أحداهم ليخبره بهلع
عايز أقابل بشمهندس يحيى ضروري.. 
أرشده لمكتبه بالطابق العلوي فصعد سريعا إليه.. 
بمكتب يحيى 
كان هائما بالصورة الفوتوغرافية الموجودة على سطح مكتبه الابتسامة التي تزين وجهه وهو يحتضنها بفرحة تضيء عالم مظلم بأكمله يديه التي تحتضن بطنها المنتفخة بجنينه البالغ من العمر ثمانية أشهر تنبض بقوة حينما يتذكر تحركه أسفل أصابعه وجه ماسة المشرق يفتت قلبه المذبوح كم كان يشكلا ثنائي رائع أول من أطرق العشق بابهما بعائلة الدهاشنة فعلى الرغم من حب آسر الشديد لماسة وتعلقه بها الا أنها أحبته هو ولم تخشى أبدا الاعتراف بذلك أمام كبير الدهاشنة بذاته حينما هبطت للمندارة بعدما كان يجتمع الرجال لقراءة الفاتحة على ما اتفقوا به فوقفت أمام فهد قائلة 
عمي أنا مش موافقة على الجواز من ابنك.. 
صعق الجميع وعلى رأسهم أبيها عمر حتىيحيى تطلع لها پصدمة
فبالرغم انه كان يعشقها حد المۏت الا أنه لم يجرأ على الاعتراف بذلك أسرع أحمد تجاه شقيقته فأمسك بذراعيها پعنف 
أنت بتقولي أيه 
قالت بدموع غمرتها 
بقول أني مش موافقة انا مبشوفش آسر غير أخويا الكبير.. 
ضرمت الآلآم آسر لتفتته جريحا واسرع عمر تجاهها لېصرخ بها بقسۏة 
من أمته الكلام ده ما طول عمرك وأنتي عارفة أنك ليه.. 
أخفضت رأسها أرضا پخوف فبترت الأنفاس وتلاشت الهمسات حينما رفع فهد صوته 
سبها تتحدت وتقول اللي عايزاه يا عمر.. 
وأشار لها بالاقتراب قائلا 
تعالي ياماسة.. 
اقتربت لتقف على مسافة منه وعينيها موضوعة أرضا بحرج شديد جسدها يهتز پعنف من فرط شهقاتها المكبوتة تعالى صوت الكبير متسائلا 
أنتي مش عايزة تتجوزي خالص ولا المشكلة في ولدي بس.. 
رفعت طرف عينيها تجاهيحيى ثم أشارت بالنفي فعاد ليسألها من جديد 
بتحبي حد! 
لعقت شفتيها بارتباك فتحدت ذاتها بالرغم من وجود الكثير من رجال العائلة بالمندرة تعلم بما سيقال عليها ربما بالجريئة وربما بعديمة الحياء وربما بالاپشع من ذلك ولكنها ستفعل المحال لأجل حبها فإن صمتت وقبلت بالأمر ستجلد ذاتها الباقي من حياتها هزت رأسها كأجابة صريحة على سؤاله المطروح فعاد ليتساءل من جديد 
  مين. 
رفعت يدها لتشير على من إختاره القلب بارادته من عشقته قلب وقالبا ذاك الذي يغلفها بنظرة مخطفة من مسافة يضمنها سلامة لها ذاك الذي يراقبها بالخفاء وإن أوشك الأڈى على مسها يواجهه أولا انتقلت الوجوه جميعا إليه فأشار له فهد بعينيه ليقف أمامه نهض يحيى عن محله ليقف أمام الكبير جوارها سكنت قليلا وكأن بسكنته أمان من الأعين المتربصة بها طالت نظرات فهد المتنقلة بينهما قرأ العشق صريح بعينيه من قبل أن يستمع إليه الصمت الذي ساد المندرة كسره صوت فهد حينما نطق بصرامته الجادة 
فرحهم السبوع الجاي.. 
ردد عمر بدهشة من قراره الذي يعد بمثابة سلسال چحيم يحكم إغلاقه على آسر فقال 
أيه اللي بتقوله ده يافهد 
بحزم شديد أجاب 
كلامي واضح للكل السبوع الجاي فرحيحيى وماسة.. 
رنت تلك الذكرى كالمنبه بذكراه لتترك بسمة على شفتيه وهو يتذكر كم جابهت أعتى الظروف لأجله هو أمسك بالصورة ثم مرر اصبعه على بطنها المنتفخة فكأنما لامس تلك الذكرى البغيضة التي فتكت بعش زواجه فأبعد يديه سريعا عنها وكأنه غير مستعد لتذكر تلك الذكريات المشؤمة الآن أفاق يحيى على صوت طرقات باب مكتبه فأذن للطارق بالدخول ولجت بابتسامتها التي تجاهد لجعلها أكثر اشراقا عل محبوب طفولتها يشعر بحبها الشديد إليه تهواه منذ الصغر فكانت تراه دائما كونه الصديق المقرب لشقيقها منذ أيام الجامعة هاجت وماجت حينما علمت بأمر زواجه وهدأت بعدما علمت بما حدث لزوجته بعد زواجه وخاصة حينما قيل بأنها أصبحت مختلة عقليا فظنت بأنها فرصة مناسبة للتقرب منه فأدعت حاجتها للعمل عل قربها منه يجعله يشعر بها أجلت يمنى صوتها 
   بشمهندس يحيى في واحد برة من تجار الجملة عايز يقابل حضرتك. 
ضيق عينيه باستغراب ثم قال
دخليه.
ولج العجوز للداخل فأشار لهيحيى باحترام 
اتفضل.. 
جلس على المقعد المقابل له ثم بدأ حديثه بابتسامة واسعة 
ما شاء الله على الوش السمح ده.. 
أفتر وجهه عن بسمة صغيرة ليشير له قائلا 
تحت أمرك يا حاج أومرني.. 
قال بحزن مصطنع 
أنا طلبت أشوفك مخصوص عشان أشتكيلك من المحاسب المتنك اللي تحت ده بقوله يهونها شوية بالسعر قالي يفتح الله.
أجابه بمكر بعدما تابع بالكاميرات من أمامه بمن يقصده 
بدر تقصد.. 
قال بمحايدة 
أعتقد هو.. 
أومأ برأسه قبل أن يضيف
بدر ابن عمي مبيقولش حاجة غلط أو بيتصرف اي تصرف مش مناسب السعر موحد عندنا وأنت مش اول مرة تتعامل معانا يا حاج عارف مصانعنا كويس وشغلنا ولا أيه!. 
صمت قليلا ثم قال 
على خيرة الله.. 
وأخرج من جيبه شيك من المال ليوقعه أمامه ثم ناوله إياه قائلا بوجوم 
أقدر أستلم امته.. 
استلم منه الشيك ببسمة مصطنعة 
هأمرهم حالا يجهزوا لحضرتك طلبياتك.. 
شيعه بنظرة أخيرة ثم ترك باب المكتب مفتوح على وسعيه ليغادر بغيظ كاد بأن ېقتله أما من بالخارج فتأملته بنظرة شاردة بعدما منحها هذا الغريب فرصة لرؤيته يعمل أمام أنظارها المتلصصة علها من ستدفع ماسة لأول طريقها بالشفاء! 
بغرفة ريم.. 
أحاطتها السعادة بهالة ساحرة حينما رأت ابنها يقف من أمامها احتضنتهريم بسعادة ثم تساءلت بلهفة 
قولي يا حبيبي أنت أخبار أيه بتأكل زين! 
تعالت ضحكات أحمد ليردد بسخرية 
لو جوزك مكنش قالي بنفسه أني منفوخ كنت صدقتك.. 
واستطرد بمرح 
متقلقيش عليا يا ست الكل أنا بدبر نفسي وعايشين على الدليفري ومية فل وعشرة.. 
تطلعت له مطولا قبل أت تسأله بتردد 
قولي يا ولدي هي روجينا خطيبتك مش بتعملك وكل أنت وأخوها! 
عند ذكرها لا يعلم لما يعتريه الضيق يشعر وكأن ليس بينهما أي توافق يراها عنيدة دائما ما تثيره للتعصب وبالرغم من ذلك يرضى بواقعه فمن وجهة نظره هي المناسبة إليه خرج عن قوقع الصمت القاټل ليجلي أحباله الصوتية 
لا هي مشغولة بجامعتها.. 
ارتسمت بسمة لا ارادية على شفتيه وهو يستسل 
بس حور لما بيكون مش عليها مذكرة بتعملنا أحلى طواجن وأكل من اللي قلبك يحبه.. 
ابتسمت هي الاخرى لتضيف على كلماته 
حور دي بنت جدعة وزينة اللي يشوفها ما يصدقش إنها بنت نادين المخبولة.. 
ضحك بصوته كله ليجاهد بقول 
لسه ستي مدياها المرشح إياه تحت.. 
قالت بصدق يتبع ابتسامتها الرقيقة 
الحق يتقال يا ولدي هي اللي عاملة للدار حس من غيرها تحسها خړابة.. 
تمدد على الفراش ثم وضع رأسه على قدميها لتمرر يديه بين خصلات شعره الفحمي بتدليك خفيف تزيح به آلام رأسه فهمس باسترخاء 
محدش جوهرة البيت ده اللي أنتي يا ست الكل.. 
تعالت ضحكاتها باستمتاع لسماع المحبب إليها منه فأخذت تدلك فروة رأسه حتى غفى على قدميها كالطفل الصغير!.. 
أحكمت حور الخمار حول جسدها مانعة الهواء من أن يطيح به يسارا ويمينا استدارت تبحث عنها هنا وهناك فجذبت هاتفها ثم رفعته لتبرطم بضيق 
راحت فين دي 
أنا هنا.. 
استدارت حور لتجدها تلوح لها بابتسامة عذباء 
عارفة اني أتاخرت بس عما وصلت من البلد. 
احتضنتها وهي تردف بانزعاج 
مش عارفة أنتي مبهدلة نفسك ما بين هناك وهنا ليه يا تسنيم! 
حدجتها بنظرة منزعجة من عينيها الخضراء الساحرة لتخبرها بحزن 
مش قولتلك ياحور أن بابا رجله مکسورة وأنا بحاول أساعده على قد ما أقدر.. 
أجابتها بدهشة 
تساعديه ازاي بت أنتي بتروحي معاه الأرض! 
قالت بثبات وفخر 
وماله مش ابويا اللي طول عمره شايلنا على كفوف الراحة بيشقى وبيتعب عشان مين! 
حاوطتها بحنان ثم قالت بتوضيح 
أنا مقصدش يا سولي وبعدين لو مكنتيش أنتي اللي تشيلي باباكي مين اللي هيشله أنا بس كنت فاكرة انك بتسافري عشان تطمني عليه وإنه جايب حد يشتغل بالارض بالأجرة.. 
أعدلت طرف حجابها المتساقط من خلفها ثم قالت بحرج واضح 
كان نفسه يعمل كده بس الحالة على القد أنتي عارفة بقا مصاريف الجامعة وجهاز أختي زنق الدنيا شوية.. 
تعلم جيدا عزة نفس صديقتها المقربة فرغم أنها قادرة على مساعدتها الا أنها لم تجرأ على فعى ذلك فربتت بيدها على كتفيها بتفهم 
بكره ربنا هيفرجها وهتبقى عال..
هزت رأسها بيقين ثم اردفت 
أنا بفكر أدور على شغل هنا بالقاهرة أهو أقدر أكفي بيه مصاريف الجامعة عما ربنا يأخد بيد بابا ويقف على رجليه.. 
صمتت قليلا تحسب الفكرة المطروحة من أمامها ثم قالت بلهفة 
طب أيه رأيك
تشتغلي في المصنع بتاعنا هما كل يوم بيحتاجوا عمال وانتي أصلا تعليم عالي أكيد هيكون محتاجين ليكي.. 
بحماس قالت 
ياريت يا حور تبقي فعلا خدمتيني.. 
ردت عليها بابتسامة مشرقة 
اعتبريه

انت في الصفحة 3 من 43 صفحات